الجيش الإسرائيليّ أجبر الجنود والضباط على كتابة رسائل وداع قبل دخول قطاع غزة

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,779
التفاعل
17,897 114 0
الجيش الإسرائيليّ أجبر الجنود والضباط على كتابة رسائل وداع قبل الدخول للقطاع ومئات الجنود يُعالجون بالمصحّات النفسيّة وانتحار ثلاثة على خلفية العدوان الأخير
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

كشف تقرير لمفوضية شكاوي الجنود في الجيش الإسرائيليّ أن الجنود أُجبروا قبل الدخول إلى قطاع غزة خلال الحرب التي شنتها إسرائيل الصيف الماضي بكتابة رسائل وداع لعائلاتهم. وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، التي أوردت النبأ، إنّ تقرير المفوضية الذي نشر يوم أمس وجّه انتقادات شديدة لطلب الضباط من الجنود كتابة رسائل وداع لذويهم قبل الدخول إلى قطاع غزة صيف العام 2014، خلال العملية العسكريّة الإسرائيليّة التي أُطلق عليها اسم عملية (الجرف الصامد).
وبحسب الصحيفة العبريّة، جاء في التقرير المذكور أنّ هذا الطلب يمس بمعنويات الجنود قبل دخولهم إلى ما أسماه المجهول. وتابع التقرير قائلاً: قبل لحظات من دخولهم إلى المجهول، وحينما يرتفع مستوى الأدرينالين في دمهم، يتطلب من الجنود أنْ يجلسوا ويتخيلوا موتهم وبكاء عائلتهم ورفاقهم، والألم والعائلة التي ستنهار، على حدّ تعبيره. وأشار التقرير إلى أنّه خلال العام الماضي قدمت 6711 شكوى ضدّ ضباط في الجيش الإسرائيلي، وتبين أن 61 بالمائة منها مبررة.
وأوضح أنّ معظم الشكاوي متعلقة بتعامل الضباط مع الجنود الذين تحت إمرتهم، ويكشف أيضًا أنّ السنة الحالية شهدت ارتفاعًا كبيرًا في شكاوي الملتحقين الجدد بالجيش الإسرائيليّ. على صلةٍ بما سلف، قال تقرير إسرائيليّ إنّ أكثر من 350 جنديا توجهوا إلى خدمات الصحة النفسية في الجيش منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة (إسرائيل اليوم) المقرّبة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، موضحُا أن عددُا من الجنود الذين لجئوا إلى قسم خدمات الصحة النفسية وصلوا فعلاً إلى الحالة المسماة الصدمة الكليّة، ومن أعراضها الاضطراب النفسي والكوابيس وتراجع الأداء بشكل كبير.
ووفقًا للتقرير، فإنّ المئات من الجنود احتاجوا المساعدة النفسية خلال الحرب بعد أن عانوا من توتر شديد نتيجة القتال، حيث وصلوا إلى طاقم العلاج في قاعدة (رعيم) العسكرية، وبشكلٍ عامٍ كانوا يقضون ثماني ساعات في القاعدة، وتمت إعادة 80 بالمائة منهم إلى القتال حيث لم يكونوا يحتاجون لعلاج إضافي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير لم تُفصح عن اسمه، والذي يعمل في قسم خدمات الصحة النفسية العسكرية قوله إنّه مع المقارنة بحروب أخرى لوحظ ارتفاع في عدد الجنود الذين توجهوا إلى القسم خلال عملية (الجرف الصامد). ويُفسّر مسؤولون في الجيش هذا الارتفاع في ذلك الوقت مقارنة مع الماضي بأن الجنود شاهدوا أحداثًا قاسية، سواء الذين وصلوا إلى المستشفيات بعد الإصابة أو الذين تلقوا المساعدة النفسية خلال الحرب. وكان الجيش الإسرائيليّ قد أطلق حملة لمعالجة الأضرار النفسية التي يعاني منها عناصره جراء الحرب على غزة.
وذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي أنّ العشرات من الجنود خضعوا لعلاج نفسي، وأنّ الجيش بدأ مؤخرًا حملة سماها (الحارس الصامد) للبحث عن المرضى النفسيين في صفوف قواته. وأشارت القناة إلى أنّ بعض الجنود الذين شاركوا في المعارك بشكل مباشر في غزة يخضعون للعلاج في أقسام خاصة أعدت لذلك بإشراف أطباء يلقون محاضرات نفسية ويعقدون لقاءات مع الجنود. وكانت إسرائيل قد شنت في السابع من شهر تموز (يوليو) من العام الماضي 2014 عدوانًا على غزّة استمرّ 51 يومًا، أدى إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو11 ألفا آخرين بحسب مصادر طبية فلسطينية، فضلاً عن تدمير نحو تسعة آلاف منزل بشكل كامل، وثمانية آلاف منزل بشكل جزئي.
وكانت الخسائر الإسرائيلية هي الأعلى في حروبها على غزة، حيث أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريًا وأربعة مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة أكثر من ألفين وخمسمائة إسرائيلي، بينهم 740 عسكريًا، قبل أن ينتهي العدوان بالتوصل في 26 آب (أغسطس)الماضي إلى هدنة طويلة الأمد بعد مفاوضات القاهرة. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (معاريف) الإسرائيليّة أنّ الشرطة العسكرية تحقق في انتحار ثلاثة جنود من لواء “غفعاتي” أحد ألوية النخبة على خلفية مشاكل نفسية لها علاقة على ما يبدو باشتراكهم في العدوان البري الأخير على قطاع غزة. وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إنّ الشرطة العسكرية الإسرائيليّة تُحقق في ثلاث عمليات انتحار بطلقات نار أطلقت من سلاحهم الشخصي، اثنتان منها في موقعين للواء “غفعاتي” على حدود غزة، وواحدة وسط إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت أنّ التحقيقات تأخذ بعين الاعتبار فرضية الآثار النفسية للحرب الإسرائيلية على غزة واشتراك الجنود الثلاثة في العملية البرية التي أدت إلى مقتل العشرات من المشاركين في التوغل البري بالقطاع. ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في قطاع الصحة النفسية في الجيش -لم تسمه- قوله إنّ العام الماضي شهد انتحار ثمانية جنود فقط، بينما سجل في الأسابيع الأخيرة انتحار ثلاثة. ولم يصدر عن الجيش الإسرائيليّ أيّ تعقيب بشأن ما أوردته الصحيفة.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى