مخاوف من سباق التسلح ومواجهة محتملة بين واشنطن وموسكو في البحر المتوسط
سفن أمريكية في البحر الأبيض المتوسط
تتواصل التحركات الأمريكية – الأطلسية في الفترة الأخيرة على عدة محاور، من بينها أوروبا الشرقية والبحر الأبيض المتوسط تحت عدد من الذرائع.
ومن بينها تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإمكانية الرد السريع على روسيا في حال قيامها بخطوات ضد حلف الناتو.
لقد قررت الولايات المتحدة نشر عدد من مشاة البحرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط. وأفادت صحيفة "تايمز" البريطانية بأن عددا من مشاة البحرية الأمريكية سينتشرون في سبتمبر/أيلول المقبل كقوات للرد السريع على متن سفن دول أوروبية من حلف الناتو في البحر المتوسط.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن البنتاغون يضطر للاعتماد على حلفائه لنشر مشاة البحرية الأمريكية في البحر المتوسط لأنه لا يملك مثل هذه الإمكانيات في المنطقة التي أصبحت في مركز الاهتمام. وتشارك في هذه العمليات حاملات مروحيات بريطانية وإيطالية، وسفن حربية فرنسية وهولندية وإسبانية. ورأت الصحيفة أن هدف نشر مشاة البحرية الأمريكيين يتمثل في "الرد السريع على روسيا في حال قيامها بخطوات ضد دول الحلف في شرق أوروبا". ومن المتوقع أن تنشر أولى الوحدات من مشاة البحرية الأمريكية في سفن الحلفاء في مطلع الخريف أثناء تدريبات الناتو "Trident Juncture" التي ستستمر شهرا بمشاركة 25 ألف عسكري.
على الجانب الآخر، أعلن رئيس القسم الإعلامي في أسطول البحر الأسود الروسي فياتشيسلاف تروخاتشيوف أن المدمرة الصاروخية "ميراج" التابعة لأسطول البحر الأسود انطلقت، الأربعاء 17 يونيو/ حزيران الحالي، من ميناء سيفاستوبول لتنفيذ عدد من المهام مع المجموعة الدائمة للقوات البحرية الروسية في البحر المتوسط. وأشار تروخاتشيوف إلى أن هذه المهمة هي الأولى لطاقم السفينة في منطقة بحرية بعيدة وتنفذ وفقا لخطة تناوب القوات.
يذكر أن أكثر من 10 سفن وبوارج تابعة لأسطولي البحر الأسود والبلطيق تؤدي مهامها في البحر المتوسط، من بينها الطراد الصاروخي "موسكو" وسفينة الحراسة "بيتليفي" والعوامة الصاروخية "ساموم" وسفينة الإنزال الكبيرة "الكسندر شابالين".
تساؤلات كثيرة تدور حول هذه النشاطات المكثفة في البحر المتوسط. ويبدو أن الأمور قد لا تصل إلى مواجهات مباشرة، على الرغم من المماحكات الأمريكية – الأطلسية بشأن أوكرانيا. إلا أن الملفت هو قيام الولايات المتحدة باستخدام أسطولها في البحر المتوسط في تنفيذ عمليات خاصة في دول شمال أفريقيا، وكان آخرها في ليبيا، حيث شنت غارة لقتل أحد العناصر الإرهابية.
أما التحركات الأخرى الأكثر إثارة للتساؤلات، فهي قيام الولايات المتحدة بتكثيف دورياتها في المجال الجوي فوق بحر البلطيق ونشر طائرات قاذفة من طراز "بي-2" و"بي-52" في بريطانيا بهدف تعزيز مواقعها العسكرية في أوروبا. هذا إضافة إلى ما يتردد عن تخزين أسلحة أمريكية ثقيلة في عدد من دول أوروبا الشرقية. كل ذلك يراه عدد كبير من المراقبين شكلا من أشكال سباق التسلح والإخلال بالتوازن الاستراتيجي القالئم في أوروبا والعالم منذ عدة سنوات.
الكرملين أعلن أنه لن يخوض سباق تسلح مع الولايات المتحدة. إذ أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن موسكو ستقوم بردود لدرء التهديدات المحتملة من دون أن تخوض سباقا للتسلح.
من جانبها أعلنت وزيرة سلاح الجو الأمريكي ديبورا لي جيمس، يوم الأربعاء 17 يونيو/ حزيران الحالي، أن الولايات المتحدة تأمل في تفادي سباق تسلح مع موسكو بسبب الأزمة في أوكرانيا. وأعربت عن أملها في "ألا يحدث ذلك لكن من يعش يرى". ومن جهة أخرى شددت على " أننا اتفقنا في إطار الناتو على نشر قوات إضافية وإجراء تدريبات إضافية وتطوير التنسيق بين قواتنا وخلافه... والولايات المتحدة كدولة عضو في الحلف توافق على ذلك". وفي الوقت نفسه أشارت إلى أن واشنطن لم تتخذ بعد قرارا حول نشر مقاتلات "إف-22" في أوروبا. ولكنها لم تستبعد مشاركة طائرات من هذا النوع في التدريبات العسكرية مستقبلا.
أما الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف فقد شدد على أنه لا يسع روسيا إلا أن تنبه إلى خطورة ما يفعله حلف شمال الأطلسي في محاولة للإخلال بموازين القوى الاستراتيجية. وأشار إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين نوه، الثلاثاء 16 يونيو/ حزيران الحالي، إلى أن الناتو يقترب من حدود روسيا ويقوم بخطوات نحو تغيير ميزان القوى الاستراتيجية. وأن كل ذلك لا يمكنه إلا أن يثير قلق روسيا. وحذر بيسكوف مكررا تصريحات بوتين بأن "روسيا لا تقترب من حدود أحد، بل البنى العسكرية التحتية للناتو هي التي تقترب من حدود روسيا"، وبالتالي، ستضطر موسكو لاتخاذ إجراءات لتأمين مصالحها وضمان أمنها ومن أجل التوازن. وفي الوقت نفسه أعرب عن نية موسكو استعدادها للتعاون البناء والمنفعة المتبادلة مع الشركاء.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف قد أعلن أن دول حلف الناتو تستفز روسيا وتدفع بها إلى سباق تسلح جديد، مشيرا إلى أن موسكو سترد بالمثل في حال تم نشر طائرات "إف-22" الأمريكية في أوروبا. كما سترد بشكل متكافئ أيضا على تعزيز تشكيلات الناتو في دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق.
في هذا السياق تحديدا، أعلن قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا الجنرال بن هوجيس أن القرار النهائي بشأن موقع تخزين الأسلحة الثقيلة للواء المدرعات الأمريكية الإضافية، التي نقلت إلى أوروبا العام الماضي، لم يتخذ حتى الآن. ولم يستبعد تخزين كل المصفحات والمعدات العسكرية الأخرى في ألمانيا وليس في دول بشرق أوروبا، وذلك وفقا لأحد السيناريوهات الذي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية، مشيرا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر هو الذي سيتخذ القرار النهائي بهذا الشأن، وسيتم الإعلان عنه في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الناتو في بروكسل في 24/ 25 يونيو/حزيران الجاري.
وإذا كان حلف الناتو سيعلن تلك الإجراءات والخطوات الخطيرة في التاريخ المشار إليه، فإن الاتحاد الأوروبي سيعلن أيضا في 22 يونيو/حزيران الحالي عن قراراته الخاصة بتمديد العقوبات ضد روسيا لمدة 6 أشهر أخرى. ما أعطى انطباعا للمراقبين بأن الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي يتخذون حزمة متزامنة من الإجراءات أحادية الجانب ذات طابع استفزاي، ثم يوجهون الاتهامات إلى روسيا بالتدخل في أوكرانيا، أو التفكير بالاعتداء على أوروبا. والمثير للدهشة أنهم يوجهون قوات المارينز إلى البحر المتوسط لمواجهة روسيا بسبب أوكرانيا أيضا!
تتواصل التحركات الأمريكية – الأطلسية في الفترة الأخيرة على عدة محاور، من بينها أوروبا الشرقية والبحر الأبيض المتوسط تحت عدد من الذرائع.
ومن بينها تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإمكانية الرد السريع على روسيا في حال قيامها بخطوات ضد حلف الناتو.
لقد قررت الولايات المتحدة نشر عدد من مشاة البحرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط. وأفادت صحيفة "تايمز" البريطانية بأن عددا من مشاة البحرية الأمريكية سينتشرون في سبتمبر/أيلول المقبل كقوات للرد السريع على متن سفن دول أوروبية من حلف الناتو في البحر المتوسط.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن البنتاغون يضطر للاعتماد على حلفائه لنشر مشاة البحرية الأمريكية في البحر المتوسط لأنه لا يملك مثل هذه الإمكانيات في المنطقة التي أصبحت في مركز الاهتمام. وتشارك في هذه العمليات حاملات مروحيات بريطانية وإيطالية، وسفن حربية فرنسية وهولندية وإسبانية. ورأت الصحيفة أن هدف نشر مشاة البحرية الأمريكيين يتمثل في "الرد السريع على روسيا في حال قيامها بخطوات ضد دول الحلف في شرق أوروبا". ومن المتوقع أن تنشر أولى الوحدات من مشاة البحرية الأمريكية في سفن الحلفاء في مطلع الخريف أثناء تدريبات الناتو "Trident Juncture" التي ستستمر شهرا بمشاركة 25 ألف عسكري.
على الجانب الآخر، أعلن رئيس القسم الإعلامي في أسطول البحر الأسود الروسي فياتشيسلاف تروخاتشيوف أن المدمرة الصاروخية "ميراج" التابعة لأسطول البحر الأسود انطلقت، الأربعاء 17 يونيو/ حزيران الحالي، من ميناء سيفاستوبول لتنفيذ عدد من المهام مع المجموعة الدائمة للقوات البحرية الروسية في البحر المتوسط. وأشار تروخاتشيوف إلى أن هذه المهمة هي الأولى لطاقم السفينة في منطقة بحرية بعيدة وتنفذ وفقا لخطة تناوب القوات.
يذكر أن أكثر من 10 سفن وبوارج تابعة لأسطولي البحر الأسود والبلطيق تؤدي مهامها في البحر المتوسط، من بينها الطراد الصاروخي "موسكو" وسفينة الحراسة "بيتليفي" والعوامة الصاروخية "ساموم" وسفينة الإنزال الكبيرة "الكسندر شابالين".
تساؤلات كثيرة تدور حول هذه النشاطات المكثفة في البحر المتوسط. ويبدو أن الأمور قد لا تصل إلى مواجهات مباشرة، على الرغم من المماحكات الأمريكية – الأطلسية بشأن أوكرانيا. إلا أن الملفت هو قيام الولايات المتحدة باستخدام أسطولها في البحر المتوسط في تنفيذ عمليات خاصة في دول شمال أفريقيا، وكان آخرها في ليبيا، حيث شنت غارة لقتل أحد العناصر الإرهابية.
أما التحركات الأخرى الأكثر إثارة للتساؤلات، فهي قيام الولايات المتحدة بتكثيف دورياتها في المجال الجوي فوق بحر البلطيق ونشر طائرات قاذفة من طراز "بي-2" و"بي-52" في بريطانيا بهدف تعزيز مواقعها العسكرية في أوروبا. هذا إضافة إلى ما يتردد عن تخزين أسلحة أمريكية ثقيلة في عدد من دول أوروبا الشرقية. كل ذلك يراه عدد كبير من المراقبين شكلا من أشكال سباق التسلح والإخلال بالتوازن الاستراتيجي القالئم في أوروبا والعالم منذ عدة سنوات.
الكرملين أعلن أنه لن يخوض سباق تسلح مع الولايات المتحدة. إذ أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن موسكو ستقوم بردود لدرء التهديدات المحتملة من دون أن تخوض سباقا للتسلح.
من جانبها أعلنت وزيرة سلاح الجو الأمريكي ديبورا لي جيمس، يوم الأربعاء 17 يونيو/ حزيران الحالي، أن الولايات المتحدة تأمل في تفادي سباق تسلح مع موسكو بسبب الأزمة في أوكرانيا. وأعربت عن أملها في "ألا يحدث ذلك لكن من يعش يرى". ومن جهة أخرى شددت على " أننا اتفقنا في إطار الناتو على نشر قوات إضافية وإجراء تدريبات إضافية وتطوير التنسيق بين قواتنا وخلافه... والولايات المتحدة كدولة عضو في الحلف توافق على ذلك". وفي الوقت نفسه أشارت إلى أن واشنطن لم تتخذ بعد قرارا حول نشر مقاتلات "إف-22" في أوروبا. ولكنها لم تستبعد مشاركة طائرات من هذا النوع في التدريبات العسكرية مستقبلا.
أما الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف فقد شدد على أنه لا يسع روسيا إلا أن تنبه إلى خطورة ما يفعله حلف شمال الأطلسي في محاولة للإخلال بموازين القوى الاستراتيجية. وأشار إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين نوه، الثلاثاء 16 يونيو/ حزيران الحالي، إلى أن الناتو يقترب من حدود روسيا ويقوم بخطوات نحو تغيير ميزان القوى الاستراتيجية. وأن كل ذلك لا يمكنه إلا أن يثير قلق روسيا. وحذر بيسكوف مكررا تصريحات بوتين بأن "روسيا لا تقترب من حدود أحد، بل البنى العسكرية التحتية للناتو هي التي تقترب من حدود روسيا"، وبالتالي، ستضطر موسكو لاتخاذ إجراءات لتأمين مصالحها وضمان أمنها ومن أجل التوازن. وفي الوقت نفسه أعرب عن نية موسكو استعدادها للتعاون البناء والمنفعة المتبادلة مع الشركاء.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف قد أعلن أن دول حلف الناتو تستفز روسيا وتدفع بها إلى سباق تسلح جديد، مشيرا إلى أن موسكو سترد بالمثل في حال تم نشر طائرات "إف-22" الأمريكية في أوروبا. كما سترد بشكل متكافئ أيضا على تعزيز تشكيلات الناتو في دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق.
في هذا السياق تحديدا، أعلن قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا الجنرال بن هوجيس أن القرار النهائي بشأن موقع تخزين الأسلحة الثقيلة للواء المدرعات الأمريكية الإضافية، التي نقلت إلى أوروبا العام الماضي، لم يتخذ حتى الآن. ولم يستبعد تخزين كل المصفحات والمعدات العسكرية الأخرى في ألمانيا وليس في دول بشرق أوروبا، وذلك وفقا لأحد السيناريوهات الذي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية، مشيرا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر هو الذي سيتخذ القرار النهائي بهذا الشأن، وسيتم الإعلان عنه في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الناتو في بروكسل في 24/ 25 يونيو/حزيران الجاري.
وإذا كان حلف الناتو سيعلن تلك الإجراءات والخطوات الخطيرة في التاريخ المشار إليه، فإن الاتحاد الأوروبي سيعلن أيضا في 22 يونيو/حزيران الحالي عن قراراته الخاصة بتمديد العقوبات ضد روسيا لمدة 6 أشهر أخرى. ما أعطى انطباعا للمراقبين بأن الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي يتخذون حزمة متزامنة من الإجراءات أحادية الجانب ذات طابع استفزاي، ثم يوجهون الاتهامات إلى روسيا بالتدخل في أوكرانيا، أو التفكير بالاعتداء على أوروبا. والمثير للدهشة أنهم يوجهون قوات المارينز إلى البحر المتوسط لمواجهة روسيا بسبب أوكرانيا أيضا!
http://arabic.rt.com/news/786210-مخاوف-سباق-تسلح-واشنطن-موسكو-البحر-المتوسط/