هي عبارة عن طائرات استطلاع، كاالتي تستخدمها اغلب جيوش العالم لما تتمتع به من قدرات الكترونية متطورة، تنحصر في مجال التجسس والتصنت، والمراقبة والتصوير والمسح الجوي، وتحديد الاهداف، وعادة ما يكون عملها مرتبطا بغرفة مركزية.
تستخدمها إسرائل في الحرب على نشطاء المقاومة الفلسطينية من خلال قصف سياراتهم او مواقعهم، لكن مراجعة لآلية عمل تلك الطائرة الصغيرة على موقع سلاح الجو في الجيش الاسرائيلي على الانترنت وفي غيره من المواقع العسكرية لا يشير الى ان تلك الطائرة لها مهمات قتالية، وان بامكانها اطلاق صواريخ، مثل تلك التي تطلقها طائرات الاباتشي الامريكية.الاباتشي الامريكية..
وبرز اسم طائرة الاستطلاع ودورها بشكل واضح في الضفة الغربية، خلال محاولة اغتيال قائد كتائب القسام محمود ابو هنود في قرية عصيرة الشمالية، حيث اشارت مصادر اسرائيلية في حينها "ان طائرة استطلاع متطورة كانت تنقل مجريات الحصار والمعركة بالصوت والصورة لغرفة قيادة مركزية في مبنى وزارة الدفاع في تل ابيب" وكانت تلك المحاولة للقضاء على ابو هنود قد منيت بالفشل، وقتل خلال العملية ثلاثة من الجنود برصاص زملائهم في حين تمكن ابو هنود يومها من الهرب سيرا على الاقدام حتى مدينة نابلس.
طائرة الاستطلاع التي يجري الحديث عنها، تعتبر طائرة بدون طيار وهي صغيرة الحجم لا يتجاوز وزنها 300 كغم، وهناك عدة انواع منها يستخدمها الجيش الاسرائيلي، ومعظمها من انتاج صناعاته العسكرية، او من انتاج دول اجنبية، لكن اسرائيل قامت بتطويرها وادخال اضافات اليها.
وابرز طائرات الاستطلاع التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة على وجه التحديد هي طائرة "سيرشير 2" أي الباحث بالانجليزية، وهذه الطائرة ادخلت في خدمة الجيش الاسرائيلي عام 1992، حيث تم استخدامها بشكل مكثف في جنوب لبنان، وفي شهر 6/1998 تم تطويرها من قبل الصناعات العسكرية الاسرائيلية، واصبح طولها اربعة امتار، وسرعتها تصل الى حوالي 198 كم/الساعة، ووزنها 318 كغم، واقصى ارتفاع لتحليقها هو 5200 متر، وبامكانها العمل والتحليق لمدة سبع ساعات متواصلة، وهذه الطائرة تستخدم في مجال الاستخبارات، وهي مزودة باجهزة تصوير رقمية متطورة، وكاميرات حرارية وانظمة الكترو بصرية، وترسل كافة معطياتها ببث مباشر الى غرفة مركزية، كما ان لديها امكانية التسجيل والتوثيق على اشرطة خاصة، وبامكانها العمل والتقاط الصور والمسح الجوي من ارتفاعات عالية بحيث لا يمكن رؤيتها من الارض، كما انها مزودة بانظمة للرؤية والتصوير الليلي، ومزودة بامكانية وضع اشارات غير مرئية على الاهداف".
طائرات البث المباشر..
وحسب موقع سلاح الجو في الجيش الاسرائيلي "فان طائرة استطلاع اخرى صغيرة الحجم يتم استخدامها ويطلق عليها "ايرولايت" وقد دخلت الخدمة في العام 1995، وهذه الطائرة بامكانها التحليق اربع ساعات متتالية، واقصى ارتفاع لتحليقها هو 4500 متر، ويبلغ طول الطائرة 2,55 متر، وسرعتها القصوى 87 عقدة، وهي مزودة بماتور مستورد من اليابان تنتجه شركة ZENOAH قوته 74 حصانا".
ويتضح ان تلك الطائرات تستخدم مدرجات صغيرة تقام قرب المواقع العسكرية، حيث يتم توجيهها ومتابعة عملها من خلال الغرفة المركزية، التي تستقبل منها كافة المعطيات وخاصة الصور الحية، أي المباشرة.
ويترافق الحديث عن "الزنانة" وطائرات الاستطلاع في الشارع الفلسطيني وخاصة قطاع غزة، مع دور هذه الطائرات في العراق، حيث برزت هناك بشكل واضح، من خلال صور تلك الطائرات التي اسقطتها المقاومة فوق عدد من المدن، حتى ان بعض تلك الطائرات لم يتجاوز عرضه المتر الواحد، وكانها تشبه لعبة صغيرة وليست بطائرة حقيقية لها مهمات التصوير والتنصت.
وتوجد للطائرات الهجومية بدون طيار أفضليات كثيرة بالمقارنة مع استخدام طائرات "أباتشي"، إذ تستطيع البقاء في الجو فترات طويلة بانتظار ظهور الهدف، كما أنتحليقها أقل تكلفة بكثير من تكلفة تحليق الطائرات الحربية المروحية، بالإضافة إلىأنها تصدر ضجيجا أقل. ويطلق عليها الفلسطينيون "الزنانة" أو "عيون القتلة".. وتعتبر "طائرات" بدون "طيار" تعتبر نقلة نوعية في عالم التسليح والطيران!!وتعدالطائرات غير المأهولة الاستطلاعية والمقاتلة أحدث مرحلة وصلت إليها تطوير طائراتالاستطلاع والتجسس التي قامت فكرتها الأساسية على علاج قصور الرادارات في اكتشافالأهداف التي تُحلِّق على ارتفاع منخفض، فكان الحل حمل الرادارات على سطح طائرة أومنطاد لاكتشاف الأهداف المنخفضة التي لا تتمكن من سرعة تحديدها بسبب كروية الأرض؛ما يؤثر على سرعة إيصال المعلومات إلى مراكز تجميعها لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وكانت "جلوبال هوك" أول نوع يظهر من هذه الطائرات، لتعتبر طائرة استكشاف بعيدةالمدى، وهي معروفة بجناحيها الأطول من جناحي "البوينج" حيث يصل طول الجناح إلى 34.8مترا، وتستطيع رغم سرعتها أن تلتقط صورا بالغة الدقة والوضوح، كما يمكنها تغطيةمساحة 40 ألف ميل بحري وهي تطير بدون توقف لمدة تصل لـ 35 ساعة، يصل أقصى ارتفاعلها أثناء الطيران إلى 65 ألف قدم (19500 متر).
ولتنفيذ تلكالمواصفات كان لا بد أن يتم تزويد الطائرة بمحرك قوي قادر على تحمل الوزن ويمكنالتحكم فيه إلكترونيا، بالإضافة لاقتصاد ممتاز في الوقود لتطير لأطول فترة ممكنة.وحيث إن الطائرة يجب أن تطير ببطء وتحوم لمدة طويلة، كان لا بد من أن يحل محلالهياكل المعدنية المصنوعة من الألومنيوم والفولاذ مواد خفيفة الوزن مثل أليافالكربون.
وكان من أهم مكوناتها أجهزة الرادار التي تعمل بطريقةالاستشعار عن بعد لرصد الأهداف من خلال إرسال ذبذبات كهرومغناطيسية ترصد الأهدافسواء المتحركة أو الثابتة عبر الاصطدام بها والارتداد لمركز الإرسال، لتقوم الحواسبالإلكترونية باستقبالها بالإضافة إلى صور كاميرات المراقبة المتواجدة على سطحالطائرة، والتي ترسلها بدورها لمراكز المراقبة الأرضية ليقوم الخبراء بتحليلها.
مسلحة ام لا ؟!
يعد أهم ما طرأ من تغيير على هذه الطائرات هو القدرةالقتالية، حيث تم تزويدها في بداية عام 2001 بصواريخ وأجريت أول تجربة في صحراءنيفادا، إذ تم إصابة طائرة مهجورة للجيش الأمريكي، وبتطوير هذه القدرة أصبح بمقدورطائرات الاستطلاع البحث عن الهدف المطلوب وتوجيه الصواريخ إلكترونياً إليه باستخدامأشعة الليزر، مع إبقاء القرار للقاعدة الأرضية التي يتم المراقبة من خلالها فيإصدار الأمر لاستهداف الهدف الذي تم رصده.
وتبعاً لما ذكره مركزالإعلام الفلسطيني في أكتوبر 2002، فقد أصبحت اسرائيل من الدول المصدرة لهذا النوع منالطائرات حيث طلبت منها الولايات المتحدة تجهيز 300 طائرة من هذا النوع للحرب علىالعراق وقد راعت الدولة العبرية عند صناعتها لهذا النوع من الطائرات عددا منالمواصفات أهمها, كفاية التشغيل وسهولة الاستخدام من قبل الفنيين بحيث يمكنالتحكم بها وتوجيهها حسب الاحتياج، وسهولة التجهيزات حيث يتم إطلاقها من داخلسيارة خاصة بها في أي وقت، و قلة الكلفة حتى لا تشكل خسائر ذات قيمة في حال سقوطها، فيبلغ ثمنها 3 ملايينشيكل (أي اقل من مليون دولار).
وبالرغم من أنهذه الطائرات تلغي الأخطار التي كان يتعرض لها الطيارون، فإن بعض الخبراء يرى أنالطائرات غير المأهولة مثل "بريداتور" و"جلوبال هاوك" تعاني بعض الثغرات مثل البطءوعدم اتخاذ رد الفعل المناسب في الوقت المناسب.
تحياتي
الفاروق