شيطنة روسيا وابتزاز أوروبا.. فيلم أمريكي هابط غير مضمون النتائج!

عبد ضعيف

عضو مميز
إنضم
17 يوليو 2011
المشاركات
3,882
التفاعل
3,233 0 0
شيطنة روسيا وابتزاز أوروبا.. فيلم أمريكي هابط غير مضمون النتائج!
تاريخ النشر:16.06.2015 | 13:44 GMT |

آخر تحديث:16.06.2015 | 13:51 GMT | أخبار العالم

10273.5K
55802470c461889c218b45d3.JPG
RT RT
انسخ الرابط
تتوالى التسريبات الصحفية والإعلامية الأمريكية بشكل مثير للتساؤلات حول تسليح أوروبا خوفا من "عدوان روسي محتمل" مزعوم .

فبعد أن نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في البنتاغون أن واشنطن تدرس إمكانية نشر أسلحة ثقيلة في أوروبا الشرقية، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن واشنطن قد ترسل مقاتلات "F-22 Raptor" إلى أوروبا في إطار تعزيز قواتها هناك على خلفية توتر العلاقات مع روسيا.

لم يعد الكثير من القطاعات السياسية والاجتماعية، والساسة العقلاء، في أوروبا يشك في مسلسل الابتزاز الأمريكي للدول الأوروبية بذريعة "عدوان روسي محتمل" على دول أوروبية. وإذا كانت هناك بعض الشكوك في هذا الموضوع، فقد تأكدت بعد تصريحات وزيرة القوات الجوية الأمريكية ديبورا لي جيمس التي زعمت أن خطوات روسيا تعتبر "أكبر خطر"، داعية حلفاء واشنطن في حلف الناتو إلى زيادة نفقاتها الدفاعية. وأعربت الوزيرة الأمريكية عن قلقها من نية بعض الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا، تخفيض نفقاتها العسكرية.

55802900c46188bf0d8b45f1.jpg
Reuters طائرة اف 22
في الحقيقة، لا تقتصر المسألة على بريطانيا، فالأزمة المالية والاقتصادية العالمية تنسحب على جميع الدول الأوروبية تقريبا، وترهق اقتصاداتها. ومع ذلك تصر واشنطن على زيادة ميزانيات الدفاع الأوروبية تحت ذرائع عديدة، بينها "شيطنة" روسيا واستفزازها، لإعطاء انطباع للرأي العام العالمي بأن موسكو تسعى للهيمنة على أوروبا، بينما واشنطن في حقيقة الأمر هي التي تعرض الأمن الأوروبي للخطر. ولا تقتصر الأخطار على أوروبا بل تنسحب على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعربد المقاتلات الأمريكية في ليبيا واليمن تحت غطاء قصف "شخصيات معينة" تنتمي إلى تنظيمات إرهابية.

لقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن رد موسكو سيكون مناسبا في حال نشر أسلحة أمريكية ثقيلة في أوروبا الشرقية، مشيرة إلى أنها تدرس إمكانية تعزيز قواتها على الشريط الحدودي بما في ذلك التشكيلات الجديدة في صفوف قوات الدبابات والمدفعية وسلاح الجو. واعتبر أن روسيا ستعمل أيضا على تسريع وتائر تسليح لواء الصواريخ المرابط في مقاطعة كالينينغراد على بحر البلطيق بمنظومات صواريخ "اسكندر" الحديثة.

55802984c4618889218b45a9.jpg
Reuters منظومة اسكندر الصاروخية الروسية
هذا التصريح جاء على لسان منسق مديرية المفتشين العامين لدى وزارة الدفاع الروسية الجنرال يوري ياكوبوف على خلفية مسلسل التسريبات الصحفية، عن خطط واشنطن لنشر صواريخ مجنحة وبالستية في أوروبا، وأسلحة نووية في بريطانيا، وأخيرا عن نية البنتاغون تزويد 5 آلاف جندي أمريكي في شرق أوروبا بدبابات وعربات مصفحة وغير ذلك من المعدات العسكرية، وتحديدا في ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وبولندا ورومانيا وبلغاريا والمجر. وقد يوافق البنتاغون على المشروع قبل اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو في 24 و25 يونيو/ حزيران الجاري.

ياكوبوف حذر من أنه "إذا ظهرت الأسلحة الأمريكية الثقيلة، بما في ذلك دبابات ومنظومات مدفعية ومعدات قتالية أخرى، في دول أوروبا الشرقية والبلطيق فعلا، فسيعد ذلك الخطوة الأكثر عدوانية من قبل البنتاغون والناتو منذ انتهاء الحرب الباردة في القرن الماضي".

المثير للتساؤلات هنا أن واشنطن الرسمية تنفي اتخاذها قرارا حول نشر معدات عسكرية في دول شرق أوروبا وأن الأمر لا يزال قيد البحث، بينما تواصل وسائل الإعلام الأمريكية، وعلى لسان مصادر عسكرية ودبلوماسية وسياسية، تسريب المعلومات تباعا. بل تعدى الأمر هذا الخط ليصل إلى دول أوروبا الشرقية التي تصب الزيت على النار كلما هدأت الأمور أو حدثت انفراجة بين موسكو وواشنطن. إذ أعلن وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكيافيتشيوس أن "هذا القرار" جزء من خطة لتعزيز الأمن في المنطقة. أي أن وزير الخارجية الليتواني يؤكد ما نفته واشنطن، ويصف الأمر بوجود قرار له أسبابه ومسوغاته.

وزير خارجية ليتوانيا قال أيضا إن ليتوانيا نشرت كتيبة مشاة من الجيش الأمريكي على أساس تناوبي للمشاركة الدائمة في التدريبات المشتركة. وأشار إلى ضرورة الانتظار بعض الوقت إلى أن يعلن عن ذلك مصدر رسمي أمريكي.

أما وزير الدفاع الليتواني يوزاس أولياكاس فيذهب إلى أن بلاده تقوم بتحديث الجيش وتسعى إلى المزيد من مشاركة قوات حلف الناتو في ضمان أمن ليتوانيا، موضحا أن "روسيا تحاول إخفاء خطواتها لأنها حتى الآن لم تنشر أسلحة.. لكن هناك تدريبات جرت وصواريخ "إسكندر" نشرت في مقاطعة كالينينغراد".

هنا نصل إلى المحطة البولندية، حيث أعلنت بولندا أنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة لبحث احتمال تخزين أسلحة أمريكية ثقيلة على الأراضي البولندية. وأعلن وزير دفاعها توماش شيمونياك أن هذه المحادثات هي جزء من مناقشات حول زيادة التواجد العسكري الأمريكي في بولندا وغيرها من الدول الأعضاء في حلف الناتو بشرق أوروبا. وأكد أنه ناقش هذا الموضوع مع نظيره الأمريكي آشتون كارتر خلال زيارته إلى واشنطن في مايو/ آيار الماضي.

وقال وزير الدفاع البولندي "نحن نعمل منذ فترة على زيادة التواجد العسكري الأمريكي في بولندا وعلى الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي"، مضيفا أنه من السهل نسبيا نقل الجنود، ولكن سيكون من الجيد وجود معدات قريبة من مناطق الخطر، ونأمل أن يكتسب الوجود العسكري الأمريكي في أراضينا صفة دائمة. لكن المثير للانتباه هنا أن شيمونياك أعرب عن أمله بأن تكون دوافع الأمريكيين في هذا السياق مرتبطة بإدراكهم الطابع طويل الأمد للأزمة الأوكرانية وتباطؤ عملية مينسك السلمية".

قد يكون واضحا لماذا تقوم الولايات المتحدة الآن بشيطنة روسيا واستفزازها وابتزاز أوروبا. ولكن من الصعب أن نتصور هذه الدرجة من الاستجابة من جانب دول أوروبا العجوز، سواء للابتزاز الأمريكي، أو صب الزيت على النار الذي تقوم به دول أوروبا الشرقية، الأمر الذي ينعكس سلبا على أمن القارة الأوروبية بالكامل.

ربما يكون النائب في البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي، عضو لجنة سياسة الدفاع، رودر كيزيفيتير قد اقترب من جوهر ما يحدث في هذا السياق، حيث قال في لقاء مع صحيفة "دويتشه فيله" إنه لا يتصور قيام الولايات المتحدة بنفسها بالانسحاب من اتفاق الناتو وروسيا، إذ أن الاتفاق بين حلف الناتو وروسيا ينص على عدم تمركز القوات بشكل دائم في الدول التي كانت تنتمي إلى معاهدة وارسو. ودعا الولايات المتحدة إلى احترام دول أوروبا الغربية والتنسيق معها في هذا الشأن من أجل منع عودة الدوامة التي كانت في عهد جورج بوش الإبن، عندما كانت مصالح أوروبا الغربية لا تؤخذ بالحسبان، مؤكدا على أهمية الحفاظ على عدم انقسام حلف الناتو. لكنه شدد في نهاية المطاف على أهمية توجيه جميع الجهود إلى حل الأزمة الأوكرانية، بدلا من عسكرتها وعسكرة أوروبا.

أشرف الصباغ
 
العالم على شفير الحرب النووية الهرمجدونية المدمرة العظمى
 
عودة
أعلى