القدس المحتلة / رويترز /قال مسؤولون عسكريون اسرائيليون اليوم الثلاثاء إن الدولة اليهودية خفضت مشترياتها من القنابل العنقودية الأمريكية الصنع وإنها بدأت تشتري كميات من شركة اسرائيلية مملوكة للدولة بدلا من الاستجابة لمطالب بفرض حظر تام على القنابل.
وقال المسؤولون إن القوات المسلحة الاسرائيلية تريد تجنب تكرار سقوط قتلى من المدنيين من جراء القنابل العنقودية مثلما حدث في حرب لبنان عام 2006 وبعدها. وحظرت أكثر من مئة دولة هذه القنابل لأنها تقتل بشكل عشوائي.وللقنابل العنقودية معدل مرتفع في عدم الانفجار مقارنة بالذخيرة التقليدية لكن بعض الجيوش تفضلها كوسيلة لضرب مقاتلي العدو في المناطق التي لا توجد فيها أهداف دقيقة.
وأمطرت القوات الجوية والمدفعية الاسرائيلية جنوب لبنان بالقذائف العنقودية التي تحتوي كل منها على عشرات أو مئات من القنابل الصغيرة خلال حرب استمرت 34 يوما مع مقاتلي حزب الله قبل عامين.
ويقول مركز تنسيق مكافحة الألغام التابع للأمم المتحدة إن ما بين 30 و40 في المئة من القنابل لم تنفجر لدى ارتطامها بالارض. وأضاف أن الكثير منها انفجر لاحقا بالصدفة مما أسفر عن مقتل 20 مدنيا وإصابة 195.
وشكك مسؤولو دفاع اسرائيليون في الارقام التي أعلنها مركز مكافحة الألغام وقال إن معدل عدم الانفجار يقل عن 15 في المئة.
وقال المسؤول "ولكننا ندرك أن هذه كانت مشكلة سببها أنه في أول أسبوع ونصف من الحرب كنا نعتمد بشكل تام تقريبا على ترسانة من الذخيرة الأميركية كان من المرجح ألا تنفجر إما بسبب عيوب في التصميم أو بسبب تخزينها لفترة طويلة جدا".
وأضاف "كنا على علم بحجم الخسارة بين المدنيين في حرب لبنان والدروس التي استفدناها من مسألة القنابل العنقودية لاقت اهتماما كبيرا بشكل خاص".
ولأن أي جيش لا يرغب في إطلاق ذخيرة لا تنفجر خلال أي صراع فإن تلك العبوات التي لا تنفجر والتي تشوه المدنيين وتقتلهم لاحقا سببت ضغوطا دبلوماسية تريد اسرائيل الحد منها.
وقال المسؤولون إن اسرائيل بدأت منذ ذلك الحين في التحول إلى القنبلة العنقودية ام 85 التي تصنعها هيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية التي تقول إن السلاح الذي تنتجه يتضمن فتيلا لتفجير الذخيرة التي لم تنفجر.
وتزعم هيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية إن أقل من واحد في المئة من القنابل التي تنتجها لا تنفجر. وفي تقرير عام 2007 أعدته جماعة إعانة الشعوب وهي جماعة نرويجية بين عدة جماعات تشن حملة لحظر القنابل العنقودية إن معدل عدم انفجار القنبلة ام 85 يبلغ أكثر من عشرة في المئة.
ويقول البعض إن انفجار القنبلة العنقودية يمكن ألا يحدث نتيجة وعورة الأرض أو بسبب حاويات القذائف التي لا تنفتح بشكل سليم وهي عوامل لا يجري في العادة محاكاتها داخل المختبرات.
وأكدت الدراسة النرويجية أن الذخائر الأميركية التي استخدمتها اسرائيل في لبنان لا يمكن الاعتماد عليها بدرجة كافية.
وأضافت الدراسة "كانت القنابل الصغيرة الأكثر استخداما هي القنابل الأميركية الأقدم. ومعروف أن هذه القنابل الصغيرة لا يمكن الاعتماد عليها وإن نسبة كبيرة.. وهذا لا يدعو للدهشة.. لم تعمل ولم تنفجر ونثرت في مساحات كبيرة من الأرض."
ورفضت الولايات المتحدة إلى جانب اسرائيل وغيرها من القوى العسكرية الكبرى في العالم مثل الصين وروسيا الانضمام لحملة عالمية لحظر القنابل العنقودية.
ولكن وزارة الدفاع الأميركية قالت في( تموز)يوليو إنها ستتطلب معايير سلامة أفضل في الذخيرة العنقودية الأمريكية الصنع.
http://www.samanews.com/index.php?id=details&sid=43169