نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف
أكدت موسكو أنها سترد على عزم الناتو إجراء تدريبات عسكرية تهدف الى اعتراض الصواريخ البالستية الروسية، لاسيما في ظل سعي واشنطن لنشر منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية.
وأعرب أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي عن قلق الوزارة من تمرينات At Sea Demonstration - 2015 المزمع إجرائها، حسب وسائل إعلام، خريف هذا العام بمشاركة الولايات المتحدة مؤكدا أن الهدف منها هو التدرب على اعتراض الصواريخ البالستية الروسية، وقال إن "التدريبات ستجري في الجزء الشمالي-الشرقي من الأطلسي ما يمكن أن يدل على شيء واحد، هو التدرب على اعتراض الصواريخ البالستية الروسية، ومثل هذه التدريبات لا يمكن أن لا تقلقنا".
وأكد أنطونوف أن الأهداف الأساسية للتدريبات، التي ستشارك فيها عدا عن الولايات المتحدة والنرويج لأول مرة، كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وكندا، هي تعزيز خبرة منظومتي الدفاع الصاروخي والجوي فضلا عن اختبار الصاروخ الأمريكي المضاد للصواريخ SM-3.
فرقاطة أمريكية تطلق صاروخا معترضا للصواريخ البالستية
وقال المسؤول العسكري الروسي للصحفيين الجمعة 29 مايو/أيار إن زيادة قدرة أنظمة السفن الخاصة باعتراض الصواريخ البالستية يجري بالتوازي مع إقامة منظومات الدفاع الصاروخي الثابتة في أوروبا، مشيرا في نفس الوقت الى أن تنفيذ خطط الناتو في مجال الدفاع الصاروخي مستمرة بغض النظر على الديناميكية الإيجابية لتسوية برنامج إيران النووي.
واعتبر في هذا الصدد أن "تأكيد سياسيي وعسكريي دول الناتو تعديل هذا المشروع منسي، بينما يستمر تجاهل القلق الروسي"، مذكرا أنه "جرى بمبادرة الحلف وقف الحوار في المسائل العسكرية-السياسية بما فيها مشكلة منظومة الدفاع الصاروخي، وهذا يسمح بالتصرف دون شرح الأسباب ودون الالتفات إلى القلق الروسي، وفي نفس الوقت لم يجر نفي معطيات وزارة الدفاع الروسية حول التوجه المعادي لروسيا في منظومة الدفاع الصاروخي الأوروبية، والمقدمة مرارا لزعماء الناتو قبل وقف الاتصالات".
يذكر أن روسيا كانت قد أعربت مرارا عن رفضها لنشر الولايات المتحدة منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا تحت مبرر حمايتها من الصواريخ الإيرانية، مؤكدة أن المنظومة موجهة إلى روسيا.
وتؤكد تدريبات اعتراض الصواريخ بالقرب من حدود روسيا أن مخاوفها في محلها، مع أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف جددت يوم 20 مايو/أيار موقف واشنطن بأن "منظومة الدرع الصاروخية ليست موجهة إلى روسيا"، وعلى حد قولها فإن الحديث يدور عن "التهديدات المنطلقة من الشرق الأوسط"، وقبلها بيوم أعلن الأدميرال جيمس وينفيلد نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أن خطط نشر نظام الدرع الصاروخي الأمريكية في أوروبا لا تستهدف روسيا، لأن منظومات الأسلحة الروسية يمكنها التغلب عليها.
صاروخ "يارس" البالستي الروسي
والمثير للدهشة أن الأدميرال وينفيلد برر نشر الدرع الصاروخية في أوروبا بأنه لمواجهة التهديد الإيراني أو تهديدات أخرى في المنطقة، مشيرا إلى أن "سياسة الولايات المتحدة في نشر الدرع الصاروخية ليست لمواجهة الصواريخ البالستية الروسية في أوروبا، إنما تنشرها في بولندا ورومانيا بهدف مواجهة الصواريخ البالستية بعيدة المدى التي يمكن إطلاقها من دول أخرى، خارج المنطقة الأوروأطلسية باتجاه شركائنا في حلف الناتو في أوروبا".
كما أشار وينفيلد إلى أنه من الأفضل لروسيا بدلا من الشعور بالقلق بسبب الدرع الصاروخية في أوروبا، أن تقنع إيران بالحد من برنامجها الصاروخي، بل وذهب إلى تصريح أكثر إثارة للدهشة، عندما قال: "أفضل ما يمكن أن تفعله روسيا والصين في هذا المجال هو إقناع كوريا الشمالية وإيران بالتخلي عن برامجهما لتطوير الصواريخ البالستية، ونحن للأسف لا نرى ذلك إلى الآن"، وأكد أن الولايات المتحدة وشركاءها الأوروبيين سيواصلون نشر الدرع الصاروخية في أوروبا، وسيتم نشر صواريخ الاعتراض "إيجيس" في رومانيا بنهاية عام 2015 الجاري، بدوره أعلن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ يوم 14 مايو/أيار أن الحلف سيبحث "تعزيزا غير مسبوق لقدراته العسكرية منذ انتهاء الحرب الباردة".
هذا واختتم نائب وزير الدفاع الروسي حديثه معلنا أنه في ظل التطور اللامحدود لمنظومة الدفاع الصاروخي القادرة على اعتراض الصواريخ البالستية الروسية "يتطلب ذلك، كما أكدنا مرارا ردا باتخاذ إجراءات ضده"، وكان مجلس الأمن الروسي قد حذر بدوره من المخاطر التي ينطوي عليها تكثيف النشاط العسكري لحلف الناتو قرب حدود روسيا، معتبرا أنها لا تهدد روسيا فحسب، بل وحلفاءها.
http://arabic.rt.com/news/784347-روسيا-الناتو-صواريخها/