تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تأزم العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بسبب تحليق الطائرات الأمريكية فوق الجزر الاصطناعية التي تنشأها الصين.
جاء في مقال الصحيفة:
أقوى دولتين اقتصاديا في العالم على عتبة نزاع مسلح. حصل هذا بعد ان طلبت الولايات المتحدة من الصين وقف عمليات انشاء جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي. ترد صحيفة الحزب الشيوعي الصيني على هذا، بأن الصين لن تتراجع تحت هذا الضغط وعليها الاستعداد لهذه المواجهة. ولكن من جانب آخر توصلت الصين والولايات المتحدة الى حل وسط بشأن جزيرة سينكاكو (دياويو) التي تسيطر عليها اليابان.
تشير كافة تصريحات المسؤولين في الصين، وما تنشره وسائل الاعلام، الى ضرورة الاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة التي يمكنها ان تدخل الى منطقة 12 ميل حول جزر نانشا (سبراتلي) الصينية في جنوب بحر الصين.
يقول الخبير العسكري الصيني بين غوانتسيان، ان الولايات المتحدة تستفز بكين، بإرسالها قواتها العسكرية الى السواحل الصينية. ويجب على الصين ان ترد.
أما صحيفة "Global Times" الصينية التي تصدر عن الحزب الشيوعي الصيني فتقول "إذا كانت الولايات المتحدة تصر على وقف الصين لنشاطها، فإن الحرب بينهما في بحر الصين الجنوبي أمر لا مفر منه. وسوف تفوق شدة ما يسميه الناس بالتوتر".
من جانبها حذرت الخارجية الصينية من أن المراقبة الأمريكية للجزر الصينية تهديد للسلام العالمي. وقد شجبت الصين تحليق طائرة التجسس الأمريكية فوق هذه الجزر.
وتقول المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ ان الصين "تشجب التحركات الاستفزازية" للولايات المتحدة ، و"ندعو الولايات المتحدة الى تصحيح خطأها، ووقف هذه الأعمال غير المسؤولة. ان حرية الملاحة وتحليق الطائرات لا يعني ابدا، حق السفن والطائرات الحربية الأجنبية تجاهل الحقوق المشروعة للدول الأخرى في أمن الأجواء والملاحة البحرية".
من جانبه يقول الباحث العلمي الأقدم في معهد الشرق الأقصى الروسي، الكسندر لارين، من وجهة نظر القانون يعتبر النزاع الصيني الأمريكي مسألة حساسة ومعقدة، "لأنه ليس المعلقين فقط، بل وحتى بعض الدول ترفض الرد المباشر، وتتردد في الوقوف الى هذا الجانب أو ذلك خوفا من تأزم علاقاتها مع الجانب الآخر. لذلك فإن كافة دول جنوب شرق آسيا في حالة انتظار. ولا تريد ان تنجر الى هذا النزاع، كما لا تريد ان يشتد أكثر. الشيء الغريب هنا ان الطائرات الأمريكية تحلق هناك، ودبلوماسية الدول الحليفة للولايات المتحدة تحاول التهرب من الإدلاء بأي تصريح".
يطرح الأن كل جانب حججه، ونتيجة النزاع مرتبطة بمدى اصرارهما، ومَن منهما مستعد في الاستمرار بحرب الأعصاب، ومَن سيتراجع عن موقفه. قد يكون هناك حل وسط ولكن من الصعوبة التكهن بذلك.
يضيف لارين "هنا يجب ان نأخذ بالاعتبار جزر سينكاكو الواقعة تحت السيطرة اليابانية. الصين تطالب بهذه الجزر، والطائرات الحربية الأمريكية حلقت فوق هذه المنطقة، وتوقفت، أي ان الولايات المتحدة تراجعت، حتى انها طلبت من طائراتها المدنية عدم التحليق فوق هذه المنطقة. هذا الأمر خفف جدا من الوضع. لذلك نأمل ان يحصل الشيء نفسه في المسألة الجديدة".
حسب وكالة رويترز، الصين لديها إدعات نحو جزر عديدة في بحر الصين الجنوبي الذي تبحر خلاله سفن تجارية قيمة حمولتها تصل إلى 5 ترليون دولار سنويا. من جانب آخر تطالب الفلبين وفيتنام وماليزيا وتايوان وبروني ببعض من هذه الجزر ايضا.
يشير الخبراء الى انه بعد ان تنجز الصين انشاء الجزر الاصطناعية السبع، سيكون بإمكانها فرض قيود على الملاحة البحرية وتحليق الطائرات فوقها. لذلك أعلنت واشنطن صراحة، انها ستستمر بمراقبة هذه المنطقة من الجو.
http://arabic.rt.com/press/784048