اتجاهات تحديث دبابات القتال الرئيسية

إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
2,743
التفاعل
3,152 13 8
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم


تشكل دبابات القتال الرئيسية العنصر الهام في القوات البرية، نظراً لكونها تجمع بين القدرة النارية الفورية والحركية والحماية. كما أن الدبابات كسلاح هجومي، تعتبر أفضل سلاح مضاد للدبابات. ولذلك فإن القوات المسلحة في معظم دول العالم لا تقتصر على إقتناء الدبابات، وإنما على تطويرها.

وينطبق ذلك على الدبابة (أم 1 أبرامز) في الولايات المتحدة والدبابة (تشالنجر) في بريطانيا، والدبابة ليوبارد في ألمانيا، والدبابتين (تي 72) و (تي 80) في روسيا.

ومع الاتجاه العالمي لخفض الانفاق العسكري، وفي ظل ارتفاع أسعار دبابات القتال الرئيسية، مثل غيرها من أنظمة التسليح الحديثة، يركز العديد من الدول على تطوير الدبابات القديمة الموجودة لديها، وإطالة أعمارها، بدلاً من شراء دبابات جديدة.

وحتى الدبابات الحديثة فإن برامج التطوير الخاصة بها لا تتوقف لتساير التقنيات في المجالات المختلفة. ولا يقتصر ذلك على الدول الفقيرة فقط، بل إن الدول الغنية نفسها، والتي قد تكون منتجة ومصدرة للدبابات، تضطر هي الأخرى لتطوير دباباتها.
وتتمثل العناصر الرئيسية للدبابة في قوة النيران، وخفة الحركة والوقاية.
وتعتبر أهمية ترتيب هذه العناصر موضوع نقاش، ومن الطبيعي أن يتوقف ذلك على فلسفة الجهة المستخدمة وعقيدتها القتالية.
وبالرغم من العروض الكثيرة لعملية تحديث الدبابات، فإن دول العالم الثالث تختار ما يناسبها، وفقاً لمعايير خاصة، منها سهولة تدريب الأطقم،

وتحمل العمل في ظروف الحرارة والأرض المختلفة، حيث إن المصممين يعملون على مراعاة المسرح الأوروبي. ويضاف إلى ذلك، درجة الاعتماد عليها وسهولة حياتها، إذ أن الأمر حساس جداً بالنسبة لدول العالم الثالث التي تفضل الاعتماد على نفسها في عمليات الصيانة.

ونظراً لذلك تفضل بعض الدول إجراء تحديث دباباتها بنفسها، ويساعد ذلك على إقامة صناعة وطنية بها لإنتاج مركبات القتال المدرعة، ومن أمثلة هذه الدول، البرازيل والهند ومصر. وربما تنجح هذه الدول في بيع إنتاجها للخارج، نتيجة للظروف الاقتصادية والسياسية المحيطة بها، ولفهم هذه الدول لمتطلبات دول العالم الثالث.


قوة النيران:


وبوجه عام فإن عنصر قوة النيران في الدبابة يشتمل على تسليح الدبابة بالمدفع الرئيسي والرشاش الموازي المضاد للطائرات.

وتطوير التسليح له صور مختلفة، فيمكن زيادة العيار (حيث يستبدل المدفع 100 مم بالمدفع 105 مم)، وزيادة دقة الضرب، والقدرة على الاختراق، وزيادة احتمالات الإصابة للأهداف الثابتة والمتحركة، وتحسين خواص أجهزة الرجوع والارتداد.

وبالإضافة إلى تحديث المدفع، يتم تجهيز الدبابة بنظم حديثة لإدارة النيران، وتوجد عروض كثيرة في هذا المجال، تترواح بين أجهزة التنشين المباشر ونظم آلية بالكمبيوتر، ومقدرات مسافة بالليزر، وأجهزة حساسة لقياس المؤثرات الجوية ودرجة الحرارة.

وتستخدم البيروسكوبات المزودة بوسائل لحمايتها من أشعة الليزر ومن تأثير الشظايا، كما تستخدم أجهزة سلبية تعمل بالتكثيف الضوئي، وكذلك أجهزة رؤية حرارية. واستعمال أجهزة إدارة نيران متطورة له أثر في تقليل الأخطار البشرية، فيزيد ذلك من احتمالات الإصابة، وخاصة أثناء التحرك، كما أنه يعطي إمكانيات للضرب مع الميول، وتقدير المسافات، واعتبار تأثير الريح ودرجات الحرارة.


ونظراً للتوسع في استخدام الطائرات العمودية المسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات، فإنه من المنتظر أن تقوم الدبابات بمهاجمة الحوامات بقذائف متفجرة خاصة على مسافات قصيرة نسبياً، ومن الممكن تزويد الدبابة بقدرات دفاعية ضد الطائرات العمودية باستخدام مدفعها الأساسي، أو بإضافة صواريخ مضادة للحوامات، ويمكن أن تحمل هذه الصواريخ في مستودعات خارجية، أو تطلق بواسطة المدفع الأساسي.


خفة الحركة:


وتطوير عنصر خفة الحركة له أثره في الحصول على سرعات عالية في جميع الطرق، وبجهاز أقل للطاقم، بالإضافة إلى القدرة العالية للمناورة، والدقة في الرمي، والتحرك لمسافات أكبر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.

واستخدام الجنازير المطورة، والمصنوعة من المواد الجيدة يطيل أعمار استخدامها، ويحقق نعومة في السير وسهولة في الصيانة.
ويعتمد تطوير عنصر خفة الحركة على استخدام محركات توربينية حديثة، ذات قدرات هائلة، مع تطوير أجهزة نقل الحركة مما يحقق سرعة المناورة وزيادة مدى العمل للاستمرار في تنفيذ المهام لأعماق كبيرة.

ويركز تحديث المحرك على تغيير الوقود المستخدم من البنزين إلى الديزل، حيث ثبت أفضلية محركات الديزل على محركات البنزين من ناحية احتراق الوقود وتقليل الأخطار.

ويشمل التطور في اتجاه المناورة وخفة الحركة اتجاهات متعددة مثل:

زيادة القدرة النوعية، وبالتالي زيادة عجلة التسارع والسرعة المتوسطة.
زيادة المناورة للدبابة بتقليل ضغط الجنزير على الأرض.

محاولة تقليل وزن الدبابة بحيث لا يزيد عن خمسين طناً دون تأثير على مكوناتها.
تطوير أجهزة نقل الحركة لزيادة السرعة، وسهولة العمل.


القدرة على البقاء:


ومن اتجاهات تحديث الدبابات القديمة زيادة قدرتها على البقاء في مسرح العمليات، تحت مختلف الظروف الجوية والطبوغرافية والعملياتية، وذلك بفضل استخدام الدروع المتطورة، واعتماد الدبابة على ذخائرها واحتياجاتها الإدارية أثناء القتال، بما يجعلها قادرة على التواجد بفعالية.

وبالإضافة إلى ذلك يلزم توفير وسائل إطفاء الحريق الآلية، وأجهزة تنقية الهواء ضد أسلحة الحرب الكيمياوية والنووية.

ويمكن القول بأن الوقاية نوعان: سلبية وإيجابية. وتتحقق الوقاية الإيجابية بالحماية من الرامي المعادي، بينما تحقق الوقاية السلبية بالوقاية من الحرائق والتأثيرات الكيماوية، بالإضافة إلى توفير وسائل الإخفاء.

وحتى وقت قريب كانت أهم مشكلة في تطوير الدبابات القديمة هي زيادة قوة التدريع، وكان الحل هو تثبيت ألواح على الدرع. ولكن ذلك أدى إلى زيادة وزن الدبابة، وإن كان في نفس الوقت حقق الوقاية ضد المقذوفات المخترقة التي تعتمد على قوة الصدمة، إلا أنها كانت أقل أثراً على المقذوفات المخترقة ذات القدرة الكيماوية (الحشوة الجوفاء).

وأحد عناصر تحديث الدبابة هو توفير الوقاية الذرية والبيولوجية والكيميائية. وتوفير مثل هذه الوقاية للدبابات القديمة عملية معقدة فنياً ومكلفة، مما يعوق كثيراً من الدول عن تنفيذها. وإدخال النظم الآلية لإخماد الحرائق والانفجارات جعل السيطرة عليها ممكنة في خلال وقت قصير جداً، حيث يستخدم الهالون مع الأنظمة التي تعتمد على الأسلاك الحرارية أو المستشعرات الضوئية، سواء في غرفة المحرك أو في غرفة الطاقم، أو في كليهما معاً.

ويمكن تشغيل هذه الأنظمة يدوياً أو آلياً، وذلك بالإضافة إلى استخدام ملابس الوقاية من الحرائق.
كما يتم استخدام قواذف الدخان لإخفاء الدبابة عن العدو ومستشعراته، بالإضافة إلى الاستفادة من المستشعرات الحديثة التي تعمل بالليزر والأشعة تحت الحمراء لكشف الأهداف المعادية. وتقليل الأصوات الناتجة من حركة الدبابة له أثره كذلك في تحقيقق الوقاية، ولذلك، تستخدم الجنازير المزودة بالكوتش.

ولقد كان الاستخدام الشائع لمعدات الليزر على الدبابات مقصوراً على أجهزة تقدير المسافة بالليزر فقط، ثم بعد ذلك ظهرت تطبيقات عديدة لليزر، والتي من أهمها نظم الإنذار الحديثة ضد الليزر المعادي، ونظام إصابة الأهداف المعادية بالليزر، وإلى جانب ذلك فهناك التفكير الجديد في تزويد الدبابة بمدفع ليزر كتسليح ثانوي لاستخدامه للتأثير المباشرة على أطقم الدبابات المعادية.

وكثير من الدبابات المستخدمة حالياً لا تزال تستخدم الدرع الأحادي، باستثناء عدد قليل من الدبابات مثل الدبابة M1A1 الأمريكية والدبابة (ليوبارد 2) الألمانية، والدبابة (تشالنجر) البريطانية، وهذه الدبابات تغير شكل وتصميم تدريعها، وأصبحت دروعاً معقدة من أجل تحقيق الوقاية للدبابة، وتنوعت هذه الدروع، فمنها الدروع السلبية (الإضافية) والدروع التفاعلية والدروع الإيجابية. ويمكن استنتاج أن الحجم الداخلي للدبابة سوف يقل، حيث يتطلب الشكل والتصميم المستقبلي للتدريع أن يكون الحجم الأكبر مستغلاً في التدريع، على حين سيكون الوزن كبيراً نسبياً، وهذا بدوره سيؤثر على وحدة توليد القوى المحركة.

وتسير أعمال البحث والتطوير للدروع بشكل جاد وسريع في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا، وذلك لتحقيق وقاية من ذخائر وصواريخ الحشوة الجوفاء Hollow Charge وذخائر (السابو) SABOT. وأحدث الدروع التي يجري تطويرها هو ما يعرف باسم الدروع الإيجابية Active Armour التي يمكنها استشعار المقذوف المنطلق تجاه الدبابة، ويمكنها التعامل معه وتدميره قبل الوصول إلى الدبابة. وهذه الدروع الإيجابية سوف يكون لها تأثير إيجابي على تقليل وزن الدبابة لأنها أقل وزناً بدرجة كبيرة عن الدروع الأخرى.

ولكي تزيد الدبابة من قدرتها على البقاء فإن أعمال التطوير في هذا الاتجاه تتلخص في:

تطوير الدروع، واستخدام الدروع المركبة الخفيفة الوزن، وإضافة تدريع على سطح الدبابة.
تقليل المساحة المعرضة بالمواجهة.

زيادة إمكانيات الإخفاء والتمويه لتعمية نظم الرؤية، ونظم الصواريخ المضادة للدبابات.

زيادة كمية الذخيرة المستخدمة مع الدبابة.

تطوير أجهزة إطفاء الحريق والتطهير الكيماوي، وأجهزة الوقاية من الإشعاع الذري.

تقليل زمن الإصلاح عند حدوث عطل أو إصابة بالدبابة.

تقليل عدد الأفراد بداخل الدبابة.


نظم القيادة والسيطرة:


ولقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير نظم القيادة والسيطرة للدبابات، حيث وقع الجيش الأمريكي عقداً مع شركة (جنرال دينامكس) لتطوير الدبابة M1 إلى الطراز M1A2 ويركز هذا التطوير على تجهيز الدبابة بمعدات إلكترونية متطورة لكل من السائق والقائد والرامي والمعمر، مع تخصيص نظام متابعة يظهر المعلومات على شاشة أمام قائد الدبابة، وتوفير إمكانية تداول المعلومات بين جميع أفراد طاقم الدبابة.

ويتضمن التطوير أيضاً استخدام أجهزة لاسلكي متطورة لتحقيق الاتصال داخل وخارج الدبابة باستخدام جهاز SINGARS. وكذلك استخدام موصلات نقل المعلومات ذات القدرة العالية، حيث يمكن متابعة الموقف التكتيكي الخارجي على الشاشة الموجودة أمام القائد، ويمكن تبادل المعلومات مع باقي طاقم الدبابة حيث تتوفر شاشة لكل فرد من أفراد الطاقم.

وقد تم تجهيز الدبابة بجهاز رؤية حراري يحقق للقائد مدى رؤية كبير، والمراقبة في جميع الاتجاهات، وهذا النظام يتيح للقائد فرصة ملاحظة ومتابعة ما يحدث في ميدان المعركة، بل يتيح أيضاً للقائد حرية اختيار الأهداف الأكثر تهديداً، وبالتالي يستطيع القائد توجيه برج الدبابة مباشرة إلى هذا الهدف.

أما ألمانيا فتقوم بتطوير نظم القيادة والسيطرة لدبابة القتال الرئيسية، وذلك باستخدام أسلوب النظام المتكامل للقيادة والسيطرة لتحسين نقل المعلومات خلال مراحل العمليات المختلفة بين جميع مستويات القيادة.

وعلى سبيل المثال، فإنه حسب متطلبات المملكة العربية السعودية، تم تحديث دبابة (ديزرت تشالنجر) للعمل في المناطق الاستوائية، كما تم استبدال محركها. وقد شمل التحديث: نظام تنقية الهواء وأجهزة التبريد بالهواء المضغوط، والنظم الإلكترونية للتحكم الرقمي بالمحرك، ومكونات نقل السرعة وشاشة العرض التكتيكية الخاصة بالقائد، بالإضافة إلى تحسين الرؤية. فسائق الدبابة لديه نظام تكوين صورة حراري للعمل ليل نهار. ولقد استبدل المدفع الذي كان موجوداً في دبابات الجيش البريطاني .

ويقوم الجيش الأمريكي بتحديث الدبابة M1A2 وذلك لتكون على مستوى الدبابة M1A3 النسخة الأحدث من الدبابة الأمريكية، ويشمل التعديل الكمبيوتر الخاص بالقيادة والسيطرة بزيادة طاقته وزيادة سعة الذاكرة الخاصة به، وسوف تضاف إلى الكمبيوتر ذاكرة إضافية تشمل خرائط رقمية.

ويشمل التعديل أيضاً نظام الرؤية الأمامي Forward looking Infaraed - FLIR حيث يستبدل بالجيل الثاني منه، كما سوف تستبدل شاشات العرض بالدبابة إلى شاشات ملونة، وسيتم تعديل جهاز التبريد الداخلي للمعدات الإلكترونية الداخلية والطاقم، كما يشمل التعديل أيضاً نظام Global Positioning System - GPS العالمي لتحديد الموقع، واستبدال لوحة مفاتيح القائد بلوحة جديدة. والجدير بالذكر أن النسخة الجديدة من الدبابة أبرامز M1A3 سوف يتم إنتاجها عام 2003م.

والدبابة البريطانية (تشالنجر 2) تستخدم برجاً جديداً ومدفعاً يركبان على هيكل الدبابة (تشالنجر 1) ولكنها تستخدم مجموعة توليد قوي صممت للعمل في المناطق الحارة مثل دول الخليج. وتعتبر الدبابة (تشالنجر 2) أكثر الدبابات المتطورة في جيلها، وقد تم اختيارها لتتصدر القوات المدرعة للجيشين العماني والبريطاني في القرن القادم بعد أن خضعت لاختبارات مكثفة وتقويم تنافسي في منطقة الخليج وبريطانيا. ولقد أثبتت هذه الاختبارات الدقة والمتانة اللتين تتميز بهما الدبابة وأسلحتها وأنظمتها المحكمة وأنظمة البرج، وهي مدرعة بتدريع (تشوبهام) البريطاني الصنع، والذي يوفر لها الحماية وقابلية البقاء في مواجهة الهجمات المتكررة من قبل أحدث الأسلحة المضادة للدبابات المتوفرة في الوقت الراهن.

أما الدبابة (ديزرت تشالنجر)، أحدث نموذج في عائلة دبابات تشالنجر، فهي تجسيد أكثر تطوراً لمفهوم (تشالنجر 2)، وقد صممت للوفاء بالمتطلبات القاسية لحرب الصحراء. وفي اختبارات القدرة على الحركة وقوة التحمل التي أجريت في المملكة العربية السعودية قطعت الدبابة (ديزرت تشالنجر) 2700 كم في عشرة أيام فوق رمال الصحراء وفوق التلال الصخرية.

أما في اختبار الاكتفاء الذاتي فقد قطعت الدبابة مسافة 550 كلم بدون إعادة التزود بالوقود، وفي اختبارات القدرة النيرانية أطلقت الدبابة 190 طلقة من طلقات السلاح الرئيسي نحو أهداف مداها يتراوح من 2 كم إلى 5 كم، وقد حققت أطقم كل من الجيشين البريطاني والسعودي معدل إطلاق نار أسرع مما هو ممكن باستخدام نظام التلقيم الأوتوماتيكي.

ولم يكن اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لدبابات (لوكلير) عام 1993 حافزاً أطلق طلبات التصدير للدبابات الفرنسية فحسب، بل شجع تطوير نماذج تلائم الحرارة الاستوائية مزودة بتكييف للهواء بناء على طلب الزبون، وبمجموعة محركات طراز MTU بدلاً من المحرك الفرنسي الأصلي. وتدعى شركة (جيات) GIAT أن دباباتها (لوكلير) يمكنها القضاء على سبع دبابات معادية على مدى 300 متر في غضون دقيقة واحدة، بينما نظام التعارف (فايندر) Finders للاتصالات المزودة به يمكن قائدها من معرفة مواقع الدبابات الصديقة في ميدان المعركة.

والولايات المتحدة أنتجت الدبابة M1A2 أبرامز للتصدير لكل من الكويت والمملكة العربية السعودية، ولكن الجيش الأمريكي بدلاً من شرائه لهذه الدبابات الجديدة والغالية من المصنع، قرر تطوير الدبابات M1 الأقدم لتصبح مماثلة للدبابة الجديدة M1A2. وشمل هذا التطوير تركيب برج الدبابة M1A2 المزود بالمدفع الأمامي عيار 120 مم على شاسيه الدبابة M1.

وربما لا تزال دبابة (أبرامز) الأفضل في العالم، ولكن الجيش الأمريكي بدأ يتلمس محدودية حركيتها وقابليتها للنقل، وكونها صممت في السبعينات لقتال حروب أرضية واسعة النطاق في وسط أوروبا، فإنه من الصعب بمكان نقل دبابات (أبرامز) التي تبلغ زنة الواحدة منها 68 طناً بسرعة وبأعداد كبيرة إلى مناطق الصراع المحتملة. وهذا بالخصوص يعتبر عاملاً مهماً طالما أن الجيش الأمريكي يحول نفسه إلى قوة منقولة للرد السريع متمركزة على نطاق واسع في الولايات المتحدة.

وإضافة إلى ذلك يعد وزن (أبرامز) بمثابة تحد لطرقات وجسور العالم الثالث، حيث يتوقع المحللون العسكريون انتشار القوات الأمريكية بازياد مطرد. وعلى الرغم من أن دبابات (أبرامز) هي الأكثر قدرة في جميع أنحاء العالم حالياً، إلا أنها تعاني من مشكلة ضخامة ما تحتاجه من وقود مرة واحدة على الأقل كل ثماني ساعات لتعيد التزود بالوقود.

كما أن حمولتها الأساسية المحدودة من الذخائر يمكن أن تستهلكها في غضون دقائق في المعارك حامية الوطيس، لهذا تحتاج دبابات (أبرامز) إلى وسائل إمداد هائلة، الأمر الذي يعيق قدرتها على الانتشار السريع إلى حد كبير. وقد صرحت قيادات الجيش الأمريكي بأنها تتطلع إلى قفزة إلى الإمام عند تحدثها عن دبابات (أبرامز). ولا بد من تحديد معالم وخواص هذه القفزة من حيث الحاجة إلى تطوير نظام أخف وزناً من الدبابة (أبرامز) وأسرع منها حركة، وأكثر فتكاً.

وتعتبر إسرائيل من أكثر الدول خبرة في مجال تطوير دبابات القتال الرئيسية لإطالة عمرها في الخدمة، وهناك العديد من الشركات الإسرائيلية المتخصصة في إنتاج مكونات التطوير المختلفة. وقد قدمت إسرائيل عرضاً لتطوير الدبابات السوفييتية الصنع من طراز T-72 الموجودة لدى دولة سلوفاكيا، أملاً في تعميم التطوير على الدبابات العاملة لدول حلف وارسو السابق.

وقد استطاعت كل من إسرائيل والبرازيل، بواسطة خبرة التطوير، إقامة صناعة وطنية للمدرعات، فأنتجت إسرائيل الدبابة (ميركافا). وصورة أخرى من صور التحديث عندما استطاعت البرازيل تجهيز الدبابة القديمة (ستيورات) التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية بالمدفع 90 مم بدلاً من مدفعها الأصلي من عيار 37 مم، وقد استدعى ذلك التغيير البرج، وتجهيزها بمحرك ديزل، ونظام جديد لإدارة النيران وسميت بعد ذلك X1A، وهي الآن في الخدمة مع الجيش البرازيلي.

ولتطوير الدبابة T-72 قامت بولندا (التي تصنع هذه الدبابة بترخيص من روسيا) بتزويدها بكؤوس إطلاق قنابل دخان، وتدعيم غرفة السائق بتدريع إضافي سلبي، واستبدال المحرك بآخر أقوى، وتحسين الوقاية من أسلحة التدمير الشامل، وكذلك تزويد الدبابة بنظم إدارة نيران آلية، وجهاز ليزر لتقدير المسافة بالإضافة إلى نظم رؤية حرارية للرامي، ورؤية سلبية للقائد والسائق .

المصدر
 
بسم الله الرحمن الرحيم



تشكل دبابات القتال الرئيسية العنصر الهام في القوات البرية، نظراً لكونها تجمع بين القدرة النارية الفورية والحركية والحماية. كما أن الدبابات كسلاح هجومي، تعتبر أفضل سلاح مضاد للدبابات. ولذلك فإن القوات المسلحة في معظم دول العالم لا تقتصر على إقتناء الدبابات، وإنما على تطويرها.

وينطبق ذلك على الدبابة (أم 1 أبرامز) في الولايات المتحدة والدبابة (تشالنجر) في بريطانيا، والدبابة ليوبارد في ألمانيا، والدبابتين (تي 72) و (تي 80) في روسيا.

ومع الاتجاه العالمي لخفض الانفاق العسكري، وفي ظل ارتفاع أسعار دبابات القتال الرئيسية، مثل غيرها من أنظمة التسليح الحديثة، يركز العديد من الدول على تطوير الدبابات القديمة الموجودة لديها، وإطالة أعمارها، بدلاً من شراء دبابات جديدة.

وحتى الدبابات الحديثة فإن برامج التطوير الخاصة بها لا تتوقف لتساير التقنيات في المجالات المختلفة. ولا يقتصر ذلك على الدول الفقيرة فقط، بل إن الدول الغنية نفسها، والتي قد تكون منتجة ومصدرة للدبابات، تضطر هي الأخرى لتطوير دباباتها.
وتتمثل العناصر الرئيسية للدبابة في قوة النيران، وخفة الحركة والوقاية.
وتعتبر أهمية ترتيب هذه العناصر موضوع نقاش، ومن الطبيعي أن يتوقف ذلك على فلسفة الجهة المستخدمة وعقيدتها القتالية.
وبالرغم من العروض الكثيرة لعملية تحديث الدبابات، فإن دول العالم الثالث تختار ما يناسبها، وفقاً لمعايير خاصة، منها سهولة تدريب الأطقم،

وتحمل العمل في ظروف الحرارة والأرض المختلفة، حيث إن المصممين يعملون على مراعاة المسرح الأوروبي. ويضاف إلى ذلك، درجة الاعتماد عليها وسهولة حياتها، إذ أن الأمر حساس جداً بالنسبة لدول العالم الثالث التي تفضل الاعتماد على نفسها في عمليات الصيانة.

ونظراً لذلك تفضل بعض الدول إجراء تحديث دباباتها بنفسها، ويساعد ذلك على إقامة صناعة وطنية بها لإنتاج مركبات القتال المدرعة، ومن أمثلة هذه الدول، البرازيل والهند ومصر. وربما تنجح هذه الدول في بيع إنتاجها للخارج، نتيجة للظروف الاقتصادية والسياسية المحيطة بها، ولفهم هذه الدول لمتطلبات دول العالم الثالث.


قوة النيران:


وبوجه عام فإن عنصر قوة النيران في الدبابة يشتمل على تسليح الدبابة بالمدفع الرئيسي والرشاش الموازي المضاد للطائرات.

وتطوير التسليح له صور مختلفة، فيمكن زيادة العيار (حيث يستبدل المدفع 100 مم بالمدفع 105 مم)، وزيادة دقة الضرب، والقدرة على الاختراق، وزيادة احتمالات الإصابة للأهداف الثابتة والمتحركة، وتحسين خواص أجهزة الرجوع والارتداد.

وبالإضافة إلى تحديث المدفع، يتم تجهيز الدبابة بنظم حديثة لإدارة النيران، وتوجد عروض كثيرة في هذا المجال، تترواح بين أجهزة التنشين المباشر ونظم آلية بالكمبيوتر، ومقدرات مسافة بالليزر، وأجهزة حساسة لقياس المؤثرات الجوية ودرجة الحرارة.


وتستخدم البيروسكوبات المزودة بوسائل لحمايتها من أشعة الليزر ومن تأثير الشظايا، كما تستخدم أجهزة سلبية تعمل بالتكثيف الضوئي، وكذلك أجهزة رؤية حرارية. واستعمال أجهزة إدارة نيران متطورة له أثر في تقليل الأخطار البشرية، فيزيد ذلك من احتمالات الإصابة، وخاصة أثناء التحرك، كما أنه يعطي إمكانيات للضرب مع الميول، وتقدير المسافات، واعتبار تأثير الريح ودرجات الحرارة.


ونظراً للتوسع في استخدام الطائرات العمودية المسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات، فإنه من المنتظر أن تقوم الدبابات بمهاجمة الحوامات بقذائف متفجرة خاصة على مسافات قصيرة نسبياً، ومن الممكن تزويد الدبابة بقدرات دفاعية ضد الطائرات العمودية باستخدام مدفعها الأساسي، أو بإضافة صواريخ مضادة للحوامات، ويمكن أن تحمل هذه الصواريخ في مستودعات خارجية، أو تطلق بواسطة المدفع الأساسي.

خفة الحركة:


وتطوير عنصر خفة الحركة له أثره في الحصول على سرعات عالية في جميع الطرق، وبجهاز أقل للطاقم، بالإضافة إلى القدرة العالية للمناورة، والدقة في الرمي، والتحرك لمسافات أكبر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.

واستخدام الجنازير المطورة، والمصنوعة من المواد الجيدة يطيل أعمار استخدامها، ويحقق نعومة في السير وسهولة في الصيانة.
ويعتمد تطوير عنصر خفة الحركة على استخدام محركات توربينية حديثة، ذات قدرات هائلة، مع تطوير أجهزة نقل الحركة مما يحقق سرعة المناورة وزيادة مدى العمل للاستمرار في تنفيذ المهام لأعماق كبيرة.

ويركز تحديث المحرك على تغيير الوقود المستخدم من البنزين إلى الديزل، حيث ثبت أفضلية محركات الديزل على محركات البنزين من ناحية احتراق الوقود وتقليل الأخطار.

ويشمل التطور في اتجاه المناورة وخفة الحركة اتجاهات متعددة مثل:


زيادة القدرة النوعية، وبالتالي زيادة عجلة التسارع والسرعة المتوسطة.
زيادة المناورة للدبابة بتقليل ضغط الجنزير على الأرض.

محاولة تقليل وزن الدبابة بحيث لا يزيد عن خمسين طناً دون تأثير على مكوناتها.
تطوير أجهزة نقل الحركة لزيادة السرعة، وسهولة العمل.


القدرة على البقاء:


ومن اتجاهات تحديث الدبابات القديمة زيادة قدرتها على البقاء في مسرح العمليات، تحت مختلف الظروف الجوية والطبوغرافية والعملياتية، وذلك بفضل استخدام الدروع المتطورة، واعتماد الدبابة على ذخائرها واحتياجاتها الإدارية أثناء القتال، بما يجعلها قادرة على التواجد بفعالية.

وبالإضافة إلى ذلك يلزم توفير وسائل إطفاء الحريق الآلية، وأجهزة تنقية الهواء ضد أسلحة الحرب الكيمياوية والنووية.

ويمكن القول بأن الوقاية نوعان: سلبية وإيجابية. وتتحقق الوقاية الإيجابية بالحماية من الرامي المعادي، بينما تحقق الوقاية السلبية بالوقاية من الحرائق والتأثيرات الكيماوية، بالإضافة إلى توفير وسائل الإخفاء.


وحتى وقت قريب كانت أهم مشكلة في تطوير الدبابات القديمة هي زيادة قوة التدريع، وكان الحل هو تثبيت ألواح على الدرع. ولكن ذلك أدى إلى زيادة وزن الدبابة، وإن كان في نفس الوقت حقق الوقاية ضد المقذوفات المخترقة التي تعتمد على قوة الصدمة، إلا أنها كانت أقل أثراً على المقذوفات المخترقة ذات القدرة الكيماوية (الحشوة الجوفاء).

وأحد عناصر تحديث الدبابة هو توفير الوقاية الذرية والبيولوجية والكيميائية. وتوفير مثل هذه الوقاية للدبابات القديمة عملية معقدة فنياً ومكلفة، مما يعوق كثيراً من الدول عن تنفيذها. وإدخال النظم الآلية لإخماد الحرائق والانفجارات جعل السيطرة عليها ممكنة في خلال وقت قصير جداً، حيث يستخدم الهالون مع الأنظمة التي تعتمد على الأسلاك الحرارية أو المستشعرات الضوئية، سواء في غرفة المحرك أو في غرفة الطاقم، أو في كليهما معاً.

ويمكن تشغيل هذه الأنظمة يدوياً أو آلياً، وذلك بالإضافة إلى استخدام ملابس الوقاية من الحرائق.
كما يتم استخدام قواذف الدخان لإخفاء الدبابة عن العدو ومستشعراته، بالإضافة إلى الاستفادة من المستشعرات الحديثة التي تعمل بالليزر والأشعة تحت الحمراء لكشف الأهداف المعادية. وتقليل الأصوات الناتجة من حركة الدبابة له أثره كذلك في تحقيقق الوقاية، ولذلك، تستخدم الجنازير المزودة بالكوتش.

ولقد كان الاستخدام الشائع لمعدات الليزر على الدبابات مقصوراً على أجهزة تقدير المسافة بالليزر فقط، ثم بعد ذلك ظهرت تطبيقات عديدة لليزر، والتي من أهمها نظم الإنذار الحديثة ضد الليزر المعادي، ونظام إصابة الأهداف المعادية بالليزر، وإلى جانب ذلك فهناك التفكير الجديد في تزويد الدبابة بمدفع ليزر كتسليح ثانوي لاستخدامه للتأثير المباشرة على أطقم الدبابات المعادية.

وكثير من الدبابات المستخدمة حالياً لا تزال تستخدم الدرع الأحادي، باستثناء عدد قليل من الدبابات مثل الدبابة m1a1 الأمريكية والدبابة (ليوبارد 2) الألمانية، والدبابة (تشالنجر) البريطانية، وهذه الدبابات تغير شكل وتصميم تدريعها، وأصبحت دروعاً معقدة من أجل تحقيق الوقاية للدبابة، وتنوعت هذه الدروع، فمنها الدروع السلبية (الإضافية) والدروع التفاعلية والدروع الإيجابية. ويمكن استنتاج أن الحجم الداخلي للدبابة سوف يقل، حيث يتطلب الشكل والتصميم المستقبلي للتدريع أن يكون الحجم الأكبر مستغلاً في التدريع، على حين سيكون الوزن كبيراً نسبياً، وهذا بدوره سيؤثر على وحدة توليد القوى المحركة.

وتسير أعمال البحث والتطوير للدروع بشكل جاد وسريع في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا، وذلك لتحقيق وقاية من ذخائر وصواريخ الحشوة الجوفاء hollow charge وذخائر (السابو) sabot. وأحدث الدروع التي يجري تطويرها هو ما يعرف باسم الدروع الإيجابية active armour التي يمكنها استشعار المقذوف المنطلق تجاه الدبابة، ويمكنها التعامل معه وتدميره قبل الوصول إلى الدبابة. وهذه الدروع الإيجابية سوف يكون لها تأثير إيجابي على تقليل وزن الدبابة لأنها أقل وزناً بدرجة كبيرة عن الدروع الأخرى.

ولكي تزيد الدبابة من قدرتها على البقاء فإن أعمال التطوير في هذا الاتجاه تتلخص في:

تطوير الدروع، واستخدام الدروع المركبة الخفيفة الوزن، وإضافة تدريع على سطح الدبابة.
تقليل المساحة المعرضة بالمواجهة.


زيادة إمكانيات الإخفاء والتمويه لتعمية نظم الرؤية، ونظم الصواريخ المضادة للدبابات.

زيادة كمية الذخيرة المستخدمة مع الدبابة.

تطوير أجهزة إطفاء الحريق والتطهير الكيماوي، وأجهزة الوقاية من الإشعاع الذري.

تقليل زمن الإصلاح عند حدوث عطل أو إصابة بالدبابة.

تقليل عدد الأفراد بداخل الدبابة.


نظم القيادة والسيطرة:


ولقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير نظم القيادة والسيطرة للدبابات، حيث وقع الجيش الأمريكي عقداً مع شركة (جنرال دينامكس) لتطوير الدبابة m1 إلى الطراز m1a2 ويركز هذا التطوير على تجهيز الدبابة بمعدات إلكترونية متطورة لكل من السائق والقائد والرامي والمعمر، مع تخصيص نظام متابعة يظهر المعلومات على شاشة أمام قائد الدبابة، وتوفير إمكانية تداول المعلومات بين جميع أفراد طاقم الدبابة.

ويتضمن التطوير أيضاً استخدام أجهزة لاسلكي متطورة لتحقيق الاتصال داخل وخارج الدبابة باستخدام جهاز singars. وكذلك استخدام موصلات نقل المعلومات ذات القدرة العالية، حيث يمكن متابعة الموقف التكتيكي الخارجي على الشاشة الموجودة أمام القائد، ويمكن تبادل المعلومات مع باقي طاقم الدبابة حيث تتوفر شاشة لكل فرد من أفراد الطاقم.

وقد تم تجهيز الدبابة بجهاز رؤية حراري يحقق للقائد مدى رؤية كبير، والمراقبة في جميع الاتجاهات، وهذا النظام يتيح للقائد فرصة ملاحظة ومتابعة ما يحدث في ميدان المعركة، بل يتيح أيضاً للقائد حرية اختيار الأهداف الأكثر تهديداً، وبالتالي يستطيع القائد توجيه برج الدبابة مباشرة إلى هذا الهدف.

أما ألمانيا فتقوم بتطوير نظم القيادة والسيطرة لدبابة القتال الرئيسية، وذلك باستخدام أسلوب النظام المتكامل للقيادة والسيطرة لتحسين نقل المعلومات خلال مراحل العمليات المختلفة بين جميع مستويات القيادة.

وعلى سبيل المثال، فإنه حسب متطلبات المملكة العربية السعودية، تم تحديث دبابة (ديزرت تشالنجر) للعمل في المناطق الاستوائية، كما تم استبدال محركها. وقد شمل التحديث: نظام تنقية الهواء وأجهزة التبريد بالهواء المضغوط، والنظم الإلكترونية للتحكم الرقمي بالمحرك، ومكونات نقل السرعة وشاشة العرض التكتيكية الخاصة بالقائد، بالإضافة إلى تحسين الرؤية. فسائق الدبابة لديه نظام تكوين صورة حراري للعمل ليل نهار. ولقد استبدل المدفع الذي كان موجوداً في دبابات الجيش البريطاني .

ويقوم الجيش الأمريكي بتحديث الدبابة m1a2 وذلك لتكون على مستوى الدبابة m1a3 النسخة الأحدث من الدبابة الأمريكية، ويشمل التعديل الكمبيوتر الخاص بالقيادة والسيطرة بزيادة طاقته وزيادة سعة الذاكرة الخاصة به، وسوف تضاف إلى الكمبيوتر ذاكرة إضافية تشمل خرائط رقمية.

ويشمل التعديل أيضاً نظام الرؤية الأمامي forward looking infaraed - flir حيث يستبدل بالجيل الثاني منه، كما سوف تستبدل شاشات العرض بالدبابة إلى شاشات ملونة، وسيتم تعديل جهاز التبريد الداخلي للمعدات الإلكترونية الداخلية والطاقم، كما يشمل التعديل أيضاً نظام global positioning system - gps العالمي لتحديد الموقع، واستبدال لوحة مفاتيح القائد بلوحة جديدة. والجدير بالذكر أن النسخة الجديدة من الدبابة أبرامز m1a3 سوف يتم إنتاجها عام 2003م.

والدبابة البريطانية (تشالنجر 2) تستخدم برجاً جديداً ومدفعاً يركبان على هيكل الدبابة (تشالنجر 1) ولكنها تستخدم مجموعة توليد قوي صممت للعمل في المناطق الحارة مثل دول الخليج. وتعتبر الدبابة (تشالنجر 2) أكثر الدبابات المتطورة في جيلها، وقد تم اختيارها لتتصدر القوات المدرعة للجيشين العماني والبريطاني في القرن القادم بعد أن خضعت لاختبارات مكثفة وتقويم تنافسي في منطقة الخليج وبريطانيا. ولقد أثبتت هذه الاختبارات الدقة والمتانة اللتين تتميز بهما الدبابة وأسلحتها وأنظمتها المحكمة وأنظمة البرج، وهي مدرعة بتدريع (تشوبهام) البريطاني الصنع، والذي يوفر لها الحماية وقابلية البقاء في مواجهة الهجمات المتكررة من قبل أحدث الأسلحة المضادة للدبابات المتوفرة في الوقت الراهن.

أما الدبابة (ديزرت تشالنجر)، أحدث نموذج في عائلة دبابات تشالنجر، فهي تجسيد أكثر تطوراً لمفهوم (تشالنجر 2)، وقد صممت للوفاء بالمتطلبات القاسية لحرب الصحراء. وفي اختبارات القدرة على الحركة وقوة التحمل التي أجريت في المملكة العربية السعودية قطعت الدبابة (ديزرت تشالنجر) 2700 كم في عشرة أيام فوق رمال الصحراء وفوق التلال الصخرية.

أما في اختبار الاكتفاء الذاتي فقد قطعت الدبابة مسافة 550 كلم بدون إعادة التزود بالوقود، وفي اختبارات القدرة النيرانية أطلقت الدبابة 190 طلقة من طلقات السلاح الرئيسي نحو أهداف مداها يتراوح من 2 كم إلى 5 كم، وقد حققت أطقم كل من الجيشين البريطاني والسعودي معدل إطلاق نار أسرع مما هو ممكن باستخدام نظام التلقيم الأوتوماتيكي.

ولم يكن اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لدبابات (لوكلير) عام 1993 حافزاً أطلق طلبات التصدير للدبابات الفرنسية فحسب، بل شجع تطوير نماذج تلائم الحرارة الاستوائية مزودة بتكييف للهواء بناء على طلب الزبون، وبمجموعة محركات طراز mtu بدلاً من المحرك الفرنسي الأصلي. وتدعى شركة (جيات) giat أن دباباتها (لوكلير) يمكنها القضاء على سبع دبابات معادية على مدى 300 متر في غضون دقيقة واحدة، بينما نظام التعارف (فايندر) finders للاتصالات المزودة به يمكن قائدها من معرفة مواقع الدبابات الصديقة في ميدان المعركة.

والولايات المتحدة أنتجت الدبابة m1a2 أبرامز للتصدير لكل من الكويت والمملكة العربية السعودية، ولكن الجيش الأمريكي بدلاً من شرائه لهذه الدبابات الجديدة والغالية من المصنع، قرر تطوير الدبابات m1 الأقدم لتصبح مماثلة للدبابة الجديدة m1a2. وشمل هذا التطوير تركيب برج الدبابة m1a2 المزود بالمدفع الأمامي عيار 120 مم على شاسيه الدبابة m1.

وربما لا تزال دبابة (أبرامز) الأفضل في العالم، ولكن الجيش الأمريكي بدأ يتلمس محدودية حركيتها وقابليتها للنقل، وكونها صممت في السبعينات لقتال حروب أرضية واسعة النطاق في وسط أوروبا، فإنه من الصعب بمكان نقل دبابات (أبرامز) التي تبلغ زنة الواحدة منها 68 طناً بسرعة وبأعداد كبيرة إلى مناطق الصراع المحتملة. وهذا بالخصوص يعتبر عاملاً مهماً طالما أن الجيش الأمريكي يحول نفسه إلى قوة منقولة للرد السريع متمركزة على نطاق واسع في الولايات المتحدة.

وإضافة إلى ذلك يعد وزن (أبرامز) بمثابة تحد لطرقات وجسور العالم الثالث، حيث يتوقع المحللون العسكريون انتشار القوات الأمريكية بازياد مطرد. وعلى الرغم من أن دبابات (أبرامز) هي الأكثر قدرة في جميع أنحاء العالم حالياً، إلا أنها تعاني من مشكلة ضخامة ما تحتاجه من وقود مرة واحدة على الأقل كل ثماني ساعات لتعيد التزود بالوقود.

كما أن حمولتها الأساسية المحدودة من الذخائر يمكن أن تستهلكها في غضون دقائق في المعارك حامية الوطيس، لهذا تحتاج دبابات (أبرامز) إلى وسائل إمداد هائلة، الأمر الذي يعيق قدرتها على الانتشار السريع إلى حد كبير. وقد صرحت قيادات الجيش الأمريكي بأنها تتطلع إلى قفزة إلى الإمام عند تحدثها عن دبابات (أبرامز). ولا بد من تحديد معالم وخواص هذه القفزة من حيث الحاجة إلى تطوير نظام أخف وزناً من الدبابة (أبرامز) وأسرع منها حركة، وأكثر فتكاً.

وتعتبر إسرائيل من أكثر الدول خبرة في مجال تطوير دبابات القتال الرئيسية لإطالة عمرها في الخدمة، وهناك العديد من الشركات الإسرائيلية المتخصصة في إنتاج مكونات التطوير المختلفة. وقد قدمت إسرائيل عرضاً لتطوير الدبابات السوفييتية الصنع من طراز t-72 الموجودة لدى دولة سلوفاكيا، أملاً في تعميم التطوير على الدبابات العاملة لدول حلف وارسو السابق.

وقد استطاعت كل من إسرائيل والبرازيل، بواسطة خبرة التطوير، إقامة صناعة وطنية للمدرعات، فأنتجت إسرائيل الدبابة (ميركافا). وصورة أخرى من صور التحديث عندما استطاعت البرازيل تجهيز الدبابة القديمة (ستيورات) التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية بالمدفع 90 مم بدلاً من مدفعها الأصلي من عيار 37 مم، وقد استدعى ذلك التغيير البرج، وتجهيزها بمحرك ديزل، ونظام جديد لإدارة النيران وسميت بعد ذلك x1a، وهي الآن في الخدمة مع الجيش البرازيلي.

ولتطوير الدبابة t-72 قامت بولندا (التي تصنع هذه الدبابة بترخيص من روسيا) بتزويدها بكؤوس إطلاق قنابل دخان، وتدعيم غرفة السائق بتدريع إضافي سلبي، واستبدال المحرك بآخر أقوى، وتحسين الوقاية من أسلحة التدمير الشامل، وكذلك تزويد الدبابة بنظم إدارة نيران آلية، وجهاز ليزر لتقدير المسافة بالإضافة إلى نظم رؤية حرارية للرامي، ورؤية سلبية للقائد والسائق .






يا اخي انت لم تذكر شيء عن التطويرات العربية والاسلامية للدبابات مثل رمسيس المصرية والحسين والخالد وطارق وفينكس الاردنية والخالد ام1 الباكستانية وغيرها وذكرت المركافا لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
عودة
أعلى