تشير التقارير الصحفية الأمريكية إلى ممارسات وسلوكيات عناصر القوات الأمريكية في افريقيا "أفريكوم"، وأن الكثير من الوفيات لقيادات وعناصر في هذه القوات كانت في ظروف غامضة.
القاهرة ـ سبوتنيك ـ أشرف كمال
و تشير التسريبات للتحقيقات التي أجريت مع عناصر من تلك القوات، إلى اعتداءات جنسية وإدمان للمخدرات ومرافقة فتيات الليل وممارسة العنف في النوادي الليلية والإفراط في شرب الكحوليات، وغير ذلك من الانتهاكات الصارخة للتقاليد العسكرية المتعارف عليها.
وتعمل الوحدة القتالية الأمريكية "أفريكوم" في مناطق مختلفة في أفريقيا، وهي واحدة من 6 وحدات تابعة للبنتاغون، ومنتشرة في أماكن مختلفة حول العالم، ومقر قيادتها في شتوتغارت بألمانيا.
وبدأت "أفريكوم" عملها في القارة السمراء عام 2007، وتقوم بمهام مشتركة مع الاتحاد الأفريقي للتدريب والتعاون الأمنين، وتوسعت في عملياتها العسكرية خلال عام 2014 لتصل إلى 674 عملية.
وثائق وتحقيقات جنائية:
وتناول موقع "Tom Dispatch" ما نشره الكاتب الصحفي "نيك تيورس"، حول انتهاكات عناصر وقيادات قوات "أفريكوم" الأمريكية في الدول الافريقية، مشيرا إلى أحد التحقيقات الجائية التي جرت في الجيش الأمريكية حول حادث سقوط سيارة من على جسر في مالي، غرب أفريقيا، في نهر النيجر.
وأشار التقرير إلى أن الأشخاص الست الذين كانوا في السيارة لقوا مصرعهم، بينهم ثلاثة من عناصر القوات الخاصة الأمريكية، والقتلى الثلاثة الآخرين فتيات مغربيات، وأن الحادث وقع بعد قضاء ليلة حافلة باللهو في العاصمة باماكو.
وأضاف أنها لم تكن المرة الأولى التي يتوفى فيها قائد أمريكي في ظروف غامضة في أفريقيا، كما أنها لم تكن المرة الأولى التي يشك فيها المحققون في سلوك القادة الأمريكيين، ليقودهم شكهم إلى تحقيق جنائي.
ونقل نيك عن القائد السابق لقوات "أفريكوم" واين جريجسبي قوله، "يحوز جيشنا على سمعة طيبة مبنية على التزام عميق بالقيم الأساسية المتجذرة في أعماق شخصياتنا".
لكن الوثائق القانونية وتقارير البنتاغون وملفات التحقيقات الجنائية، والتي لم يكن قد كشف عن معظمها من قبل، ولم يتم الحصول على كثير منها، إلا بموجب قانون حرية المعلومات، تظهر بوضوح أن عناصر "أفريكوم" يتصرفون بشكل يتعارض تماما مع تلك "القيم الأساسية"، التي يفترض أنها متجذرة في أعماق شخصياتهم.
وأوضح أن القيادة العسكرية الامريكية تبذل جهودا كبيرة للحفاظ على سرية مثل هذه الملفات، مضيفاً أنه عقب "حادث باماكو" الذي وقع عام 2012، صدر بيان صحفي لا يحتوي على أسماء الضحايا الأمريكيين أو الأفارقة، بل حتى لم يذكروا أن المتوفين كانوا تابعين للقوات الخاصة ليكتفوا بذكر أنهم عسكريين، وبقيت بعض الأسماء سرية لشهور عديدة بعد الحادث، إلى أن تسربت إلى "الواشنطن بوست" وانتشرت.
وأشار إلى تقرير صادر عن التحريات الجنائية للجيش، والذي تم الحصول عليه بموجب قانون حرية المعلومات، قرر أن موت الأمريكيين الثلاثة والنساء المغربيات كان بفعل حادث، لكن المراجعة النهائية للتقرير وجدت الجنرال مذنباً، "لإفراضه في اللهو والشرب، والذي أدى إلى وفاتهم جميعا".
اعتداءات جنسية وإدمان للمخدرات:
ولفت إلى أنه في تحقيق للبنتاجون، قُدر عدد عناصر الجيش الذين تعرضوا لاعتداء جنسي عام 2012 فقط بـ 26 ألف شخص، وذلك على الرغم من أن واحدًا فقط من كل عشرة يقوم بالإبلاغ عن الانتهاك.
وارتفعت هذه النسبة في عامي 2013 و 2014، ووصلت حتى 50%، لكن يبقى من المستحيل معرفة تفاصيل الجرائم كلها لأن الضحايا في الغالب يفضلون الصمت، على الرغم من أن الوثائق تؤكد بوجود مشكلة حقيقية في هذا الشأن.
وأشار إلى أنه في أغسطس/آب 2011، قام أحد جنود البحرية بإجراء العديد من المكالمات العشوائية لغرف الفندق الذي يقيم فيه في ألمانيا، تتبُعُ المكالمات أظهر أن بعضها احتوى على دعوة لممارسة الجنس، وبعد أسبوع من هذه المكالمات، قام الجندي، والذي كان يعمل استشاريًا لدى المخابرات المركزية الـ CIA من قبل، قام بالتحرش جنسيًا بفتىً في الـ 14 من عمره.
وفي العام ذاته، وفقًا لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية، ارتكب أحد الضباط في قاعدة أمريكية في جيبوتي انتهاكات جنسية ضد إحدى المجندات، ولم يعاقب الضابط إلا بتخفيض راتبه وتغريمه نصف راتبه لمدة شهرين و45 يومًا من الخدمة الإضافية.
وفي نفس المكان في جيبوتي عام 2011، تحدثت إحدى المجندات عن تعرضها للاغتصاب من قبل زميل لها، ولم يحصل الرجل على أي عقوبة، في الواقع تم إعلان الضحية مذنبة لفشلها في إطاعة الأوامر.
وفي جيبوتي أيضًا ذكرت مجندة أخرى تعرضها لتجاوزات جنسية مشابهة، وطبقًا لوثائق القوات الجوية، فإن ثمة اتهامات أيضًا بخصوص الشروع في جرائم اغتصاب في المغرب، ولواط قسري في إثيوبيا، وحيازة مواد إباحية لأطفال في جيبوتي، وهذه كلها انتهاكات ارتكبت عام 2012 فقط.
ولم تصدر وزارة الدفاع حتى الآن تقريرها عن الاعتداءات الجنسية في للعام 2014، كما فشلت "أفريكوم" في إصدار أي إحصائيات خاصة بها، وبالنظر إلى أن معظم الجرائم لا يتم الإبلاغ عنها، فإن أي أرقام تظهر ستكون بلا شك أقل بكثير من الواقع.
وحصلت حوداث مشابه في كينيا وإثيوبيا وبوركينافاسو والكاميرون في نفس العام، وتؤكد الوثائق أن الوحدات العاملة في أفريقيا، كما تقدم أشكالًا مختلفة من المساعدات أو التدريب، فهي متورطة في كثير من الأعمال الأخرى.
وأوضح أنه في 19 من أبريل/نيسان 2013، أطلق ضابط ثمل النار على زملائه في وحدة تابعة "لأفريكوم" في كينيا، ولم يتم تغطية الحادثة إعلاميًا كالعادة، لكن التحقيقات المتتابعة أظهرت أنه ليس حادثًا فريدًا من نوعه، وأن كينيا ليست استثناءً في حوادث العنف أو حمل السلاح ضد الزملاء أيضًا.
فضائح مالية:
ولا تقتصر جرائم "أفريكوم" على الجنس والمخدرات والأسلحة، وهناك ثمة متاعب قانونية أخرى تواجههم، بدءًا من الرأس الأول فيها، وحتى الأفراد.
وتم خفض رتبة رئيس "أفريكوم" الجنرال ويليام وارد، وذلك بعد تحقيقات موسعة عام 2012 قام بإجرائها مكتب وزارة الدفاع، ووجد المفتش العام أن الجنرال وارد استخدم طائرات عسكرية في السفر لأسباب شخصية، وأنه أنفق أموال دافعي الضرائب ببذخ على الفنادق.
وقال التقرير، أن هناك اخفاء لمعلومات عن تعداد العسكريين الأمريكيين ومهماتهم في أفريقيا، وتستر أيضاً، على فضائح هذه القوات التي يتم تمويلها من أموال دافعي الضرائب، الذين يجب أن يعلموا أن أموالهم تمول انتهاكات "أفريكوم".
http://arabic.sputniknews.com/news/20150511/1014245918.html#ixzz3ZoyE9ugm
القاهرة ـ سبوتنيك ـ أشرف كمال
و تشير التسريبات للتحقيقات التي أجريت مع عناصر من تلك القوات، إلى اعتداءات جنسية وإدمان للمخدرات ومرافقة فتيات الليل وممارسة العنف في النوادي الليلية والإفراط في شرب الكحوليات، وغير ذلك من الانتهاكات الصارخة للتقاليد العسكرية المتعارف عليها.
وتعمل الوحدة القتالية الأمريكية "أفريكوم" في مناطق مختلفة في أفريقيا، وهي واحدة من 6 وحدات تابعة للبنتاغون، ومنتشرة في أماكن مختلفة حول العالم، ومقر قيادتها في شتوتغارت بألمانيا.
وبدأت "أفريكوم" عملها في القارة السمراء عام 2007، وتقوم بمهام مشتركة مع الاتحاد الأفريقي للتدريب والتعاون الأمنين، وتوسعت في عملياتها العسكرية خلال عام 2014 لتصل إلى 674 عملية.
وثائق وتحقيقات جنائية:
وتناول موقع "Tom Dispatch" ما نشره الكاتب الصحفي "نيك تيورس"، حول انتهاكات عناصر وقيادات قوات "أفريكوم" الأمريكية في الدول الافريقية، مشيرا إلى أحد التحقيقات الجائية التي جرت في الجيش الأمريكية حول حادث سقوط سيارة من على جسر في مالي، غرب أفريقيا، في نهر النيجر.
وأشار التقرير إلى أن الأشخاص الست الذين كانوا في السيارة لقوا مصرعهم، بينهم ثلاثة من عناصر القوات الخاصة الأمريكية، والقتلى الثلاثة الآخرين فتيات مغربيات، وأن الحادث وقع بعد قضاء ليلة حافلة باللهو في العاصمة باماكو.
وأضاف أنها لم تكن المرة الأولى التي يتوفى فيها قائد أمريكي في ظروف غامضة في أفريقيا، كما أنها لم تكن المرة الأولى التي يشك فيها المحققون في سلوك القادة الأمريكيين، ليقودهم شكهم إلى تحقيق جنائي.
ونقل نيك عن القائد السابق لقوات "أفريكوم" واين جريجسبي قوله، "يحوز جيشنا على سمعة طيبة مبنية على التزام عميق بالقيم الأساسية المتجذرة في أعماق شخصياتنا".
لكن الوثائق القانونية وتقارير البنتاغون وملفات التحقيقات الجنائية، والتي لم يكن قد كشف عن معظمها من قبل، ولم يتم الحصول على كثير منها، إلا بموجب قانون حرية المعلومات، تظهر بوضوح أن عناصر "أفريكوم" يتصرفون بشكل يتعارض تماما مع تلك "القيم الأساسية"، التي يفترض أنها متجذرة في أعماق شخصياتهم.
وأوضح أن القيادة العسكرية الامريكية تبذل جهودا كبيرة للحفاظ على سرية مثل هذه الملفات، مضيفاً أنه عقب "حادث باماكو" الذي وقع عام 2012، صدر بيان صحفي لا يحتوي على أسماء الضحايا الأمريكيين أو الأفارقة، بل حتى لم يذكروا أن المتوفين كانوا تابعين للقوات الخاصة ليكتفوا بذكر أنهم عسكريين، وبقيت بعض الأسماء سرية لشهور عديدة بعد الحادث، إلى أن تسربت إلى "الواشنطن بوست" وانتشرت.
وأشار إلى تقرير صادر عن التحريات الجنائية للجيش، والذي تم الحصول عليه بموجب قانون حرية المعلومات، قرر أن موت الأمريكيين الثلاثة والنساء المغربيات كان بفعل حادث، لكن المراجعة النهائية للتقرير وجدت الجنرال مذنباً، "لإفراضه في اللهو والشرب، والذي أدى إلى وفاتهم جميعا".
اعتداءات جنسية وإدمان للمخدرات:
ولفت إلى أنه في تحقيق للبنتاجون، قُدر عدد عناصر الجيش الذين تعرضوا لاعتداء جنسي عام 2012 فقط بـ 26 ألف شخص، وذلك على الرغم من أن واحدًا فقط من كل عشرة يقوم بالإبلاغ عن الانتهاك.
وارتفعت هذه النسبة في عامي 2013 و 2014، ووصلت حتى 50%، لكن يبقى من المستحيل معرفة تفاصيل الجرائم كلها لأن الضحايا في الغالب يفضلون الصمت، على الرغم من أن الوثائق تؤكد بوجود مشكلة حقيقية في هذا الشأن.
وأشار إلى أنه في أغسطس/آب 2011، قام أحد جنود البحرية بإجراء العديد من المكالمات العشوائية لغرف الفندق الذي يقيم فيه في ألمانيا، تتبُعُ المكالمات أظهر أن بعضها احتوى على دعوة لممارسة الجنس، وبعد أسبوع من هذه المكالمات، قام الجندي، والذي كان يعمل استشاريًا لدى المخابرات المركزية الـ CIA من قبل، قام بالتحرش جنسيًا بفتىً في الـ 14 من عمره.
وفي العام ذاته، وفقًا لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية، ارتكب أحد الضباط في قاعدة أمريكية في جيبوتي انتهاكات جنسية ضد إحدى المجندات، ولم يعاقب الضابط إلا بتخفيض راتبه وتغريمه نصف راتبه لمدة شهرين و45 يومًا من الخدمة الإضافية.
وفي نفس المكان في جيبوتي عام 2011، تحدثت إحدى المجندات عن تعرضها للاغتصاب من قبل زميل لها، ولم يحصل الرجل على أي عقوبة، في الواقع تم إعلان الضحية مذنبة لفشلها في إطاعة الأوامر.
وفي جيبوتي أيضًا ذكرت مجندة أخرى تعرضها لتجاوزات جنسية مشابهة، وطبقًا لوثائق القوات الجوية، فإن ثمة اتهامات أيضًا بخصوص الشروع في جرائم اغتصاب في المغرب، ولواط قسري في إثيوبيا، وحيازة مواد إباحية لأطفال في جيبوتي، وهذه كلها انتهاكات ارتكبت عام 2012 فقط.
ولم تصدر وزارة الدفاع حتى الآن تقريرها عن الاعتداءات الجنسية في للعام 2014، كما فشلت "أفريكوم" في إصدار أي إحصائيات خاصة بها، وبالنظر إلى أن معظم الجرائم لا يتم الإبلاغ عنها، فإن أي أرقام تظهر ستكون بلا شك أقل بكثير من الواقع.
وحصلت حوداث مشابه في كينيا وإثيوبيا وبوركينافاسو والكاميرون في نفس العام، وتؤكد الوثائق أن الوحدات العاملة في أفريقيا، كما تقدم أشكالًا مختلفة من المساعدات أو التدريب، فهي متورطة في كثير من الأعمال الأخرى.
وأوضح أنه في 19 من أبريل/نيسان 2013، أطلق ضابط ثمل النار على زملائه في وحدة تابعة "لأفريكوم" في كينيا، ولم يتم تغطية الحادثة إعلاميًا كالعادة، لكن التحقيقات المتتابعة أظهرت أنه ليس حادثًا فريدًا من نوعه، وأن كينيا ليست استثناءً في حوادث العنف أو حمل السلاح ضد الزملاء أيضًا.
فضائح مالية:
ولا تقتصر جرائم "أفريكوم" على الجنس والمخدرات والأسلحة، وهناك ثمة متاعب قانونية أخرى تواجههم، بدءًا من الرأس الأول فيها، وحتى الأفراد.
وتم خفض رتبة رئيس "أفريكوم" الجنرال ويليام وارد، وذلك بعد تحقيقات موسعة عام 2012 قام بإجرائها مكتب وزارة الدفاع، ووجد المفتش العام أن الجنرال وارد استخدم طائرات عسكرية في السفر لأسباب شخصية، وأنه أنفق أموال دافعي الضرائب ببذخ على الفنادق.
وقال التقرير، أن هناك اخفاء لمعلومات عن تعداد العسكريين الأمريكيين ومهماتهم في أفريقيا، وتستر أيضاً، على فضائح هذه القوات التي يتم تمويلها من أموال دافعي الضرائب، الذين يجب أن يعلموا أن أموالهم تمول انتهاكات "أفريكوم".
http://arabic.sputniknews.com/news/20150511/1014245918.html#ixzz3ZoyE9ugm