في ذكرى عيد الشهداء: جمال باشا السفاح "الرهيب" وبشار "قلبو طيب"!

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,778
التفاعل
17,896 114 0
في ذكرى عيد الشهداء: جمال باشا السفاح "الرهيب" وبشار "قلبو طيب"!

أورينت نت - دمشق | ناصر علي

650_433_01430979013.jpg

في ساحتي البرج في بيروت، وساحة المرجة بدمشق، صباح السادس من أيار من عام 1916، قرر قائد الجيش العثماني الرابع وزير البحرية، الذي عين حاكماً على سوريا وبلاد الشام، أحمد جمال باشا أن يهدي السوريين عيداً يحتفلون به بعد مماته.
العثماني الذي أصبح اسمه فيما بعد (جمال السفاح) أعدم 21 رجلاً شنقوا في بيروت ودمشق ومنهم سبعة فقط أعدموا في ساحة المرجة الدمشقية الشهيرة ... هذا "السفاح" صنع لنا (عيد الشهداء) الذي نغضب فيه من جمال باشا الذي قتل قادة الفكر والثورة ضد الدولة العثمانية، وفي 6 أيار من كل عام نقف دقيقة صمت على أرواحهم، ونكرر ترحمنا واعتزازنا بأولئك الذين علقوا على مشانق المرجة، ونلتزم أمامهم بأن يستمر عهدنا لهم بمتابعة طريق الشهادة... حتى النصر.

فيما ينشط شبيحة النظام هذا العام، أكثر من الأعوام السابقة، وعلى وقع: اشتداد العداء لتركيا - أردوغان، واستغلال الاحتفال بمئوية ما يسمى "مذابح الأرمن بمتاجرة رخيصة من وسائل إعلام النظام، وازدياد أعداد قتلى النظام في القرى والمتسوطنات العلوية خصوصاً، ينشط للاحتفال بـ "عيد الشهداء" العثماني المنشأ، وتعطل سفارات النظام العاملة في مختلف البلدان التي لا تزال مفتوحة فيها.. ويكتب العلويون على صفحات شبكاتهم أن العثمانيين مازالوا يقتلوننا... وأن بشار "قلبو طيب" ولو كان مثل جمال باشا السفاح لـ"قتلهن كلهين"!

ويعطي ظهور بشار الأسد وهو يحتفل بعيد الشهداء الذين قتلهم جمال باشا "الرهيب" فيما قيل إنها بمدرسة أبناء وبنات الشهداء في حي (الصناعة) بدمشق، تصوراً - ليس عن محاولة تكذيب شائعة اغتياله وحسب - بل عن هذا الحماس، للتذكير بشهداء السادس من أيار... الذين كتبت عنهم وكالة إعلام النظام!

المفارقة كما يراها الكثير من السوريين اليوم، أن من أعدم مئات الآلاف على مرأى من العالم... ماذا يمكن أن يطلق عليه، إذا كان من أعدم (21) شخصاً هو "سفاح"؟!
أن جمال باشا "المسكين" أعدم من رجالاتنا 21 قامة، يرى كثيرون اليوم، أن تهمة " التخابر مع دولة أجنبية" يمكن أن تطبقها أي دولة تدعي حقوق الإنسان اليوم عليهم...

وثمة من يصر على أن يرى المشهد كما هو: لقد اقتاد أهم رجالاتنا إلى أعواد المشنقة أفلا يستحق منا كل هذا السخط عليه وعلى دولته الظلامية؟!
المفاجئ أن هذا السفاح في أول دخول له لدمشق وقف مخاطباً جمهور الدمشقيين في النادي الشرقي: (يجب عليكم يا أبناء العرب أن تحيوا مكارم أخلاق العرب ومجدهم، منذ شروق أنوار الديانة الأحمدية، أحيوا شهامة العرب وآدابهم حتى التي وجدت قبل الإسلام، ودافعوا عنها بكل قواكم. واعملوا على ترقية العرب والعربية، جددوا مدنيتكم، قوموا قناتكم، كونوا رجالاً كاملين).

لا تبرر جريمة الوالي العثماني وهي جريمة كبرى حتى لو كان واحداً فقط هو من علق على المشنقة، ولكن من ينظر إلى ما وصلنا إليه من حال على أيدي من يدّعون أنهم قادتنا ومن أبناء جلدتنا ألا يحق له أن ينظر إلى جمال باشا على أنه مسكين يستحق الشفقة، واهدانا عيداً للشهادة نحتفل به، ويذكرنا بقيمة كبرى، فيما يذبحنا يومياً نظام باسم العلمانية ومحاربة الفتن والاسلام التكفيري، والعصابات المسلحة، وسلب أموال الدولة وثرواتها وسخرها لشراء الطائرات والمدافع والبراميل التي كان من المفترض أن نرميها على العدو الاسرائيلي ولكنها تسقط على رؤوسنا.

في يوم الشهداء الذين وصل عددهم إلى ما يزيد على 200 ألف شهيد في أربع سنوات يحق للسوريين أن يصمتوا جميعاً في كل أصقاع الأرض، وأن يقولوا في أعماقهم كم كنت رحيماً أيها السفاح المسكين، ويفكروا بعيد جديد للشهادة ربما يكون 15 آذار أو اي يوم ارتكب فيه النظام مجزرة بحق السوريين من درعا إلى حمص وريف دمشق والقنيطرة وكل الأرض السورية، وليكتبوا على جدران البيوت وفي الساحات أسماء الأطفال الشهداء في الغوطة الشرقية وجديدة الفضل ومدارس حلب ودير الزور، وليعلنوها دقيقة صمت طويلة حتى يسقط الجزار ويقاد مع مجرميه إلى العدالة.
 
من يحب بشار انسان مختل القلب والعقل كمن يحب ابليس جرائم حكومات العرب اليوم تعتبر جرائم العثمانيين امامها قمة الرحمة
 
عودة
أعلى