غادر الملك محمد السادس العاصمة السعودية الرياض، اليوم، بعد زيارة رسمية للمملكة، حيث كان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، في وداعه لدى مغادرته قصر العاهل السعودي، كما ودعه بمطار قاعدة الرياض الجوية؛ الأمير محمد بن نايف، ولي العهد، والأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد.
وكان الملك سلمان قد أقام في قصره بالرياض، اليوم، مأدبة غداء تكريما للجالس على عرش المملكة، والوفد المرافق له، كما عقد القائدان جلسة مباحثات رسمية تناولت أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وبقراءة لتشكيلة الوفد الرسمي الذي رافق الملك محمد السادس، اليوم، في زيارة "العمل والأخوة" القصيرة للمملكة العربية السعودية، والتي دامت سويعات قليلة، يتضح بشكل لافت تواجد شخصيات عسكرية واستخباراتية، وأيضا لمستشار ملكي متخصص في الفقه الدستوري.
ويرافق الجالس على العرش في زيارته، على الخصوص مستشاروه: عبد اللطيف المنوني، وعمر عزيمان، وفؤاد عالي الهمة، وأيضا الجنرال دوكور دارمي، بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، والمدير العام للدراسات والمستندات، محمد ياسين المنصوري.
حضور المنوني ضمن وفد يرافق الملك كان لافتا لقلة مرافقته للعاهل المغربي في زياراته الرسمية خارج البلاد، وهو ما فسره مراقبون بوضع المغرب أمام حليفته السعودية تجربته المتميزة في مجال القوانين الدستورية، وذلك في سياق سياسي محلي بالسعودية اتسم بإعلان الملك سلمان بن عبد العزيز للعديد من التعيينات.
وكان العاهل السعودي، الذي أكمل اليوم 100 يوما منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده، تميزت بالخصوص باتخاذه لما سمي بقرارات الفجر، تلك التي أعلن خلالها عن 50 أمرا ملكيا، سعى من ورائها إلى ترسيخ أركان الدولة، بتعيينات جديدة أعادت أحفاد مؤسس المملكة إلى الواجهة.
ويرى مراقبون أن حضور المنوني، وهو الذي يلقب بـ"مهندس" الدستور المغربي لسنة 2011، ضمن الوفد الرسمي للملك، يؤشر ربما على رغبة سعودية في الاستفادة من تجربة المغرب في مجال الإنصاف والمصالحة، والتي كان المنوني عضوا في هيئتها، وهي الهيئة التي تخصصت في تسوية ملفات ماضي الانتهاكات لحقوق الإنسان".
واللافت أيضا في الوفد المرافق للعاهل المغربي في زيارة العمل التي يقوم بها للسعودية، تواجد بوشعيب عروب ومحمد ياسين المنصوري، ما يفيد بأن الزيارة تحمل في أجندتها مشاورات ذات طابع عسكري وأمني بالخصوص، خاصة في خضم التحولات المتسارعة الجارية في المنطقة، سيما في اليمن وسوريا.
ويرى الدكتور سعيد الصديقي، في تصريحات لهسبريس، أن زيارة الملك للسعودية تحمل في ثناياها مشاورات ثنائية بين البلدين تتناول الخيارات العسكرية المقبلة ضد جماعة الحوثيين باليمن، ومدى استعداد المغرب لتقديم مزيد من الدعم العسكري، سيما إذا انتقلت هذه العمليات العسكرية إلى التدخل البري.
واعتبر الصديقي أن الزيارة قد تتناول أيضا واقع ونتائج ومآلات المشاركة العسكرية المغربية في عملية "عاصفة الحزم"، قبل إعلان انتهائها والبدء في عملية "بناء الأمل"، مبرزا أن غاية مشاركة المغرب في اليمن هو "الدفاع عن السعودية بالدرجة الأولى، ولا علاقة لها بإعادة الشرعية إلى اليمن".
http://www.hespress.com/politique/262731.html