ما الذي تغير لتتحرر إدلب وجسر الشغور ثم القرميد؟!
العميد الركن أحمد رحال * – اورينت نت
أصبح من الطبيعي في هذه الأيام أن يستفيق الشعب السوري في الصباح ليسمع خبر تحرير مدينة أو موقعاً عسكرياً أو حاجزاً كان مرتعاً لعصابات الأسد على مدار سنوات.
لكن ما الذي تغير وما الذي هيء تلك الأرضية لتلك الانتصارات التي انتظرها الشعب السوري قرابة الأربعة أعوام وذاق خلالها مزيداً من القتل والتدمير والتشرد والنزوح على يد نظام أوغل كثيراً في مجازر أدمت قلوب السوريين؟
للإجابة عن هذا السؤال لابد من التأكيد من أن هناك متغيرات داخلية وخارجية فرضت نفسها على خارطة العمل العسكري وأودت لتلك الانتصارات وفرضت تلك المتغيرات على ساحة ومسرح الأعمال القتالية.
من الناحية الداخلية لابد من الإشارة أن وحدة الصف لكبرى الفصائل الثورية العاملة في جبهة إدلب والانضواء تحت مظلة واحدة ضمن غرفة عمليات جيش الفتح, والتي فرضت نفسها على الخارطة العسكرية كقوة فاعلة في محافظة إدلب وكامل الريف الشمالي لسورية, أيضاً كان للتنسيق العالي والتعاون الوثيق ما بين تلك الفصائل الأثر البالغ الأهمية في تلك النجاحات, أما موضوع الروح المعنوية العالية التي تمتع بها عناصر جيش الفتح وهي نقطة تحسب لهم وكانت عاملاً ذو أهمية في تحقيق تلك الانتصارات, والنقطة الأخيرة كانت بقدرة جيش الفتح على التخطيط والتنظيم والسيطرة, تمثلت بقدرته على القتال بثلاث جبهات وفي ثلاث مواقع مختلفة امتدت من إدلب إلى جسر الشغور إلى ريف حماه.
أما من الناحية الخارجية فكان من الواضح أن إنعكاسات عاصقة الحزم التي فرضها التحالف العربي والإقليمي الذي تقوده السعودية قد أرخت بظلالها الإيجابية على الثورة السورية, وكشفت ورقة التوت التي كانت تغطي الوهم الإيراني الذي كان يخفيه ملالي طهران عن أعين ميليشيات الأسد وميليشياته التي تعتمد على الدعم الإيراني, وكان واضحاً ان إيران غير قادرة على تقديم اي دعم ملموس سوى بتصريحات نارية يكون رصيدها على الأرض مزيداً من القتلى في صفوف تلك الميليشيات, وكذلك كان للتوافق الإقليمي (الخليجي- التركي) الأثر الواضح بتغير المعطيات على الأرض وبزيادة جرعات الدعم التي أضيفت لها مستودعات عامرة بالأسلحة والذخائر غنمها الثوار من ةعصابات النظام بعد تحرير مدينتي إدلب ومن ثم جسر الشغور, تلك الغنائم كان لها الأثر الواضح بالعودة إلى معسكر القرميد وتحريره صباح الإثنين الفائت.
أما من ناحية مجريات خوض الأعمال القتالية والخطط التي تحكمت بسير المعارك على مسرح القتال فتلك نقطة تحسب لصالح غرفة عمليات جيش الفتح والتي أظهرت انها تملك رؤية عسكرية وفنية واضحة وانها تملك معطيات استطلاعية دقيقة لمفاصل توضع وتحركات ومكامن قوة معسكرات وثكنات نظام الأسد, تجلت تلك الخبرة بقدرة متميزة لغرفة عمليات جيش الفتح على وضع السيناريو الصحيح لتقدم القوات, فلتحرير معسكر المسطومة لابد من تحييد ووقف معسكر القرميد ولتحرير أريحا والمسطومة والقرميد لابد من وقف التعزيزات البشرية القادمة من جسر الشغور ولوقف تعزيزات جسر الشغور لابد من وقف الإمدادات القادمة من شريان الساحل لسهل الغاب عبر بيت ياشوط- عين الشرقية وكذلك الإمدادات المنقولة جواً عبر مطار حماه, ومن أجل التصدي لكل تلك النقاط كان لابد من فتح معركة (تحرير سهل الغاب) ومعركة (النصر) في جسر الشغور ومعركة (يا خيل الله إركبي) في القرميد, وهذا ما كان.
ميليشيات وعصابات الأسد التي تعاني من الترهل والتفكك وأصيبت بانهيارات مادية ومعنوية كبيرة وأضيف إليها مؤخراً خلافات شديدة بين حزب الله والضباط الإيرانيين من جهة وبين ضباط الأسد من جهة أخرى وكذلك التناحرات التي وصلت لحد الاشتباك بالأسلحة الرشاشة بين عصابات ما يسمى (ميليشيات الدفاع الوطني) سواءاً في سهل الغاب او مدينة أريحا أو مطار أبو الضهور الذي شهد مؤخراً اشتباكاً واسعاً بين عناصر وضباط النظام بعد شهرين من حصار الثوار لهذا المطار, وبعد وصول عناصر النظام ومسانديه وكذلك المؤيدين لقناعة كاملة من أن بشار الأسد قد أصبح شيكاً بلا رصيد وأنه أصبح عالة على من سانده وأن أيامه أصبحت في مراحلها الأخيرة وأن تذكرة الطائرة التي ستخرجه من سورية قد حٌجزت له وان مصيره أصبح محسوماً بأن لا مكان له على الأرض السورية.
ملامح التحرير أصبحت واضحة وفرحة الانتصار عادت لمباسم السوريين, فهل يكون عام 2015 هو عام خلاص السوريين من تلك العصابة الأسدية ؟؟
ملايين السوريين ينتظرون الإجابة ولكنهم على يقين كامل من أن الخلاص قادم وأن الانتصار أصبح على الأبواب ... وما النصر إلا صبر ساعة.
* محلل عسكري واستراتيجي
العميد الركن أحمد رحال * – اورينت نت
أصبح من الطبيعي في هذه الأيام أن يستفيق الشعب السوري في الصباح ليسمع خبر تحرير مدينة أو موقعاً عسكرياً أو حاجزاً كان مرتعاً لعصابات الأسد على مدار سنوات.
لكن ما الذي تغير وما الذي هيء تلك الأرضية لتلك الانتصارات التي انتظرها الشعب السوري قرابة الأربعة أعوام وذاق خلالها مزيداً من القتل والتدمير والتشرد والنزوح على يد نظام أوغل كثيراً في مجازر أدمت قلوب السوريين؟
للإجابة عن هذا السؤال لابد من التأكيد من أن هناك متغيرات داخلية وخارجية فرضت نفسها على خارطة العمل العسكري وأودت لتلك الانتصارات وفرضت تلك المتغيرات على ساحة ومسرح الأعمال القتالية.
من الناحية الداخلية لابد من الإشارة أن وحدة الصف لكبرى الفصائل الثورية العاملة في جبهة إدلب والانضواء تحت مظلة واحدة ضمن غرفة عمليات جيش الفتح, والتي فرضت نفسها على الخارطة العسكرية كقوة فاعلة في محافظة إدلب وكامل الريف الشمالي لسورية, أيضاً كان للتنسيق العالي والتعاون الوثيق ما بين تلك الفصائل الأثر البالغ الأهمية في تلك النجاحات, أما موضوع الروح المعنوية العالية التي تمتع بها عناصر جيش الفتح وهي نقطة تحسب لهم وكانت عاملاً ذو أهمية في تحقيق تلك الانتصارات, والنقطة الأخيرة كانت بقدرة جيش الفتح على التخطيط والتنظيم والسيطرة, تمثلت بقدرته على القتال بثلاث جبهات وفي ثلاث مواقع مختلفة امتدت من إدلب إلى جسر الشغور إلى ريف حماه.
أما من الناحية الخارجية فكان من الواضح أن إنعكاسات عاصقة الحزم التي فرضها التحالف العربي والإقليمي الذي تقوده السعودية قد أرخت بظلالها الإيجابية على الثورة السورية, وكشفت ورقة التوت التي كانت تغطي الوهم الإيراني الذي كان يخفيه ملالي طهران عن أعين ميليشيات الأسد وميليشياته التي تعتمد على الدعم الإيراني, وكان واضحاً ان إيران غير قادرة على تقديم اي دعم ملموس سوى بتصريحات نارية يكون رصيدها على الأرض مزيداً من القتلى في صفوف تلك الميليشيات, وكذلك كان للتوافق الإقليمي (الخليجي- التركي) الأثر الواضح بتغير المعطيات على الأرض وبزيادة جرعات الدعم التي أضيفت لها مستودعات عامرة بالأسلحة والذخائر غنمها الثوار من ةعصابات النظام بعد تحرير مدينتي إدلب ومن ثم جسر الشغور, تلك الغنائم كان لها الأثر الواضح بالعودة إلى معسكر القرميد وتحريره صباح الإثنين الفائت.
أما من ناحية مجريات خوض الأعمال القتالية والخطط التي تحكمت بسير المعارك على مسرح القتال فتلك نقطة تحسب لصالح غرفة عمليات جيش الفتح والتي أظهرت انها تملك رؤية عسكرية وفنية واضحة وانها تملك معطيات استطلاعية دقيقة لمفاصل توضع وتحركات ومكامن قوة معسكرات وثكنات نظام الأسد, تجلت تلك الخبرة بقدرة متميزة لغرفة عمليات جيش الفتح على وضع السيناريو الصحيح لتقدم القوات, فلتحرير معسكر المسطومة لابد من تحييد ووقف معسكر القرميد ولتحرير أريحا والمسطومة والقرميد لابد من وقف التعزيزات البشرية القادمة من جسر الشغور ولوقف تعزيزات جسر الشغور لابد من وقف الإمدادات القادمة من شريان الساحل لسهل الغاب عبر بيت ياشوط- عين الشرقية وكذلك الإمدادات المنقولة جواً عبر مطار حماه, ومن أجل التصدي لكل تلك النقاط كان لابد من فتح معركة (تحرير سهل الغاب) ومعركة (النصر) في جسر الشغور ومعركة (يا خيل الله إركبي) في القرميد, وهذا ما كان.
ميليشيات وعصابات الأسد التي تعاني من الترهل والتفكك وأصيبت بانهيارات مادية ومعنوية كبيرة وأضيف إليها مؤخراً خلافات شديدة بين حزب الله والضباط الإيرانيين من جهة وبين ضباط الأسد من جهة أخرى وكذلك التناحرات التي وصلت لحد الاشتباك بالأسلحة الرشاشة بين عصابات ما يسمى (ميليشيات الدفاع الوطني) سواءاً في سهل الغاب او مدينة أريحا أو مطار أبو الضهور الذي شهد مؤخراً اشتباكاً واسعاً بين عناصر وضباط النظام بعد شهرين من حصار الثوار لهذا المطار, وبعد وصول عناصر النظام ومسانديه وكذلك المؤيدين لقناعة كاملة من أن بشار الأسد قد أصبح شيكاً بلا رصيد وأنه أصبح عالة على من سانده وأن أيامه أصبحت في مراحلها الأخيرة وأن تذكرة الطائرة التي ستخرجه من سورية قد حٌجزت له وان مصيره أصبح محسوماً بأن لا مكان له على الأرض السورية.
ملامح التحرير أصبحت واضحة وفرحة الانتصار عادت لمباسم السوريين, فهل يكون عام 2015 هو عام خلاص السوريين من تلك العصابة الأسدية ؟؟
ملايين السوريين ينتظرون الإجابة ولكنهم على يقين كامل من أن الخلاص قادم وأن الانتصار أصبح على الأبواب ... وما النصر إلا صبر ساعة.
* محلل عسكري واستراتيجي