كشف مسؤول أمني أردني عن دخول بلده في تفاوض مباشر مع المغرب من أجل تزويده بالخبرات التقنية والمنتجات العسكرية الدفاعية التي تنتجها الأردن، مشيرا إلى أنّ تلك المنتجات يتم شراءها حالياً من قبل دول خليجية، كالإمارات والسعودية والبحرين، فيما يتم دراسة طلبات مماثلة تقدمت بها مصر.
وقال مدير عام مركز "الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير" المعروف اختصاراً بـ"كادبي"، اللواء عمر الخالدي، إن منتجات المركز العسكرية وصلت إلى ما يقارب 42 دولة، وأن هناك تفاوضا جاريا من أجل أن تدخل إلى المغرب، مشيرا إلى أن التوقعات تؤشر على ارتفاع الطلب وبشكل عاجل، نظرا للمستجدات والتطورات والظروف المُحيطة بالمنطقة العربية.
وأضاف الخالدي ضمن حوار صحافي مع إحدى الجرائد الأردنية وبثه الموقع الرسمي للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، أن المركز الأمني الذي تأسس منذ 15 سنة، سيكون المزود الرئيسي للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، من ناحية الأسلحة والذخائر في المستقبل القريب، مضيفا أن "كادبي" ويشمل أيضا إنتاج وتعزيز التّجهيزات وآليات ومعدات، بما فيها الأحذية والدروع والوجبات الجاهزة، إلى جانب إنجاز التعديلات على العديد من الآليات والأجهزة من خلال تصاميم وحلول مقترحة من طرف المركز.
وفيما أشَار المسؤول الأردني إلى أنّ المركز يقوم أيضاً بدور الاستشارة التقنية للقوات المسلحة، عبر فحص أو تقييم أي منتج أو دراسته من الناحية التقنية، كشف عن وجود طلبات لاقتناء السيارات المصفحة ضد الرصاص، التي تدخل ضمن حماية الشخصيات، من طرف جنسيات عربية مقيمة بالأردن، دون أن يفصح عن أصلها، مشيرا إلى أن تلك الطلبات يكون مصيرها الرفض لأسباب أمنية، "خصوصا للجنسيات العربية المقيمة في الأردن".
من جهة أخرى، شدد اللواء عمر الخالدي على أن الأردن يمتلك صناعة دفاعية وتعدّ ريادية في المنطقة العربية والعالميّة، مورداً وجود اتفاقيات مع معظم الدول العربية من خلال حكوماتها أو شركاء استراتيجيين منها، مشيرا إلى أن عملية التصدير العسكري الموجهة إلى الدول العربية وباقي الدول تتم وفقاً لخطط مدروسة، "حيث أن التصدير غير مقتصر على إرسال المنتج إلى دولة ما إنما يعتمد على القدرة على دعم المنتج ما بعد البيع وتحديثه".
وكان البيان الختامي الذي أعقب اللقاء الأخير الذي جمع عاهلي الأردن والمغرب، قبل شهر ونصف حين زيارة العاهل الأردني، الملك عبد الثاني، للمغرب، لم يُشر إلى أيّ تنسيق عسكري بين الرباط وعمان، إلا أنه شدّد على إعداد برامج تعاون ثنائية تهمّ بالأساس مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، "وفق مقاربة شمولية تُدمِجُ الأبعاد الأمنية والتنموية والدينية".
ويأتي هذا في وقت سبق لمسؤول أردني أن كشف عن بوادر إنشاء تكتل عسكري يجمع كلا من المغرب والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، لاعتبار أن الجيشِ المغربي يتوفر على تجربة هامة راكها في السنوات الأخيرة عبر مناورات عسكريَّة خاضها إلى جانب الولايات المتحدَة خاصة، فيما تعد قوات الجيش الأردنِي الأكثر حرفية في العالم العربي، وهي المنضمة حاليّا إلى التحالف الدولي الذي يستهدف معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.
http://m.hespress.com/politique/262244.html