من مكتبة الشيخ القرضاوي
الإيمان والحياة
حسن فوزي الصعيدي
الإيمان والحياة
حسن فوزي الصعيدي
كتاب (الإيمان والحياة) من كتب الإمام الأولى، صدرت طبعته الأولى في 1967 تقريبا، وكانت بدايته مقالات، كانت تُنشر في مجلة نور الإسلام بعنوان (العقيدة والإسلام) في أواخر الخمسينيات. وهو كتاب يتحدث عن حقيقة الإيمان وأثره على الفرد والمجتمع، وعن ثمراته، ويؤكد أنه لا انفصام بين العلم والإيمان، وإنما يقود العلم إلى الإيمان، ويدعو الإيمان إلى العلم.
يقول فضيلة الشيخ: الإيمان هو واحة المسافر، ونجم الملاح، ودليل الحيران، وعدة المحارب، ورفيق الغريب، وأنيس المستوحش، ولجام القوي، وقوة الضعيف.
الإيمان هو مصنع البطولات، ومحقق المعجزات، ومفتاح المغاليق، ومنارة الهدى في كل طريق.
الإيمان هو الطريق الفذ لتحقيق كل ما نريد من أهداف، وما نصبو إليه من آمال.
إن كنا نريد الآخرة.. فطريقها هو الإيمان. وإن كنا نريد الدنيا.. فطريقها هو الإيمان. وإن كنا نريدهما معاً.. فطريقهما هو الإيمان.
جاء الكتاب في أربعة أبواب:
اهتم الباب الأول بتعريف الإيمان، الذي يراه فضيلة الشيخ أعظم «قضية مصيرية» بالنظر إلى الإنسان، فهي سعادة الأبد أو شقوته، وهي جنة أبداً أو نار أبداً.
فالإيمان ليس مجرد إعلان المرء بلسانه أنه مؤمن، فما أكثر المنافقين الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم. وليس قيام الإنسان بأعمال وشعائر، فما أكثر الذين يتظاهرون بالصالحات، وأعمال الخير، وشعائر التعبد، وقلوبهم خراب من الخير والصلاح والإخلاص.
يقول الإمام القرضاوي: إن الإيمان في حقيقته عمل نفسي يبلغ أغوار النفس، ويحيط بجوانبها كلها من: إدراك، وإرادة، ووجدان. هو الإيمان القوي الدافق، الإيمان حين يبلغ مداه، ويشرق على القلوب سناه، ويخط في أعماق النفوس مجراه، لا الإيمان الضعيف المزعزع، الإيمان المخدر النائم، إنما نتحدث عن الإيمان الحي اليقظ.
فلا بد للإيمان من إدراك ذهني تنكشف به حقائق الوجود، وأن يبلغ هذا الإدراك حد الجزم الموقن، واليقين الجازم، الذي لا يزلزله شك ولا شبهة، مع إذعان قلبي، وانقياد إرادي، يتمثل في الخضوع والطاعة مع الرضا والتسليم، ثم تتبعه حرارة وجدانية قلبية، تبعث على العمل بمقتضيات العقيدة، والالتزام بالمبادئ.
ويتحدث فضيلة الإمام القرضاوي في الباب الثاني عن أثر الإيمان على الفرد، في تحقيق كرامة الإنسان وسعادته، وتحقيق أمنه النفسي وسكينته، وإشاعة روح المحبة والرضا في قلبه، ويورثه الثبات في الشدائد. فالفرد بغير دين ولا إيمان ريشة في مهب الريح.. لا تستقر على حال، ولا تعرف لها وجهة، ولا تسكن إلى قرار مكين. الفرد بغير دين ولا إيمان إنسان ليس له قيمة ولا جذور، إنسان قلق متبرم حائر، لا يعرف حقيقة نفسه ولا سر وجوده، لا يدري من ألبسه ثوب الحياة. ولماذا ألبسه إياه، ولماذا ينزعه عنه بعد حين؟! وهو بغير دين ولا إيمان: حيوان شره أو سبع فاتك، لا تستطيع الثقافة ولا القانون -وحدهما- أن يحدا من شراهته، أو يقلما أظفاره.
وفي الباب الثالث يتحدث الإمام القرضاوي عن أثر الإيمان في حياة المجتمع، وكيف يبني صرح الأخلاق الفاضلة، ويربي المجتمع على البذل والتضحية، ويحث أفراده على اكتساب القوة اللازمة في جميع مجالات الحياة، مع كمال المرحمة.
إن الإيمان يدفع المجتمع إلى الإنتاج والعمل، كما يدعو عقلاءه إلى الإصلاح بين أفراده. فالمجتمع بغير دين ولا إيمان مجتمع غابة. وإن لمعت فيه بوارق الحضارة. الحياة والبقاء فيه للأشد والأقوى، لا للأفضل ولا للأتقى مجتمع تعاسة وشقاء وإن زخر بأدوات الرفاهية وأسباب النعيم.. مجتمع تافه رخيص، لأن غايات أهله لا تتجاوز شهوات البطون والفروج. فهم: {يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ} (محمد: 12).
ويتحدث الباب الرابع عن التكامل بين العلم والإيمان. فالعلم المادي أعطى الإنسان أدوات كثيرة، ولكنه لم يعطه «قيمة» كبيرة أو «هدفا» رفيعاً يحيا له ويموت عليه.
ذلك أن هذه ليست وظيفة العلم وليست من اختصاصه. وإنما ذلك من اختصاص الدين. فعقيدة الإسلام عقيدة تتسع للروح والمادة، والحق والقوة، والدين والعلم، والدنيا والآخرة، إنها عقيدة التوحيد التي تغرس في النفس الكرامة والحرية، وتجعل الخضوع لغير الله كفراً وفسقاً وظلماً، وتأبى على الناس أن يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله.
ويؤكد فضيلة الشيخ أن الذي يؤمن بالله والدار الآخرة لا يخاطر بدنياه الفانية ليربح آخرته الباقية فقط، بل يربح بذلك الحياتين معاً، ويفوز بالحسنيين في الدنيا والآخرة: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}.
ويرى أهمية غرس الإيمان في نفوس أبناء الإسلام قائلا: إن عدونا يجند أبناءه على أساس ديني، ويقذف بهم في قلب المعارك بأحلام دينية تدور حول مجد إسرائيل، وملك سليمان: ونبوءات التوراة فكيف ننكر نحن دور الإيمان، وننحِّي المؤمنين، بل نضطهدهم ونعذبهم! ونلقي بشعارات «النصر للثوار» و «الغلبة للجماهير» وأمتنا لا تعرف إلا أن «النصر للمؤمنين، والعاقبة للمتقين».
ويختتم فضيلة الشيخ كتابه قائلا: الإيمان الحق هو الذي يخط آثاره في الحياة كلها، ويصبغها بصبغته الربانية في الأفكار والمفاهيم، والعواطف والمشاعر، والأخلاق والعادات، والنظم والقوانين، وهو قوة الخلق، وخلق القوة، وروح الحياة وحياة الروح، وسر العالم وعالم الأسرار، وجمال الدنيا ودنيا الجمال، ونور الطريق طريق النور.
إن كنا نريد السعادة الشخصية، فلا سعادة بغير سكينة النفس، ولا سكينة بغير إيمان.
عن العرب القطرية
يقول فضيلة الشيخ: الإيمان هو واحة المسافر، ونجم الملاح، ودليل الحيران، وعدة المحارب، ورفيق الغريب، وأنيس المستوحش، ولجام القوي، وقوة الضعيف.
الإيمان هو مصنع البطولات، ومحقق المعجزات، ومفتاح المغاليق، ومنارة الهدى في كل طريق.
الإيمان هو الطريق الفذ لتحقيق كل ما نريد من أهداف، وما نصبو إليه من آمال.
إن كنا نريد الآخرة.. فطريقها هو الإيمان. وإن كنا نريد الدنيا.. فطريقها هو الإيمان. وإن كنا نريدهما معاً.. فطريقهما هو الإيمان.
جاء الكتاب في أربعة أبواب:
اهتم الباب الأول بتعريف الإيمان، الذي يراه فضيلة الشيخ أعظم «قضية مصيرية» بالنظر إلى الإنسان، فهي سعادة الأبد أو شقوته، وهي جنة أبداً أو نار أبداً.
فالإيمان ليس مجرد إعلان المرء بلسانه أنه مؤمن، فما أكثر المنافقين الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم. وليس قيام الإنسان بأعمال وشعائر، فما أكثر الذين يتظاهرون بالصالحات، وأعمال الخير، وشعائر التعبد، وقلوبهم خراب من الخير والصلاح والإخلاص.
يقول الإمام القرضاوي: إن الإيمان في حقيقته عمل نفسي يبلغ أغوار النفس، ويحيط بجوانبها كلها من: إدراك، وإرادة، ووجدان. هو الإيمان القوي الدافق، الإيمان حين يبلغ مداه، ويشرق على القلوب سناه، ويخط في أعماق النفوس مجراه، لا الإيمان الضعيف المزعزع، الإيمان المخدر النائم، إنما نتحدث عن الإيمان الحي اليقظ.
فلا بد للإيمان من إدراك ذهني تنكشف به حقائق الوجود، وأن يبلغ هذا الإدراك حد الجزم الموقن، واليقين الجازم، الذي لا يزلزله شك ولا شبهة، مع إذعان قلبي، وانقياد إرادي، يتمثل في الخضوع والطاعة مع الرضا والتسليم، ثم تتبعه حرارة وجدانية قلبية، تبعث على العمل بمقتضيات العقيدة، والالتزام بالمبادئ.
ويتحدث فضيلة الإمام القرضاوي في الباب الثاني عن أثر الإيمان على الفرد، في تحقيق كرامة الإنسان وسعادته، وتحقيق أمنه النفسي وسكينته، وإشاعة روح المحبة والرضا في قلبه، ويورثه الثبات في الشدائد. فالفرد بغير دين ولا إيمان ريشة في مهب الريح.. لا تستقر على حال، ولا تعرف لها وجهة، ولا تسكن إلى قرار مكين. الفرد بغير دين ولا إيمان إنسان ليس له قيمة ولا جذور، إنسان قلق متبرم حائر، لا يعرف حقيقة نفسه ولا سر وجوده، لا يدري من ألبسه ثوب الحياة. ولماذا ألبسه إياه، ولماذا ينزعه عنه بعد حين؟! وهو بغير دين ولا إيمان: حيوان شره أو سبع فاتك، لا تستطيع الثقافة ولا القانون -وحدهما- أن يحدا من شراهته، أو يقلما أظفاره.
وفي الباب الثالث يتحدث الإمام القرضاوي عن أثر الإيمان في حياة المجتمع، وكيف يبني صرح الأخلاق الفاضلة، ويربي المجتمع على البذل والتضحية، ويحث أفراده على اكتساب القوة اللازمة في جميع مجالات الحياة، مع كمال المرحمة.
إن الإيمان يدفع المجتمع إلى الإنتاج والعمل، كما يدعو عقلاءه إلى الإصلاح بين أفراده. فالمجتمع بغير دين ولا إيمان مجتمع غابة. وإن لمعت فيه بوارق الحضارة. الحياة والبقاء فيه للأشد والأقوى، لا للأفضل ولا للأتقى مجتمع تعاسة وشقاء وإن زخر بأدوات الرفاهية وأسباب النعيم.. مجتمع تافه رخيص، لأن غايات أهله لا تتجاوز شهوات البطون والفروج. فهم: {يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ} (محمد: 12).
ويتحدث الباب الرابع عن التكامل بين العلم والإيمان. فالعلم المادي أعطى الإنسان أدوات كثيرة، ولكنه لم يعطه «قيمة» كبيرة أو «هدفا» رفيعاً يحيا له ويموت عليه.
ذلك أن هذه ليست وظيفة العلم وليست من اختصاصه. وإنما ذلك من اختصاص الدين. فعقيدة الإسلام عقيدة تتسع للروح والمادة، والحق والقوة، والدين والعلم، والدنيا والآخرة، إنها عقيدة التوحيد التي تغرس في النفس الكرامة والحرية، وتجعل الخضوع لغير الله كفراً وفسقاً وظلماً، وتأبى على الناس أن يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله.
ويؤكد فضيلة الشيخ أن الذي يؤمن بالله والدار الآخرة لا يخاطر بدنياه الفانية ليربح آخرته الباقية فقط، بل يربح بذلك الحياتين معاً، ويفوز بالحسنيين في الدنيا والآخرة: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}.
ويرى أهمية غرس الإيمان في نفوس أبناء الإسلام قائلا: إن عدونا يجند أبناءه على أساس ديني، ويقذف بهم في قلب المعارك بأحلام دينية تدور حول مجد إسرائيل، وملك سليمان: ونبوءات التوراة فكيف ننكر نحن دور الإيمان، وننحِّي المؤمنين، بل نضطهدهم ونعذبهم! ونلقي بشعارات «النصر للثوار» و «الغلبة للجماهير» وأمتنا لا تعرف إلا أن «النصر للمؤمنين، والعاقبة للمتقين».
ويختتم فضيلة الشيخ كتابه قائلا: الإيمان الحق هو الذي يخط آثاره في الحياة كلها، ويصبغها بصبغته الربانية في الأفكار والمفاهيم، والعواطف والمشاعر، والأخلاق والعادات، والنظم والقوانين، وهو قوة الخلق، وخلق القوة، وروح الحياة وحياة الروح، وسر العالم وعالم الأسرار، وجمال الدنيا ودنيا الجمال، ونور الطريق طريق النور.
إن كنا نريد السعادة الشخصية، فلا سعادة بغير سكينة النفس، ولا سكينة بغير إيمان.
عن العرب القطرية