جاثوم على صدر البحرين / إحسان الفقيه

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,784
التفاعل
17,903 114 0
جاثوم على صدر البحرين

إحسان الفقيه

الجزء الأول
من المشروع الإيراني في البحرين



هل مر بك ذلك الشعور المرعب أثناء نومك، وشعرت بشيء ما جاثمًا على صدرك فانعقد لسانك عن الكلام، وأنت في مرحلة بين اليقظة والمنام؟

تلك الحالة يسميها العلماء "الجاثوم".

عرفته العرب، حتى أن ابن منظور تناوله في موسوعته اللغوية "لسان العرب"، فقال: "الجثام" و"الجاثوم": الكابوس، يجثم على الإنسان،... ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم "جاثوم".

وبغض النظر عن تفسير هذه الظاهرة التي تجد مكانها في عالمي الخرافة والعلم معًا، فإني أرى أنها الوصف اللائق للنفوذ المجوسي الصفوي في البحرين، حيث يجثم المشروع الإيراني المجوسي على صدر هذا القطر الذي نحبّ أهله وتعنينا سلامتهم، ويضعه في بؤرة اهتمامه منذ عهد دولتهم الصفوية.

وأجد نفسي أمام التمدد والنفوذ الإيراني في البحرين حائرة، فماذا أطرح بهذا الشأن وقد تعددت قضاياه وتشعبت، والتفتّ أغصانه العتيقة والناشئة، غير أني أقارب وأسدد والله الموفق.



من قلب التاريخ

وليعذرني قارئي لتلك النزعة المتوثبة بداخلي دائمًا للعودة إلى الجذور، فالغوص في أعماق التاريخ يستهويني ويستبد بي ويفرض على الاقتباس، ولذا أستعير لكم ذلك المقطع التاريخي:

"إني أقدّر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر، أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو القطيف أو البصرة، وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي، وسأنفذ له كل ما يريد".

تلك الرسالة بعث بها قائد البرتغاليين "ألفونسو دي ألبوكيرك"، إلى الشاه إسماعيل الصفوي، ورائحة الخيانة قطعًا تفوح من حروفها.

فلقد كان المجوسي الرافضي إسماعيل الصفوي، يسعى للتحالف مع البرتغاليين ضد الدولة العثمانية، التي أذاقته الأمرين وأوقفت مده الرافضي خلال موقعة جالديرانعام 1514م، على يد السلطان العثماني سليم الأول.

فلجأ إسماعيل الصفوي- الذي ورث نسله المشئوم إلى اليوم نزعته إلى الطعن في ظهر الأمة- إلى التحالف مع البرتغاليين، وأقرهم على احتلال هرمز مقابل مساعدته في احتلال البحرين والقطيف، بالإضافة إلى مشروع تقسيم للمشرق العربي يتم خلاله استيلاء الصفويين على مصر، واستيلاء البرتغاليين على فلسطين، إلا أن أحلام الشاه تبددت، حيث كانت الاستخبارات العثمانية تتابع الرسائل المتبادلة بين الخائن وحلفائه فأحبطت المخطط.

الطمع المجوسي في أرض البحرين إذن قديم.....ومتجدد.



الشوفينية الفارسية

أطماع إيران في البحرين وغير البحرين- مما وقع تحت نفوذها يومًا ما في التاريخ- تنطلق من نزعتها القومية الشوفينية، فالذهنية الإيرانية مستغرقة في أحلام الإمبراطورية الفارسية، التي سبقت بزوغ شمس الإسلام بقرون عددا.

ذلك البعد القومي الفارسي يمثل إطار المشروع الإيراني، بينما يمثل البعد العقدي (المذهب الشيعي الإمامي الاثنى عشري) فكرته المركزية، ولما كان الصحابة هم الريح التي أطفأت نار المجوس، وقوضت عرش الإمبراطورية الفارسية، حمل الموروث العقدي والفكري لدى الفرس الإيرانيين كل ألوان الكراهية تجاه العرب، حتى عبر شاعرهم الشعوبي أبو القاسم الفردوسي عن ذلك بقوله في ملحمته التي أسماها "الشاهنامه": "بلغ الأمر بالعرب بعد شرب حليب الإبل وأكل الضب، أن يطلبوا تاج كسرى، فتباً لك يا زمان وسحقًا".



البحرين في أحلام المجوس

وترى إيران أن لها حقًا قطعيًا في البحرين وتعتبرها مقاطعة إيرانية، فقط لأنها قد احتلتها يومًا ما، لذا لا يكف قادتهم وكبراؤهم عن التصريح بأحقيتهم الأبدية في البحرين.

ألم يطلق الخميني تصريحًا في عام 1980، في بدايات الثورة، يطالب فيه بضم البحرين باعتبارها جزءًا من إيران؟

ألم يكتب حسين شريعتمداري مدير تحرير صحيفة "كيهان" في يوليو 2007م، ما يؤكد هذه المزاعم الإيرانية؟

بلى قد فعل، وكتب ما نصه: "البحرين جزء من الأراضي الإيرانية، وإنها انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه والولايات المتحدة وبريطانيا، وإن المطلب الأساسي

للشعب البحريني حاليًا هو إعادة هذه المحافظة التي تم فصلها عن إيران إلى الوطن الأم والأصلي".

وفي يوم 27 يناير من عام 2009م، قال النائب داريوش قنبري أمام مجلس الشورى على مسمع ومرأى الإعلام العالمي، وبحضور وزير الخارجية منوشهر متقي: البحرين كانت وحتى قبل أربعين عاماً جزءاً من الأراضي الإيرانية، وانفصلت عن إيران عن طريق استفتاء مشبوه ."

وفي فبراير 2009 م، وصف رئيس التفتيش العام في مكتب قائد الثورة "علي أكبر ناطق نوري" دولة البحرين بأنها المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة.

في يوليو عام 2011م، دعا آية الله أحمد جنتي إلى احتلال البحرين.

وقال السفير الإيراني السابق في باريس صادق خرازي في يونيو 2012م: إذا كانت إيران تريد احتلال البحرين، فإن الأمر لن يستغرق بضع ساعات للسيطرة عليها، باستخدام قوات الرد السريع الإيرانية.

هذا غيض من فيض، من التصريحات التي تؤكد على تبعية البحرين لإيران- وفق مزاعم ساستها- والمحرضة على احتلالها، ومن أراد الاستزادة فليراجع- إن شاء- كتاب "المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية"، الصادر عن مركز "أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية".



البحرين في حس الشعب الإيراني

لا يختلف الشعب الإيراني عن ساسته في النظر إلى التبعية البحرينية لإيران، فالإعلام الإيراني يغذي النزعة القومية التوسعية لدى هذا الشعب.

وليس أدل على ذلك من حادثة التزوير الشهيرة، التي وقعت خلال كلمة الرئيس المصري محمد مرسي، في مؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران.

فالرئيس مرسي خلال حديثه الجريء عن سوريا، كان الإعلام الإيراني أثناء الترجمة من العربية للفارسية، يستبدل كلمة "البحرين" بكلمة "سوريا"، فبينما كان مرسي يقول: "إن الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان من أجل الحرية والعدالة والكرامة"، سمعها الإيرانيون على تليفزيون بلادهم الرسمي "إن شعبي فلسطين والبحرين يناضلان للحرية".

وذلك إن دل على شيء، فإنما يدل على أن وعي المجتمع الإيراني الذي شكله الملالي، يهضم فكرة أن البحرين محتلة من قبل السنة، وأنها كولاية إيرانية، تسعى للتحرر من هذا الاحتلال، والذي يسمونه "الاحتلال الخليفي".



البحرين في مرمى تصدير الثورة

ما إن نجحت الثورة الخمينية حتى سارعت إيران بإنشاء هيئات وأحزاب خارج الجمهورية، من أجل مد النفوذ الشيعي في الدول الإسلامية والعربية، وفق مبدأ تصدير الثورة، الذي أكد عليه الخميني.

وفي البحرين وجهت القيادة الإيرانية الشيعي "هادي المدرسي"، لإقامة ما يعرف بـ"الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" ومقرها الرئيس في طهران.



وبينت الجبهة أهدافها خلال بيان لها على النحو التالي:

* إسقاط الحكومة السنية (حكم آل خليفة).

* إقامة نظام شيعي يعبر عن الفكر الثوري الخميني.

* فصل البحرين عن مجلس التعاون الخليجي (تأسس عام 1981)، وربطها بالجمهورية الإيرانية.



إشارات قبل الختام:

* كيف توغلت إيران داخل البحرين؟

* ما موقع البحرين في الخطة الخمسينية الإيرانية؟

* إلى أي مدى وصل النفوذ الإيراني في البحرين؟

* ما دور شيعة البحرين في التمدد الإيراني وموقفهم منه؟

أسئلة حتمًا تحتاج إلى إجابات تفصيلية...

وللحديث بقية..

عن موقع شؤون خليجية
 
التعديل الأخير:
الطابور الخامس

الجزء الثاني من المشروع الإيراني في البحرين

إحسان الفقيه


نشأ مصطلح "الطابور الخامس" إبان الحرب الأهلية الإسبانية، التي اندلعت عام 1936م، وأول من أطلقه كان الجنرال اميلو مولا، والذي كان يقود القوات الوطنية التي زحفت صوب مدريد مؤلفة من أربعة طوابير من الثوار.

قال "مولا" آنذاك، إن هناك طابورًا خامسًا من شعب مدريد يعمل مع الوطنيين ضد الحكومة الماركسية اليسارية، ليصير هذا المصطلح إشارة إلى الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين معسكري الاشتراكية والرأسمالية، ثم صار علمًا على الجيوب التي تخدم أجندات خارجية لدول تدين لها بالولاء على حساب الوطن الذي يعيشون على أرضه.

ولا يمكننا الحديث عن النفوذ الإيراني في البحرين دون تسليط الضوء على الطابور الخامس، الذي اعتمد عليه المشروع الإيراني للهيمنة على ذلك القُطر، إنهم شيعة البحرين.

الشيعة في البحرين يمثلون نحو نصف السكان، يرجع تواجدهم فيها إلى زمن القرامطة، كانوا على نهج الشيعة الإسماعيلية، ثم تحولوا بتأثير المد الإيراني إلى الإمامية الاثنى عشرية الجعفرية، الذي تقوم على أساسه الجمهورية الإيرانية.



علاقة شيعة البحرين بإيران

وعندما تتحدث عن علاقة شيعة البحرين بإيران، فإنما تتحدث عن علاقة الوليد بأمه، فإيران قبلة طلاب العلم من شيعة البحرين، وفيها مرجعياتهم العلمية، وكثير منهم تزوجوا من إيرانيات.

سيترنّم شيعة البحرين بالوطنية، ويذكّرونك بأنهم قد اختاروا الاستقلال عن بريطانيا على الانضمام إلى إيران، عندما خيّرت الأمم المتحدة البحرين عام 1970م، بين الاستقلال أو الانضمام لإيران.

نعم قد حدث، لكنهم فعلوا حتى لا يقعوا تحت وطأة الحكم العلماني المستبد لشاه إيران، والذي قرّب إليه الطائفة البهائية، التي تدخل مع الشيعة الإمامية في نزاع عقدي على المهدوية.

وهذا هو الدليل.............



شيعة البحرين والثورة الخمينية

قامت الثورة الإيرانية..

فحدّثونا يا شيعة البحرين عن تلك المظاهرات العارمة، التي امتلأت بها الشوارع ابتهاجًا بإقامة دولة شيعية عصرية..

حدّثونا عن وفودكم من الكتل الشعبية وهيئاتكم العلمية، التي زارت طهران لبثِّ التهاني إلى قادة الثورة الخمينية.

وحدّثونا عن صور الخميني التي رفعتموها إلى جانب مرجعياتكم الشيعية الأخرى في قُم "الشيرازي" و"الخوئي".

* لقد صار شيعة البحرين بعد الثورة الخمينية جزءًا لا يتجزأ من إيران في ظل ولاية الفقيه، ذكرني ذلك بالمقولة الصادقة الوحيدة التي سمعتها قديما للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، عندما قال:

"ولاء الشيعي في أي مكان لإيران وليس لوطنه"، وهكذا كان ولا يزال شيعة البحرين.

* تذكروا يا بني قومي عندما قال عبد الوهاب حسين زعيم تيار الوفاء الشيعي بالبحرين، وأطلقها صريحة واضحة دون مواربة: "تيارالوفاء الإسلامي يؤمن بولاية الفقيه حتى النخاع، ويلتزم بها عملياً".

وتذكروا حين أصدرت جمعية الوفاق وثيقة المنامة عام 2011م، وكتبت "الخليج" دون إضافة "العربي"، حتى لا تُغضب السادة في إيران.

تذكروا الخطبة العصماء للنائب البحريني عن جمعية الوفاق الشيعية "السيد حيدر الستري"، حين ترنم بإنجازات الملالي قائلًا: "رأينا في عصرنا كيف حققت الجمهورية الإسلامية في إيران المعجزات، وانتصرت على دول العالم الكبرى مجتمعة... انتصرت الجمهورية الإسلامية في نشأتها إبان الحرب التي أشعلها النظام البعثي البائد في العراق... حققت انتصارها مؤخراً بعد عملية انتخابات تاريخية، بفضل مخزون القوة الذي تمتلكه قيادة الولي الفقيه، والتفاف المؤمنين حولها".



الثورة الإيرانية وتعزيز المذهب الرافضي بالبحرين

كثيرًا ما ذكرتُ أن المشروع الإيراني، هو مشروع قومي فارسي مجوسي مُحمّل على أساس طائفي يتمثل في المذهب الشيعي الإمامي، لذا كان من أُسس تصدير الثورة الخمينية نشر هذا المذهب وتعزيز وجوده في بلدان العالم الإسلامي والعربي.

ومنذ قيام ثورة الخميني عام 1979م، عملت إيران على نشر مذهبها للدول المجاورة، ومن بين آليات تصدير هذا المذهب في البحرين، السفارة الإيرانية والمراكز الثقافية التابعة لها، والمكتبات الشيعية، ومعارض الكتاب الإقليمية والدولية.

* اهبط كل قرية أو مدينة في البحرين ستجدها لا تخلو من مكتبة رافضية، يقوم عليها إيرانيون وغيرهم من شيعة البحرين، وقد تجد بعضها مملوكة لبعض المغيّبين أو العملاء من المنتسبين لأهل السنة.

وبنظرة سريعة على محتوى هذه المكتبات ستجدها تركّز على الترويج للشيعة ومنهجهم، بل وبسبّ الصحابة، والهجوم على الحكومة السنية.

وذكر الدكتور هادف الشمري في كتابه الماتع "الخطة الخمسينية وإسقاطاتها في مملكة البحرين"، أن الكتب ترد إلى هذه المكتبات من إيران ولبنان، وخاصة من المكتبات التابعة لحزب الله اللبناني.

وذكر أن أبرز هذه المكتبات مكتبة الأيام، وتحتل الكتب الشيعية في معرضها الدولي السنوي ما نسبته 95 % من إجمالي الكتب التي تشارك بها.

وتحت تأثير "اللطم" و"الردح" و"الصياح" و"النباح" و"النياحة" التي تنبعث من الحناجر المجوسية ليل نهار في طهران، ورغبة في عدم استفزاز الكثافة السكانية الرافضية في البحرين لمزيد من العربدة، تساهلت الحكومة البحرينية في منحهم الامتيازات المتنوعة التي تُستخدم للطعن في جسد الشعب البحريني السُني.



وهذه حقيقة ينبغي مواجهتها وعدم التملص منها:

* ألم يصل عدد الحسينيات في البحرين عام 2007م إلى ما يزيد على 1100 حسينية، بينما عدد مساجد السنة 500؟

* ألم يُسمح لهم بإظهار مأتم عاشوراء، لدرجة أن التليفزيون البحريني كان ينقل مواكب التمثيل الكربِلائي؟

* ألم تكن الذبائح والمعونات المالية تقدم لهم في موسم العزاء في عاشوراء، حتى أصبح شهر عاشوراء موسمًا لنشر التشيّع؟

* ألم ينشئ شيعة البحرين قناة "الزهراء" لنشر التشيع وتبثها من دبي، لتنضم إلى أخواتها في الخليج والدول العربية "المنار"، و"الكوثر" و"الأنوار" وغيرها؟



إيران وتغيير التركيبة السكانية بالبحرين

عمل شيعة البحرين الموالون لإيران على شراء الأراضي والمنازل والمحلات التجارية، لتغيير التركيبة السنية في المناطق ذات الكثافة السنية، بنشر التشيع فيها واستقبال المهاجرين الشيعة.

وعام 2006م، اكتشفت الحكومة البحرينية سعي شيعة من أصول إيرانية إلى شراء مناطق بأكملها في مدينة المحرق، بتمويل من بنك "ميلي إيران"، عن طريق قروض ميسرة لشراء هذه المناطق.

ونظرًا للتحرك المتأخر للحكومة البحرينية، فلم يتسنّ لها إنقاذ كل المناطق من السيطرة المجوسية:

* قام الإيرانيون بشراء حي "البنعلي" السني العربي.

* حي "أبو ماهر" في المحرق صار فارسيًا.

* مناطق سنية كثيرة في الحورة والقضيبية والذواودة قاموا بشرائها.

وبعد أن فطنت الحكومة البحرينية لهذا المخطط قامت بمنع بيع وشراء هذه المناطق، إلا لأهلها للحفاظ على هويتها السنية والعربية، الأمر الذي أثار سخط الرافضة، وخاصة جمعية الوفاق، وانهالوا على الحكومة بتهم الطائفية والعنصرية.



الخطة الخمسينية عود على بدء

حدثتكم في مقالة سابقة بعنوان "عجز أمتي وجلد المجوس" عن الخطة الإيرانية الخمسينية لنشر التشيع هل تذكرونها؟

على كل حال هذا رابطها

http://alkhaleejaffairs.org/c-16433



تلك الخطة التي برزت في عهد خاتمي، وتهدف إلى نشر الفكر الخميني الفارسي المرتكز على أساس طائفي في دول الخليج والشرق الأوسط، ونشرتها رابطة أهل السنة في إيران (مكتب لندن)، وهي عبارة عن رسالة من مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في ولايات إيران، وقام الدكتور علي البلوشي بترجمتها من الفارسية والتعليق عليها.



لقد جاء ضمن نص الرسالة:

"يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية في البحرين ودول الخليج العربية، ونزيد من عدد مساجدنا والحسينيات، ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 % إلى 100 % من السنة، حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكن والعمل والتجارة.... ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من يد المواطنين السابقين من السنة".



اقرأ هذا النص ثم اعرضه على الكلام السابق، لترى إلى أي مدى قد نجح القوم في تنفيذ مخططاتهم لابتلاع البحرين.



إشارات قبل الختام:

* كيف دعمت إيران الحراك الشيعي في البحرين؟

* متى وكيف بدأ الشيعة في المحاولات الانقلابية وإثارة الشغب؟

* وإلى أي حد وصل تغلغل شيعة البحرين في المؤسسات الأمنية البحرينية؟

أسئلة حتمًا تحتاج إلى إجابات تفصيلية...

وللحديث بقية....

عن موقع شؤون خليجية
 
شيعة البحرين وحمل السلاح

الجزء الثالث من المشروع الإيراني في البحرين ومظاهر توغّلهم

احسان الفقيه

مسئول إيراني: " إن الخميني أعظم من النبي موسى وهارون "
آية الله أزاري قمي: " ليس لدى الولي الفقيه أية مسؤولية أخرى غير إقامة نظام الحكم الإسلامي، حتى لو اضطره ذلك إلى أمر الناس بالتوقف مؤقتاً عن الصلاة والصيام والحج.. أو حتى الإيمان بالتوحيد "
الخميني: " إن الرَّاد على الفقيه الحاكم يعد راداً على الإمام، والرد على الإمام رد على الله، والرد على الله يقع في حد الشرك بالله "

بمثل تلك العبارات الرافضية التي تمنح الولي الفقيه حقا إلهيا، استطاع المشروع الإيراني الصفوي المجوسي المرتكز على أساس طائفي، أن يهيمن على ولاء الشيعة خارج الحدود الإيرانية ويستحوذ على انتمائها.

وتمكن ذلك الأخطبوط الإيراني من جعل الأقليات الشيعية في أقطار الوطن الإسلامي العربي أذرعا له، تعبث في داخل تلك الدول وتهدد أمنها وتقوم بدور فاعل في المشروع المجوسي على حساب أوطانها التي تعيش على ترابها وتنعم في خيراتها.

وربما حدثتكم لاحقا عن نظرية ولاية الفقيه ودورها في المشروع الإيراني وجذورها التاريخية.

أسوق هذه المقدمة لكي نستوعب كيف تحرك شيعة البحرين كذراع للأخطبوط الإيراني، وقاموا بزعزعة أمن واستقرار ذلك القُطر على مدى عقود، وجعلوا من البحرين بركانا ثائرا، بدافع الولاء والانتماء للولي الفقيه.


شيعة البحرين وحمل السلاح:

"إن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب يبنى على أسس ثلاثة منها: القوة"

*هو مقطع من نص الخطة الخمسينية التي وضعها عمائم قم لبسط الهيمنة الإيرانية المجوسية على بلدان المنطقة.

لقد عمل شيعة البحرين من خلال الدعم الإيراني على إقامة معسكرات للتدريب داخل مزارعهم، وأقامت لهم إيران معسكرات التدريب داخل إيران على يد الحرس الثوري الإيراني، وداخل لبنان على يد حزب الله اللبناني الرافضي.

سلوا المبعوث الخاص للديوان الملكي البحريني "سميرة رجب" الوزير السابق لشئون الإعلام، ماذا كتبت إبان عملها الصحافي على صفحات أخبار الخليج؟

ستحدثكم عن مخابئ الأسلحة في الحسينيات والمآتم وقرى الشيعة التي كشفتها أجهزة المخابرات.

أُكتشفت أسلحة مخبأة في شحنات أكياس الرمل وذبائح الحيوانات المستوردة.

دخلت شحنات الأسلحة إلى شواطئ البحرين بقوارب إيرانية إلى القرى الشيعية.

تدربت عناصر شيعية بحرينية على أعمال التجسس في مراكز تابعة للمخابرات الإيرانية، وأخرى تابعة لمخابرات حزب الله وأجهزته الأمنية.

مشاركة عناصر شيعية بحرينية في اعتصامات حزب الله اللبناني ضد الحكومة اللبنانية من قبيل التدريب على الاعتصامات والمظاهرات.



شيعة البحرين والمحاولات الانقلابية:

لقد كان الهمّ الأعظم لشيعة البحرين إسقاط الدولة السنية وإفساح الطريق للأخطبوط الإيراني لابتلاع الدولة، وفي سبيل هذا قام شيعة البحرين بعدة محاولات انقلابية:



المحاولة الأولى:

كانت في مطلع الثمانينيات، وكان الشيرازي هو المسئول عنها، بينما كان المنظر الرئيس لها هو السيد هادي المدرسي، وتضمنت المحاولة إدخال عناصر قتالية مدربة في إيران وأسلحة، وتصفية عدد من القيادات الأمنية والعسكرية في الدولة، فقامت السلطات بإحباط المحاولة الانقلابية، وألقت القبض على العشرات منهم، بينما فر بعض شباب الشيعة إلى خارج البحرين.


المحاولة الثانية فكانت:

في منتصف التسعينيات 1994-1996م، وتزعمها الفرع البحريني لحزب الدعوة، والذي شكل قادته فيما بعد جمعية الوفاق الشيعية، وركزت المحاولة على إثارة القلاقل وإشعال الحرائق مستخدمة أسطوانات الغاز في تفجير المحلات والمنشآت، للتحفيز لثورة شعبية على غرار ثورة الخميني إلا أن السلطات قامت بإحباطها أيضا.


وأما المحاولة الثالثة:

فتزامنت مع ثورات الربيع العربي، حيث أراد شيعة البحرين القيام بثورة مماثلة بداية من 14 فبراير 2011م، إلا أنها فشلت بسبب تصدي أهل السنة في البحرين لهذه المحاولة الطائفية للانقلاب، ودخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين في مارس من نفس العام.

لقد دأبت القيادات الشيعية على التحريض على أعمال العنف المسلح، فها هو ذا عبد الوهاب حسين يدعو خلال احتفالية دينية عام 2006م إلى حمل السلاح ضد الحكومة السنية.

وفي نفس العام دعا حسن مشيمع الأمين العام لما يسمى حركة "حق"، إلى بدء الكفاح المسلح ضد الدولة وأهل السنة في البحرين.

وإلى اليوم يمارس الشيعة بالبحرين أعمال العنف ضد الشرطة وسلطات الدولة، كان آخرها في بداية أبريل الحالي عندما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على "مجموعة مسلحة" في قرية "الدراز" شمالي العاصمة المنامة، كانت تجهز لتنفيذ عمليات عنف مسلح.

يحدث هذا في الوقت الذي تقوم إيران بملء الدنيا صراخا وعويلا على ما تدعي أنه تمييز عنصري طائفي ضد الشيعة في البحرين.


مظاهر التوغل الإيراني في البحرين:

ولأن مجلس الخليج كان يعيش حالة التعاون وليس حالة الاتحاد..

ولأن دول الخليج ليست بينهما سياسة مشتركة موحدة للتعامل مع إيران....

ولأن العرب عموما يعيشون حالة من الفراغ....

تمكنت إيران لهذه العوامل من التوغل والتغول داخل البحرين عن طريق شيعتها الموالين لطهران.


ويمكن الوقوف على مدى حجم النفوذ الشيعي في البحرين من خلال الإشارات التالية:

١- صرح شيخهم علي سلمان قبل سنوات على فضائية أبو ظبي بأن جمعية الوفاق الشيعية تغلغلت في جميع مفاصل الدولة.

٢- كشفت السلطات عضوا رافضيا يعمل لصالح المشروع الإيراني كان مسئولا لمدة سنوات عن مركز المعلومات في وزارة الدفاع.

٣- كشف الأمن البحريني منذ سنوات رسائل فاكس ترسل للمعارضة الشيعية في الخارج عن طريق مكتب رئيس جامعة البحرين، لتكتشف أن مدير مكتب رئيس الجامعة صفوي شيعي.

٤- السفن الإيرانية تلقي بالسلاح قبالة الحوض الجاف، فيلتقطها الصيادون الشيعة وينقلونها إلى قرى التمركز الشيعي.

ه ـ كل من يشكل خطرا من أهل السنة يتم إدراجه في قاعدة معلومات شيعية صفوية، بالإضافة إلى معرفة الشيعة بتحركات وأرقام سيارات الشرطة ووجهتها بما يدل على أن هناك جهاز استخباراتي خاص بالشيعة البحرينيين.

٦- عمل الشيعة على تشجيع كثرة الإنجاب، في ظل ما يعرف بالإنجاب السياسي، وقامت بعمليات تجنيس ضخمة بهدف زيادة عدد السكان الشيعة، واستجلاب الشيعة من عدة دول لتغيير التركيبة السكانية، علما بأن من سهّل ذلك رموز شيعية في السلطة البحرينية.

٧- برز الدور الفاعل للإعلام الشيعي خلال أحداث التسعينيات حيث تم توزيع مليون منشور تحريضي ضد الحكومة السنية، وكتابة ما مقداره 100 كليومتر عل جدران المنازل والمدارس والمساجد من العبارات التحريضية بحسب ما قال الدكتور هادف الشمري.

٨- يملك شيعة البحرين العديد من الفضائيات التي تروّج للولي الفقيه والفكر الشيعي، وكذلك الصحف المعبرة عنه أبرزها صحيفة الوسط، بالإضافة إلى مئات المواقع الالكترونية المحرضة ضد الدولة، والمروجة للثورة الخمينية.

٩- وصلت حركة "حق" غير الشرعية وغير المرخصة، بالوصول إلى المجتمع الدولي لنقل مظلومية الشيعة زورا وبهتانا.

١٠- التجار الشيعة يسيطرون على أسواق الخضار والفاكهة واللحوم والدواجن والمواد التموينية، وسوق الدواء والصيدلة أيضا بأيديهم.

يسيطرون على الصناعات الخفيفة وسوق الصرافة وسوق العقارات وتجارة الأراضي.

11- برز العديد من كبار رجال الأعمال وأصحاب الثروات من الشيعة، ويقومون بالدعم القوي المستمر للقرى الشيعية، ودعم مشاريع الزواج في أوساط الشباب الشيعي، ويقومون بتمويل البعثات العلمية الشيعية إلى جامعات الدول المختلفة، والرعاية المادية للمآتم وإنشاء الحسينيات، بالإضافة إلى قيامهم بالضغط على الحكومة لإطلاق سراح المتهمين الشيعة المتورطين في عمليات عنف ضد مؤسسات ومنشآت الدولة وزعزعة الاستقرار والأمن العام..


ورقة عمل:

وفي نهاية هذه السلسلة أذكر بعض المسائل الهامة التي أدونها كورقة عامل من أجل مواجهة المشروع الإيراني في البحرين، أذكرها بإيجاز:

أولا: الالتفاف السني والخليجي في المرحلة الراهنة حول عاصفة الحزم، والتي نعي جميعا أن أهميتها ليست متمثلة في إعادة الشرعية في اليمن فحسب، وإنما وقف النفوذ الشيعي في المنطقة، والذي يعتبر اليمن أحد أبرز حلقاته الهامة.

وعلى دول التحالف بقيادة السعودية، أن تعلي من سقف طموحاتها، وتغتنم هذا الالتفاف والدعم الشعبي لملاحقة المشروع الإيراني في المنطقة في كافة ملفاته، حتى ينحسر وتصبح إيران دولة في المنطقة لا تجد لها مجالا لتنفيذ أي مشروع قومي.

ثانيا: الدعم الحكومي البحريني والخليجي والعربي لأهل السنة في البحرين، لنشر الوعي والتصدي الفكري والدعوي والحركي لمخططات الشيعة، وإنشاء المزيد من القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية الناطقة بلسان السنة، لأن الفكر لا يحارب إلا بالفكر.

ثالثا: ضرورة وصول مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد بشكل حقيقي وفعّال، وتوحيد الرؤية الخليجية تجاه التعامل مع إيران.

رابعا: التكاتف الخليجي من أجل مراقبة الحدود الجوية والبحرية لمنع دخول أي شحنات أسلحة إيرانية إلى القرى الشيعية.

عن موقع شؤون خليجية
 
عودة
أعلى