شهادة إسرائيلية من غزة: الشجاعية… كابوس لجنودنا
وديع عواودة
الناصرة ـ «القدس العربي»:
كما في الحروب السابقة يعترف جنود وضباط إسرائيليون بما يخفونه خلال القتال لا سيما فيما يتعلق بخسائرهم وبشجاعة أعدائهم. بعد شهور من العدوان على قطاع غزة في الصيف الماضي الذي استمر 51 يوما.
وروى بعض الجنود ما شهدوه خلال معركة حي الشجاعية شرق مدينة غزة، من قتال ضار ووقوع أشلاء أحد زملائهم في وحدة «جولاني»،شاؤول أورون، بيد المقاومة الفلسطينية. وقتها قتل أورون مع ستة جنود آخرين داخل مجنزرة من نوع M-113 التي انتقدت أوساط عسكرية ومدنية استمرار جيش الاحتلال باستخدامها رغم نقاط ضعفها وعدم قدرتها على حماية من فيها.
واستنادا ليوميات بعض الجنود فقد أعلن الجنرال غسان عليان قائد «جولاني» في ليلة 19 تموز/ يوليو عن بدء هجوم على حي الشجاعية، وبعد ثلاث ساعات فقط يصل بلاغ حول اشتعال واحدة من مدرعات «جولاني» بعد إصابتها بصاروخ. وقدّر قادة الوحدة أن الإصابة المباشرة تسببت بموت كل جنود المدرعة فيأمر بإحاطتها بسواتر ترابية ومحاولة تبريدها بمواد مضادة للاشتعال، لكن مقاتلين من حركة حماس يتمكنون قبل ذلك من الاستيلاء على جثة أحد جنود المدرعة ممن كانوا بجوارها عند استهدافها. ولاحقا بادر الجيش لجر المجنزرة المشتعلة بواسطة جرافة نحو الحدود لكنها كانت تتمايل على الجانبين وتتساقط منها أجزاء من أشلاء الجنود القتلى على طول الطريق. ويشير الجنود من شهود العيان أن الجيش كان يخشى أن تنجح المقاومة الفلسطينية في التقاط صورة للمجنزرة المشتعلة واستخدامها صورة انتصار في المعركة على الوعي.
ويقول الجندي أوهاد روزفيلد لموقع « والا « الإخباري إن قائد «جولاني» أصابته صدمة كبيرة عندما شاهد المدرعة المشتعلة وعلم أن جنودها تمزقت أجسادهم. ويكشف الموقع أن حماس نجحت فور العملية بالتعرف على هوية الجندي القتيل هدار أورون و»تزوير صفحة له في الفيسبوك والتويتر ونشر نبأ أسره قبل نشر اسمه في وسائل الإعلام الإسرائيلية».
وبسبب الخوف من المقاومة الفلسطينية بادر جيش الاحتلال عند ظهر اليوم التالي فقط لإرسال وحدة خاصة للبحث عن الأشلاء في موقع الإصابة لكنها تفشل في مهمتها وعندئذ ترسل الجرافة لجرف كميات كبيرة من الرمل في المكان لغربلتها في منطقة حدودية بحثا عن الأشلاء. بالتزامن مع ذلك يرسل الجيش «روبوت» لدخول نفق اكتشفت فتحته بموقع الإصابة فيكتشف خوذة جندي وسترة واقية فيها ثقوب تدل على تعرض صاحبها لعيارات نارية علاوة على بقع دم كبيرة ومادة مخدرة لم تستخدم.
ويكشف «والا» للمرة الأولى شهادة الضابط أوهاد روزفيلد قائد المدرعة الذي نجا من الموت بعدما تعطلت قبيل استهدافها فغادرها بحثا عن طريقة لجرها. ويقول أوهاد إنه من سوء حظ المدرعة أنها تعطلت تماما قبالة ثكنة عسكرية سرية لحركة حماس التي كان ينصب فيها مقاتلوها كمينا لجيش الاحتلال. وتابع «قبل ذلك كنا نسير وتساقطت قذائف فلسطينية من حولنا بكثرة فمضينا نحو عمارة كنا نعرف سلفا أن مقاتلين من حماس في داخلها وكنا نرغب بقتلهم والتمترس في العمارة لكن محرك المجنزرة توقف فجأة».
ويقول أوهاد في محاضرة قدمها أمام مصابي الجيش في حيفا إنه أمر جنوده بالخروج من المجنزرة المعطلة والتقدم سيرا على الأقدام خوفا من استهدافها . ويضيف «بدأنا بمغادرة المجنزرة وكنت أولهم فهرولت نحو مجنزرة ثانية كانت ترافقنا لكن قذيفة «أر بي جي» كانت أسرع فأصابت مجنزرتي ونتيجة الانفجار طرت للخلف وطارت بندقيتي من بين يدي وسط إطلاق رصاص كثيف من قبل «مخربين» فأصبت بساقي. ويشير أوهاد أنه في تلك اللحظة تقدمت بسرعة المدرعة الثانية كي لا تصاب هي الأخرى وما لبثت أن استنتجت أن الجنود السبعة داخلها قد لقوا حتفهم. ويتابع «كنت وحدي لا استطيع التحرك وكنت أسمع من يتحدث بالعربية حولي وقد نجح أحد جنود حماس من الاقتراب من المدرعة الملتهبة وجر جثمان هدار أورون وبعد عدة دقائق بدأت تتعإلى أصوات تفجيرات نتيجة اشتعال قنابل كانت داخل المدرعة».
الخوف من الأسر
ويقول إنه انتظر بفزع لحظة أسره وبيده المرتجفة قنبلة يدوية لكن عنصر حماس لم يتنبه له بسبب الظلمة لكن الجيش عثر عليه ومكث في المستشفى ثلاثة شهور للعلاج والتأهيل.
ويروي أحد جنود المدرعة الثانية التي نجت من نار المقاومة الفلسطينية أنه شاهد لحظة انفجار مجنزرة هدار أورون ويقول إن الصاروخ الذي أصابها خر كالنيزك فصحت عبرالاتصال اللاسلكي موضحا ما جرى.
ويتابع «رغم أننا حولنا الشجاعية لكومة ركام كانت السماء تمطر علينا رصاصا من كل الاتجاهات وواجه بعض مقاتلي حماس والجهاد دباباتنا ومدرعاتنا ببنادقهم وقنابلهم وجها لوجه وتمكنا أحيانا من دهسهم ومع ذلك كانت تجربة قاسية وأفهم إصابة مئات من جنودنا بالكرب بعد الصدمة».
ويكشف الموقع أن الجيش استخلص دروس الحادثة وشرع بصناعة 250 مجنزرة حديثة تتسم بقوة درعها وقدرتها على مواجهة صواريخ مضادة للدروع بواسطة «غلاف هواء، هذا علاوة على اعتماد مجنزرات تسير على دواليب وأكثر سرعة من مجنزرة تسير بواسطة سلاسل، وسرعة تخليص المصابين. لكن شهادات لجنود آخرين نشرها موقع «يديعوت أحرونوت» أمس تناقض رواية الجيش، وبحسبها فقد تاهت المجنزرتان في الطريق وتأخرت المساعدات للجنود المصابين.
وديع عواودة
الناصرة ـ «القدس العربي»:
كما في الحروب السابقة يعترف جنود وضباط إسرائيليون بما يخفونه خلال القتال لا سيما فيما يتعلق بخسائرهم وبشجاعة أعدائهم. بعد شهور من العدوان على قطاع غزة في الصيف الماضي الذي استمر 51 يوما.
وروى بعض الجنود ما شهدوه خلال معركة حي الشجاعية شرق مدينة غزة، من قتال ضار ووقوع أشلاء أحد زملائهم في وحدة «جولاني»،شاؤول أورون، بيد المقاومة الفلسطينية. وقتها قتل أورون مع ستة جنود آخرين داخل مجنزرة من نوع M-113 التي انتقدت أوساط عسكرية ومدنية استمرار جيش الاحتلال باستخدامها رغم نقاط ضعفها وعدم قدرتها على حماية من فيها.
واستنادا ليوميات بعض الجنود فقد أعلن الجنرال غسان عليان قائد «جولاني» في ليلة 19 تموز/ يوليو عن بدء هجوم على حي الشجاعية، وبعد ثلاث ساعات فقط يصل بلاغ حول اشتعال واحدة من مدرعات «جولاني» بعد إصابتها بصاروخ. وقدّر قادة الوحدة أن الإصابة المباشرة تسببت بموت كل جنود المدرعة فيأمر بإحاطتها بسواتر ترابية ومحاولة تبريدها بمواد مضادة للاشتعال، لكن مقاتلين من حركة حماس يتمكنون قبل ذلك من الاستيلاء على جثة أحد جنود المدرعة ممن كانوا بجوارها عند استهدافها. ولاحقا بادر الجيش لجر المجنزرة المشتعلة بواسطة جرافة نحو الحدود لكنها كانت تتمايل على الجانبين وتتساقط منها أجزاء من أشلاء الجنود القتلى على طول الطريق. ويشير الجنود من شهود العيان أن الجيش كان يخشى أن تنجح المقاومة الفلسطينية في التقاط صورة للمجنزرة المشتعلة واستخدامها صورة انتصار في المعركة على الوعي.
ويقول الجندي أوهاد روزفيلد لموقع « والا « الإخباري إن قائد «جولاني» أصابته صدمة كبيرة عندما شاهد المدرعة المشتعلة وعلم أن جنودها تمزقت أجسادهم. ويكشف الموقع أن حماس نجحت فور العملية بالتعرف على هوية الجندي القتيل هدار أورون و»تزوير صفحة له في الفيسبوك والتويتر ونشر نبأ أسره قبل نشر اسمه في وسائل الإعلام الإسرائيلية».
وبسبب الخوف من المقاومة الفلسطينية بادر جيش الاحتلال عند ظهر اليوم التالي فقط لإرسال وحدة خاصة للبحث عن الأشلاء في موقع الإصابة لكنها تفشل في مهمتها وعندئذ ترسل الجرافة لجرف كميات كبيرة من الرمل في المكان لغربلتها في منطقة حدودية بحثا عن الأشلاء. بالتزامن مع ذلك يرسل الجيش «روبوت» لدخول نفق اكتشفت فتحته بموقع الإصابة فيكتشف خوذة جندي وسترة واقية فيها ثقوب تدل على تعرض صاحبها لعيارات نارية علاوة على بقع دم كبيرة ومادة مخدرة لم تستخدم.
ويكشف «والا» للمرة الأولى شهادة الضابط أوهاد روزفيلد قائد المدرعة الذي نجا من الموت بعدما تعطلت قبيل استهدافها فغادرها بحثا عن طريقة لجرها. ويقول أوهاد إنه من سوء حظ المدرعة أنها تعطلت تماما قبالة ثكنة عسكرية سرية لحركة حماس التي كان ينصب فيها مقاتلوها كمينا لجيش الاحتلال. وتابع «قبل ذلك كنا نسير وتساقطت قذائف فلسطينية من حولنا بكثرة فمضينا نحو عمارة كنا نعرف سلفا أن مقاتلين من حماس في داخلها وكنا نرغب بقتلهم والتمترس في العمارة لكن محرك المجنزرة توقف فجأة».
ويقول أوهاد في محاضرة قدمها أمام مصابي الجيش في حيفا إنه أمر جنوده بالخروج من المجنزرة المعطلة والتقدم سيرا على الأقدام خوفا من استهدافها . ويضيف «بدأنا بمغادرة المجنزرة وكنت أولهم فهرولت نحو مجنزرة ثانية كانت ترافقنا لكن قذيفة «أر بي جي» كانت أسرع فأصابت مجنزرتي ونتيجة الانفجار طرت للخلف وطارت بندقيتي من بين يدي وسط إطلاق رصاص كثيف من قبل «مخربين» فأصبت بساقي. ويشير أوهاد أنه في تلك اللحظة تقدمت بسرعة المدرعة الثانية كي لا تصاب هي الأخرى وما لبثت أن استنتجت أن الجنود السبعة داخلها قد لقوا حتفهم. ويتابع «كنت وحدي لا استطيع التحرك وكنت أسمع من يتحدث بالعربية حولي وقد نجح أحد جنود حماس من الاقتراب من المدرعة الملتهبة وجر جثمان هدار أورون وبعد عدة دقائق بدأت تتعإلى أصوات تفجيرات نتيجة اشتعال قنابل كانت داخل المدرعة».
الخوف من الأسر
ويقول إنه انتظر بفزع لحظة أسره وبيده المرتجفة قنبلة يدوية لكن عنصر حماس لم يتنبه له بسبب الظلمة لكن الجيش عثر عليه ومكث في المستشفى ثلاثة شهور للعلاج والتأهيل.
ويروي أحد جنود المدرعة الثانية التي نجت من نار المقاومة الفلسطينية أنه شاهد لحظة انفجار مجنزرة هدار أورون ويقول إن الصاروخ الذي أصابها خر كالنيزك فصحت عبرالاتصال اللاسلكي موضحا ما جرى.
ويتابع «رغم أننا حولنا الشجاعية لكومة ركام كانت السماء تمطر علينا رصاصا من كل الاتجاهات وواجه بعض مقاتلي حماس والجهاد دباباتنا ومدرعاتنا ببنادقهم وقنابلهم وجها لوجه وتمكنا أحيانا من دهسهم ومع ذلك كانت تجربة قاسية وأفهم إصابة مئات من جنودنا بالكرب بعد الصدمة».
ويكشف الموقع أن الجيش استخلص دروس الحادثة وشرع بصناعة 250 مجنزرة حديثة تتسم بقوة درعها وقدرتها على مواجهة صواريخ مضادة للدروع بواسطة «غلاف هواء، هذا علاوة على اعتماد مجنزرات تسير على دواليب وأكثر سرعة من مجنزرة تسير بواسطة سلاسل، وسرعة تخليص المصابين. لكن شهادات لجنود آخرين نشرها موقع «يديعوت أحرونوت» أمس تناقض رواية الجيش، وبحسبها فقد تاهت المجنزرتان في الطريق وتأخرت المساعدات للجنود المصابين.