قبل ما تقرا الموضع كتب قبل سنه :biggrin:
لقصد من مقالي عن اليوم الاول هو تحذير الناس مما قد يحدث وأنا اصلي من أجل ألا يحدث. وان المقال كتبه محارب امريكي قديم يدرك ان الحرب ليست هي الحل، بل ان الدبلوماسية هي الحل دائما.
بدأت الحرب حسب المخطط. الطيارون الإسرائيليون أقلعوا قبل الفجر بوقت كافٍ، اندفعوا عبر لبنان وشمالي العراق وحلقوا على ارتفاع شاهق فوق كركوك. تفرق الاسرائيليون فوق جبال غرب ايران، بطائرات اف 15 واف 16 أمريكية الصنع. وأصدر الطيارون إشارات فيها اظهار لثقتهم، عند الدقيقة الاخيرة، في إكمال المهمة، وأبقوا اجهزة الراديو صامتة.
قبل أن تشرق الشمس فوق طهران وقبل لحظات من أذان المسلمين لصلاة الفجر، ضربت الصواريخ أهدافها. وفيما كانت طائرات الاستطلاع " أواكس" التابعة للقوات الجوية الامريكية تحلق وتصغي وتراقب وتسجل – لحقت بها قاذفات القنابل الثقيلة الأمريكية بعد ذلك بدقائق. سقطت القنابل الخارقة للتحصينات والقنابل النووية الصغيرة على عشرات الأهداف، بينما كانت الصواريخ الإيرانية المضادة للطائرات تنطلق بسرعة إلى عنان السماء.
تم تدمير المفاعل المسمى على نحو مثير للسخرية " بوش"ـــهر " وتحول الى رماد. الخبراء التقنيون الروس والأجانب ركضوا طلباً للنجاة ولكن الكثيرين منهم لم يتمكنوا من ذلك.
كل الأهداف في ساغاند ويزد التي اختارها مخططوا البنتاجون بعناية قبل أشهر عديدة تم تدميرها. كما تم ضرب مرفق تخصيب اليورانيوم في ناتانز، ومصنع الماء الثقيل ومرفق للنظائر المشعة في اراك، ووحدة الوقود النووي في أردكان ومرفق تحويل اليورانيوم ومركز التكنولوجيا النووية في اصفهان، في وقت واحد بواسطة مجموعات طائرات القوات الجوية الامريكية والاسرائيلية.
تم تدمير مركز الأبحاث النووية في طهران، ومرفق لإنتاج اليود والموليبدينوم* ونظائر الزينون*، ومختبرات جابر بن حيان متعددة الاغراض، وشركة كالاي للكهرباء في ضواحي طهران.
حلقت الطائرات الإيرانية في مجموعات متفرقة. وهي الطائرات التي لم يتم تدميرها على الارض بالضربات السريعة والمنهجية للصواريخ الأمريكية والاسرائيلية. اطلق عدد قليل من تلك الطائرات بعض الصواريخ فاسقطت الطائرات التي كانت تقوم بالهجوم بين حين وآخر، ولكن المدافع الأمريكية المتفوقة سيطرت على الاشتباكات بسرعة.
لم تعرف القوات الجوية الإيرانية، مثلها مثل القوات البحرية، ما الذي ضربها. كانت تشبة تماما البحارة الاميركيين في ميناء بيرل هاربر، فالهجمة الاستباقية التي تمت قبل الفجر سحقت تماماً نصف القوات الدفاعية في غضون ساعات.
في منتصف الصباح، هدرت موجه ثانية وثالثة من القاذفات الامريكية الامريكية والاسرائيلية فوق الأهداف الثانوية. والمشكلة الوحيدة الآن هي فاعلية الصواريخ الإيرانية المثيرة للاستغراب. فبعد زوال عنصر المفاجاة، بدأت الطائرات الامريكية والاسرائيلية تتساقط بأعداد كبيرة بفعل النيران المضادة للطائرات.
في الساعة 7,35 بتوقيت طهران، دمر أول صاروخ إيراني مضاد للسفن ناقلة نفط بنمية كانت تغادر الكويت متجهة إلى هيوستن. استطاع صاروخ اكسوزيت اطلقته طائرة حربية مقاتلة شطر الناقلة الى نصفين واشعل فيها النيران وسط مضيق هرمز. وضُربت ناقلة نفط ثانية وثالثة، وتصاعد الدخان الأسود منها قبل ان تنفجر جميعها وتغرق. في الساعة 8,15 صباحا، توقف مرور جميع السفن في الخليج.
أما سفن البحرية الامريكية، التي أمِرت في وقتٍ سابق بالتوجه الى المحيط الهندي حيث تتوفر لها السلامة النسبية، فقد شنت هجمات مضادة. موجات من الطائرات المقاتلة الأمريكية حلقت فوق حطام السفن المحترقة عند عنق الزجاجة، مضيق هرمز، لكن الطائرات الإيرانية كانت قد ولّت.
في الساعة 9 بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، أي بعد ساعات من بدء الحرب، ذكرت محطة "سي إن إن" أن مجموعة انتحارية من الطائرات المقاتلة الإيرانية هاجمت الأسطول البحري الأمريكي جنوبي البحرين، وذكر الصحفيون المتواجدون على متن السفن - الذين يرسلون تقارير موجزة مباشرة للجمهور الأمريكي المذهول والذي كان يصحو لتوه من النوم - أن جميع الطائرات الإيرانية المهاجمة قد دُمرت، ولكن بعد ان أطلقت عشرات من الصواريخ من طراز "اكسوسيت"، و "سن بيرن" المضادة للسفن. فأصيبت حاملة طائرات أمريكية وبارجة ومدمرتان بحريتان إصابات مباشرة. انفجرت البارجة وغرقت، فقتل 600 من الجنود الامريكيين. ثم غرقت حاملة الطائرات بعد ذلك بساعة واحدة.
في منتصف الصباح، كان قد تم تدمير كل قاعدة عسكرية ايرانية تدميراً جزئياً أو كلياً. انطلقت صفارات الإنذار، وارتفعت ألسنة اللهب من مئات الحرائق. هزت الإنفجارات طهران وانقطع التيار الكهربائي. وتلقى مكتب الجزيرة للأخبار في طهران إصابة مباشرة من قنبلة موجهة بالأقمار الصناعية سوت المبنى كله بالارض.
في الساعة 9,15، بتوقيت بغداد، أصاب أول صاروخ إيراني المنطقة الخضراء. وخلال الثلاثين دقيقة اللاحقة، سقطت زخة من الصواريخ الإيرانية بناء على إحداثيات نظام تحديد المواقع الجغرافية التي انتقاها رجال المليشيات الشيعة عبر اجهزة الهاتف النقال، والمتواجدين خارج المنطقة الخضراء وخارج القواعد الامريكية الدائمة. وبالرغم من ان الطيارين الامريكيين والاسرائيليين دمروا 90 % من الصواريخ الإيرانية، إلا أن ما بقي من صواريخ شهاب كان كافيا لتدمير المنطقة الخضراء بكاملها، ومطار بغداد وقاعدة بحرية أمريكية. قتل آلاف الجنود الامريكيين الغافلين، من جراء ذلك الهجوم الجوي. وحجبت محطتا "سي إن إن" و"فوكس" الخسائر الكبيرة في أرواح الجنود عن المشاهدين الامريكيين.
في الساعة 9,30، صباحاً، بدأت محطات البنزين الأمريكية في الساحل الشرقي للولايات المتحدة برفع اسعارها. تم ذلك ببطء في البداية، ثم ارتفعت وسط حالة من الذعر. ارتفع السعر الى 4 دولارات للجالون ثم 5 ثم 6 دولارات. قفزت الاسعار بسرعة. اندفع سائقو السيارات القلقون الخارجون من مكاتبهم الى محطات الوقود القريبة، فيما كانت اجهزة الراديو تبث آخر التقارير عن الضربة الاستباقية على إيران. وبينما وقع اشتباك بقبضات الأيدي في محطات الوقود في كل مكان، كانت حرب الشرق الاوسط الثالثة قد بدأت.
في واشنطن دي. سي. بدأت دوامة الحركة بعد أن ضرب الصاروخ الأول هدفه المنشود بدقائق. "الضربة العقابية – ليست حربا في الحقيقة "، كما قال الناطق باسم البيت الابيض والذي استدعي على وجه السرعة، – واضاف .. انها سوف تساهم في تحقيق الديمقراطية والسلام في الشرق الاوسط. والتزم جميع أساطين وسائل الاعلام ذلك الخط. " بعد تجريد إيران من أسلحة الدمار الشامل" صرح دونالد رامسفيلد، بثقة للسي إن إن، " فان ايران ستتسير على خطى العراق، وتتمتع بثمار الحرية التي تم قطفها بصعوبة بالغة".
أعد الرئيس خطاباً يلقيه عند الساعة 2 بعد الظهر. ارتفعت أسعار البنزين 2 دولار إضافية، قبل ذلك الوقت. هددت الصين واليابان بالاستغناء عن الدولار، ارتفع الذهب الى 120 دولارا للاونصة. وهبط سعر صرف الدولار مقابل اليورو.
إذاعت محطة سي إن إن تقريراً عن احتجاجات ضد امريكا في باريس وروما وبرلين ودبلن. مطاعم الوجبات السريعة في دول اوروبا، والتي تضع علامات تجارية امريكية، القيت عليها قنابل حارقة.
وفي بورصة نيويورك هبطت الأسعار نتيجة توقف التعاملات، باستثناء كبار منتجي البترول. ضرب صاروخ إيراني واحد من طراز شهاب تل أبيب، فدمر قطاعاً من المدينة تدميراُ تاما. وتعهدت إسرائيل بالانتقام، وهددت طهران بضربة نووية، قبل أن يدعو اجتماع للجمعية العمومية للآمم المتحدة، عقد على نحو عاجل في نيو يورك، الى وضع حد للتوترات.
تحولت درجة التحذير في مدينة نيويورك من اللون البرتقالي الى اللون الاحمر الى إنذار شامل عندما انفجرت رزمة في نفق القطارات في مانهاتن. أعلن العمدة بلومبرج الأحكام العسكرية. ثم اصدر المحافط باتاكي أمراً الى الحرس القومي في نيو يورك بالتعبئة العامة، وذلك بتعبئة العدد القليل من الحرس المتبقي في الولاية.
ظهر الرئيس الأمريكي عند الساعة 2 بعد الظهر وبدا مهزوزاً، وذكر شريط الأخبار المتحرك في التليفزيون أن دول الخليج قد أوقفت إنتاج النفط الى حين تسوية النزاع بالطرق السلمية. الرئيس الفنزويلي، هوجو شافيز، أعلن عن تجميد عمليات تسليم النفط للولايات المتحدة بشكل فوري. عرض توني بلير التوسط في إجراء مفاوضات للسلام بين الولايات المتحدة واسرائيل وإيران، ولكن عرضه لقي رفضا مُدوياً.
في الساعة 6 مساءً، بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، استقرت اسعار البنزين عند سعر يقل قليلا عن 10 دولارات للجالون. ألقيت قنبلة حارقة على محطة وقود تابعة لشركة "سيتجو" في تكساس بالقرب من قاعدة فورت سام هيوستن التابعة للجيش. لم يعلن أحد عن مسئوليته، إلا أن احتمال الإرهاب لم يُستبعد.
عند غروب الشمس، كان صوت أذان المغرب - في طهران وبغداد وإسلام اباد وانقرة والقدس وجاكرتا والرياض- يشبة على غير المعتاد دويّ النحل الهائج.
لقصد من مقالي عن اليوم الاول هو تحذير الناس مما قد يحدث وأنا اصلي من أجل ألا يحدث. وان المقال كتبه محارب امريكي قديم يدرك ان الحرب ليست هي الحل، بل ان الدبلوماسية هي الحل دائما.
بدأت الحرب حسب المخطط. الطيارون الإسرائيليون أقلعوا قبل الفجر بوقت كافٍ، اندفعوا عبر لبنان وشمالي العراق وحلقوا على ارتفاع شاهق فوق كركوك. تفرق الاسرائيليون فوق جبال غرب ايران، بطائرات اف 15 واف 16 أمريكية الصنع. وأصدر الطيارون إشارات فيها اظهار لثقتهم، عند الدقيقة الاخيرة، في إكمال المهمة، وأبقوا اجهزة الراديو صامتة.
قبل أن تشرق الشمس فوق طهران وقبل لحظات من أذان المسلمين لصلاة الفجر، ضربت الصواريخ أهدافها. وفيما كانت طائرات الاستطلاع " أواكس" التابعة للقوات الجوية الامريكية تحلق وتصغي وتراقب وتسجل – لحقت بها قاذفات القنابل الثقيلة الأمريكية بعد ذلك بدقائق. سقطت القنابل الخارقة للتحصينات والقنابل النووية الصغيرة على عشرات الأهداف، بينما كانت الصواريخ الإيرانية المضادة للطائرات تنطلق بسرعة إلى عنان السماء.
تم تدمير المفاعل المسمى على نحو مثير للسخرية " بوش"ـــهر " وتحول الى رماد. الخبراء التقنيون الروس والأجانب ركضوا طلباً للنجاة ولكن الكثيرين منهم لم يتمكنوا من ذلك.
كل الأهداف في ساغاند ويزد التي اختارها مخططوا البنتاجون بعناية قبل أشهر عديدة تم تدميرها. كما تم ضرب مرفق تخصيب اليورانيوم في ناتانز، ومصنع الماء الثقيل ومرفق للنظائر المشعة في اراك، ووحدة الوقود النووي في أردكان ومرفق تحويل اليورانيوم ومركز التكنولوجيا النووية في اصفهان، في وقت واحد بواسطة مجموعات طائرات القوات الجوية الامريكية والاسرائيلية.
تم تدمير مركز الأبحاث النووية في طهران، ومرفق لإنتاج اليود والموليبدينوم* ونظائر الزينون*، ومختبرات جابر بن حيان متعددة الاغراض، وشركة كالاي للكهرباء في ضواحي طهران.
حلقت الطائرات الإيرانية في مجموعات متفرقة. وهي الطائرات التي لم يتم تدميرها على الارض بالضربات السريعة والمنهجية للصواريخ الأمريكية والاسرائيلية. اطلق عدد قليل من تلك الطائرات بعض الصواريخ فاسقطت الطائرات التي كانت تقوم بالهجوم بين حين وآخر، ولكن المدافع الأمريكية المتفوقة سيطرت على الاشتباكات بسرعة.
لم تعرف القوات الجوية الإيرانية، مثلها مثل القوات البحرية، ما الذي ضربها. كانت تشبة تماما البحارة الاميركيين في ميناء بيرل هاربر، فالهجمة الاستباقية التي تمت قبل الفجر سحقت تماماً نصف القوات الدفاعية في غضون ساعات.
في منتصف الصباح، هدرت موجه ثانية وثالثة من القاذفات الامريكية الامريكية والاسرائيلية فوق الأهداف الثانوية. والمشكلة الوحيدة الآن هي فاعلية الصواريخ الإيرانية المثيرة للاستغراب. فبعد زوال عنصر المفاجاة، بدأت الطائرات الامريكية والاسرائيلية تتساقط بأعداد كبيرة بفعل النيران المضادة للطائرات.
في الساعة 7,35 بتوقيت طهران، دمر أول صاروخ إيراني مضاد للسفن ناقلة نفط بنمية كانت تغادر الكويت متجهة إلى هيوستن. استطاع صاروخ اكسوزيت اطلقته طائرة حربية مقاتلة شطر الناقلة الى نصفين واشعل فيها النيران وسط مضيق هرمز. وضُربت ناقلة نفط ثانية وثالثة، وتصاعد الدخان الأسود منها قبل ان تنفجر جميعها وتغرق. في الساعة 8,15 صباحا، توقف مرور جميع السفن في الخليج.
أما سفن البحرية الامريكية، التي أمِرت في وقتٍ سابق بالتوجه الى المحيط الهندي حيث تتوفر لها السلامة النسبية، فقد شنت هجمات مضادة. موجات من الطائرات المقاتلة الأمريكية حلقت فوق حطام السفن المحترقة عند عنق الزجاجة، مضيق هرمز، لكن الطائرات الإيرانية كانت قد ولّت.
في الساعة 9 بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، أي بعد ساعات من بدء الحرب، ذكرت محطة "سي إن إن" أن مجموعة انتحارية من الطائرات المقاتلة الإيرانية هاجمت الأسطول البحري الأمريكي جنوبي البحرين، وذكر الصحفيون المتواجدون على متن السفن - الذين يرسلون تقارير موجزة مباشرة للجمهور الأمريكي المذهول والذي كان يصحو لتوه من النوم - أن جميع الطائرات الإيرانية المهاجمة قد دُمرت، ولكن بعد ان أطلقت عشرات من الصواريخ من طراز "اكسوسيت"، و "سن بيرن" المضادة للسفن. فأصيبت حاملة طائرات أمريكية وبارجة ومدمرتان بحريتان إصابات مباشرة. انفجرت البارجة وغرقت، فقتل 600 من الجنود الامريكيين. ثم غرقت حاملة الطائرات بعد ذلك بساعة واحدة.
في منتصف الصباح، كان قد تم تدمير كل قاعدة عسكرية ايرانية تدميراً جزئياً أو كلياً. انطلقت صفارات الإنذار، وارتفعت ألسنة اللهب من مئات الحرائق. هزت الإنفجارات طهران وانقطع التيار الكهربائي. وتلقى مكتب الجزيرة للأخبار في طهران إصابة مباشرة من قنبلة موجهة بالأقمار الصناعية سوت المبنى كله بالارض.
في الساعة 9,15، بتوقيت بغداد، أصاب أول صاروخ إيراني المنطقة الخضراء. وخلال الثلاثين دقيقة اللاحقة، سقطت زخة من الصواريخ الإيرانية بناء على إحداثيات نظام تحديد المواقع الجغرافية التي انتقاها رجال المليشيات الشيعة عبر اجهزة الهاتف النقال، والمتواجدين خارج المنطقة الخضراء وخارج القواعد الامريكية الدائمة. وبالرغم من ان الطيارين الامريكيين والاسرائيليين دمروا 90 % من الصواريخ الإيرانية، إلا أن ما بقي من صواريخ شهاب كان كافيا لتدمير المنطقة الخضراء بكاملها، ومطار بغداد وقاعدة بحرية أمريكية. قتل آلاف الجنود الامريكيين الغافلين، من جراء ذلك الهجوم الجوي. وحجبت محطتا "سي إن إن" و"فوكس" الخسائر الكبيرة في أرواح الجنود عن المشاهدين الامريكيين.
في الساعة 9,30، صباحاً، بدأت محطات البنزين الأمريكية في الساحل الشرقي للولايات المتحدة برفع اسعارها. تم ذلك ببطء في البداية، ثم ارتفعت وسط حالة من الذعر. ارتفع السعر الى 4 دولارات للجالون ثم 5 ثم 6 دولارات. قفزت الاسعار بسرعة. اندفع سائقو السيارات القلقون الخارجون من مكاتبهم الى محطات الوقود القريبة، فيما كانت اجهزة الراديو تبث آخر التقارير عن الضربة الاستباقية على إيران. وبينما وقع اشتباك بقبضات الأيدي في محطات الوقود في كل مكان، كانت حرب الشرق الاوسط الثالثة قد بدأت.
في واشنطن دي. سي. بدأت دوامة الحركة بعد أن ضرب الصاروخ الأول هدفه المنشود بدقائق. "الضربة العقابية – ليست حربا في الحقيقة "، كما قال الناطق باسم البيت الابيض والذي استدعي على وجه السرعة، – واضاف .. انها سوف تساهم في تحقيق الديمقراطية والسلام في الشرق الاوسط. والتزم جميع أساطين وسائل الاعلام ذلك الخط. " بعد تجريد إيران من أسلحة الدمار الشامل" صرح دونالد رامسفيلد، بثقة للسي إن إن، " فان ايران ستتسير على خطى العراق، وتتمتع بثمار الحرية التي تم قطفها بصعوبة بالغة".
أعد الرئيس خطاباً يلقيه عند الساعة 2 بعد الظهر. ارتفعت أسعار البنزين 2 دولار إضافية، قبل ذلك الوقت. هددت الصين واليابان بالاستغناء عن الدولار، ارتفع الذهب الى 120 دولارا للاونصة. وهبط سعر صرف الدولار مقابل اليورو.
إذاعت محطة سي إن إن تقريراً عن احتجاجات ضد امريكا في باريس وروما وبرلين ودبلن. مطاعم الوجبات السريعة في دول اوروبا، والتي تضع علامات تجارية امريكية، القيت عليها قنابل حارقة.
وفي بورصة نيويورك هبطت الأسعار نتيجة توقف التعاملات، باستثناء كبار منتجي البترول. ضرب صاروخ إيراني واحد من طراز شهاب تل أبيب، فدمر قطاعاً من المدينة تدميراُ تاما. وتعهدت إسرائيل بالانتقام، وهددت طهران بضربة نووية، قبل أن يدعو اجتماع للجمعية العمومية للآمم المتحدة، عقد على نحو عاجل في نيو يورك، الى وضع حد للتوترات.
تحولت درجة التحذير في مدينة نيويورك من اللون البرتقالي الى اللون الاحمر الى إنذار شامل عندما انفجرت رزمة في نفق القطارات في مانهاتن. أعلن العمدة بلومبرج الأحكام العسكرية. ثم اصدر المحافط باتاكي أمراً الى الحرس القومي في نيو يورك بالتعبئة العامة، وذلك بتعبئة العدد القليل من الحرس المتبقي في الولاية.
ظهر الرئيس الأمريكي عند الساعة 2 بعد الظهر وبدا مهزوزاً، وذكر شريط الأخبار المتحرك في التليفزيون أن دول الخليج قد أوقفت إنتاج النفط الى حين تسوية النزاع بالطرق السلمية. الرئيس الفنزويلي، هوجو شافيز، أعلن عن تجميد عمليات تسليم النفط للولايات المتحدة بشكل فوري. عرض توني بلير التوسط في إجراء مفاوضات للسلام بين الولايات المتحدة واسرائيل وإيران، ولكن عرضه لقي رفضا مُدوياً.
في الساعة 6 مساءً، بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، استقرت اسعار البنزين عند سعر يقل قليلا عن 10 دولارات للجالون. ألقيت قنبلة حارقة على محطة وقود تابعة لشركة "سيتجو" في تكساس بالقرب من قاعدة فورت سام هيوستن التابعة للجيش. لم يعلن أحد عن مسئوليته، إلا أن احتمال الإرهاب لم يُستبعد.
عند غروب الشمس، كان صوت أذان المغرب - في طهران وبغداد وإسلام اباد وانقرة والقدس وجاكرتا والرياض- يشبة على غير المعتاد دويّ النحل الهائج.
Douglas Herman - 10/03/2007