روسيا تعتزم بناء حاملة طائرات

AL RAGH

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2014
المشاركات
17,678
التفاعل
69,339 0 0
روسيا تعتزم بناء حاملة طائرات
MikhailMetzel_TASS_8264944_468.jpg

أعلن الأميرال إيغور كاساتونوف نائب رئيس أركان الأسطول الحربي الروسي الأسبوع الماضي، أن روسيا سوف تمتلك حاملة طائرات، غير أن بناءها لن يبدأ قبل العام 2025. ولكن إذا جمعنا كل تصريحات كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الروس التي أُطلقت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بشأن خطط بناء حاملة طائرات في روسيا، فيمكننا أن نحصل على قائمة طويلة من المشاريع المختلفة التي لم تنفَّذ، فهل يتعين على روسيا فعلاً أن تنتظر حاملة طائرات؟

تاريخياً، كان الأسطول الحربي في روسيا يعمل كأداة مساعدة لأقوى جيش بري في العالم، ومع ظهور الغواصات النووية في النصف الثاني من القرن العشرين أضيفت إلى ذلك وظيفةُ الردع الاستراتيجي. ومن أجل حراسة مناطق انتشار حاملات الصواريخ الاستراتيجية وإمكانية المشاركة النشيطة في النزاعات الكثيرة في بلدان العالم الثالث، فقد بدأ الاتحاد السوفييتي منذ ستينيات القرن الماضي ببناء طرادات حاملة للمروحيات.

وفي السبعينيات بنى طرادات ثقيلة حاملة للطائرات، وكانت حاملات الطائرات السوفييتية، خلافاً لمثيلاتها الأمريكية، قادرة في بعض الأحيان على الدفاع عن نفسها، فلم يكن الأسطول الحربي السوفييتي يمتلك الجهود والأموال لتشكيل مجموعة جوية ضاربة شبيهة بالأمريكية، ومقابل نصب الأسلحة اضطر لتقليص أعداد الطائرات وأجهزة دفع الطائرات التي لم يكن رفع طائرات الإنذار المبكر من سطح السفينة ممكناً من دونها.

حاملة طائرات جديدة ومهمات قديمة

حالياً، دعت الحاجة إلى حاملة الطائرات لتنفيذ تلك المهمات نفسها التي كانت أيام الاتحاد السوفييتي، وفي كثير من النواحي فإن مهمتها سوف تكون مرتبطة بتحديث المكونات البحرية للصواريخ ذات المهمات الاستراتيجية وبنشرها المستقبلي، ويجري الآن تحديث 15 طائرة منطائرات " سو – 33" المصنوعة منذ زمن الاتحاد السوفييتي التي ترابط على مدمرة "الأميرال كوزنيتسوف" النووية الحاملة للصواريخ. كما يجري شراء طائرات " ميغ ـ 29 كي" الحديثة. وبحسب ما هو مقرر، يجب أن تظهر قريباً طائرة مخصصة لسطح السفن من الجيل الخامس.

وإذا كانت مسألة الطائرات تسير بشكل مقبول، فإن بناء "مطارات عائمة" جديدة لهذه الطائرات كان يؤجل باستمرار منذ مطلع هذا القرن، ولم يصل الأمر إلا إلى النموذج الذي عُرض مؤخراً في " مركز كريلوف العلمي الحكومي"، وعلى حاملة الطائرات الجديدة النووية (خلافاً لحاملة الطائرات " الأميرال كوزنيتسوف") التي سوف تحمل قرابة 100 طائرة، فإنه يجري التخطيط لتجهيزها بأجهزة الدفع بالتوازي مع أدوات القفز.

الصناعيون يستعدون للبناء

فاجأت الأحداث في أوكرانيا والمواجهة مع الغرب، الخططَ البطيئة للقيادة الروسية بشأن الانتقال إلى بناء السفن الحربية الثقيلة، ففي تصريحه الذي سبق ذكره في هذه المقالة، أشار الأميرال إيغور كاساتونوف إلى أن روسيا سوف تحصل على خبرة بناء واستثمار السفن الحديثة الكبيرة في إطار تنفيذ مشروع مدمرة " ليدير" في منطقة المحيط التي سوف تصبح " القاعدة النظرية وأساساً لبناء المدمرة".

وعلى الرغم من أن البرنامج الحكومي للتسليح حتى العام 2020 لا يتضمن بناء حاملة الطائرات، إلا أن القطاع الصناعي أخذ يستعد لمثل هذه الطلبية، ولا يعود ذلك إلى حقيقة عرض النموذج فحسب، ففي منتصف شهر فبراير/ شباط المنصرم أعلن الجنرال إيغور كوجين قائد سلاح الطيران في الأسطول الحربي الروسي بأن كل شيء جاهز من الناحية التقنية، وأنه من الممكن بناء حاملة الطائرات خلال فترة تتراوح ما بين 8-10 سنوات.



ولكن، وكما في السابق، يبقى السؤال مطروحاً: أين سيبنى هيكل حاملة الطائرات الجديدة، ذلك أن أحواض منطقة نيكولايف المائية لبناء السفن، حيث، تقليدياً كان يجري بناء المدمرات النووية السوفييتية الحاملة للطائرات، موجودة الآن داخل أوكرانيا، ويعتقد معظم الخبراء بأن بناء سفينة جديدة من هذه الفئة يمكن أن يبدأ فقط بعد الانتهاء من أعمال الترميم الجارية حالياً لحوض مصنع " سيفماش" الذي ـبالإضافة إلى ذلك ـ يقف أمامه " طابور" طويل من السفن التي تحتاج إلى تحديث، أما بعد انضمام القرم إلى روسيافمن الممكن ترشيح مصنع " زاليف" في مدينة" كيرتش" لبناء حاملة الطائرات، حيث يمتلك أكبر حوض في أيام الاتحاد السوفييتي، وهي الإمكانية التي أعلن عنها، على وجه الخصوص، سيرغي أكسيونوف رئيس جمهورية القرم.

أما في السنوات القريبة القادمة، فإن مهمات الأسطول الحربي الروسي سوف تتركز على الدفاع عن سواحله الخاصة وإعادة بناء الطيران البحري الذي فُقد تقريباً في تسعينيات القرن الماضي. وسوف تكون حاملات الطائرات المرحلةَ التالية من التطوير، ولكن في هذه المرة فإن الفترات الزمنية المعلن عنها لبناء هذه الحاملات تبدو واقعية تماماً، كما أنه مع ظهور سلسلة كاملة من الفرقاطات والمدمرات، قُبيل هذا الموعد، يسمح ببناء الحماية الحربية المناسبة.
http://m.arab.rbth.com/science-and-technology/2015/03/12/29579.html
 
عودة
أعلى