لمن لا يعرفه.. هذا هو "البخاري"
ناجح ابراهيم
ناجح ابراهيم
الإسلام دين الفطرة.. يتوافق معها ولا يصطدم بها.. يفقهه كل أحد ويفهمه كل أحد ما دام قلبه سليماً.. والإسلام ليس لوغاريتماً.. الإسلام هو لا إله إلا الله محمد رسول الله.. الإسلام توحيد الله مع الاعتراف بنبوة ورسالة محمد (صلى الله عليه وسلم).. الإسلام كتاب وسنة.. الإسلام هو القرآن «الكتاب المقروء»، ومحمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو التطبيق العملى لهذا الكتاب المقروء.. الإسلام تعظيم الحق سبحانه والرحمة بالخلق.
والبعض اليوم يريد أن يفصل بين الكتاب والسنة.. بين القرآن والأحاديث.. بين الرب سبحانه وتعالى ورسوله.. وبين الله ورسله.. يريد أن يلغى أحاديث الرسول وسنته بطريقة ملتوية.. تارة بالقول بأن القرآن كافٍ.. وتارة لأن بعض الأحاديث ضعيفة أو لأن بعضها لا تصح نسبته إلى الرسول، وكأنه أول من اكتشف ذلك، وكأن الأمة كلها قبله كانت فى غفلة فلم تمحص صحيح الحديث من سقيمه، وصحيحه من ضعيفه أو موضوعه.. ولم تقم بأعظم آلية قامت بها أمة فى علم عظيم أسموه علم «الجرح والتعديل» وهو علم عدالة رواة الأحاديث لنأخذ منهم أو جرحهم لعدم الأخذ منهم.
وتارة يريدون تحطيم أعظم عبقرية فى علم الأحاديث وطبيب الأحاديث الأول الإمام «البخارى» بحجة أنه روى بعض الأحاديث الضعيفة.. مع أنه بيّن درجات الأحاديث ووضع كلاً منها فى مكانته ودرجته وسياقه.
و«البخارى» أشبه بجراح عظيم أجرى مائة ألف جراحة ففشلت منها عشر جراحات، أوضح هو لأصحابها قبل إجرائها أن نسبة النجاح فيها قليلة.. فهلل خصومه لذلك ناسين إنجازاته العظيمة كأعظم كتاب جمع الأحاديث الصحيحة وبوّبها بطريقة فقهية رائعة فى جهد علمى رائع.
إن أكثر هؤلاء يريد حرمان الإسلام من نبيه الكريم بطريقة ملتوية.. تارة بالاكتفاء بالقرآن.. وتارة لأن القرآن وحده هو الصحيح.
ولهؤلاء نسألهم:
أين عدد ركعات صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء فى القرآن؟
وكيف تعلمتم الصلاة وهى من أركان الإسلام؟ أليس ذلك كله فى «البخارى ومسلم» وأشباههما..
وكيف دفعتم زكاة أموالكم، وكل مقاديرها التفصيلية جاءت فى الأحاديث التى رواها «البخارى ومسلم» وغيرهما؟ والزكاة ركن من أركان الإسلام ذكرها القرآن كثيراً دون تفصيل،
وكيف حججتم بيت الله الحرام وتفاصيل الحج ليست فى القرآن ولكنها فى الأحاديث التى رواها «البخارى ومسلم» وغيرهما؟ ولماذا وقفتم بـ«عرفة»، وكيف عرفتم أنها الركن الأساسى فى الإسلام؟ « الحج عرفة ».. وكل ذلك لم يذكر فى القرآن وذكر فى «البخارى ومسلم» وغيرهما؟.
ترى من الذى عرّف أجيال المسلمين بالصلوات الخمس ومواقيتها وأحكام السهو فيها، وهى لم تذكر فى القرآن؟ ومن الذى عرفهم أحكام المواريث بما فيها من تفاصيل دقيقة، مثل توريث الجدة، وهى لم ترد فى القرآن سوى هذا «البخارى» الذى يتطاول عليه كل من هب ودب.. وكل من لم يفتح البخارى نفسه مرة واحدة.. أو يقرأه كاملاً حتى مرة واحدة.. ويكتفى بتكرار كل ما قاله بعض المستشرقين قديماً وردده تلاميذهم من المسلمين وكأنه جاء بالفتح العظيم؟.
ترى من أين تعلم المسلمون جيلاً وراء جيل حرمة الجمع فى الزواج بين المرأة وعمتها.. والمرأة وخالتها؟!.. أليس ذلك من «البخارى ومسلم» وغيرهما من كتب صحاح الأحاديث.. وحرمة ذلك أضحت ثابتة الآن من ثوابت الشريعة الإسلامية.
من أين تعلم المسلمون جيلاً وراء جيل حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): « يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب » وهو العمدة فى تحريم الأخوات والأمهات والعمات والخالات والجدات من الرضاعة، وهى من ثوابت الشريعة الإسلامية.. ألم يتعلموها من «البخارى ومسلم» وغيرهما من كتب الحديث؟!
ترى لو ألغينا كل هذه الكتب؟ أو حرقناها كما يحلو للبعض هل ستنضبط الأفهام أم ستزداد ضلالاً وغياً.. وتفقد الأمة كل ما كتب عن نبيها وصحابته الكرام.. أليس فى حرق وحذف كتاب البخارى وأشباهه حذف معنوى لرسالة الرسول؟.
فمن أين سنعرف أقوال الرسول وأفعاله وتصرفاته؟ هل سنعرفها من كتب «ماركس» و«لينين» أم من أقوال أوباما أو جورج بوش أو بلير؟ أو نأخذها من التوراة أو التلمود، التى لا يجرؤ أحد من هؤلاء على التحدث عنها أو مناقشة أى كلمة فيها؟.
لقد بلغ الجنون ببعضهم لدعوة الحكومة لحرق كتاب البخارى وكل كتب التراث الإسلامى، ولا يدرى المسكين أن «البخارى» أقوى من حكومات الأرض لأنه ينتسب إلى النبى (صلى الله عليه وسلم).. إنه أعظم جامع للحديث الصحيح حتى لو كان فى عمله بعض هنّات استدركها هو على نفسه أولاً وذكرها آلاف العلماء من قبل فى جهد علمى ضخم.
إن هؤلاء يسيرون على منهج «أم يعقوب» وهى المرأة التى أنكرت على «ابن مسعود» حديثه الذى رواه عن النبى صلى الله عليه وسلم «لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله».
فقالت لابن مسعود: لقد قرأت ما بين دفتى الكتاب (أى القرآن) فما وجدت هذا الكلام.. فقال ابن مسعود: إن كنت قرأتِه فقد وجدتِه، فقالت: أين؟ قال فى قوله تعالى { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }.
إن الذين يريدون منا تدمير كل كتب الأحاديث هم أشبه بهذه المرأة.. إنهم لا يدرون أن مهمة تصحيح وتصويب وفرز الأحاديث وبيان صحيحها من سقيمها قد انتهت منها هذه الأمة منذ أزمان طويلة.
بل إن علماء الأحاديث رفضوا بعض الأحاديث لما أسموه بالعلة، وهى تلك التى تنقدح فى نفس عالم الأحاديث الكبير حينما يرى متن الحديث غير متسق أو متوافق مع القواعد والأصول العامة والمقاصد العليا للإسلام.. فيرد هذا الحديث بما يسمى «العلة الخفية». إننا لا نقدس «البخارى» فهو بشر.. وفى الوقت نفسه نحن ضد الذين يريدون تدنيسه وتنجيسه وإهالة التراب على جهده العلمى العظيم.. فالعلماء والفقهاء الذين تربوا على مائدة «البخارى» يحترمون الآليات العلمية التى ارتضاها «البخارى» لفحص الأحاديث وبيان صحيحها من سقيمها.
وأزمة مصر والعرب بعد ثورات الربيع العربى أنها تدور دوماً بين التقديس والتبخيس ولا تنفك يوماً عن الحالتين.. و«البخارى» أوضح الآليات والإجراءات العلمية التى اتخذها فى تدوينه للأحاديث، وجعل كتبه متنوعة الدرجات فصحيح البخارى شمل الصحيح.. أما الأدب المفرد وغيره فقد روى فيه ما دون ذلك من الضعيف وغيره.. وهذا مما لا يخفى على أهل هذا الفن.
والخلاصة أننا أمام نوعين من التطرف المذموم:
(1) تطرف يريد إلغاء التراث الإسلامى كله بخيره وشره، وصحيحه وضعيفه، وصوابه وخطئه، ويعتبره نقيصة من نقائص الزمان لأن فى بعضه روايات من الإسرائيليات وروايات ضعيفة أو موضوعة وكلها أوضحها العلماء من قبل وكتب عنها الكثيرون.. وهؤلاء الذين يريدون حذف وحرق التراث يوجهون سهامهم الكبرى للإمام «البخارى» رائد الحديث الصحيح، وهم فى سريرة أنفسهم يريدون الاكتفاء بالقرآن فحسب.. ناسين أن الذين نقلوا القرآن إلينا هم علماء من الصحابة والتابعين، وأن كل الجهود لإيصال القرآن إلى الدرجة التى وصل إليها من التنقيط وضبط الشكل والأحكام هم رجال أيضاً مثل البخارى.. والله تكفل بحفظ القرآن وكذلك الأحاديث، ولكن بدرجة أقل، أو يحتاج الحديث إلى جهد أكبر.. وقد قال (صلى الله عليه وسلم): « ألا إنى أوتيت القرآن ومثله معه ».
(2) تطرف يفجر ويقتل اعتماداً على فهم مغلوط للأحاديث.. وهذا ليس عيب الأحاديث.. فهذا يحدث مع القرآن أيضاً.. فالعيب ليس عيب النصوص ولكن عيب النفوس، وعيب العقول الخربة والقلوب الغليظة.
لقد نسى هؤلاء أن «البخارى ومسلم» قد نقلا الأحاديث التى تنهى عن التكفير.. وقصة الخوارج مع «على» ومحاجة «ابن عباس» لهم وإقناع عدة آلاف منهم بضلال فكرهم.. بل نقل «البخارى» الأحاديث التى تحث على قتال الخوارج إذا حملوا السلاح.. استناناً بسنة «على» رضى الله عنه.. فكيف يكون «البخارى» فى النهاية سبباً فى التكفير؟
*نقلاً عن "الوطن"
والبعض اليوم يريد أن يفصل بين الكتاب والسنة.. بين القرآن والأحاديث.. بين الرب سبحانه وتعالى ورسوله.. وبين الله ورسله.. يريد أن يلغى أحاديث الرسول وسنته بطريقة ملتوية.. تارة بالقول بأن القرآن كافٍ.. وتارة لأن بعض الأحاديث ضعيفة أو لأن بعضها لا تصح نسبته إلى الرسول، وكأنه أول من اكتشف ذلك، وكأن الأمة كلها قبله كانت فى غفلة فلم تمحص صحيح الحديث من سقيمه، وصحيحه من ضعيفه أو موضوعه.. ولم تقم بأعظم آلية قامت بها أمة فى علم عظيم أسموه علم «الجرح والتعديل» وهو علم عدالة رواة الأحاديث لنأخذ منهم أو جرحهم لعدم الأخذ منهم.
وتارة يريدون تحطيم أعظم عبقرية فى علم الأحاديث وطبيب الأحاديث الأول الإمام «البخارى» بحجة أنه روى بعض الأحاديث الضعيفة.. مع أنه بيّن درجات الأحاديث ووضع كلاً منها فى مكانته ودرجته وسياقه.
و«البخارى» أشبه بجراح عظيم أجرى مائة ألف جراحة ففشلت منها عشر جراحات، أوضح هو لأصحابها قبل إجرائها أن نسبة النجاح فيها قليلة.. فهلل خصومه لذلك ناسين إنجازاته العظيمة كأعظم كتاب جمع الأحاديث الصحيحة وبوّبها بطريقة فقهية رائعة فى جهد علمى رائع.
إن أكثر هؤلاء يريد حرمان الإسلام من نبيه الكريم بطريقة ملتوية.. تارة بالاكتفاء بالقرآن.. وتارة لأن القرآن وحده هو الصحيح.
ولهؤلاء نسألهم:
أين عدد ركعات صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء فى القرآن؟
وكيف تعلمتم الصلاة وهى من أركان الإسلام؟ أليس ذلك كله فى «البخارى ومسلم» وأشباههما..
وكيف دفعتم زكاة أموالكم، وكل مقاديرها التفصيلية جاءت فى الأحاديث التى رواها «البخارى ومسلم» وغيرهما؟ والزكاة ركن من أركان الإسلام ذكرها القرآن كثيراً دون تفصيل،
وكيف حججتم بيت الله الحرام وتفاصيل الحج ليست فى القرآن ولكنها فى الأحاديث التى رواها «البخارى ومسلم» وغيرهما؟ ولماذا وقفتم بـ«عرفة»، وكيف عرفتم أنها الركن الأساسى فى الإسلام؟ « الحج عرفة ».. وكل ذلك لم يذكر فى القرآن وذكر فى «البخارى ومسلم» وغيرهما؟.
ترى من الذى عرّف أجيال المسلمين بالصلوات الخمس ومواقيتها وأحكام السهو فيها، وهى لم تذكر فى القرآن؟ ومن الذى عرفهم أحكام المواريث بما فيها من تفاصيل دقيقة، مثل توريث الجدة، وهى لم ترد فى القرآن سوى هذا «البخارى» الذى يتطاول عليه كل من هب ودب.. وكل من لم يفتح البخارى نفسه مرة واحدة.. أو يقرأه كاملاً حتى مرة واحدة.. ويكتفى بتكرار كل ما قاله بعض المستشرقين قديماً وردده تلاميذهم من المسلمين وكأنه جاء بالفتح العظيم؟.
ترى من أين تعلم المسلمون جيلاً وراء جيل حرمة الجمع فى الزواج بين المرأة وعمتها.. والمرأة وخالتها؟!.. أليس ذلك من «البخارى ومسلم» وغيرهما من كتب صحاح الأحاديث.. وحرمة ذلك أضحت ثابتة الآن من ثوابت الشريعة الإسلامية.
من أين تعلم المسلمون جيلاً وراء جيل حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): « يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب » وهو العمدة فى تحريم الأخوات والأمهات والعمات والخالات والجدات من الرضاعة، وهى من ثوابت الشريعة الإسلامية.. ألم يتعلموها من «البخارى ومسلم» وغيرهما من كتب الحديث؟!
ترى لو ألغينا كل هذه الكتب؟ أو حرقناها كما يحلو للبعض هل ستنضبط الأفهام أم ستزداد ضلالاً وغياً.. وتفقد الأمة كل ما كتب عن نبيها وصحابته الكرام.. أليس فى حرق وحذف كتاب البخارى وأشباهه حذف معنوى لرسالة الرسول؟.
فمن أين سنعرف أقوال الرسول وأفعاله وتصرفاته؟ هل سنعرفها من كتب «ماركس» و«لينين» أم من أقوال أوباما أو جورج بوش أو بلير؟ أو نأخذها من التوراة أو التلمود، التى لا يجرؤ أحد من هؤلاء على التحدث عنها أو مناقشة أى كلمة فيها؟.
لقد بلغ الجنون ببعضهم لدعوة الحكومة لحرق كتاب البخارى وكل كتب التراث الإسلامى، ولا يدرى المسكين أن «البخارى» أقوى من حكومات الأرض لأنه ينتسب إلى النبى (صلى الله عليه وسلم).. إنه أعظم جامع للحديث الصحيح حتى لو كان فى عمله بعض هنّات استدركها هو على نفسه أولاً وذكرها آلاف العلماء من قبل فى جهد علمى ضخم.
إن هؤلاء يسيرون على منهج «أم يعقوب» وهى المرأة التى أنكرت على «ابن مسعود» حديثه الذى رواه عن النبى صلى الله عليه وسلم «لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله».
فقالت لابن مسعود: لقد قرأت ما بين دفتى الكتاب (أى القرآن) فما وجدت هذا الكلام.. فقال ابن مسعود: إن كنت قرأتِه فقد وجدتِه، فقالت: أين؟ قال فى قوله تعالى { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }.
إن الذين يريدون منا تدمير كل كتب الأحاديث هم أشبه بهذه المرأة.. إنهم لا يدرون أن مهمة تصحيح وتصويب وفرز الأحاديث وبيان صحيحها من سقيمها قد انتهت منها هذه الأمة منذ أزمان طويلة.
بل إن علماء الأحاديث رفضوا بعض الأحاديث لما أسموه بالعلة، وهى تلك التى تنقدح فى نفس عالم الأحاديث الكبير حينما يرى متن الحديث غير متسق أو متوافق مع القواعد والأصول العامة والمقاصد العليا للإسلام.. فيرد هذا الحديث بما يسمى «العلة الخفية». إننا لا نقدس «البخارى» فهو بشر.. وفى الوقت نفسه نحن ضد الذين يريدون تدنيسه وتنجيسه وإهالة التراب على جهده العلمى العظيم.. فالعلماء والفقهاء الذين تربوا على مائدة «البخارى» يحترمون الآليات العلمية التى ارتضاها «البخارى» لفحص الأحاديث وبيان صحيحها من سقيمها.
وأزمة مصر والعرب بعد ثورات الربيع العربى أنها تدور دوماً بين التقديس والتبخيس ولا تنفك يوماً عن الحالتين.. و«البخارى» أوضح الآليات والإجراءات العلمية التى اتخذها فى تدوينه للأحاديث، وجعل كتبه متنوعة الدرجات فصحيح البخارى شمل الصحيح.. أما الأدب المفرد وغيره فقد روى فيه ما دون ذلك من الضعيف وغيره.. وهذا مما لا يخفى على أهل هذا الفن.
والخلاصة أننا أمام نوعين من التطرف المذموم:
(1) تطرف يريد إلغاء التراث الإسلامى كله بخيره وشره، وصحيحه وضعيفه، وصوابه وخطئه، ويعتبره نقيصة من نقائص الزمان لأن فى بعضه روايات من الإسرائيليات وروايات ضعيفة أو موضوعة وكلها أوضحها العلماء من قبل وكتب عنها الكثيرون.. وهؤلاء الذين يريدون حذف وحرق التراث يوجهون سهامهم الكبرى للإمام «البخارى» رائد الحديث الصحيح، وهم فى سريرة أنفسهم يريدون الاكتفاء بالقرآن فحسب.. ناسين أن الذين نقلوا القرآن إلينا هم علماء من الصحابة والتابعين، وأن كل الجهود لإيصال القرآن إلى الدرجة التى وصل إليها من التنقيط وضبط الشكل والأحكام هم رجال أيضاً مثل البخارى.. والله تكفل بحفظ القرآن وكذلك الأحاديث، ولكن بدرجة أقل، أو يحتاج الحديث إلى جهد أكبر.. وقد قال (صلى الله عليه وسلم): « ألا إنى أوتيت القرآن ومثله معه ».
(2) تطرف يفجر ويقتل اعتماداً على فهم مغلوط للأحاديث.. وهذا ليس عيب الأحاديث.. فهذا يحدث مع القرآن أيضاً.. فالعيب ليس عيب النصوص ولكن عيب النفوس، وعيب العقول الخربة والقلوب الغليظة.
لقد نسى هؤلاء أن «البخارى ومسلم» قد نقلا الأحاديث التى تنهى عن التكفير.. وقصة الخوارج مع «على» ومحاجة «ابن عباس» لهم وإقناع عدة آلاف منهم بضلال فكرهم.. بل نقل «البخارى» الأحاديث التى تحث على قتال الخوارج إذا حملوا السلاح.. استناناً بسنة «على» رضى الله عنه.. فكيف يكون «البخارى» فى النهاية سبباً فى التكفير؟
*نقلاً عن "الوطن"