ترامت إلى مسامع السلطان سليمان القانوني الجهود التي كان البابا بول الثالث Paul III. لتوحيد أوربا ضد الأتراك . وكللت جهوده بعقد هدنة مدتها عشر سنوات بين ملك فرنسا فرنسوا ، وبين الإمبراطور شرلكان .ثم لم تلبث البندقية أن انضمت إلى هذه المعاهدة .
ثم تبع ذلك عقد تحالف صليبي سنة 1538 ضم معظم الدول الأوربية الكبيرة في ذلك العصر مثل إسبانيا ، وألمانيا ، والبرتغال ، والبندقية . بالإضافة إلى الدول الصغيرة كجنوة ، ومالطا ، وفلورنسا . ولم يتخلف عن هذا الحلف سوى فرنسا ، وإنجلترا . وقد تم هذا الحلف برعاية البابا ، وزعامة شرلكان .
كان هدف شرلكان من هذا التحالف ، الاستفادة من هذا الأسطول للقضاء على القاعدة العثمانية في الجزائر . بينما كانت البندقية تهدف إلى استعادة الجزر التي استولى عليها الأتراك في بحر إيجة .
وهكذا فقد شهدت سنة 1538 احتشاد أكبر أسطول أوربي في عرض البحر المتوسط ، لم يعرف تاريخ الحروب البحرية له مثيلا منذ معركة أكسيوم Actium Savaşı التي قادها ولي عهد إمبراطورية روما أوكتافيانوس ماركوس أنتونيوس Octavianus Macus Antonius ضد أسطول كيلوبترا Kleopatra ، والتي وقعت في سواحل اليونان سنة 31 قبل الميلاد .
كانت قيادة هذه الحملة قد أسندت من طرف شرلكان إلى البحار الجنوي الشهير أندريا دوريا . حيث وضع تحت تصرفه أسطول مكون من أكثر من 600 قطعة بحرية . منها 308 سفينة حربية كبيرة ، مزودة ب2500 مدفع . أما السفن الباقية فقد كانت سفن حرب ونقل صغيرة . كان الأسطول يحمل على متنه 60.000 جندي من جنسيات وأعراق مختلفة لا يجمعهم سوى غاية النهب والانتقام . كما كان المنافسة والحسد على أشدها بين قادة الأسطول الصليبي . ولم يتردد قائد الوحدات البابوية ، وقائد الوحدات البندقية في التحالف الصليبي في اتهام أندريا دوريا بعد الهزيمة التي منوا به ، بأنه غدر بهم وخانهم .
وبالرغم من ذلك ، فقد كان قادة الأسطول الصليبي على ثقة تامة من كسب المعركة دون عناء يذكر ، وذلك اعتمادا على التفوق العددي والعسكري الكبير الذي كانوا يتمتعون به .حتى أنهم قاموا باقتسام ممتلكات الدولة العثمانية قبل بداية المعركة .
أما الأسطول العثماني فقد كان مكونا من 122 قطعة بحرية ، تقل 20.000 جنــدي . تولى خير الدين القيادة الرئيسية للأسطول . يساعده في ذلك أمهر البحارة العثمانيين الذين لعبوا دورا كبيرا في تثبيت الوجود العثماني في البحر المتوسط وشمال إفريقيا ، أمثال : صالح رئيس ، وتورغوت رئيس ، وسيد علي المرادي رئيس ، حسن رئيس .
بالإضافة إلى ذلك أن الأسطول العثماني كان متجانسا من حيث الهدف والغاية التي تحقيقها من هذه المعركة . كما كانت معظم قطعه الحربية تتكون من سفن صغيرة خفيفة تسهل عليهم القيام بالمناورة والالتفاف حول السفن العدو الضخمة المثقلة بالجنود والمعدات . وهكذا ففي الوقت الذي كانت فيه السفن الصليبية الثقيلة تدور بتثاقل كانت القوارب التركية تلف بسرعة خلفه ثم تقوم بتوجيه قذائف مدافعها إليها بسهولة .
ومن الناحية التقنية كان الأتراك يستخدمون مدافعا تعتبر أكثر تطورا من تلك التي يستعملها الأوربيون ، والتي كان البحار التركي الشهير كمال رئيس قد قام بتطويرها قبل نصف قرن من تاريخ هذه المعركة . حيث كان الأتراك يملكون المدافع البعيدة المدى ، بينما لم يكن الأوربيون يستعملون سوى المدافع القصيرة المدى . وهكذا فعندما كان الأتراك يقصفون السفن الأوربية من مسافات بعيدة ، كانت المدافع الأوربية تسقط في مياه البحر دون أن تبلغ هدفها ، لكونها لم تستطع الوصول إلى السفن التركية .
تحرك الأسطول العثماني بقيادة خير الدين باشا في 25/9/1538 متوجها صوب جنوب غرب بحر إيجة ، حيث رسى بميناء أغريبوز Ağrıboz . وفي هذه الأثناء بلغته أنباء قيام أندريا دوريا بمحاصرة وقصف قاعدة بروزة التي كانت تعتبر أحد أهم قواعد الأسطول العثماني على الساحل اليوناني . فأرسل خير الدين تورغوت رئيس على رأس طليعة من الأسطول مكونة من 20 قطعة بحرية لمراقبة تحركات الأسطول الصليبي . بينما توجه هو على رأس بقية الأسطول العثماني قاعدة مودون Modon الواقعة على السواحل الشرقية لشبه جزيرة المورة Mora yarım adası .
كان أندريا دوريا على وشك حشد قواته في كورفو Korfu . غير أنه عندما بلغه نبأ اقتراب الأسطول الهمايوني بقيادة خير الدين بربروس أمر برفع الحصار عن بروزة الانسحاب إلى شمالها . وذلك لاستدراج الأسطول العثماني إلى خوض معركة غير متكافئة ، بعد أن يحصره في حيز ضيق . ويتمكن بذلك من تدميره بسهولة ، والقضاء على الحامية التركية في بروزة .
كان أندريا دوريا قد قام بهذه المناورة في ليلة 28 من شهر أيلول . ولكنه حينما طلع الصباح فوجئ بالأسطول العثماني راسيا على مسافة قريبة من الأسطول الصليبي . ذلك لأن خير الدين كان قام بنفس المناورة ، وقام بأخذ وضعية الاستعداد للمعركة في عرض البحر .
أمر أندريا دوريا بالاقتراب من الأسطول العثماني لكي يكون في مرمى مدفعيته . وفي هذه اللحظة أصدر خير الدين أمره إلى تورغوت رئيس بالالتفاف حول الأسطول الصليبي ، بينما اتخذت وحدات الأسطول العثماني شكل الهلال ، وأخذت في التوسع على الجانبين تمهيدا للإطباق على أسطول العدو بواسطة الجناحين ، بالإضافة إلى الهجوم الرئيسي الذي كان سينطلق من قلب الأسطول العثماني .
ساعدت الرياح التي كانت تهب باتجاه معاكس للأسطول الصليبي على إدارة المعركة لصالح الأتراك الذين شرعت وحدات أسطولهم الرئيسية في قصف السفن الأوربية بقذائف المدفعية . في هذه الأثناء كان تورغوت رئيس قد أتم التفافه حول السفن المعادية ، وشرع في دك التحالف الصليبي الثقيلة التي سادها الاضطراب والفوضى فراحت تنشد النجاة في محاولة يائسة للفرار . فكان من نتيجة هذا الاشتباك أن تم إغراق عدد كبير منها .
جعلت الهزيمة السريعة والمباغتة غير المتوقعة أندريا يقوم بالانسحاب بشكل مفاجئ وسريع . وما إن حل الظلام حتى أعطى أوامره إلى قواته الباقية بأن تطفئ المصابيح ، ثم تلوذ بالانسحاب . مسجلا بذلك أكبر هزيمة في تاريخ الحروب البحرية حتى ذلك العصر ، في معركة لم تزد عن خمس ساعات رغم التفوق العددي الهائل الذين كان بين القوتين المتحاربتين .
وفي هذا الوقت انتهز خير الدين فرصة ارتباك الأسطول الصليبي فأمر بتعقب السفن الهاربة . فقام تورغوت رئيس بمطاردتها ، والاستيلاء على عدد من السفن التي لم تتمكن من الفرار .
خسر الصليبيون في هذه المعركة نصف سفنهم التي بلغت 123 سفينة حربية . بين سفن غريقة ، وأخرى معطوبة .كما قام الأتراك بإغراق عدد كبير منها ، والاستيلاء على 36 سفينة ، بالإضافة إلى 3000 أسير . أماخسائر اللأتراك فقد كانت 400 شهيد ، و 800 جريح .
كانت أهم نتيجة تمضخت عن هذه المعركة هي سيطرة العثمانيين على شرق ووسط البحر المتوسط بدون منازع ، وانتقال الحروب العثمانية الأوربية من البر إلى البحر.
ثم تبع ذلك عقد تحالف صليبي سنة 1538 ضم معظم الدول الأوربية الكبيرة في ذلك العصر مثل إسبانيا ، وألمانيا ، والبرتغال ، والبندقية . بالإضافة إلى الدول الصغيرة كجنوة ، ومالطا ، وفلورنسا . ولم يتخلف عن هذا الحلف سوى فرنسا ، وإنجلترا . وقد تم هذا الحلف برعاية البابا ، وزعامة شرلكان .
كان هدف شرلكان من هذا التحالف ، الاستفادة من هذا الأسطول للقضاء على القاعدة العثمانية في الجزائر . بينما كانت البندقية تهدف إلى استعادة الجزر التي استولى عليها الأتراك في بحر إيجة .
وهكذا فقد شهدت سنة 1538 احتشاد أكبر أسطول أوربي في عرض البحر المتوسط ، لم يعرف تاريخ الحروب البحرية له مثيلا منذ معركة أكسيوم Actium Savaşı التي قادها ولي عهد إمبراطورية روما أوكتافيانوس ماركوس أنتونيوس Octavianus Macus Antonius ضد أسطول كيلوبترا Kleopatra ، والتي وقعت في سواحل اليونان سنة 31 قبل الميلاد .
كانت قيادة هذه الحملة قد أسندت من طرف شرلكان إلى البحار الجنوي الشهير أندريا دوريا . حيث وضع تحت تصرفه أسطول مكون من أكثر من 600 قطعة بحرية . منها 308 سفينة حربية كبيرة ، مزودة ب2500 مدفع . أما السفن الباقية فقد كانت سفن حرب ونقل صغيرة . كان الأسطول يحمل على متنه 60.000 جندي من جنسيات وأعراق مختلفة لا يجمعهم سوى غاية النهب والانتقام . كما كان المنافسة والحسد على أشدها بين قادة الأسطول الصليبي . ولم يتردد قائد الوحدات البابوية ، وقائد الوحدات البندقية في التحالف الصليبي في اتهام أندريا دوريا بعد الهزيمة التي منوا به ، بأنه غدر بهم وخانهم .
وبالرغم من ذلك ، فقد كان قادة الأسطول الصليبي على ثقة تامة من كسب المعركة دون عناء يذكر ، وذلك اعتمادا على التفوق العددي والعسكري الكبير الذي كانوا يتمتعون به .حتى أنهم قاموا باقتسام ممتلكات الدولة العثمانية قبل بداية المعركة .
أما الأسطول العثماني فقد كان مكونا من 122 قطعة بحرية ، تقل 20.000 جنــدي . تولى خير الدين القيادة الرئيسية للأسطول . يساعده في ذلك أمهر البحارة العثمانيين الذين لعبوا دورا كبيرا في تثبيت الوجود العثماني في البحر المتوسط وشمال إفريقيا ، أمثال : صالح رئيس ، وتورغوت رئيس ، وسيد علي المرادي رئيس ، حسن رئيس .
بالإضافة إلى ذلك أن الأسطول العثماني كان متجانسا من حيث الهدف والغاية التي تحقيقها من هذه المعركة . كما كانت معظم قطعه الحربية تتكون من سفن صغيرة خفيفة تسهل عليهم القيام بالمناورة والالتفاف حول السفن العدو الضخمة المثقلة بالجنود والمعدات . وهكذا ففي الوقت الذي كانت فيه السفن الصليبية الثقيلة تدور بتثاقل كانت القوارب التركية تلف بسرعة خلفه ثم تقوم بتوجيه قذائف مدافعها إليها بسهولة .
ومن الناحية التقنية كان الأتراك يستخدمون مدافعا تعتبر أكثر تطورا من تلك التي يستعملها الأوربيون ، والتي كان البحار التركي الشهير كمال رئيس قد قام بتطويرها قبل نصف قرن من تاريخ هذه المعركة . حيث كان الأتراك يملكون المدافع البعيدة المدى ، بينما لم يكن الأوربيون يستعملون سوى المدافع القصيرة المدى . وهكذا فعندما كان الأتراك يقصفون السفن الأوربية من مسافات بعيدة ، كانت المدافع الأوربية تسقط في مياه البحر دون أن تبلغ هدفها ، لكونها لم تستطع الوصول إلى السفن التركية .
تحرك الأسطول العثماني بقيادة خير الدين باشا في 25/9/1538 متوجها صوب جنوب غرب بحر إيجة ، حيث رسى بميناء أغريبوز Ağrıboz . وفي هذه الأثناء بلغته أنباء قيام أندريا دوريا بمحاصرة وقصف قاعدة بروزة التي كانت تعتبر أحد أهم قواعد الأسطول العثماني على الساحل اليوناني . فأرسل خير الدين تورغوت رئيس على رأس طليعة من الأسطول مكونة من 20 قطعة بحرية لمراقبة تحركات الأسطول الصليبي . بينما توجه هو على رأس بقية الأسطول العثماني قاعدة مودون Modon الواقعة على السواحل الشرقية لشبه جزيرة المورة Mora yarım adası .
كان أندريا دوريا على وشك حشد قواته في كورفو Korfu . غير أنه عندما بلغه نبأ اقتراب الأسطول الهمايوني بقيادة خير الدين بربروس أمر برفع الحصار عن بروزة الانسحاب إلى شمالها . وذلك لاستدراج الأسطول العثماني إلى خوض معركة غير متكافئة ، بعد أن يحصره في حيز ضيق . ويتمكن بذلك من تدميره بسهولة ، والقضاء على الحامية التركية في بروزة .
كان أندريا دوريا قد قام بهذه المناورة في ليلة 28 من شهر أيلول . ولكنه حينما طلع الصباح فوجئ بالأسطول العثماني راسيا على مسافة قريبة من الأسطول الصليبي . ذلك لأن خير الدين كان قام بنفس المناورة ، وقام بأخذ وضعية الاستعداد للمعركة في عرض البحر .
أمر أندريا دوريا بالاقتراب من الأسطول العثماني لكي يكون في مرمى مدفعيته . وفي هذه اللحظة أصدر خير الدين أمره إلى تورغوت رئيس بالالتفاف حول الأسطول الصليبي ، بينما اتخذت وحدات الأسطول العثماني شكل الهلال ، وأخذت في التوسع على الجانبين تمهيدا للإطباق على أسطول العدو بواسطة الجناحين ، بالإضافة إلى الهجوم الرئيسي الذي كان سينطلق من قلب الأسطول العثماني .
ساعدت الرياح التي كانت تهب باتجاه معاكس للأسطول الصليبي على إدارة المعركة لصالح الأتراك الذين شرعت وحدات أسطولهم الرئيسية في قصف السفن الأوربية بقذائف المدفعية . في هذه الأثناء كان تورغوت رئيس قد أتم التفافه حول السفن المعادية ، وشرع في دك التحالف الصليبي الثقيلة التي سادها الاضطراب والفوضى فراحت تنشد النجاة في محاولة يائسة للفرار . فكان من نتيجة هذا الاشتباك أن تم إغراق عدد كبير منها .
جعلت الهزيمة السريعة والمباغتة غير المتوقعة أندريا يقوم بالانسحاب بشكل مفاجئ وسريع . وما إن حل الظلام حتى أعطى أوامره إلى قواته الباقية بأن تطفئ المصابيح ، ثم تلوذ بالانسحاب . مسجلا بذلك أكبر هزيمة في تاريخ الحروب البحرية حتى ذلك العصر ، في معركة لم تزد عن خمس ساعات رغم التفوق العددي الهائل الذين كان بين القوتين المتحاربتين .
وفي هذا الوقت انتهز خير الدين فرصة ارتباك الأسطول الصليبي فأمر بتعقب السفن الهاربة . فقام تورغوت رئيس بمطاردتها ، والاستيلاء على عدد من السفن التي لم تتمكن من الفرار .
خسر الصليبيون في هذه المعركة نصف سفنهم التي بلغت 123 سفينة حربية . بين سفن غريقة ، وأخرى معطوبة .كما قام الأتراك بإغراق عدد كبير منها ، والاستيلاء على 36 سفينة ، بالإضافة إلى 3000 أسير . أماخسائر اللأتراك فقد كانت 400 شهيد ، و 800 جريح .
كانت أهم نتيجة تمضخت عن هذه المعركة هي سيطرة العثمانيين على شرق ووسط البحر المتوسط بدون منازع ، وانتقال الحروب العثمانية الأوربية من البر إلى البحر.