أبرم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال جولته في أمريكا اللاتينية عددا من الاتفاقيات العسكرية الهامة التي ستعزز المواقف الروسية في الجزء الغربي من العالم.
اذ تم التوصل في فنزويلا الى اتفاقيات حول إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، وفي ماناغوا تم التوقيع على اتفاق حكومي حول تسهيل دخول السفن العسكرية الروسية الى مرافئ نيكاراغوا، بينما شهدت كوبا مباحثات حول التعاون العسكري-البحري وتدريب العسكريين الكوبيين في روسيا.
واعتبر الخبراء أن كل هذه الاتفاقيات يمكن أن تضع أساسا متينا لتعزيز المواقف الروسية في المنطقة الأمريكية الجنوبية وتطوير التعاون العسكري والعسكري-التقني، ما سيشكل ردا مناسبا على توسع الناتو نحو الشرق.
مشاركة روسيا في تدريبات عسكرية كبيرة بفنزويلا
وبات أحد أهم نتائج زيارة وزير الدفاع الروسي الى فنزويلا اتفاق حول مشاركة ممثلي وزارة الدفاع الروسية في التدريبات العسكرية للدفاعات الجوية الفنزويلية والتدريبات على إطلاق الذخيرة الحية من الراجمات.
وقبل شويغو دعوة نظيره الفنزويلي لإدخال السفن الحربية الروسية الى مرافئ هذا البلد، حيث قال شويغو إن "سفن الأسطول البحري الروسي قامت بزيارة ودية الى مرافئ فنزويلا العام الماضي. نأمل أن نستطيع تكرار ذلك في هذا العام. وبكل سرور نقبل الدعوة على هذا الدخول".
وفي أعقاب المحادثات، أعلن وزير دفاع فنزويلا فلاديمير بادرينو لوبيس أن السلاح الروسي عزز بشكل كبير قوة الجيش الفنزويلي، وأن وزارته تزمع المضي قدما في توسيع التعاون العسكري-التقني المشترك.
وأكد لوبيس أن البلدان مرتبطان بالسعي الى سياسة مستقلة.
كما أجرى شويغو خلال هذه الزيارة محادثات مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وصفها بالبناءة والمثمرة. وصرح بأن "التعاون العسكري والعسكري-التقني بين البلدين يتطور في إطار الاتفاقيات الاستراتيجية بين الرئيسين الروسي والفنزويلي".
روسيا توقع اتفاقيات تعاون عسكري مع نيكاراغوا
بعد فنزويلا توجه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يوم 12 فبراير/شباط الى نيكاراغوا حيث وقع مجموعة اتفاقيات في مجال التعاون العسكري والتقني وذلك خلال لقائه قائد الجيش النيكاراغوي، الجنرال خوليو إفيليس.
وقال شويغو إن الاتفاقيات التي تمت مناقشتها والتوقيع عليها تسمح للبلدين بالتقدم في طريق تعزيز التعاون العسكري التقني بينهما.
وأشار الى أن الطرفين سيستمران في العمل سويا على تطوير التعليم العسكري وتوسيع برامج تدريب المختصين العسكريين النيكاراغويين في روسيا، مؤكدا أن هذا سيزيد القدرة الدفاعية للجيش النيكاراغوي.
وأضاف شويغو أن القرارات التي يجري تنفيذها الآن بنجاح كانت قد أقرت بين البلدين ووضعت منذ زمن طويل، وأن نيكاراغوا كانت وما تزال الشريك المضمون الذي يعتمد عليه في كافة المجالات.
وشدد وزير الدفاع على أن لدى روسيا ونيكاراغوا خططا مستقبلية كبيرة سيجري البدء في تحقيقها على أرض الواقع.
من جانبه، أعلن رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا في ختام زيارة الضيف الروسي الكبير أن بلاده تدعم الموقف الروسي من تسوية الأزمة في أوكرانيا، فيما أكد القائد العام لجيش نيكاراغوا من جانبه أن المساعدة الروسية في مجال التعاون العسكري التقني تساعد على "توفير أمن وسيادة الدولة".
هذا ومنح رئيس نيكاراغوا وزير الدفاع الروسي وسام الاستحقاق الجمهوري.
تطور العلاقات العسكرية الروسية الكوبية
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن تطور العلاقات الروسية - الكوبية في القطاع العسكري والعسكري التقني بشكل بناء.
وقال شويغو خلال لقائه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو السبت 14 فبراير/شباط في هافانا: "إن علاقاتنا في القطاع العسكري تتطور بشكل بناء. ممتنون للجانب الكوبي على استقبال السفن الحربية الروسية في مرفأ هافانا. ونحن معنيون بتوسيع التعاون في المجال العسكري - البحري".
وأضاف أن هناك تجربة غنية في تدريس الكوادر الكوبية في المعاهد الروسية العسكرية: "نرى في هذا التعاون آفاقا جيدة".
وتابع مؤكدا "نطور بشكل منهجي العمل المشترك في القطاع العسكري - التقني"، موجها الدعوة للكوبيين للمشاركة في المنافسات الدولية ببياتلون الدبابات، والألعاب العسكرية الدولية، والمؤتمر الرابع حول الأمن الدولي، والمنتدى العسكري-التقني الدولي "الجيش-2015" الرابع، التي ستقام في روسيا هذا العام.
من جهته أكد الرئيس الكوبي أن الوفود العسكرية الكوبية ستشارك حتما في هذه النشاطات.
تطابق المواقف الروسية الكوبية بشأن الأمن العالمي
كما أعرب وزير الدفاع الروسي عن شكره للقيادة الكوبية لحفاظها على ذكرى الحرب الوطنية العظمى، مشيرا الى تطابق موقفي البلدين من مسائل الأمن العالمي والإقليمي.
وقال شويغو خلال لقائه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو ليلة السبت 14 فبراير/شباط في هافانا: "أرى زيارتي الى كوبا من منظور التطور الديناميكي للعلاقات الثنائية. وسعيد بأنها تجري في العام الذي سنحتفل فيه بالذكرى الـ70 للانتصار في الحرب الوطنية العظمى (العالمية الثانية)، وأود شكر القيادة الكوبية خصوصا على القدسية التي ينظر بها في بلدكم إلى ذكرى هذا الحدث العظيم في القرن العشرين، فـ9 مايو يعتبر عيدا رسميا في كوبا"، يوم النصر كما في روسيا.
وتابع الوزير: "ننوه كذلك برعايتكم الكريمة لنصب الجنود السوفييت-الأمميين التذكاري"، مؤكدا أن "بلدينا مرتبطان بالاهتمام المشترك في إقامة نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب، على أساس المساواة واحترام القانون الدولي تحت مظلة الدور القيادي للأمم المتحدة".
وشكر وزير الدفاع الروسي رئيس كوبا على الاستقبال الحار الذي لقيه الوفد العسكري الروسي في هافانا، قائلا: "سعيد بإمكانية زيارة كوبا مجددا، بلدكم صديق قديم، رمز حب الحرية والاستقلال في أمريكا الجنوبية. صامدة في ظروف الحصار الممتد لأكثر من نصف قرن، كوبا مستمرة في السير بثبات على درب حماية السيادة الوطنية وتنفيذ نموذجها (الخاص) للتنمية".
وتابع: "اليوم، العلاقات الروسية - الكوبية التي اجتازت اختبار الزمن تكتسب ديناميكية جديدة"، مؤكدا أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى هافانا في يوليو 2014 أعطى دافعا قويا لتعزيز الصلات الثنائية، و"تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال اللقاءات على أعلى مستوى يعتبر أولوية بالنسبة لنا".
كما لفت شويغو الى أن تقاليد الصداقة القديمة بين الشعبين الروسي والكوبي "هي أساس متين لتوسيع العمل الثنائي المشترك وتنسيق الجهود على الساحة الدولية".
تعزيز التواجد الروسي في أمريكا اللاتينية رد على تمدد الناتو الى الشرق
هذا واعتبر المدير السابق لدائرة الاتفاقيات الدولية في وزارة الدفاع الروسية الجنرال يفغيني بوجينسكي أن لروسيا مع دول أمريكا الجنوبية مصالح مشتركة في مجال التعاون العسكري التقني، تم التطرق إليها خلال محادثات شويغو.
وقال بوجينسكي إن "فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا كانت تستورد تقنياتنا العسكرية بنشاط، وهي بحاجة الى الصيانة والخدمة المناسبة".
وبالفعل، ذكر مركز تحليل التجارة العالمية للسلاح أنه في المرحلة بين 2012 و2015 ستحوز فنزويلا على المرتبة الثانية (بعد الهند) من حيث حجم السلاح والتقنيات الروسية الموردة إليها.
من جهته، أكد مدير المركز الدولي للتحليلات الجيوسياسية ليونيد إيفاشوف أهمية زيارة شويغو في تطوير التعاون العسكري والعسكري - التقني مع دول أمريكا اللاتينية، والتي قد تصبح ردا مناسبا على تمدد الناتو بقيادة الولايات المتحدة نحو الشرق.
ورأى ايفاشوف أن "هذه الدول مهمة جدا لنا، لأن الأمريكيين أنفسهم وقوات الناتو يتحركون نحو حدودنا، ونحن أيضا بحاجة الى رادع لا نووي ما لعدوان محتمل".
المصدر: RT + "نوفوستي"