خبير مغربي: تهنئة الملك لروحاني تطورٌ في علاقات الرباط وطهران
هسبريس ـ حسن الأشرف
الجمعة 13 فبراير 2015 - 17:00
كان لافتا عند الكثيرين أن يبادر الملك محمد السادس إلى تقديم تهنئة رسمية للرئيس الإيراني، حسن روحاني، بمناسبة ذكرى تأسيس بلاده، حيث تمنى له الصحة والسعادة، وللشعب الإيراني التقدم والازدهار، وللبلدين معا السير في طريق الشراكة لدعم العمل الإسلامي المشترك.
وفيما اعتبر محللون بأن التهنئة الملكية للرئيس الإيراني لا تخرج عن إطار دبلوماسية البروتوكولات المعمول بها دوليا، وبأنها لا تعني تحولا سياسيا من طرف المغرب إزاء إيران، اعتبر آخرون بأن التهنئة تحمل دلالات سياسية، ليس أقلها بعثُ إشارات إيجابية لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكانت الرباط قد أعلنت القطيعة الدبوماسية مع طهران في مارس 2009، بسبب ما قالت إنه "موقف غير مقبول من جانب إيران ضد المغرب وتدخلها في شؤون البلاد الدينية"، قبل أن تتزحزح الأمور من مكانها، ويدب الدفء في أوصال العلاقات بين الطرفين، توج أخيرا بمباشرة السفير الإيراني، محمد تقي مؤيد، عمله في الرباط بشكل رسمي.
الدكتور أحمد موسى، الباحث المهتم بالدراسات الإيرانية، والأستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، قال إن تهنئة الملك محمد السادس للرئيس روحاني، بمناسبة الذكرى 36 لتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، تأتي في وقتٍ شهدت فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلدي إذابة جليد القطيعة منذ 5 سنوات.
وأكد موسى أنه يمكن قراءة هذا التهنئة كونها مبادرة تحمل دلالة واضحة، تكمن في أن البلدين تربطهما علاقات قديمة ووثيقة لها جذور في التاريخ، رغم بعد المسافة الجغرافية، اكتسبت متانة وقوة ومناعة، وصار بإمكانها أن تتغلب على الصعاب التي واجهتها، وقد تواجهها مستقبلا.
وأوضح الخبير في الشأن الإيراني، في تصريحات لجريدة هسبريس، بأن هذه الصلات بين الرباط وطهران لا يمكن أن تبقى مفكّكة للأبد، خصوصاً في ظل المتغيّرات المتسارعة، وفي سياق ما يمثله كلا البلدين من ثقل وحضور على المستويين الإقليمي والدولي.
ويشرح المحلل ذاته بأن "إيران بما لديها من رصيد حضاري عريق، وبما تتوفر عليه من إمكانيات ضخمة، سواء الموارد الاقتصادية أو الطاقات البشرية التي تزخر بها، تعتبر دولة رائدة، وذات حضور قوي على الساحة الإقليمية".
وتابع "المغرب بما يتمتع به من تاريخ كبير، ومن مؤهلات وإمكانيات اقتصادية، وبما ينعم به من استقرار وتطور مطّرد على مستويات عديدة، بات رقماً مهماً على الساحة الإفريقية والمتوسطية والعربية وحتى الدولية".
وخلص موسى إلى أن "هذه التهنئة تعتبر إشارة إيجابية واضحة بأن هذه العلاقات لها آفاق، ويمكن أن تتطور أكثر، لتشمل مجالات أخرى متعددة تعود بالنفع على الشعبين المغربي والإيراني، لكن شريطة أن تتفادى المطبّات، وتقوم على الاحترام المتبادل، ومراعاة خصوصيات كل بلد".
http://www.hespress.com/politique/255004.html
هسبريس ـ حسن الأشرف
الجمعة 13 فبراير 2015 - 17:00
كان لافتا عند الكثيرين أن يبادر الملك محمد السادس إلى تقديم تهنئة رسمية للرئيس الإيراني، حسن روحاني، بمناسبة ذكرى تأسيس بلاده، حيث تمنى له الصحة والسعادة، وللشعب الإيراني التقدم والازدهار، وللبلدين معا السير في طريق الشراكة لدعم العمل الإسلامي المشترك.
وفيما اعتبر محللون بأن التهنئة الملكية للرئيس الإيراني لا تخرج عن إطار دبلوماسية البروتوكولات المعمول بها دوليا، وبأنها لا تعني تحولا سياسيا من طرف المغرب إزاء إيران، اعتبر آخرون بأن التهنئة تحمل دلالات سياسية، ليس أقلها بعثُ إشارات إيجابية لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكانت الرباط قد أعلنت القطيعة الدبوماسية مع طهران في مارس 2009، بسبب ما قالت إنه "موقف غير مقبول من جانب إيران ضد المغرب وتدخلها في شؤون البلاد الدينية"، قبل أن تتزحزح الأمور من مكانها، ويدب الدفء في أوصال العلاقات بين الطرفين، توج أخيرا بمباشرة السفير الإيراني، محمد تقي مؤيد، عمله في الرباط بشكل رسمي.
الدكتور أحمد موسى، الباحث المهتم بالدراسات الإيرانية، والأستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، قال إن تهنئة الملك محمد السادس للرئيس روحاني، بمناسبة الذكرى 36 لتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، تأتي في وقتٍ شهدت فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلدي إذابة جليد القطيعة منذ 5 سنوات.
وأكد موسى أنه يمكن قراءة هذا التهنئة كونها مبادرة تحمل دلالة واضحة، تكمن في أن البلدين تربطهما علاقات قديمة ووثيقة لها جذور في التاريخ، رغم بعد المسافة الجغرافية، اكتسبت متانة وقوة ومناعة، وصار بإمكانها أن تتغلب على الصعاب التي واجهتها، وقد تواجهها مستقبلا.
وأوضح الخبير في الشأن الإيراني، في تصريحات لجريدة هسبريس، بأن هذه الصلات بين الرباط وطهران لا يمكن أن تبقى مفكّكة للأبد، خصوصاً في ظل المتغيّرات المتسارعة، وفي سياق ما يمثله كلا البلدين من ثقل وحضور على المستويين الإقليمي والدولي.
ويشرح المحلل ذاته بأن "إيران بما لديها من رصيد حضاري عريق، وبما تتوفر عليه من إمكانيات ضخمة، سواء الموارد الاقتصادية أو الطاقات البشرية التي تزخر بها، تعتبر دولة رائدة، وذات حضور قوي على الساحة الإقليمية".
وتابع "المغرب بما يتمتع به من تاريخ كبير، ومن مؤهلات وإمكانيات اقتصادية، وبما ينعم به من استقرار وتطور مطّرد على مستويات عديدة، بات رقماً مهماً على الساحة الإفريقية والمتوسطية والعربية وحتى الدولية".
وخلص موسى إلى أن "هذه التهنئة تعتبر إشارة إيجابية واضحة بأن هذه العلاقات لها آفاق، ويمكن أن تتطور أكثر، لتشمل مجالات أخرى متعددة تعود بالنفع على الشعبين المغربي والإيراني، لكن شريطة أن تتفادى المطبّات، وتقوم على الاحترام المتبادل، ومراعاة خصوصيات كل بلد".
http://www.hespress.com/politique/255004.html