دبابات الأبرامز العراقية وتهديـــــــدات النيــــــران المباشــــــــرة
بشكل مستمر ومتواصل ، يحرص المصممين على تحسين قابليات وقدرات مقذوفات الطاقة الحركية KE والطاقة الكيميائية CE ، وبالتالي قدراتها على ثقب دروع الدبابات والعربات القتالية الأخرى وإلحاق الضرر الشديد بها . دروع الدبابات مصممة لحماية الطاقم والمكونات الداخلية من تهديدات ساحة المعركة المتقدمة التي تهاجم من اتجاهات محددة specific directions . الدبابات ونتيجة متطلباتها المتعددة ، تكون عادة مصفحة بشدة في منطقة المقدمة ، وأقل تصفيحاً من الجوانب ، ومصفحة بشكل مخفض عند المؤخرة ومناطق السقف والقاع . ولكون قابليات التهديد threat capabilities تتحسن وتتقدم بشكل مستمر وكذلك الأمر بالنسبة للسيناريوهات التكتيكية المعادية ، فإنه يمكن الافتراض أن نيران الأسلحة المباشرة المضادة للدبابات يمكن أن تكون قادرة على هزيمة ودحر دروع هذه الأهداف تقريباً من أغلب أجزائها .. تهديدات النار المباشرة Direct-fire threats ستضرب العربة على الأرجح من المقدمة أو من أحد الجانبين . قمة العربة ستكون في الغالب هدفاً للتهديدات غير المباشرة أو الجوية وبعض التهديدات الموجهة . قاع العربة ، خصوصا الثلث الأمامي منها ، سيخضع لتهديدات الألغام ومتفجرات الطريق ، ومثال على ذلك المقذوفات المشكلة انفجارياً وكذلك الشحنات المشكلة . الجزء الأقل احتمالاً للهجوم والتعرض من العربة سيكون بلا شك مقطع المؤخرة .. حالياً ، حتى المقذوفات الصغيرة المطلقة من الكتف shoulder-fired من أمثال الروسي RPG-7 وغيره الكثير ، يمكن أن تخترق مؤخرات وقمم وحتى جوانب دبابات المعركة الرئيسة . مثل هذه الاحتمالات تتضاعف وتتزايد خلال القتال في التضاريس الحضرية urban terrain والبيئات المغلقة . ويمكن للأسلحة الصاروخية الأثقل المضادة للدبابات من أمثال الأمريكي TOW والروسية Konkurs وKornet وغيرها ، أن تنجز تلفيات أكثر بكثير مما تستطيع القاذفات الكتفية عمله . نفاث الشحنة المشكلة لهذه الأسلحة يمكن أن يلحق أضرار جدية وخطيرة ضمن العربة القتالية ، كما يمكنه إشعال رذاذ وقود الديزل . بالنسبة للعربات خفيفة التدريع ، نفاث الشحنة المشكلة shaped-charge jet يمكن أن يعبر بالكامل خلال كلا جانبي الهيكل ويقذف الشظايا وأجزاء الدرع المائعة إلى العربة (الشظايا ستكون ناتجة عن كل من جانب الخروج عن الحائط الأولي حيث موضع ارتطام الرأس الحربي ، وجانب الدخول في الحائط البعيد لدى الجهة المقابلة) . هذه الشظايا والأجزاء الناتجة ، يمكن أن تكون مصدر الإيقاد الرئيس ignition source لرذاذ الوقود وشحنات الذخيرة . إن نفاث الشحنة المشكلة عندما يعبر شحنة الدافع الصلبة أو المقذوفات شديدة الانفجار فإنه في الغالب سيتسبب في إيقادها وانفجارها . وكذلك الأمر عند مرور النفاث عبر مخزون الوقود ، حيث سيتسبب هذا الأمر في توليد ضغوط هيدروليكية عالية high-pressure hydraulic على جدران خلية الوقود ، مما ينتج عنه حدوث تصدع وتمزق لجدران الخلية ، والوقود سوف ينتشر على هيئة رذاذ أو رشوش في المقصورة المجاورة . النفاث سوف لن يشعل الوقود السائل داخل الخلية المثقوبة ، لكنه سيجذب خلف أثره السريع بعض الوقود على هيئة سحابه أو غمامة fuel mist ، التي يمكن بسهولة أن تشعل (سحابة الوقود) بالشظايا والأجزاء الساخنة الناتجة عن ثقب جدران الخلية . سحابة الوقود هذه عادة سوف تنتشر بشكل شعاعي وسوف تشتعل على شكل كرة نارية fireball على طول مسار النفاث . وحالما يبدأ الوقود في الاشتعال ، فإنه يحرر ويطلق حرارة شديدة التي تبخر الوقود السائل الآخر ، الذي بدوره سوف يشتعل . إن عملية إيقاد نيران الوقود هذه تستغرق فقط أجزاء من الألف من الثانية لإتمامها .
الصور للأسفل تظهر دبابة عراقية من نوع M1A1 تعرضت لهجوم مباغت بمقذوف صاروخي مضاد للدبابات !! الرأس الحربي المجهز بشحنة مشكلة عمل على ثقب صفيحة الوقاية الجانبية التي تحمي الجنازير ومنظومة التعليق ، وتسبب في إحداث ثقب كبير في الجانب الأيسر من هيكل الدبابة . نتائج الهجوم غير واضحة لكن يلاحظ وجود بريق أو وميض ضوئي أعلى قمة البرج لحظة إرتطام المقذوف ، صادر على الأرجح عن شظية من شظايا الانفجار .