بين مصالحها مع الغرب والتزاماتها في المنطقة هل تسلّم روسيا إيران نظام الدفاع الجوي البعيد المدى اس-300؟ http://defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/rounded_corner.php?src=admin/news/uploads/1423213454-sdarabia000_DV1157721.jpg&radius=8&imagetype=jpeg&backcolor=ffffff
مع ان روسيا كانت قد أبرمت مع إيران عام 2007عقداً تبلغ قيمته حوالي 800 مليون دولار لتسليمها منظومة الدفاع الجوي البعيد المدى اس-300 المتطورة، بالإضافة إلى40 قواذف صواريخ، فقد وقع الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في أيلول/ سبتمبر 2010 قرار مجلس الامن الذي يحظر توريد أسلحة لإيران، بسبب برنامجها لتطوير أسلحة نووية.
بناء على ذلك، علّقت موسكو تنفيذ العقد - بسبب العقوبات الدولية - فرفعت طهران دعوى قضائية ضدَّ «روس أبورون إكسبورت" لدى محكمة العدل الدولية في جنيف، للحصول على تعويض تبلغ قيمته أربعة مليارات دولار، فعرضت عندها روسيا على إيران حل ودّي للقضية، ووعدت طهران بتزويدها بمجموعة جديدة من منظومات الصواريخ المضادة للطائرات المعروفة باسم (تور- أم 1 إي).
ومع ان وكالة الانباء الايرانية "فارس" ذكرت أن طهران تدرس إمكانية شراء نظام دفاع جوي آخر من روسيا، كبديل عن النظام الصاروخي المضاد للطيران "اس-300"، فإن إيران أصرّت على أن منظومة صواريخ أس 300 تعد أسلحة دفاعية، وهي لا تخضع بالتالي لقرار العقوبات الصادر عن الأمم المتحدة والمفروض عليها.
أمّا حاليا - ومع تورّط روسيا في الأزمة الأوكرانية - فإنّها قد أصبحت بدورها هدفاً للحظر الأوروبي، حيث أدى الصراع الأوكراني إلى تراجع جديد للعلاقات بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا، فضلا عن مخاوف من عودة حالة الشك والعداء التي سادت خلال الحرب الباردة.
ففي آب/ أغسطس 2008 أعلنت روسيا والناتو وقف التعاون بينهما، على خلفية رد روسيا على العدوان الجورجي ضد أوسيتيا الجنوبية واعتراف موسكو باستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا، لكن هذه الأزمة لم تدم طويلا، إذ عاد "مجلس روسيا – الناتو" إلى جلساته أواخر عام 2009.
وعادت الأجواء بين روسيا والناتو للتوتر في الأعوام الأخيرة بعد أن اختلف الطرفان على خطط الولايات المتحدة لنشر عناصر درعها الصاروخية في أوروبا، حيث كانت روسيا ولا تزال ترى في هذه الخطط تهديدا لأمنها. وعلى الرغم من الأوضاع المتوترة حالياً بين الناتو وروسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، فإنّه مما لا بد منه أنّ هذه الحالة لن تطول نظراً لكون روسيا أهم وأكبر شريك للحلف في العالم.
ومع توتر الوضع بين الطرفين ووقف الاتفاقية الموقّعة بين الناتو وروسيا ، تحوّلت هذه الأخيرة من جديد نحو حليفها الإقليمي إيران، لتعده مجدداً بإمكانية تسليمه منظومة اس-300، حيث وقّع الطرفان اتفاقاً للتعاون العسكري في طهران بين البلدين.
وفي هذا الإطار، صرّح الرئيس السابق لقسم التعاون الدولي في وزارة الدفاع الروسية والرئيس الحالي لمركز التحليلات الجيوسياسية، الجنرال ليونيد إيفاشوف، في 20 كانون الثاني/ يناير لوكالة أنباء روسيا اليوم، أنّه من شأن عملية توقيع اتفاق التعاون في طهران بين روسيا وإيران أن تسهم في تطوير التعاون العسكري التقني بين البلدين، بما في ذلك استئناف المفاوضات المتعلقة بتسليم أنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز (إس-300).
وأضاف إيفاشوف أنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد وقع اتفاقاً للتعاون العسكري بين الحكومتين الروسية والإيرانية - خلال زيارة رسمية له إلى إيران - مشيراً إلى أنّها: "خطوة نحو تطوير التعاون الاقتصادي والعسكري التقني، إذ أننا على الأقل، فيما يتعلق بالنظم الدفاعية الصاروخية مثل (أس 300) و (أس 400)، سنقوم بعملية تزويدها على الأغلب".
كما اعتبر أن مواقف البلدين قد تقاربت كثيراً، ويعود الفضل حسب قوله إلى حقيقة أن كلا من روسيا وإيران قد تعرضتا للعديد من الضغوطات المتمثلة بالعقوبات المفروضة من قبل الغرب، ووفقاً لتصريحات ليونيد إيفاشوف، فإن كلا الدولتين مهتمتان حالياً بتضافر جهودهما للعمل على تنسيق قضايا مثل أمن منطقة بحر قزوين وعمليات مكافحة الإرهاب، وذلك بعد وضع تقييم مشترك للوضع الدولي في المجال الأمني.
وبموجب اتفاقية التعاون العسكري تلك، فقد بحث وزير الدفاع الروسي مع نظيره الإيراني عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أوضح شويغو أن التفاهم قد تمَّ على ضرورة توسيع تبادل الوفود العسكرية وعقد محادثات دورية بين مسؤولي الجانبين، وتوسيع عمليات المشاركة بصفة مراقب، وتدريب الأفراد العسكريين في البلدين، وتبادل الخبرات المتاحة في مجال حفظ السلام ومكافحة الإرهاب، كما أكد أن الطرفين قد اتفقا أيضاً على زيادة الزيارات المقررة للسفن الحربية بين موانئ كلٍّ من روسيا وإيران.
تجدر الإشارة إلى أنّ نظام الدفاع الصاروخي البعيد المدى اس-300 هو نظام دفاع جوي روسي تمّ إنتاجه أساساً للتصدي للصواريخ الجوالة والطائرات الحربية، ثم تم في ما بعد تطوير نسخ أخرى قادرة على التصدي للصواريخ البالستية لمواجهة مخاطرها المتنامية.
وأمام انعطافة روسيا عن الخط الأوروبي باتجاه ايران وتوقيع اتفاقية تعاون بينها وبين الجمهورية الإسلامية، تتمتع هذه الأخيرة اليوم بفرصة إعادة إحياء هذا العقد. فهل ستستفيد إيران من التباعد الروسي الأوروبي للحصول على نظام الدفاع الصاروخي، أم أنّ المصالح الروسية-الأوروبية ستبقى هي سيّدة الموقف؟
مع ان روسيا كانت قد أبرمت مع إيران عام 2007عقداً تبلغ قيمته حوالي 800 مليون دولار لتسليمها منظومة الدفاع الجوي البعيد المدى اس-300 المتطورة، بالإضافة إلى40 قواذف صواريخ، فقد وقع الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في أيلول/ سبتمبر 2010 قرار مجلس الامن الذي يحظر توريد أسلحة لإيران، بسبب برنامجها لتطوير أسلحة نووية.
بناء على ذلك، علّقت موسكو تنفيذ العقد - بسبب العقوبات الدولية - فرفعت طهران دعوى قضائية ضدَّ «روس أبورون إكسبورت" لدى محكمة العدل الدولية في جنيف، للحصول على تعويض تبلغ قيمته أربعة مليارات دولار، فعرضت عندها روسيا على إيران حل ودّي للقضية، ووعدت طهران بتزويدها بمجموعة جديدة من منظومات الصواريخ المضادة للطائرات المعروفة باسم (تور- أم 1 إي).
ومع ان وكالة الانباء الايرانية "فارس" ذكرت أن طهران تدرس إمكانية شراء نظام دفاع جوي آخر من روسيا، كبديل عن النظام الصاروخي المضاد للطيران "اس-300"، فإن إيران أصرّت على أن منظومة صواريخ أس 300 تعد أسلحة دفاعية، وهي لا تخضع بالتالي لقرار العقوبات الصادر عن الأمم المتحدة والمفروض عليها.
أمّا حاليا - ومع تورّط روسيا في الأزمة الأوكرانية - فإنّها قد أصبحت بدورها هدفاً للحظر الأوروبي، حيث أدى الصراع الأوكراني إلى تراجع جديد للعلاقات بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا، فضلا عن مخاوف من عودة حالة الشك والعداء التي سادت خلال الحرب الباردة.
ففي آب/ أغسطس 2008 أعلنت روسيا والناتو وقف التعاون بينهما، على خلفية رد روسيا على العدوان الجورجي ضد أوسيتيا الجنوبية واعتراف موسكو باستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا، لكن هذه الأزمة لم تدم طويلا، إذ عاد "مجلس روسيا – الناتو" إلى جلساته أواخر عام 2009.
وعادت الأجواء بين روسيا والناتو للتوتر في الأعوام الأخيرة بعد أن اختلف الطرفان على خطط الولايات المتحدة لنشر عناصر درعها الصاروخية في أوروبا، حيث كانت روسيا ولا تزال ترى في هذه الخطط تهديدا لأمنها. وعلى الرغم من الأوضاع المتوترة حالياً بين الناتو وروسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، فإنّه مما لا بد منه أنّ هذه الحالة لن تطول نظراً لكون روسيا أهم وأكبر شريك للحلف في العالم.
ومع توتر الوضع بين الطرفين ووقف الاتفاقية الموقّعة بين الناتو وروسيا ، تحوّلت هذه الأخيرة من جديد نحو حليفها الإقليمي إيران، لتعده مجدداً بإمكانية تسليمه منظومة اس-300، حيث وقّع الطرفان اتفاقاً للتعاون العسكري في طهران بين البلدين.
وفي هذا الإطار، صرّح الرئيس السابق لقسم التعاون الدولي في وزارة الدفاع الروسية والرئيس الحالي لمركز التحليلات الجيوسياسية، الجنرال ليونيد إيفاشوف، في 20 كانون الثاني/ يناير لوكالة أنباء روسيا اليوم، أنّه من شأن عملية توقيع اتفاق التعاون في طهران بين روسيا وإيران أن تسهم في تطوير التعاون العسكري التقني بين البلدين، بما في ذلك استئناف المفاوضات المتعلقة بتسليم أنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز (إس-300).
وأضاف إيفاشوف أنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد وقع اتفاقاً للتعاون العسكري بين الحكومتين الروسية والإيرانية - خلال زيارة رسمية له إلى إيران - مشيراً إلى أنّها: "خطوة نحو تطوير التعاون الاقتصادي والعسكري التقني، إذ أننا على الأقل، فيما يتعلق بالنظم الدفاعية الصاروخية مثل (أس 300) و (أس 400)، سنقوم بعملية تزويدها على الأغلب".
كما اعتبر أن مواقف البلدين قد تقاربت كثيراً، ويعود الفضل حسب قوله إلى حقيقة أن كلا من روسيا وإيران قد تعرضتا للعديد من الضغوطات المتمثلة بالعقوبات المفروضة من قبل الغرب، ووفقاً لتصريحات ليونيد إيفاشوف، فإن كلا الدولتين مهتمتان حالياً بتضافر جهودهما للعمل على تنسيق قضايا مثل أمن منطقة بحر قزوين وعمليات مكافحة الإرهاب، وذلك بعد وضع تقييم مشترك للوضع الدولي في المجال الأمني.
وبموجب اتفاقية التعاون العسكري تلك، فقد بحث وزير الدفاع الروسي مع نظيره الإيراني عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أوضح شويغو أن التفاهم قد تمَّ على ضرورة توسيع تبادل الوفود العسكرية وعقد محادثات دورية بين مسؤولي الجانبين، وتوسيع عمليات المشاركة بصفة مراقب، وتدريب الأفراد العسكريين في البلدين، وتبادل الخبرات المتاحة في مجال حفظ السلام ومكافحة الإرهاب، كما أكد أن الطرفين قد اتفقا أيضاً على زيادة الزيارات المقررة للسفن الحربية بين موانئ كلٍّ من روسيا وإيران.
تجدر الإشارة إلى أنّ نظام الدفاع الصاروخي البعيد المدى اس-300 هو نظام دفاع جوي روسي تمّ إنتاجه أساساً للتصدي للصواريخ الجوالة والطائرات الحربية، ثم تم في ما بعد تطوير نسخ أخرى قادرة على التصدي للصواريخ البالستية لمواجهة مخاطرها المتنامية.
وأمام انعطافة روسيا عن الخط الأوروبي باتجاه ايران وتوقيع اتفاقية تعاون بينها وبين الجمهورية الإسلامية، تتمتع هذه الأخيرة اليوم بفرصة إعادة إحياء هذا العقد. فهل ستستفيد إيران من التباعد الروسي الأوروبي للحصول على نظام الدفاع الصاروخي، أم أنّ المصالح الروسية-الأوروبية ستبقى هي سيّدة الموقف؟