روسيا تقف ضد الهيمنة الأمريكية على العالم
23/01/2015 أوليغ كونيوخوف, روسيا ما وراء العناوين
شكّلت علاقات روسيا مع الغرب، والأزمة في أوكرانيا، المواضيع الرئيسة التي تطرق إليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده في الحادي والعشرين من هذا الشهر للحديث عن نتائج السياسة الخارجية الروسية في العام 2014. ووصف لافروف العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي بأنها تسير على طريق المواجهة، لكنه أعرب عن أمله في ألا يعوق ذلك حل النزاع ما بين كييف والمقاومة في المناطق الشرقية من أوكرانيا، وأعلن لافروف أن موسكو أقنعت المقاومة بتقديم تنازلات.
وأشار الوزير لافروف إلى أن " العلاقات ما بين موسكو وواشنطن تفاقمت بشدة"، وبحسب قوله، فإن الأمريكيين انتهجوا طريق المواجهة، ولا ينظرون إلى خطواتهم بعين النقد على الإطلاق، حيث نوه بأن "خطاب الرئيس باراك أوباما يوم أمس دلّ على أن فلسفته تتمحور حول شيء واحد فقط: نحن رقم واحد، وعلى كل الباقين أن يعترفوا بذلك، وهذا غير عصري إلى حد ما، ولا يلبي الواقع الراهن".
غير أن لافروف يعتقد بأن التغيرات حتمية، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعوزها القوة، " فهي مضطرة لطلب المساعدة، كونها ليست قادرة على حل هذه المسألة أو تلك بمفردها".
وثمة عامل آخر سوف يقوض مواقع الولايات المتحدة الأمريكية وهو " ظهور مراكز قوية للنمو الاقتصادي والنفوذ المالي، ويتزامن ذلك مع ظهور مراكز التأثير السياسي".
ونوه لافروف بتصريحات كبار الشخصيات الأمريكية حول أن واشنطن بالتحديد أرغمت الاتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف متشدد تجاه روسيا وفرض عقوبات ( خلافاً لمصالحه الاقتصادية)، حيث قال: "لقد أعلن نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدين، أن الولايات المتحدة الأمريكية بالذات " طوّعت" أوروبا باتجاه العقبات ضد روسيا، أما الرئيس باراك أوباما ...
ففي إحدى مقابلاته نسب إلى أهم إنجازات السياسة الأمريكية الخارجية أن بلاده أرغمت أوروبا على القيام بما أرادته تجاه روسيا، وأعتقد بأن ذلك لا يليق تماماً بحق قوة عظمى".
كما اتهم لافروف الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام المعايير المزدوجة تجاه أحداث العام الماضي في أوكرانيا، حيث رأت روسيا فيها استيلاءً على السلطة من قبل القوميين. وكمثال على ذلك، استشهد لافروف برد فعل واشنطن على محاولة الانقلاب التي جرت في غامبيا، حيث أعلن الأمريكيون عن " إدانتهم لأية محاولة للاستيلاء على السلطة بطرق غير شرعية"، أما " بخصوص أوكرانيا لم يُعلن شيء من هذا القبيل، بل قيل بأن " الشعب انتفض ضد الحكومة المكروهة".
موسكو أقنعت القوى الشعبية بتقديم تنازلات أمام كييف
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو قلقة للغاية تجاه تجدد القتال في شرق أوكرانيا، وأنها تعمل على " الوقف الفوري للنيران" حتى تتمكن ألمانيا وفرنسا من "رفع صوتهما وتقومان مرة أخرى بدعوة القيادة الأوكرانية إلى عدم السماح بالانزلاق نحو السيناريو العسكري".
وقال لافروف بأن روسيا استخدمت نفوذها لدى المقاومة وحصلت على موافقتها بسحب الأسلحة الثقيلة ( وفي مقدمتها المدفعية ومنصات إطلاق الصواريخ) من الخط الذي ورد ذكره في مذكرة مينسك في التاسع عشر من سبتمبر من العام الماضي، علماً بأن الخلافات بشأن هذا الخط بالتحديد أعاقت الأطراف عن الحد من التصعيد.
وأوضح الوزير بأنه " تم تنسيق كل الأمور المتبقية، ومنها إلى أي مسافة يجب سحب المدفعية ومنظومات الصواريخ وغير ذلك، وهذا سيكون أحد أهم الأمور التي سوف نناقشها في برلين، وبالطبع، فإن الحديث لا يتعلق بجوانب عسكرية محددة لهذه القضية، بل حول ضرورة اتخاذ كييف لحل سياسي يدعم مثل هذا الموقف".
إلى ذلك، فإن وقف إطلاق النيران ليس كافياً لتسوية الأزمة، حيث اختتم لافروف حديثه قائلاً بأن "أوكرانيا بحاجة إلى تلك الإصلاحات الدستورية التي يمكن أن توفق ما بين مناطق البلاد؛ شرقها ووسطها وغربها ذي المزاج القومي".
http://arab.rbth.com/world/2015/01/23/29059.html
إلى ذلك، فإن وقف إطلاق النيران ليس كافياً لتسوية الأزمة، حيث اختتم لافروف حديثه قائلاً بأن "أوكرانيا بحاجة إلى تلك الإصلاحات الدستورية التي يمكن أن توفق ما بين مناطق البلاد؛ شرقها ووسطها وغربها ذي المزاج القومي".
http://arab.rbth.com/world/2015/01/23/29059.html