هل يتأثر تعاون المملكة العربية السعودية مع روسيا بتغير قيادتها؟
26/01/2015 يكاتيرينا سينيلشيكوفا, روسيا ما وراء العناوين
أثار خبر وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ارتفاعاً طال انتظاره في أسواق النفط العالمية، غير أن الخبراء لا يرون في ذلك ما يدعو للفرح، لأنه يشكل قفزة مؤقتة، حيث من المستبعد توقع حدوث تغيرات في السياسة النفطية السعودية. أما العلاقات الثنائية بين روسيا والمملكة فيمكن أن تشهد تغيرات، إذا ما عملت روسيا على هذا الأمر بتصميم أكبر.
ردّت أسواق النفط العالمية على نبأ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، بقفزة في أسعار تعاملات البورصات بنسبة 2% تقريباً ( إلى 47 دولاراً للبرميل). وتزامن ذلك مع تسلم شقيقه سلمان البالغ تسعة وسبعين عاماً مقاليد السلطة في المملكة التي تُعدُّ أكبر مصدّر للنفط في العالم، وتسمية ولي عهده الأمير مقرن.
ردّت أسواق النفط العالمية على نبأ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، بقفزة في أسعار تعاملات البورصات بنسبة 2% تقريباً ( إلى 47 دولاراً للبرميل). وتزامن ذلك مع تسلم شقيقه سلمان البالغ تسعة وسبعين عاماً مقاليد السلطة في المملكة التي تُعدُّ أكبر مصدّر للنفط في العالم، وتسمية ولي عهده الأمير مقرن.
وقبل وفاة الملك عبد الله تمسكت السعودية بموقف متشدد بين دول منظمة " أوبك" بشأن حصص إنتاج النفط، وكانت ضد تقليصها بصورة قاطعة، وقد وجهت سياسةُ المملكة التي أَعلنت أكثر من مرة أن النفط لن يعود أبداً إلى سعر 100 دولار للبرميل، ضربةً قوية لآمال السوق بارتفاع الأسعار، أما الآن فقد ظهرت توقعات بأن السعوديين سيغيرون هذا النهج، ذلك أن قفزة الأسعار في التداولات عللت هذه الآمال جزئياً.
بيد أن الخبراء لا يتوقعون حدوث أية تغيرات ملموسة في السياسة النفطية للملكة، وبالمقابل فإن التوقعات أكثر تفاؤلاً بخصوص اتجاهات السياسة الخارجية، ومن بينها العلاقات مع روسيا.
آمال بالنفط " المرتفع"
يفسر الخبراء ظهور حركة في أسواق النفط بألعاب المضاربة البحتة على خلفية التوقعات الطبيعية بأن العربية السعودية ستغير سياستها مع مجيء الملك سلمان بن عبد العزيز. أشار إلى ذلك ألكسندر كودرين مدير إدارة البحوث الاستراتيجية في مجال الطاقة بمركز التحليل لدى الحكومة الروسية في مقابلة مع " روسيا ما وراء العناوين"، ونوه كودرين بأنه لهذا بالذات " يمكن للتداولات النفطية أن تُظهر حركات متباينة في الفترة القريبة القادمة".
كما يُفسر محاورٌ آخر ارتفاع الأسعار بنسبة 2%، ويقول فلاديمير ميلوف، المدير العام لمعهد سياسة الطاقة، بأن " المضاربين يستخدمون هذا السبب للّعب على رفع الأسعار وتعويض بعض الخسائر التي لحقت بهم جراء الانخفاض السابق للأسعار". ويشير ميلوف إلى أنه لا جدوى من انتظار تراجع في السياسة النفطية للسعودية، فهناك يخشون كثيراً خسارة حصتهم في الأسواق على حساب تخفيض الإنتاج.
ومع ذلك، يتوقع ميلوف ارتفاع الأسعار من جديد، ولكن ليس الآن، بل " في النصف الثاني من هذا العام، في الفترة الأقرب إلى نهايته، حيث ستستعيد الأسعار مستواها، بحدود 70 ـ 80 دولاراً للبرميل، فالسوق لن تتحمل تواجد الأسعار لفترة طويلة في النطاق الحالي بسبب فائض النفط، وقبل كل شيء، بسبب الاستخراج من مناطق الجرف المائي العميق".
هل سيطرأ دفء على العلاقات الدبلوماسية؟
ما زال مستقبل العلاقات الثنائية ما بين روسيا والمملكة العربية السعودية غير واضح المعالم، وبهذا الصدد يقول يفغيني ساتانوفسكي، المحلل السياسي، رئيس معهد الشرق الأوسط المستقل لـ " روسيا ما وراء العناوين": " في المسألة السورية، كنا ولا نزال خصوم المملكة العربية السعودية، فلم يتغير عندنا أي شيء خلال حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولن يتغير أي شيء لدى حكم الملك سلمان".
وبحسب قول ساتانوفسكي، فإنه لا يمكن لروسيا أن تنتظر تغيرات ما في السياسة السعودية إلا بعد أن ينتقل الحكم إلى جيل الأحفاد.
غير أن الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز سوف يستعرض ميله إلى الجناح المعتدل في المؤسسة السياسية " غير المتجانسة، والتي تضم اتجاهات مختلفة، وهذا ما يعطي بعض الأمل" باعتقاد أندريه فيودرتشينكو، مدير مركز الدراسات الشرق أوسطية لدى معهد موسكو الوطني للعلاقات الدولية، وبرأي يفغيني ساتانوفسكي فإن " التغيرات في السلطة يمكن أن تنعكس إيجاباً وبسرعة على سياسة السعودية تجاه إيران والعراق وسوريا، الأمر الذي يصب بالطبع في مصلحة روسيا".
وفي الوقت نفسه، لا ينتظر ساتانوفسكي حدوث تغيرات جدية في المجال السياسي، ولكنه يتوقع ظهور إمكانيات جديدة في قطاع التعاون الاستثماري والاتصالات الإنسانية، ومن بينها الشؤون الدينية على سبيل المثال.
كذلك يمكن أن تُستأنف الأحاديث عن إنشاء منطقة الأمن الجماعي في بلدان الخليج، حيث يشير أندريه فيودرتشينكو إلى أن " روسيا تطرح هذه الفكرة منذ عام 2007، غير أنها لم تتحقق بسبب تفاقم الوضع في الشرق الأوسط، أما الآن فيمكن لهذا المشروع أن يأخذ مجراه".
http://arab.rbth.com/world/2015/01/26/29071.htmlوفي الوقت نفسه، لا ينتظر ساتانوفسكي حدوث تغيرات جدية في المجال السياسي، ولكنه يتوقع ظهور إمكانيات جديدة في قطاع التعاون الاستثماري والاتصالات الإنسانية، ومن بينها الشؤون الدينية على سبيل المثال.
كذلك يمكن أن تُستأنف الأحاديث عن إنشاء منطقة الأمن الجماعي في بلدان الخليج، حيث يشير أندريه فيودرتشينكو إلى أن " روسيا تطرح هذه الفكرة منذ عام 2007، غير أنها لم تتحقق بسبب تفاقم الوضع في الشرق الأوسط، أما الآن فيمكن لهذا المشروع أن يأخذ مجراه".