السلاح الدقيق...؟؟؟

malik sadame

عضو
إنضم
24 يوليو 2008
المشاركات
541
التفاعل
4 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:

تعريف " السلاح الدقيق" بمفاهيم التأثيرات المركزية المجدية
الرائد جاك ساين القوة الجوية الأمريكية

خلاصة المحرر : ﺇستنادا الى قول الرائد ساين ، مع تطور التكنولوجيا ، يحتاج المقاتلون الحربيون والمخططون الى توسيع مفهوم تأثيرات الأسلحة الى أبعد من مجرد نتائج تدميرية وتطوير تعريف ضمني للأسلحة بالغة الدقة والمصنّعة بحسب مواصفات خاصة تلائم العمليات المركزية المجدية . وهو يقترح تعريفا يسلّط الضوء بصورة خاصة على تأثير دقّة وإحكام الأسلحة بدلا من التركيز على معنى " الدقّة" الذي يعني ضبط نظام توجيه السلاح.

sine2.jpg



خلال النقاش الذي دار حديثاً في البنتاغون عن برج الأسلحة ومتطلبات المستقبل ، طلب أحد الضباط الكبار في القوة الجوية توضيحا لمفهوم
سلاح الد قة: " هل الدقة هي في حدود ثلاثة أمتار، او عشرة أمتار ...او هل يعتبر ذلك مضبوطا؟" وقد أثار هذا السؤال جدالا طويلا لم يؤد الى حل ولكن جلب الإنتباه ، ليس فقط للتشويش الحاصل من الإستعمال الجاري لهذا التعبير ، بل لعدم كفايته أيضا في ضوء التكنولوجيات الناشئة.
واليوم تعتبر الحكمة التقليدية أي سلاح بانّه " دقيق" اذا كان يمتاز بقدرة التوجيه الى النقطة المعيّنة المقصودة . ومع ذلك، كلما تطوّر التكنولوجيا مفهوم تأثيرات السلاح لتتجاوز مجرد النتائج التدميرية، فإنّ المقاتلين الحربيين والمخططين يحتاجون الى تعريف ضمني أكثر و مصمم لكي يلائم العمليات المركزبة المجدية . ﺇنّ تعريف العقيدة لأسلحة الدقة يجب أن يكون قابلا للتطبيق على الخيارات الواسعة لقدرات استخدام السلاح المتوفرة اليوم وفي المستقبل. وبالإضافة الى ذلك، يجب أن تُحسب دقة السلاح مع الأخذ بنظرالأعتبار كل المتغيّرات المتعلقة باستخدام الأسلحة، ومن ضمنها ضبط الإنطلاق ، تأثيرات الأسلحة، التأثيرات غير المرغوبة ، وكذلك التأثيرات الطارئة غير المقصودة.
وتقدم هذه المقالة اقتراحا لتعريف السلاح الدقيق بأنه قدرات تكتيكية توفرتأثيرات من الدرجة ألأولية ممكن قياسها وتقدير حجمها، وتأثيرات أخرى قليلة غير مقصودة أوغير مرغوبة. ﺇنّ القصد هو التركيز بصورة خاصة على الدقة التي يحققها أي سلاح وليس على الدقة المتعلقة بضبط جهاز توجيه السلاح نفسه . وهذه المقالة لا تخوض في مفاهيم الإشتباك الدقيق المجرد والهجوم الدقيق.
تحديد المشكلة
تاريخيا، ارتبط استخدام السلاح بكمية القنابل المستعملة لتدمير الهدف. وخلال الحرب العالمية الثانية ، أطلق الطيارون تعبير الدقة على الأسلحة التي تصوّب باستعمال أداة ضابطة إلقاء القنابل على الهدف (نوردن). وفي عام 1943 تعدّل تعريف الدقة الى مفهوم الخطأ الدائري المحتمل الذي يقارب 1000 مترا ، والذي احتاج الى أكثر من 1500 طلعة جوية و 9000 قنبلة لإنجاز غرض واحد.1
وفي الوقت الحاضر، تركّز مدرسة الأسلحة في القوة الجوية للولايات المتحدة فى تعريفها للدقة على مدى ضبط أجهزة التوجيه بتعليمهم أنّ السلاح الدقيق يؤثر ضمن مدى ثلاثة أمتار خطأ دائري محتمل مقارنة بالسلاح المضبوط الذي يصيب ضمن مدى عشرة أمتارخطأ دائري محتمل .2 ومع ذلك، فهذه ليست التعريفات الرسمية للقوة الجوية في الولايات المتحدة . وبالأحرى ، فإنّ وثائق المتطلبات الحربية في مركز ذخائر الهجوم المباشر المشترك صاغت بوجهين هذه المصطلحات لصنفي ذخيرة الهجوم المباشر المشترك . وقد نصّت على أنّ " نتائج دراسة احتياجات الضبط لقدرة الضربة الدقيقة (برنامج حوافز التنفيذ لذخيرة الهجوم المباشر المشتركة ) ، 15 تشرين ثاني / نوفمبر 1994 ، تدعم مدى الثلاثة أمتار والثلاثة عشر مترا خطأ دائري محتمل في عدّتي توجيه الدقّة والمضبوط على التوالي." 3 ومع أنّه نصّ في الأصل على 13 مترا خطأ دائري محتمل فالمضبوط قد صُحّح الى أكثر قربا لعشرة أمتار في استعماله في مدرسة الأسلحة.
ومع ذلك، فإنّ جمع الدقة مع ضبط التوجيه تتناول جانبا واحدا فقط في توضيح الإستهداف بالأسلحة واستخدامها. وبعد عملية عاصفة الصحراء ، أطلق المؤيدون لسلاح الطيران صرخة مدوية لتطوير تكنولوجيا الأسلحة لكي تحقق معدّ ل واحد – الى- واحد في القنابل التي تسقط لتدمير الهدف . ﺇن ّعلاقة الأسلحة ذات التوجيه الدقيق بتخطيط العمليات تضمن الدقة بمفهوم الإقتصاد بالسلاح. وبتعبير بسيط ، قدم السلاح الموجّه- بدقّة أكثر من نتائج تدميرية فقط ؛ لقد ضمن تأثيرا تكتيكيا بواسطة واحد او أثنين فقط من الأسلحة.
لقد حققت الأسلحة الجديدة التي استعملت مؤخرا في البوسنة ، وأفغانستان, والعراق ، مع ذلك، تأثيرات تجاوزت بدرجة جيدة معدل واحد- الى- واحد هدف- الى- قنبلة. لقد استعمل سلاح الطيران عدة أنواع من الأسلحة بدون اللجوء الى موّجه الى الهدف وقد أنتجت تأثيرات دقيقة. وعلى سبيل المثال، ﺇنّ استعمال ذخيرة ألياف الكربون في البوسنا قد حققت تأثيرات مضبوطة ومقنعة مع قليل من التدمير الجانبي وبدون توجيه ذاتي.4 وبصورة مماثلة ، أطلقت ستة أسلحة غير موجهة وذات صمام انصهارحساس عددا من الذخائر بصمامات انصهار متقنة في حرب تحرير العراق وأدّت الى تدمير 45 عربة تدميرا كاملا.5 هذه الحالات توضح أبعاد جمع الدقة أما إلى ضبط التوجيه اوﺇلى معدّلات هدف- الى- قنبلة.
وبنضوج مفهوم العمليات المركزية المجدية ، تصبح التأثيرات المدمرة بالضبط واحدة من تأثيرات الأسلحة الكامنة . فالطاقة الموجّهة ، والأسلحة غير المميتة، وحتى أسلحة العالم العملية مثل فيروسات أجهزة الحاسوب تفتح المدخل الى تأثيرات الأسلحة. وعلى ضوء التقدم السريع لهذه التقنيات ، يجب علينا أن نزوّد مفهوم الأسلحةالدقيقة بتعريف ثابت متناسب يكون مهمّا ومضبوطا مع استمرار تطور الأسلحة.
التأثيرات والدقة
لقد ارشدتنا حرب الخليج الى نموذج جديد لتطبيق سلاح الطيران : استهدف مخططوا العمليات العُقَد التي تكوّن مفتاح النظام لتحقيق الأغراض المطلوبة بدلا من استهداف كامل النظام للتدمير . وعلى سبيل المثال، عند استهداف نظام الدفاع الجوي العراقي الموحد ، رصد المخططون نقاطا وسط مطلوبة للضربات والتي، عندما تضرب، تشل فعالية القيادة والسيطرة الخاصة بمراكزعمليات القواطع . ونتيجة لذلك ، حقق المقاتلون الحربيون هدف العمليات بشلّ قواطع نظام الدفاع الجوي الموحد بدون اللجوء الى تدمير كامل لمراكزعمليات القواطع. وقد نجح المخططون في تقليص عدد الذخائر ذات التوجيه الدقيق من وزن 2000 رطلا من ثمانية الى إثنين موجّهة الى كل مركز قاطع في الليلة الأولى من الحرب. ولم يحقق هذا التأثير المطلوب فقط ، بل وفر كمية ضخمة من قوة النيران للتركيز على أنظمة هامة أخرى.6
وتعرّف وثيقة عقيدة القوة الجوية 1 (AFDD 1) ، هذا بأنه العمليات المعتمدة على التأثيرات ، " أفعال تُنفّذ ضد أنظمة العدو مصممة لإنجاز تأثيرات معينة تشارك مباشرة في نتائج عسكرية وسياسية مطلوبة."7 وبصورة خاصة، " الفعاليات المعتمدة على التأثيرات هي تلك المصممة لتنتج تأثيرات مميزة ّمرغوبة بينما تتجنّب التأثيرات غير المقصودة ، وغير المرغوبة."8 ومن خلال العمليات المركزية المجدية ، سعى مخططوا حرب الخليج لتحقيق عدة نتائج ذات أهمية عالية منها : استحداث مفهوم التأثيرالإجمالي بواسطة التطبيق الدقيق للسلاح ، والأقتصاد في السلاح من خلال التقليل من الطلعات الجوية المطلوبة لكل هدف، وتقليل التأثيرات غير المقصودة وغير المرغوبة.
التأثيرات ، بدلا من التدمير، أصبحت الواجهة في التخطيط للحرب . لقد وصف العقيد تيموثي ساكولج في مقالته، الأشتباك الدقيق في المستوى الستراتيجي للحرب، اربعة أصناف من التأثيرات التي تحددت في مشروع القتال الحربي المتقدّم المشترك في معهد تحليلات الدفاع (JAWP) وهي : التأثيرات المطلوبة على قدرات العدو، التأثيرات المطلوبة على تقديرات وفعاليات العدو، التأثيرات غير المرغوبة، التأثيرات غير المتوقعة.9
فالتأثبرات المطلوبة على قدرات العدو


توازي التأثيرالواضح المقصود. وفي مقالتهم " التأثيرات الغالبة : عمليات مشتركة معتمدة على التأثيرات،" بادر إدوارد مان ، و ﮔاري اندرسبي ، و توم سيرل الى توسيع هذا التعريف أكثر الى التأثيرات المباشرة او التأثيرات من الدرجة الأولى ، والتأثيرات غير المباشرة او التأثيرات من الدرجة الثانية والتأثيرات من الدرجة الثالثة. فالتأثيرات المباشرة المطلوبة يمكن قياسها وهي تميل للظهور مباشرة ، كتدمير مولد الطاقة (الكهربائية أو المائية أو غيرها ). والتأثيرات غير المباشرة المطلوبة تحصل من خلال ترابط نظام السبب والتأثير، كتعطيل مضخات المياه وأدوات التصفية بتدمير مولّد الطاقة الذي يغذيها.10 والتأثيرات المطلوبة على تقديرات وفعاليات العدو تشيرالى التأثيرات المصنفة على الدرجتين الثانية والثالثة على عملية صنع قرار العدو. فمثلا، الهجمات المتكررة على محطات توليد الطاقة في بغداد اضطرت مدراء المحطات على ايقاف وغلق مولدات الطاقة تجنبا لهجمات أخرى محتملة.11 وهذه التأثيرات لا تحصل بالضرورة من خلال اجراء رسمي قائم وربما أو لا يمكن قياسها أوتوقّع حصولها. والتأثيرات غير المرغوبة توازي الدمار الجانبي وربما تكون تأثيرات د رجة أولى أو ثانية أو حتى ثالثة ومتعلقة مباشرة أو غير مباشرة بالتأثير المطلوب. والتأثيرات غير المتوقعة قد تكون من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة ومتعلقة بالتأثير المرغوب ولكنها غير متوقعة بالنسبة لعلاقتها بالتأثير المرغوب . وعلى سبيل المثال، ﺇن ّمنتقدي عاصفة الصحراء نسبوا موت 40000 – 100000 من المدنيين الى انقطاع تزويدهم بالمياه الذي تسبب عن تدمير مولدات الطاقة الكهربائية العراقية.12 هذه الوفيات كانت غير مرغوبة وغير متوقعة.
إنّ استخدام الأسلحة يتسبب في حصول التأثيرات من الدرجة الأولى ويعتمد على نظام السبب والتأثير في التأثيرات من الدرجة الثانية والثالثة . ويشمل تطويرالاستهداف المسؤولية في تامين التأثيرات من المرتبة الثانية والثالثة وذلك بتحديد مواصفات أنظمة العدو والنقاط المناسبة للأستهداف بداخل النظام لتحقيق التأثيرات المرغوبة. ولذلك، يصبح مخطط الإستهداف مسؤولا عن توقعه للتأثيرات المرغوبة وغير المرغوبة والمتعلقة بازدواجية السلاح والهدف المعروفة وكذلك التقليل من التأثيرات غير المتوقعة جهد الأمكان . وهذا يضع وصفا للعمليات المركزية المجدية استنادا إلى وثيقة عقيدة القوة الجوية 1 ، كما يلي: " العمليات المركزية المجدية تتطلب من الطيارين التفكير في النتائج على أوسع نطا ق ، واختيار تلك التي تحقق بشكل أحسن الأغراض، والبحث عن وسائل تعالج تلك التي تسبب تأخيرﺇنجازها ."13
ويلعب الدمار الجانبي دورا أساسيا في هذه العملية. وينص القرار 1 في أتفاقية جنيف على توجيه الجيوش " للأمتناع عن أي قرار للقيام بهجوم يتوقع له أن يتسبب في حوادث وفيات بين المدنيين، أو أية أصابات مدنية، أو تدمير ممتلكات المدنيين ، أو خليط منها، والتي قد تكون مفرطة قياسا على الفوائد العسكرية المحددة والمباشرة المتوقعة."14 وبينما يوجد متسع لتفسيرهذا القرار من الإتفاقية، فهو أساسا يربط ، أو على الأقل يشترك ، في المسؤولية عن التأثيرات غير المقصودة أو غير المرغوبة للقوات العسكرية المهاجمة.
وقد قدّم مايكل لويس تقريره الشخصي كخبير الإستشارات العام (JAG) للقوة الجوية في الولايات المتحدة باحثا في قوائم الأهداف في عملية عاصفة الصحراء ليتأكد من ﺇلتزام قوات التحالف بتطبيق قوانين القتال المسلح . ويصف " تحليل التناسب " الذي أجري على كل هدف محسوب على " دقّة الأسلحة ، و النقاط ] المقصودة[ التي اختارها طاقم الطيارين، ودرجة قرب المدنيين، والقيمة العسكرية لهذا الهدف."15 وقد سهّلت الأسلحة الموجهة بالدقّة هذا التحليل بتقديم نتائج أكثر توقعا مثل : " الهجوم الذي يقرره الفرد ( القيادة ، السيطرة ، الإتصالات، والخدمات اللوجستية) يمكن أن يخضع للحكم عليه ، بأثر رجعي، في أنه قد فشل في اختبار التناسب ، لاسيما اذا لم تكن الذخائر الموجهة بالدقّة قد أستعملت ضد الأهداف ذات الكثافة المدنية العالية التي لم تكن ضمن الوقت الحرج.16 ويعتقد لويس أن الذخائر الموجهة بالدقّة قد أحدثت تأثيرا متوقعا ويمكن قياسه ، والتي قد سهّلت الإستهداف وخففت من أعتبارات قانونية وقتالية وذلك بإحداث تاثيرات من الدرجة الأولى متوقعة ومتناسقة ، وكذلك تقليل التأثيرات غير المرغوبة.
وتلعب التأثيرات غير المرغوبة دورا حاسما في التخطيط للحرب. وقد صاغ محللوا عاصفة الصحراء " تأثير محطة شبكة تلفزيون CNN " بوجهين لتصف درجة الإهتمام غير المتجانس أحيانا لمسألة التأثيرات غير المرغوبة وغير المتوقعة. وقد أورد كل من جون فوستر و لاري ويلش في مقالتهم " ميدان المعركة المتطور" ما يلي :" كل حادثة تدمير غير مقصود ضد غير المقاتلين اصبحت حديث الصحافة، والعامة، وجلبت انتباه السياسيين."17 وفعل شبكة تلفزيون CNN لم يسلط الضوء على التأثيرات غير المرغوبة فقط ، ولكن وبصورة جدلية شمل التأثيرات غير المرغوبة من المرتبة الثانية والثالثة والتي ربما ما كانت يجب أن توجد.
لقد أجبر فعل CNN مخططي المهمات لكي يتفهموا جيدا مواصفات أنظمة العدو لكي يستبقوا ويقللوا من التأثيرات غير المرغوبة أو يواجهوا تبعات تضخيم وسائل الأعلام لهذه التأثيرات أثناء تغطيتهم الأنباء. ﺇنّ الأسلحة الدقيقة ، من أي نوع كانت، تزوّد المخططين بقابلية توقع التأثيرات من المرتبة الثانية والثالثة بكل ثقة حينما يحاولون التقليل من هذه التأثيرات غير المرغوبة وغير المتوقعة.
إنّ التحليل الذي أنجزه خبير الإستشارات العام في المواجهات القتالية كجزء من عملية الإستهداف قد يسلط الضوء على تأثير السيناريو على استخدام الأسلحة. وخلال عمليات قوات التحالف في كوسوفو ، واجه الطيارون صعوبات في تمييز العربات التي على الأرض فيما اذا كانت عدوة أم غير مقاتلة . وقد أصبحت القضية جادة وحساسة لدرجة أنّ قوات التحالف المشتركة المشمولة بعملية الإستهداف قد ﺇعترضت على هذه المهمات لأسباب تتعلق بالدمار الجانبي . وقد علّق الجنرال ويسلي كلارك على هذا قائلا: " لقد كنا بحاجة ماسة لمعرفة ماذا كانت هذه العربات تحتوي بداخلها. وعندما لم نستطع معرفة ذلك ، أوقفنا قصفنا لهذه العربات ."18 كما أنّ الأسلحة المتوفرة لم تساعد على إنجاز الأهداف التكتيكية المطلوبة بدون ﺇحداث درجة غير مقبولة من الدمار الجانبي – قتل المدنيين او تدمير مركباتهم . ثم تحددت كثيرا الجهود لقطع خطوط تموين العدو بحسب قوانين الإشتباكات الصارمة وذلك لعدم توفر الإستخبارات اللازمة والنقص في الأسلحة الدقيقة التي تساعد على ﺇنجازالعملية بدون حصول دمار غير مقبول.
إنّ حالة جدل واحدة ما تزال تدور في أنّ قوات التحالف لديها ذخائر موجهة بالدقّة حركية قاتلة متوفرة، ولكن هذه المعلومات غير كافية لإستخدام الأسلحة بدون مواجهة خطر التأثيرات غير المرغوبة. ومع ذلك، ففي ضباب واحتكاكات الحرب، يفتقر المستعملون غالباً لأمانة المعلومات الضرورية لهذه الأسلحة المتوفرة . فمن جهة أخرى، إذا امتلك التحالف اسلحة دقيقة قادرة على تعطيل العربات بدون ﺇصابة الناس الذين بداخلها او بجوارها بأضرار فبإستطاعة المخططين الإستمراربحملاتهم في قطع خطوط تموين العدو . وعلى سبيل المثال، ﺇنّ السلاح غير المميت، كالسلاح الذي يعمل بالنبض الكهرومغناطيسي ، يمكن أن يكون قادرا على إحداث التأثير التكتيكي بدون أن يحدث تأثيرات جانبية غير مرغوبة من السلاح المتفجر . وبهذا السيناريو، تكون فعالية العمليات بالقنابل الموجهة بالليزر تقارب الصفر منذ أن منعت قوانين الإشتباكات الحربية المحاربين من استعمالها. من جهة ثانية , كان من الممكن للسلاح الغير مميت أن يزوّد المقاتلين الحربيين بالقدرات اللازمة لتحقيق الأهداف التكتيكية بدون ﺇحداث أ ية أضرار غير مرغوبة.
ماذا تعطي الأسلحة الدقيقة ؟
كيف يحدد مخطط المستوى التكتيكي الأسلحة الأكثر دقّة للإستخدام في مجال العمليات المركزية المجدية ؟ وإستنادا على الإستعمال الجاري لمصطلح " أسلحة الدقة" يعمل المقاتلون الحربيون مقارنة حول ضبط التوجيهات – فالسلاح الذي يضرب بأقصر خطأ دائري محتمل يعتبرالأكثر دقة. ومن ذلك النقاش يبرز تعبير الذخيرة الموجهة بالدقّة أكثر ملاءمة لأن هذه التركيبة تشير الى خاصية وصف - قدرات توجيه السلاح – بالدقيق. وكما ورد في جهود القوات المتحالفة في قطع خطوط امدادات التموين المذكورة أعلاه، ﺇنّ القنابل الموجهة بالليزر والذخائر الموجهة بالدقة ينظرلها في الواقع على أنها أسلحة غير دقيقة.
لقد لاحظ الجنرال رونالد فوﮔلمان، رئيس أركان القوة الجوية السابق، " إنه من السهل تعداد مقدار تأثيرات سلاح الطيران على المستوى النكتيكي؛ وعلى سبيل المثال، كم عربة شحن وكم دبابة تم تدميرها . وهذه نتائج يمكننا قياسها ومقارنتها مع نتائج من أسلحة أخرى."19 وهكذا على المستوى التكتيكي، تتميّز الذخيرة الأكثر توجيهاً بالدقّة بصفة كونها أكثر احتمالا في تحقيق الهدف التكتيكي من الأسلحة الأقل دقّة. ولدينا مقياس واحد لتحديد دقّة السلاح هو كم عدد الدبابات وعربات الشحن التي تم تدميرها بسلاح واحد.
ومع ذلك، فالدمار الجانبي يؤثر كذلك في تقييم الدقّة. وخلال عمليات عاصفة الصحراء ، استعمل المخططون التكتيكيون الذخائر الموجهة بالدقّة لمهاجمة ملجأ الفردوس في بغداد. لقد وضع المخططون هدفا تكتيكيا لدكّه وتسويته بالكامل بعد أن انتقلت اليه فعاليات القيادة العسكرية والسيطرة . وقد كان غير معروف للإستخبارات ولخبير الإستشارات العام ، وطاقم المخططين، أنّ القادة العسكريين العراقيين العاملين في هذا المبنى قد نقلوا عوائلهم اليه أيضا للسكن فيه. وقد حقق السلاح المستعمل التأثير التكتيكي من الدرجة الأولى كما كان مخططا. ومع ذلك، فقد كان التأثير غير المرغوب من الدرجة الأولى صاعقا : فقد قتل النساء والأطفال بنفس القنابل .20 فلو كان معروفا قبلها أنّ مدنيين كانوا موجودين في الملجأ، لم يلجأ المخططون الى استعمال هذا النوع من القنابل الموجهة بالدقّة والخارقة للتحصينات في هذا الهجوم، أو أنّ خبير الإستشارات العام لم ينصح بالهجوم على الملجأ أصلا لكي لا يتعرض المدنيون الى مثل هذا الخطر.
في هذه الحالة، أحدثت الأسلحة الموجهة بالدقّة تاثيرات مباشرة مرغوبة كما كان مخططا لها ولكنها لم تقدم دقّة كافية تمنع موت المدنيين. ومرة أخرى ، ربما تعزي الإنتقادات للعملية بانها أحدثت نتائج غير متوقعة بسبب القصور في الإستخبارات . ومع ذلك، فلو توفر السلاح الذي يمكن أن يعزل القيادة والسيطرة عن ميدان المعركة بدون إحداث مثل هذا الدمار أو التأثيرات المميتة، ما كانت الإستعلامات عن التأثيرات غير المرغوبة الكامنة ضرورية.
ﺇنّ النتائج غير المرغوبة تقلل من قيمة دقّة السلاح بتقليل الفعالية التكتيكية الإجمالية. فالسلاح الذي يزن 500 رطلا والموجّه بالليزر قد يعتبر سلاحا دقيقا ضد قطعة مدفع واحدة ثابتة في صحراء مكشوفة – ففيه احتمال عال أنه سيدمر الهدف، ويمحيه من أمكانية استعماله مرة أخرى ضد قوات صديقة ، وفيه أيضا احتمال صغير لأن يسبب تأثيرا غير مرغوب. ومع ذلك، فنفس قطعة المدفع الثابت لو كانت موضوعة وسط حشد من الناس في سوق ستقلل من دقة نفس السلاح الذي يزن 500 رطلا والموجه بالليزر بسبب وجود تأثير كامن غير مرغوب. وبحس تجريدي ، إنّ احتمال تحقيق تسوية هذا المدفع بنجاح يصبح صفرا من حيث ازدواج السلاح والهدف حينما يمنع خطر الدمار الجانبي استخدام هذا السلاح لمثل هذا السيناريو.
وبينما يجب أن نفكر باسلحة الدقة بقدر ما يتعلق الأمر بتأثيراتها من الدرجة الأولى، وبالمستوى التكتيكي ، فإنّ استعمالها يخلق أيضا التزامات وتوقعات على مستوى العمليات وستراتيجية الحرب. والذخيرة الموجهة بالدقّة ، وفي سياق الكلام عن العمليات ، تقدّم احتمالات عالية في أنها تعطي تأثيرات تكتيكية ، وبهذا تختصر الطلعات الجوية اللازمة لكل هدف. ونتيجة لذلك، ﺇنّ أكثر الأهداف يتم التعامل معها في نفس الفترة الزمنية بينما، وبنفس الوقت، يتم تقليص التأثيرات غير المرغوبة. ويذكر مشروع تحويل الطيران في القوة الجوية للولايات المتحدة ( طبعة 2003) أنه بسبب ، " فالولايات المتحدة لا تحتاج لنشر المزيد من القوات الجوية، او البحرية، او البرّية لغرض ﺇنجاز نفس القدرات و إذن تتمكن وبسرعة أكثر من نشر نفس العدد من القوات وتتمكن من ضرب أهداف أكثر بنجاح أكثر من استعمال أسلحة بدون ذخيرة موجهة بالدقّة، وتتمكّن من تحسين الأوامر ذات الأهمية العالية في مجمل قوة النيران.21
ﺇنّ مستوى الدقّة ، مع ذلك ، يعتمد على السيناريو. وإنّ كلاً من القنابل الموجهة بالليزر وذخيرة ألياف الكاربون قادرة على تحقيق الهدف التكتيكي في تعطيل مصادر الطاقة الكهربائية الصربية. وهذه الأخيرة قد تحتاج الى تكرار العملية عدة مرات لضمان تأثيرات دائمة- نقطة سلبية على مستوى العمليات. وعلى أية حال، فالسابقة يمكنها ﺇحداث تأثيرات لا تطاق وغير مرغوبة بتدمير البنية التحتية الصربية – نقطة سلبية أعظم على المستويين الستراتيجي وسياسة القيادة. ومخطط الإستهداف يزن المتغيرات الهامة ويختار حلاّ ، الحل الأكثر دقة لهذا السيناريو.
واسلحة الدقة نادرا ما تسبب تأثيرات مباشرة وستراتيجية، ولكن تأثيرها على المستوى الستراتيجي يساهم في تعريف السلاح الدقيق. وبصورة مماثلة، على مستوى العمليات ، فإنّ السلاح الدقيق يقدم القدرة على ﺇعطاء تأثير ستراتيجي متزامن مع التأثير التكتيكي. إنّ قاذفة واحدة تطلق سلاحها مباشرة في مخبأ صدام حسين ربما أنهت حرب تحرير العراق قبل أن تبدأ. لقد أوردت الطيران في حرب الخليج ، " إنّ السلاح الموجّه بالدقة الذي ، لحد الآن ، قد وفر مبدئيا فائدة تكتيكية، كان قد أُستُعمِل في مواجهات الخليج لمتابعة التأثيرات الستراتيجية والحربية خلال كامل مسرح الحرب."22
ومع ذلك، فالسلاح الموجّه بالدقة قد وفّرفقط التأثير التكتيكي من الدرجة الأولى. وإنّ قابلية التنبؤ والتناسق الضبط الفني لأسلحة الدقة مكّن مخططي العمليات من تبسيط مواصفات نظام السبب والتأثير وكذلك التأثير غير المرغوب بالتخلّص من الكثير من المتغيرات الموجودة في السلاح الأقل دقة. لقد صرّح صن تسو، " ﺇنّ القاعدة العامة للجيش هي أنه من الأفضل الإحتفاظ بأيّة أمّة متماسكة بدلا من تدميرها... ولذلك، فإنّ اولئك الذين يربحون كل معركة لا يتمتعون حقيقة بالمهارة - وﺇنّ أولئك الذين يجعلون جيوش الآخرين غير فعّالة بدون حرب هم أفضل الكل."23 إنّ السلاح الدقيق الذي يمكن أولايمكن أن يكون موجها بالدقّة يوفر آلية في داخل تركيب العمليات المركزية المجدية ليجعل جيش العدو غير فعّال بدون اللجوء الى تدمير الأمّة التي تسانده.
التعريف
ﺇنّ تعريف العقيدة لسلاح الدقة يجب أن يتوخى الوضوح في أستعمال هذا الإصطلاح وكذلكا يتجنب التبسيط المفرط في المحتوى. ويجادل ساكوليج في أنّ الإستعمال الجاري لإصطلاحات إشتباك الدقة و التطبيق الستراتيج للدقة يخطئ في التعبيرعن قدرات المخطط العسكري لكي يتنبأ بتأثيرات ستراتيجية من التأثيرات التكتيكية. وينصح " بأنّ العقيدة يجب أن تميّز بوضوح الضبط الفني من التصحيح الستراتيجي."24
تعرّف المعاجم الانكليزية كلمة الدقّة بأنها " الإتقان ... والإتقان هو درجة التحسين التي بواسطتها تنفذ أية عملية والطريقة التي تعيّن القياس ." وفي سياق الكلام عن استخدام الأسلحة، يتضمن هذا التعريف صفتين . الأولى ، الدقة تحقق التأثير المضبوط والمطلوب بأقل قدر من التاثير غير المرغوب وغير المقصود. والثانية، الدقّة تعين على قابلية القياس . وبمقارنة الدقّة من بين الحلول حول الأسلحة، فإنّ درجة الدقّة يجب أن تكون قابلة للقياس.
وتعريف سلاح الدقة يجب أن يتضمن ضبطا فنيا، ويشمل الأسلحة التي تعطي تأثيرات بغير الوسائل الحركية . والضبط الفني يتضمن قابلية توقّع التأثير ، على افتراض أداء الأسلحة الصحيح لوظيفتها. لنقارن التأثيرات التي تسببها قنبلة زنة 500 رطلا ضد علبة تحتوي على منشورات تدعو العدو المحارب للإستسلام. ويمكن أن يكون المخططون واثقين جدا من التأثيرات التي يحدثها انفجار قنبلة وتطاير شظاياها ؛ ومع ذلك، فهم لا يمكن أن يتأكدوا من عدد أفراد العدو المقاتلين الذين سيستسلمون استجابة للمنشورات التي ُتسقط في ميدان المعركة.
والضبط الفني يتضمن ايضا قابلية قياس التأثير . وتذكر المطبوعات المشتركة 3-60 ، العقيدة المشتركة في الإستهداف ، أنّ " فن الإستهداف يبحث فى ﺇنجاز تأثيرات مطلوبة بأقل تعرض للأخطار ، والوقت ، واستهلاك المصادر."25 ويمكن تحديد الدقّة في أداء السلاح بمقارنة مدى مشاركته في تقليص هذه العوامل امام المخططين. ولمقارنة دقّة أي نوع من السلاح مع آخر ، يجب أن يكون أثره على أي من هذه العوامل قابلا للقياس.
والأمر المذكورضمناً او الكامن في امكانية قياس أي تأثير تحدثه أسلحة الدقة هو القابلية على تقييم تأثيرات ذلك السلاح. وفي تحليل وكالة استخبارات الدفاع لنتائج القنابل الموجهة بالليزر زنة 2000 رطلا والتي أسقطت بواسطة قاذفات F-117 وF-111F خلال عمليات عاصفة الصحراء حدد أنّه، بالرغم من ضبط التوجيه، فكل واحدة من النقاط المطلوبة للضربات التي استهدفها هذا السلاح كانت قد ضربت بعدة قنابل موجهة بالليزر. وقد وجد التحليل أنه في غياب تقييم دمار المعركة في الوقت المحدد ، دفع المخططين الى ﺇستهدف تلك النقاط المطلوبة عدة مرات بالرغم ّمن الضبط والتوقع في السلاح المستعمل . وبينما لم تكن من وظيفة السلاح المسؤولية في قصور التقييم في هذه الحالة ، فالحصيلة النهائية مماثلة : أستعملت كمية سلاح أكثر مما كان مطلوبا . والنقطة ليست في أنّ الإستخبارات ضرورية لتحديد الدقة ؛ والأحرى هو ، إنّ تأثيرات السلاح يجب أن توفر التقييم . وكما في مثال قنبلة المنشورات المذكورة أعلاه، فإنّ دقّة السلاح لا يمكن تحديدها اذا لم يكن ممكنا تقييم التأثير.
ﺇنّ عددا لا يحصى من المتغيرات الظرفية تجعل من السلاح أكثر أو أقل تأثيرا. فإنكشاف الهدف للخطر ، والتأثير المطلوب ، والطقس، والإستخبارات، والظروف المحيطة ، والقرب من الأماكن الحساسة قد تجعل من نفس السلاح ملائما أو غير ملائم لضرب هدف ما. وقد قادت هذه الملاحظات الى الأستنتاج بأنّ دقّة أي سلاح تعتمد على السيناريو. فمثلا، إنعدام القدرة على تمييز نوع وحالة العربات في كوسوفو قد خلق الحاجة الى الدقّة الى أبعد من القدرة لتوجيه سلاح حركي الى نقطة محددة.
إنّ التأثيرات الناتجة من سلاح الدقة تمهّد الطريق لتقييم كمّي للتأثيرات غير المرغوبة . ومرة أخرى، فحصر مفهوم أي سلاح في حدود تأثيرات تكتيكية من الدرجة الأولى ، يدفع المخطط لأن يكون قادرا على مقارنة التأثيرات غير المرغوبة الكامنة وكذلك المرغوبة . وفي حالة السلاح الحركي ، فإنّ نماذج الأنفجار وتطاير الشظايا يمكن قياسه والتنبؤ به . والمخطط يدرك أن الناس والممتلكات ضمن ذلك النموذج ستتعرض لنفس التأثيرات التي تحصل في النقطة المطلوب ضربها. وفي حالة السلاح غير المميت فقد ينتج تأثيرا أوسع من السلاح الحركي، ولكن طالما أنّ التأثير غير مميت وربما غير مدمّر ، فقد يكون الأكثر دقّة للإستعمال في هذا المجال بالتحديد.
ﺇنّ الغموض وعدم التناسق في طبيعة ميدان المعركة يعيقنا من تحديد أي سلاح معين بأنه دقيق بشكل شامل. والإستعمال المناسب لتعبير سلاح الدقة يجب أن يشمل السياق الذي فيه يكون استخدام السلاح شامل الهدف، والظروف المحيطة ، والتاثيرات المرغوبة وغير المرغوبة، وقوانين الإشتباكات الحربية. ويصبح أي سلاح سلاحا دقيقا عندما يوفر الوسائل التي تسبب تأثيرا تكتيكيا مميّزا يمكن قياسه بينما يقلل الى حد كبير التأثيرات غير المرغوبة. واعتمادا على السيناريو، فهذا التأثير يجب أن يكون قابلا لتقدير كميته وتقييمه والتنبؤ به.
الخاتمة
هذه المقالة لا تقدم أي اقتراح للتغيير في عملية الإستهداف. بل تقترح تعريفا ضمن العقيدة لتعبير سلاح الدقة . فالإستعمال المغلوط لهذا التعبير يؤدي الى تصنيف غير صحيح للأسلحة وتبسيط مفرط في المقارنات بين قدراتها. ولمواجهة هذا ، يجب على المقاتلين الحربيين وصانعي القرارات أولا أن يدركوا أنّ الذخيرة الموجهة بالدقّة وأسلحة الدقة ليستا مترادفتين. وثانيا، إ نّ فسخ العلاقة المباشرة بين ضبط التوجيه والدقّة سيساعد على منع أولئك الغريبين عن وسائل الإستهداف الأكثر تعقيدا من أن يصنفوا الأسلحة بطريقة خاطئة او يبسطوا بإفراط قرارات الإستعمال والتوظيف معتمدين على مقارنات مبسطة جدا.
ويجب على مخططي العمليات والتكتيكيين أن يتفهموا بالكامل التأثيرات المرغوبة والتأثيرات غير المرغوبة المرتبطة بكل سلاح متوفر للإستعمال. والمخططون التكتيكيون لا يحتاجون تعبيرا منفصلا للتمييز بين سلاح بحدود ثلاثة أمتار خطأ دائري محتمل وسلاح آخر بحدود عشرة أمتار . ومع ذلك، فمخططوا العمليات والتكتيك يحتاجون بالتأكيد القابلية لربط مستوى التأثير بسلاح معين في سيناريو معين.
وعلى مستوى مخططي القوة والستراتيجية ، سيساعد تعريف سلاح الدقة في منع التشويش والتفسيرات الخاطئة من داخل صانعي القرارات الذين قد لا يكونون متمتعين بمستوى خبرات أو على معرفة بالأسلحة او التأثيرات العسكرية. و سيمنع هذا التعريف بدرجة مثالية، صانعي القرارات الذين أمامهم صفحات موازنة الميزانية من التخبط في داخل نظام الأسلحة لمجرد أنه لا يدرج كلمة الدقّة في مصطلحاتها.
وكتعبير ضمن العقيدة، ربما يستخدم تعبير سلاح الدقة عبر تطبيقات الأسلحة العسكرية الواسعة المجال ، ولكن يجب أن يجعل له صلة مرجع لمستوى التكتيك والتأثير من الدرجة الأولى. وهذا التعبير الذي ُأستُعمِل بأنتظام في سياق ملائم سوف يقوي مفهوم التخطيط المعتمد على التأثيرات. وقد اقتبست المطبوعات المشتركة 3-60 عن ﭙوليبيوس " إنّه ليس يجب الاشارة التكتيكي أول الأمر من مستوى دافع الحرب إيقاف او إبادة أولئك الذين ساعدوا على إثارتها ، ولكن لتدفعهم أن يصلحوا طرقهم."26 ﺇنّ الأسلحة الدقيقة توفرتأثيرات ثابتة ويمكن التنبؤ بها ، ومن الدرجة الأولى والمطلوبة لمستقبل العمليات المركزية المجدية.

وتقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير......:yes:
 
عودة
أعلى