محضر اجتماع سري لرئيس الوزراء البريطاني وكبار مساعديه بعد 6 أيام من حرب أكتوبر

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,255 0 0
018.jpg


لندن تخشى دخول سلاح النفط والسادات أبلغها برفضه السلام المنفرد * إدوارد هيث: يبدو أن الإسرائيليين يخسرون طائرات والضغوط النفطية قد تمارس على الغرب لحمله على التدخل لدى الأميركيين



عمار الجندي , لندن "صحيفة الشرق الأوسط"


التذمر البريطاني من «الوصاية» الاميركية وقلق لندن من استعمال العرب سلاح النفط في حرب اكتوبر 1973، وتشبث الرئيس المصري الراحل انور السادات برفض اي حل سلمي لا يضمن عودة الاراضي العربية المحتلة كلها وليس سيناء وحدها، طرحت كلها على بساط البحث في اجتماع عقده رئيس الوزراء البريطاني ادوارد هيث مع كبار مساعديه بعد 6 ايام من اندلاع القتال. ومحضر الاجتماع الذي بقي دفين الخزائن الحكومية طيلة هذه السنوات، اودع قبل ايام من «مكتب الوثائق العامة» او «الارشيف الوطني» البريطاني بلندن. وبات من الممكن للمرء ان يطلع عليه بفضل قانون يسمح بنزع غطاء السرية عن وثائق رسمية مر عليها 30 عاما.



محضر الاجتماع الطارئ هو نافذة على عهد السير ادوارد هيث الذي يعتبره معلقون بريطانيون بمثابة العصر الذهبي الوحيد حديثا لجهة رفض بلادهم الانصياع الى رغبات الولايات المتحدة.



ففي تلك الجلسة المسائية قبل 30 عاما، بدا هيث ومساعدوه حريصين على حليفتهم الاوروبية فرنسا، اكثر مما هم حريصون على علاقتهم بأميركا التي وجه لها رئيس الوزراء الاسبق انتقادات لاذعة لانها تعرض العالم لحرب عالمية ثالثة هي والاتحاد السوفياتي. كما يتضح ان لندن لم تشأ ان تفرط في علاقاتها الطيبة مع مصر كي ترضي الولايات المتحدة وهذا دفعها الى رفض دعم مشروع قرار اميركي من الامم المتحدة يدعو الى وقف اطلاق النار وبقاء الاطراف المتحاربة حيث هي، وذلك بسبب رفض السادات المطلق للفكرة من اساسها وتهديده بدعوة الصين لاستعمال حق النقض ضد المشروع الذي وضعه وزير الخارجية الاميركي الاسبق الدكتور هنري كيسنجر.

واذ اكد احد الحضور ان جل ما يريده السادات عسكريا كان التقدم 15 ميلا فقط، فقد كشف عن ان اهداف مصر كانت ابعد ما يمكن عن الاهداف «المنفردة». واشير الى ان السادات ابلغ السفير البريطاني في القاهرة برفضه المطلق للجلوس الى طاولة مفاوضات ما لم تتخل اسرائيل عن الجولان والقدس والضفة الغربية، وليس فقط عن سيناء. وبينما بدا المصريون في وضع عسكري معقول حسب مداخلات المسؤولين البريطانيين المشاركين في الاجتماع، فان وضع سورية كان مترديا، فقد دأبوا على الاشارة الى حالة الاضطراب على الجبهة السورية حيث لم يحسم القتال. كما لفتوا الى رغبة الاسرائيليين بـ«سحق القوات المسلحة السورية» معتبرين ان الجبهة السورية تمثل حلقة ضعيفة في حرب الجبهتين.

ولم يخف هيث قلقه من تزايد الضغوط «الصهيونية» في بريطانيا واميركا لـ«انقاذ اسرائيل». واللافت انه واصل استعمال «اللوبي الصهيوني» بدلا من «اللوبي اليهودي» التي استخدمها بعض مساعديه. والادهى انه غمز من قناة خصمه زعيم المعارضة وحزب العمال هارولد ويلسون، متوقعا انه سيهب لمساعدة اسرائيل كأعضاء «اللوبي الصهيوني» البريطاني الآخرين. ويشار الى ان ويلسون، وكان رئيس الوزراء الاسبق خلال حرب 1967، اتهم بامداد اسرائيل بالسلاح في خرق واضح لحظر على السلاح فرض يومذاك على الاطراف المتحاربة. ويعتقد مراقبون ان حزب العمال البريطاني، وهو الحاكم منذ 1997، كان تاريخيا اكثر تأييدا لاسرائيل مع صاحب وعد بلفور في 1917 كان وزيرا الخارجية المحافظ آرثر بلفور في حكومة ائتلاف ليبرالي ـ محافظ.

عقد الاجتماع الطارئ مساء 13 اكتوبر في المقر الريفي لرئيس الوزراء البريطاني في تشيكرز بمقاطعة باكنغهام شاير التي تبعد حوالي 3 ساعات بالسيارة عن لندن. وتقدم الحضور السير الك دوغلاس هوم، وزير الخارجية والرئيس السابق للحكومة، واللورد بالنيل وزير الدولة للشؤون الخارجية المكلف ملف الشرق الاوسط. كما شارك فيه عدد من الدبلوماسيين، بينهم ديفيد غوربوث الذي عمل وقتذاك في ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية. وقد عين فيما بعد سفيرا لبلاده لدى السعودية والهند، قبل ان يستقيل منذ حوالي 3 سنوات. وغوربوث حاليا رئيس مشارك لجمعية الصداقة البريطانية ـ السورية. وفيما يلي نص محضر الاجتماع والمكالمة التي اجراها اثره وزير الخارجية مع نظيره الاميركي.

* محضر اجتماع في تشيكرز (المقر الريفي لرئيس الوزراء البريطاني) في السابعة من مساء 13 اكتوبر (تشرين الاول) 1973 .

* الحضور:

ـ رئيس الوزراء ـ وزير الخارجية والكومونولث ـ اللورد بالنيل ـ السير دينيس غرينهيل ـ السير آ. دي. بارسونز ـ السير إم. دي. او. بي الكساندر ـ السير إم. فورستير ـ سعادة دي. آ. غور ـ بوث

* الشرق الاوسط

* وزير الخارجية: قال ان حقيقة ان الرئيس السادات مستعد لطلب استعمال حق النقض (الفيتو) الصيني، كان دليلا آخر واضحا انه لن يقبل اقتراحات كيسنجر لوقف لاطلاق النار في الوضع الراهن. وتساءل ما اذا كنا سنستدعي السفير السوفياتي للسؤال عما اذا كان الروس قد فكروا فعلا بان في وسعهم اقناع المصريين. وهو لا يعتقد اننا نستطيع التصرف وفقا لرغبة كيسنجر. والسبب للقيام بشيء في اليومين التاليين حول هذا الامر كان ان انفراج التوتر، الذي عولت عليه القوتين العظميين كثيرا، قد ينهار. اذا كان كلاهما قد خزّنا الاسلحة، فان حالة الانفراج في التوتر قد يوضع لها حد، ولا ترغب الولايات المتحدة ولا الاتحاد السوفياتي بذلك. بيد انه من الواضح جدا اننا لا نستطيع القيام بهذا وهو (الوزير) سيبلغ كيسنجر عن النقطة الصينية. ثمة امران مقلقان: احدهما هو ان اليوغوسلافيين قد يقدمون مشروع قرار، والآخر ان المصريين قد يعتقدون انهم يكسبون.

رئيس الوزراء: قال يبدو ان الاسرائيليين يخسرون طائرات بفعل صواريخ سام المصرية والسوريين قد بدأوا هجوما معاكسا.

بارسونز: قال ان الاسرائيليين سيحتاجون الى فترة هدوء بعد تثبيت الوضع على الجبهة السورية، قبل ان يهاجموا المصريين، المصريون لن يُهزموا بسرعة.

السير دينيس غرنيهيل: قال انه بين تلك اللحظة والوقت الراهن سيتلقى المصريون تعزيزات دراماتيكية.

اللورد بالنيل: سأل لماذا يجب ان نكون حصان رهان؟ اذا كان الاميركيون والروس يشعرون بالقلق، ألا يستطيعون بأنفسهم ان يقوموا باجراءاتهم؟ ووافق السير بارسونز.

رئيس الوزراء: قال اذا اخذت القوتان العظميان حالة الانفراج في التوتر على محمل الجد، فان الامر عائد لهما للمتابعة على اساس ذلك.

الكساندر: قال ان الضغوط الصهيونية قد بدأت في الولايات المتحدة.

بارسونز: قال ان كيسنجر قد ادلى ببيان صحافي في مؤتمر تلقى خلاله اسئلة، وكان بصورة ملحوظة خاليا من ملاحظات مؤيدة لاسرائيل او معادية للعرب. هذا لا يوحي بانه كان يخضع لضغوط صهيونية قوية ـ لا بل لقد وصفه (بارسونز) بالفعل بان اشد البيانات المؤيدة للعرب الذي يصدر عن الحكومة الاميركية حتى الآن.

رئيس الوزراء: قال، مع ذلك هناك العديد من السيناتورات الملتزمين (صهيونيا). السير دينيس غرينهيل: تساءل ما اذا كان قول الدكتور كيسنجر الى الجحيم لكل هذا وسعيه الى متابعة اقتراحاته عن طريق آخر، سيعني الكثير لنا. رئيس الوزراء: اجاب لا.

وزير الخارجية: اوضح ان الدكتور كيسنجر سيتخلى عن اقتراحه اذا ادرك ان الصينيين سيستعملون حق النقض.

بارسونز: ذكر ان كيسنجر قد يناقش بأنه كان على حق وان الروس سيقنعون المصريين. بيد ان علاقاتنا مع المصريين وثيقة بما فيه الكفاية كي نكون متأكدين من ان السادات سيعطينا اشارة ايجابية اذا ارادنا ان نمضي بمبادرتنا. لكن كل ما تلقيناه كان ضوءا احمر تماما.

وزير الخارجية: تساءل ماذا ستكون نتائج انهيار حالة الانفراج وما ينطوي عليه ذلك بالنسبة لوارداتنا من النفط اذا لم يحصل شيء. هل نستطيع التصرف بشكل مستقل؟ الا ان السادات قال ان مشروع قرارنا ليس جديدا. رئيس الوزراء: تساءل ما اذا كان ينبغي لنا ارسال سفيرنا في بكين للحصول على وجهة نظر الصين، وسفيرنا في موسكو للتعرف على رأي الروس. السير دينيس غرينهيل: قال من الافضل ان نعمل عبر السفير الروسي في لندن.

رئيس الوزراء: تساءل عما اذا كان يتوجب علينا القول للقوتين العظميين بأن تظلا على حدة. من المضحك بالنسبة لنا جميعا ان نتعرض لتهديد حرب عالمية ثالثة لأنهما غير قادرتين على ضبط النفس.

بارسونز: اضاف بان في وسعنا الاقتراح بان تستغل القوتين العظميين نفوذهما الهائل للتوصل الى نهاية سلمية.

رئيس الوزراء: قال ان هناك سيناريوهين محتملين. تمثل الاول في تحقيق العرب نجاحات معقولة. والوضع في سورية سيتم تثبيته كما ينبغي ان تكون قدرات الاسرائيليين البشرية ومن حيث العتاد، وقد تضاءلت الى حد لا بأس به. اذا كان المصريون يربحون، فإن هناك خطر حصول ضغوط صهيونية (ليس فقط من السير ويلسون) بهدف «انقاذ اسرائيل». اما السيناريو الثاني فهو ان الاسرائيليين قد يستعيدون زمام المبادرة. وسيصل الوضع في سورية الى طريق مسدود، و(تصل اسرائيل) الى نصف الطريق لدمشق، وسيجبر المصريون على التراجع. هذا سيدفع العرب الى استعمال سلاحهم النفطي لمنع اجبار المصريين على التراجع عبر القناة. وباستطاعتهم ان يستعملوا هذا السلاح ضد الاميركيين من دون الحاق الاذى بنا جميعا. السير دينيس غرينهيل: اعتقد ان هذه (التكهنات) مبالغ فيها. النفط الاميركي ونفطنا ليسا مختلطين الى هذه الدرجة. رئيس الوزراء: قال ان الضغوط النفطية قد تمارس على الغرب بهدف حمله على التدخل لدى الاميركيين.

بارسونز: ذكر انه يشعر اننا حاليا في وضع جيد جدا. لقد تلقينا التهاني من الجميع على الملاحظات التي اوردها وزير الخارجية في بلاكبول.

وحظر الاسلحة قد استُقبل باستحسان ملحوظ. العرب مترددون جدا لاتخاذ اجراءات نفطية ضدنا نحن والفرنسيين ما لم يكونوا مضطرين لذلك في الحقيقة ـ اي ما لم نغير موقفنا. وهو (بارسونز) لا يعتقد انهم سيفرضون حظرا تاما اذا لم يعبر الاسرائيليون القناة. واذا فعلوا (الاسرائيليون) ذلك سيكون هناك قطع للنفط وضغوط على الغرب كي يفعل شيئا. وطالما انهم يحافظون على مواقعهم فانهم قد يحاولون تطبيق حظر فقط ضد الاميركيين، بيد انه لا يعتقد انهم سيقومون باجراءات ضدنا طالما حافظنا على موقفنا الحالي. انهم يرغبون بالحفاظ على افضل العلاقات معنا.

رئيس الوزراء: قال انه لا يعارض وجهة النظر هذه. لكن اذا فرضوا حظرا نفطيا ضد الولايات المتحدة، فاننا سنكون ملزمين بموجب بنود اتفاقيةOECDبأن نشاركهم (الاميركيين) نفطنا. وكان قد تحدث خلال الايام القليلة الماضية لمسؤول في شركة تيكساكو ابلغه ان الاميركيين في وضع لا يحسدون عليه اذ ان ما لديهم من النفط الاحتياطي لا يكفيهم سوى ليومين. بارسونز: اوضح انه توقع حصول سيناريو على ثلاث مراحل. الاولى: فرض حظر على تصدير النفط الى الولايات المتحدة يتلوه حجز شركات النفط الاميركية في الشرق الاوسط، واخيرا حظر تام على الصادرات النفطية للغرب. في المرحلة الاولى سيكون هناك الكثير من تبديل المواقف كما حصل خلال حرب يونيو (حزيران). لكن المناخ في العالم العربي هذه المرة مختلف والرعاع يصرخون في كل مكان: العرب يتصرفون بحكمة.

وزير الخارجية: قال بخصوص السيناريوهين المحتملين اللذين ذكرهما آنفا رئيس الوزراء، انه يعتقد ان الاسرائيليين سيسحقون العرب.

رئيس الوزراء: اوضح انه بدأ يشك في ذلك. السير دينيس غرينهيل: اقترح ان علينا ان نجيب الاميركيين بالقول اننا لا نعتقد ان الوقت الحالي مناسب. سنواصل السير والمراقبة. واذا كانوا مأخوذين اكثر مما ينبغي بحالة الانفراج في التوتر فبوسعهم ان ينظموها. فهم على تواصل مع الروس وعليهم ان يحدثونهم. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لاقناع السادات بالموافقة على مبادرة ما. لورد بالنيل: قال ينبغي ان نقول للاميركيين انهم اذا كانوا فعلا قلقين فإن عليهم ان يضعوا حدا لجهود الاسرائيليين المتعلقة بسيناء.

رئيس الوزراء: سأل عن آخر المستجدات بشأن التقييم العسكري. هل يستطيع الاسرائيليون ان يقاتلوا على جبهتين ويربحوا؟ لا يعتقد بأن الاسرائيليين قد فكروا على الاطلاق بأنهم قادرون على القتال في حرب طويلة. بارسونز: قال ان كل التقارير اشارت الى انهم لا يستطيعون الفوز على كلا الجبهتين في وقت واحد. لكن اذا سحقوا السوريين وتلقوا تعزيزات من الاميركيين، فانه سيكون بوسعهم في الوقت المناسب ان يجبروا المصرين على التراجع. الامر برمته يتعلق بسورية. سيكون موقفا لا مسؤولا من جانب الاميركيين اذا زودوا الاسرائيليين بتعزيزات كثيرة تسمح لهم بدفع المصريين الى الوراء. ليس هناك دليل كبير على تعزيزات روسية لمصر حتى الآن. وبوسعه تخيل وضع يتم فيه تثبيت الحالة السورية وعدم وجود مصلحة لأي من الطرفين في تسليح زبونه بهدف شن معركة على الجبهة المصرية.

وزير الخارجية: قال اذا كانت هناك امكانية لتعرض الاسرائيليين للهزيمة فان الاميركيين سيتدخلون. بارسونز: اوضح انه لا يعتقد بان هذا سيحصل. رئيس الوزراء: اشار الى انه اذا وصل الوضع على الجبهة السورية الى طريق مسدود فلن يكون بامكان الاسرائيليين ان ينقلوا كل قواتهم الى سيناء. بارسونز: قال ان ما يريده الاسرائيليون هو تدمير القوات المسلحة السورية تدميراً كاملاً.

وزير الخارجية: قال انه فوجئ بنية الولايت المتحدة والاتحاد السوفياتي على الاكتفاء بالامتناع عن التصويت حول قرار للامم المتحدة، وهذا لم يكن بداية لعمل مجلس الامن تبعث على قدر كبير من الامل. بارسونز: اشار الى انه في حال طرح اي كان مشروع قرار على شاكلة مشروع كيسنجر فانه سيحظى بثلاثة اصوات على الاكثر ـ استراليا والنمسا ونحن. الفرنسيون لن يلمسوه. رئيس الوزراء: سأل عن مشروع القرار اليوغسلافي الممكن. بارسونز: هذا يمكن ان يمثل مشكلة. لكن علينا ان نبقى الى جانب الفرنسيين. انهم قد يصوتون لصالحه: وهذا سيضعنا في موقف صعب للغاية.

رئيس الوزراء: سأل عما اذا لم يكن بوسعنا ان نستعمل كل براعاتنا لوضع اي نوع آخر من الاقتراحات. ماذا عن بقاء العرب حيث هم وانسحاب الاسرائيليين مع وضع قوة دولية بينهما، بدلاً من وقف اطلاق النار وبقاء الطرفين حيث هما. غوريوث: قال ان الحديث للروس ينطوي على مجازفات. فربما كان لديهم الاسباب الموجودة لدى الاميركيين للتشبث بحالة انفراج التوتر، مما سيحملهم على القول لنا بان المصريين سيوافقون. بارسونز: اعرب عن موافقته. وقال اذا تحدثنا فعلا للروس علينا ان نبلغ السادات بكل شيء قلنا لهم. رئيس الوزراء، ذكر انه يعتقد ان المصريين ليسوا الان في حاجة ماسة للروس حاليا. بارسونز: وافق المصريون واثقون من انفسهم جداً.

وزير الخارجية: سأل ما اذا كان بوسعنا فرض حظر تام على تصدير الاسلحة. غوربوث: قال ان الحكومة العمالية قد جربت ذلك في 1967 وفشلت. لورد بالنيل: لا نستطيع ان نطلب من الروس الا يعيدوا تزويد العرب بالسلاح. بارسونز: رأى ان هناك مشكلة ثانية. اذا اخفق اقتراح بفرض حظر تام على السلاح، سنسأل لماذا حافظنا على الخطر الذي فرضناه على تصدير الاسلحة.

السير دينيس غرينهيل: سأل ما اذا كانت هناك اي طريقة يمكننا عبرها احراز تقدم على صعيد انسحاب اسرائيلي، مثلاً الانضمام الى الفرنسيين في قبول الـ«التعريف» قبل عبارة =«اراضي» الواردة في القرار 242.

لورد بالنيل: قال انه حتى الآن لم تكن الانتقادات من اللوبي اليهودي قوية جداً على رغم فرض حظر الاسلحة. واذا غيرنا موقفنا حيال مسألة «أراضي» كنتيجة لعدوان عربي، فاننا سنواجه قدراً كبيراً من ضغوط اللوبي اليهودي المحلي.

وزير الخارجية: شار الى الكلمة التي القاها في هاروغيت تركت هامشاً فقط لتعديل ضئيل للغاية، على اية حال. بارسونز: اوضح ان احدى العصوبات التي تنطوي عليها عملية وضع شروط معضلة هو انه سيكون علينا اشراك سورية. المصريون لم يقبلوا موقفنا بصورة تامة لانه لم يكن منطبقاً على سورية (التي لم تقبل القرار 242). اذا تم توجيه الدعوة اليوغسلافية للمطالبة بانسحاب كامل، فان ذلك سيتضمن مرتفعات الجولان.

رئيس الوزراء: سأل ما اذا كان السادات مستعداً للجلوس الى طاولة مستديرة لمناقشة تسوية تتعلق بقرار 242. بارسونز: قال ان السادات ابلغ سفيرنا بأنه لن يقبل عقد مؤتمر،مالم تسبقه موافقة اسرائيلية على الانسحاب ليس فقط من سيناء، بل ايضا من الضفة الغربية، القدس والجولان. اذا لم يكن السادات قابلاً للقرار الذي فكرنا به، فان من الصعب تخيل قدرتنا على ارضائه من دون تبني الموقف اليوغسلافي.

وزير الخراجية: وافق على انه سيبلغ الدكتور كيسنجر بان الاقتراحات الاميركية لن تكون مقبولة في مجلس الامن. السير دينيس غرينهيل: اقترح ان الوزير قد يضيف قائلا ان اللحظة لم تحن بعد، في رأينا. وبخصوص النتائج المتعلقة بحالة الانفراج في التوتر، علينا في الواقع ان نعول عليه وعلى اتفاقه مع الروس لمنع الامر من الخروج عن السيطرة. كل الجلبة النووية التي يصدرونها مصصمة للتعاطي مع هذا.

بارسونز: اقترح ان بوسع الوزير القول اننا لن نتصرف منفردين. علينا ان نتصرف بالاشتراك مع الفرنسيين، هذا اذا تصرفنا على الاطلاق. وقد رأى اقتراحات الدكتور كيسنجر جزئيا كمحاولة لفصلنا عن الفرنسيين. كان من المهم الا ندع ذلك يحصل، ليس فقط لاسباب اوروبية بل ايضا بسبب مصالحنا الشرق اوسطية ايضا. رئيس الوزراء: سأل عن وجهة النظر الفرنسية. بارسونز: قال ان الفرنسيين لن يشاركوا ما لم يوافق الفرنسيون (على الاقتراحات). وزير الخارجية: رأى ان الدكتور كيسنجر سيجيب بالقول ان رد السادات كان متوقعاً. رئيس الوزراء: قال ان علينا ان نستند الى تقييمنا نحن لما قاله لنا السادات. وتقيمنا يقود الى انه لم يعطنا اشارة.

وقد يقول وزير الخارجية للدكتور كيسنجر باننا سمعنا من المصريين انه اتصل بهم مباشرة. وزير الخارجية قال اذا رغب (كيسنجر) بطرح اقتراحاته على الاوستراليين يجب الا نحاول ثنية عن ذلك. السير دينيس غرينهيل: رأى ان علينا ان نساعد «بقدر ما يكون ذلك ممكناً»، حسبما قال جون فوسترد اليس. بارسونز: اعرب عن اعتقاده بانه اذا ذهب الدكتور كيسنجر الى الاستراليين فانهم سيسألوننا عما ينبغي القيام به. ورأى انه ينبغي بنا ان نقول للاوستراليين اذا طرح (كيسنجر) هذا (المشروع) على التصويت فان الفرنسيين لن يصوتوا لصالحه ولذلك علينا الا نصوت له بدورنا. رئيس الوزراء: وافق على ذلك.

رئيس الوزراء: تساءل ما اذا كان بوسعنا القيام باي شيء آخر. وزير الخارجية: قال إننا سنجهد ادمغتنا (بالتفكير في ذلك). رئيس الوزراء اشار الى ان علينا وضع اقتراح ما لابقاء اللوبي الصهيوني بعيدا.

وزير الخارجية: اوضح اننا اشرنا سلفاً الى امكانية عقد مؤتمر سلام. بوسعنا ان نقترح ذلك علنا، بيد انه لن يكون لذلك قيمة كبيرة فيما يتواصل القتال. بارسونز: قال الامر يقود الى اللحظة السيكولوجية. ومن الصعب تحديدها. لكن عندما يتم تثبيت الوضع على الجبهة السورية قد يكون هناك توقف قصير يرغب خلاله الطرفان بوقف إطلاق النار. هذه الفترة ستكون خاطفة. وقد يكون هناك هدوء مؤقت، يكون الاسرائيليون خلاله منهمكين في التساؤل عن كيفية زحزحة المصريين لكن اياً من الطرفين غير مهتم البتة (بوقف اطلاق النار) في الوقت الراهن. رئيس الوزراء، قال ان الامر يعتمد ايضاً على ما اذا كان المصريون يتقدمون فيما بقيت طائرات الميغ التي يملكونها في وضع احتياطي. بارسونز: اوضح انه قمتنع تماماص بان هدف المصريين كان لتقدم 15 ميلاً فقط. اذا نجحوا في ذلك فان هذا قد يؤدي الى تغيير في موقفهم. السير دينيس غرنيهيل: قال في الحقيقة وبوضوح ان تحقيق الاسرائيليين نصراً كبيراً سيكون بمثابة الكارثة. رئيس الوزراء: اعرب عن موافقته التامة على ذلك.

* تصدير السلاح للاردن 2 ـ غور ـ بوث: سأل ما اذا كان حظر الاسلحة يجب ان يشمل الاردنيين الآن باعتبارهم اعلنوا انهم سيرسلون لواء الى سورية. اللورد بالنيل: قال ينبغي ان نعامل الاردنيين بنفس الطريقة التي نعامل بها الباقين وان نوقف تصدير السلاح اليهم. رئيس الوزراء: وافق. وقال انه لا يرى مبرراً لقيامنا بوقف صادرات السلاح الى الامارات العربية المتحدة.

* قوة حفظ سلام دولية 3 ـ بارسونز: قال انه من المحتمل ان يطلب منا لتوفير قوات للمشاركة في قوة حفظ سلام دولية. وسنحتاج عندها الى وحدة عاملة قد تكون بقوة لواء وليس فقط بضعة مراقبين.

رئيس الوزراء: رأى ان بوسعنا سحب بعض قواتنا من قبرص: ومن الممكن استبدالهم بآخرين. وسنسحب ايضاً كتيبتين من ايرلندا في نوفمبر. بارسونز: قال اذا كانت هناك ضمانات دولية فان من الضروري وجود عنصر بريطاني. وقد اعلنا سلفاً اننا مستعدون للقيام بذلك. رئيس الوزراء: وافق على ذلك.

وفي اعقاب الاجتماع اجرى وزير الخارجية مكالمة هاتفية مع الدكتور كيسنجر فيما يلي نصها.

نص مكالمة بين وزير الخارجية والدكتور كيسنجر في ا لساعة الثامنة من مساء السبت 13 اكتوبر 1973 .

* وزير الخارجية:

* وزير الخارجية: لقد ناقشنا مراراً اقتراحاتك مع رئيس الوزراء ولا نعتقد ان الوقت مناسب لهذه المبادرة، ولا نظن ان بوسعنا اخذها الآن، مع اننا سنرى خلال الايام القليلة المقبلة اذا كان لدينا اي اقتراح آخر. وبشأن حديثنا مع السادات، فقد ذهبالى حد القول بانه يشعر بقوة انه سيطلب استعمال حق النقض الصيني اذا اقترح اي كان شيئاً من هذا القبيل، ولذلك فلن تسنح الفرصة ابداً للروس لاجباره على ذلك (قبول الاقتراحات).

اذا كنت تعتقد بان هذا سيكون له بعض الخط فيما لو امتنعتم عن التصويت انتم والاتحاد السوفياتي، فاننا سنبذل قصارى جهدنا بالطبع. واذا اردت ان يقوم الاوستراليون بالمهمة فاننا سنفعل ما بوسعنا.

كسنجر: امممممم دعني اجربك مرة اخرى اذا اردنا ان نحيي الفكرة ثانية في وقت لاحق. اذا كان لدينا اي افكار اخرى سنتصل بكم.

وزير الخارجية: سيكون من المستحيل بالنسبة لنا ان نؤيد وقفا واضحاً وبسيطاً لاطلاق النار. السادات سيرفضه بشدة. لقد ابلغ الروس بانه سيفعل. كسنجر: ام م م م وزير الخارجية: ما كنتاير في وضع جيد لتقييم الحالة اذا اردت ان يتابع الاستراليون المسألة. لكننا في الحقيقة لا نعتقد ان له حظاً بالحصول على تأييد في مجلس الامن، او تأييد كاف. هل تشعر بالقلق حيال التأثير العام لحالة الانفراج في التوتر على الروس؟

كيسنجر: هذا اعتبار ثانوي (الغاية منه عدم جعلنا) في حاجة الى مؤن جديدة هائلة قريباً فعندها سنبدد مخزوننا وسنعاني جميعاً.

وزير الخارجية: اهلا.هذا افضل. ثمة شيء او شيئين آخرين قبل ان تبدأ. الفرنسيون خرجوا بانطباعنا نفسه عن السادات، ونعتقد باعتبار ان علاقاتنا مع السادات ما هي عليه فانه كان سيعطينا اشارة لو ان هناك اي بارقة امل.

كيسنجر: حالة الانفراج في التوتر ليس نهاية بحد ذاتها واعتقد ان التطورات ستمضي الآن باتجاه الصراع.

وزير الخارجية: اليس بوسعك ان ترتب ذلك مع الروس؟

كيسنجر: سنرى. سنحاول ذلك.

وزير الخارجية: لا تردد في محاولة ذلك مع الاستراليين، اذا كنت تعتقد ان الامر يستحق الطرح.

كسنجر: لا أعتقد ان هذا يستحق الطرح.

وزير الخارجية: دعني ابقى على اتصال غداً.



http://group73historians.com/ref/797-docs-uk-002.html
 
محضر الاجتماع هذا يبين الكثير من الحقائق ويوضحها ..وينفى الكثير من المغالطات التى وضعت فى مذكرات سعد الدين الشالذلى رحمه الله
 
عودة
أعلى