ولد خط بارليف من رحم النكسه كنتيجه مباشرة لتواجد القوات الاسرائيليه علي طول القناه في مواقع مكشوفه امام القوات المصريه والتي رغم ضعفها وعدم تنظيمها بعد النكسه فقد شكلت خطرا علي القوات الاسرائيليه التي لم تكن تقبل بقاء الاوضاع علي ما هي عليه .
وخط بارليف هو تحصين عسكري إسرائيلي تم بناؤه على طول شرققناة السويس بعد حرب يونيو 1967م وذلك لتأمين الضفة الشرقية لقناة السويس ومنع عبور أي قوات مصرية خلالها، وهو ليس خطا بالمعني المعروف والحرفي ، لكنه عباره عن دشم متباعده وموضوعه بعنايه في اماكن مختارة تشكل فيما بينها خطا دفاعيا
في صورته النهائيه تميز خط بارليف بساتر ترابي ذو ارتفاع كبير يتراوح من 20 إلى 22 مترا- وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، كما تميز بوجود 20نقطة حصينة تسمى"دشم" على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كم وفي كل نقطةحوالي 15 جندي تنحصر مسؤليتهم على الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناةوتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التي تحاول العبور.
وعرقله الهجوم المصري لحين وصول الدعم المدرع لهم ، كما كانت عليه مصاطب ثابتةللدبابات،بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف في حالة استدعائها في حالات الطوارئ. كماكان في قاعدته أنابيب تصب في قناة السويس لإشعال سطح القناةبالنابالم في حالة محاولة القوات المصرية العبور، والتي قامت القوات المصرية الخاصة بسدها تمهيدا للعبور في واحدة من أعظم العمليات الخاصه السريه بناء علي فكره اللواء اركان حرب ابراهيم شكيب وقد ذكرنا في موقعنا دور سيادته في نجاح وقف هذا السلاح الرهيب.
وقد روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط على أنه مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادةالجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس، كما ادعت أنه أقوى من خط ماجينوالذي بناه الفرنسيون في الحرب العالمية، وهو ما كان اقرب للحقيقه.
فقال موشى ديانوزير الدفاع الإسرائيلي في ديسمبر عام1969(( لن تنال عمليات العبور المصرية - إن حدثت - من قبضة إسرائيل المحكمة علىخط بارليف ، لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيمًاويمكن القول إنه خط منيع يستحيل اختراقه، وإننا الأقوياء إلى حد نستطيعمعه الاحتفاظ به إلى الأبد))
وفي 10 أغسطس1973تحدث ديان في كلية الأركان الإسرائيلية ، قائلا ((إن خطوطنا المنيعةأصبحت الصخرة التي سوف تتحطم عليها عظام المصريين، وإذا حاولت مصر عبورالقناة فسوف تتم إبادة مابقي من قواتها.))
وفي السياق ذاته ، قال رئيس الأركان دافيد بن إليعازر((إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري))
مما يتكون خط بارليف :
كان خط بارليف وهو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدأ من قناةالسويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقيةللقناة وهو يتكون من خطين من الدشم المنفصله : يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعيةوتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، بطول 170 كم علىطول قناة السويس، وكانت إسرائيل قد قامت بعد عام 1967 ببناء خط بارليف،والذي إقترحه حاييم بارليف رئيس الاركان الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب1967 من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي المحتل لشبه جزيرة سيناء ولضمان عدم عبور المشاه المصريين لقناه السويس .
ضم خط بارليف 22 موقعا دفاعيا، 36 نقطة حصينة، وتم تحصين مبانيهابالاسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كلأعمال القصف، كما كانت كل نقطة تضم عددا من دشم الرشاشات، و عدد من ملاجئ الافرادبالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابضللدبابات والهاونات ،و عدد كبير من نطاقات الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام وكلنقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص فيباطن الأرض وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئوالدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة حتي قنابل زنه 2000 رطل ، وكل دشمة لها عدةفتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادقعميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أيجزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيابالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكةالخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثةمنزله في إسرائيل ، وقد بلغت تكاليف خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات
والسبب في القول بان خط بارليف اقوي خط دفاعي في التاريخ ، ان هذا الخط قد استفاد من كل الاخطاء التي وقع فيها الالمان والفرنسيين في تنظيم خطوطهم الدفاعيه السابقه ، فخط بارليف لا يمكن تطويق اجنابه لوقوعها موانع طبيعيه مثل خليج السويس في الجنوب والبحر المتوسط في الشمال ، ولم يكن لدي الجيش المصري الامكانيات لعمل انزال بحري من خليج السويس او البحر المتوسط بقوة مدرعه لتطويق هذا الخط لذلك فهو اقوي من ماجينو وسيجفريد والذين كانت اجنابهم عرضه للتطويق وهو ما حدث فعلا ، وكذلك كان خط بارليف قد اكتمل بناءه في كل خط المواجهه بل وطرأت عليه تحسينات خلال وقف اطلاق النار بعد خبرات حرب الاستنزاف مما جعله اقوي من حائط الاطلنطي الذي لم يكن قد اكتمل بعد .
والاهم من هذا كله ان خط بارليف كان يقع بعد سلسله من الموانع التي تعد الاصعب في العالم منها قناه السويس ذلك المانع المائي متعدد اتجهات التيار وسرعتها المختلفه التي تعيق اعمال العبور ، والتي اعتبرها خبراء العسكريه في العالم اقوي مانع مائي في العالم ، وخلف تلك القناه ، يقع ساتر ترابي ملغم بالغام افراد وشراك خداعيه ، وبزاويه ميل كبيرة جدا تمنع عبوره بالعربات والمدرعات ، وخلف الساتر الترابي تربض حصون خط بارليف وسط نطاقات مختلفه من الاسلاك الشائكه والالغام
تطور فكرة الدفاع الثابت :
برعت اسرائيل في الدفاع والهجوم المتحرك في معارك الدبابات ، لكنها بعد انتهاء حرب يونيو 67 واحتلالها للضفه الشرقيه من قناه السويس فقد وجدت نفسها مجبرة علي الدفاع الثابت عن خط القناه مما اجبرها علي اعتناق استراتيجيه الدفاع الثابت والتي عارضها الجنرال شارون والجنرال اسرائيل تال بقوه ، لكنها كانت الاستراتيجيه الوحيده الممكن لها الدفاع عن خط القناه من اي عبور مصري محتمل .ومن هذه الإستراتيجية، ونتيجة لعوامل أخرى كثيرة، نبعت من مسرح العملياتنفسه مثل قناه السويس وطول المواجهه وصلاحيه معظم خط الجبهه للعبور المصري المتوقع لتحرير سيناء، بدأ التحول الكبير في أسلوب الحياة العسكرية الإسرائيلية على الضفةالشرقية للقناة من اللهو والعبث إلى الحياة داخل الخنادق والدشم . وكانت البداية معركةرأس العش، في الأول من يوليه 1967. وكانت أول هزيمة تتكبدها القواتالإسرائيلية أثناء وبعد حرب يونيه 1967، ثم اشتباكات يومي 14، 15 يوليه1967.وفي هذه الاشتباكات تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة. أمرت في أعقابهاالقيـادة الإسرائيلية أن تقوم القوات بإنشاء مواقع ميدانية محصنة على طولالمواجهة تسلسلت عبر المراحل الزمنية القصيرة كالآتي:بدأت بإنشاء حُفر يوضع حولها شكاير رمل، بغرض الوقاية الفردية أثناء الاشتباكات، وقد فشلت تلك التحصينات البسيطه في حمايه الجندي الاسرائيلي من الاشتباكات المصريه القويه فتم إنشاء ملاجئ ميدانيه لوقاية نقط الملاحظة التي انتشرت على المواجهه ،وثبت فشلها ايضا مع تطور القوات المصريه في استخدام المدفعيه.
ثم قامت القوات الإسرائيلية بتعلية السواتر الترابيةعلى طول القناة لعدم كشف أعمال وتحركات قواتها على الضفة الأخري ، وقد نجح ذلك في اخفاء التحركات الاسرائيليه عن نقاط ملاحظه المدفعيه المصريه مؤقتا .
ومع بداية الشتاء في نهاية عام 1967، قرر الجنرال حاييم بارليف رئيس الأركانالإسرائيلي، وقتئذ، إقامة تجهيزات حصينة لوقاية القوات الإسرائيلية علىطـول القناة، وكلف الجنرال أبراهام آدان، الذي كان يعمل في رئاسة الأركان،بالتنسيق مع الجنرال يشعياهو جافيتش قائد المنطقة الجنوبية(( والذي تم قتله لاحقا بواسطه قوة صاعقه مصريه يقودها الرائد معتز الشرقاوي وقد نشرنا في موقعنا مقالا مختصرا لتلك العمليه وسنقوم قريبا بنشر تفاصيل أكثر تلك العمليه في حوارنا مع سيادته ))،
بالاستعانةبالعديد من الخبراء الألمان والبلجيكيين والأمريكيين للتخطيط لإقامة الخطالذيأطلق عليه بعد ذلك خط بارليف نسبة إلى رئيس الأركان الإسرائيلي.وحدد الجنرال بارليف إستراتيجية بناء الخط لتحقق عدداً من الأهداف، التيتتمشى معإستراتيجية"البقاء الدائمفي سيناء. وكانت أهم هذه الأهدافهي:* إنشاء خط حصين للدفاع عن سيناء، ومنع القوات المصرية من العبور شرقاً، وتدميرها في المياه، قبل أن تصل إلى الشاطئ الشرقي.
* تأمين القوات الإسرائيلية، على خط الجبهة في سيناء، وتقليل تأثير النيران المصرية عليهم.اعتبار هذا الخط، هو الذي تستند عليه الضربات الرئيسية الإسرائيلية، بعدمرحلة التعبئة، لتدمير القوات المصرية التي تكون قد نجحت في العبور.* تجهيز الخط، بأسلوب علمي متقدم، ليكون خط ملاحظة أمامي لمراقبه أوضاع القوات المصرية.وقد أثار التفكير في بناء الخط جدلاً شديداً بين القادة الإسرائيليين،وتزعّم جبهة المعارضة، وقتذاك، الجنرال إيريل شارون رئيس سلاح التدريب،والجنرال يسرائيل تال، برئاسة الأركان، وكانت وجهة نظرهما تتحدد في الآتي:
* إن عقيدة القتال الرئيسـية للقوات الإسرائيلية هي المرونة والحركة، بينماخط بارليف دفاع ثابت ومن ثم، يتعارض مع الفكر الإسرائيلي العسكري.* إن الدفاعات الثابتة ستكون أهدافا سهلة للنيران المصرية، وبالتالي تزيد خسائر إسرائيل.* إن الدفاعات الثابتة تحتاج لمن يحتلها ويدافع عنها، بينما عقيدة إسرائيلتعتمد على قوات قليلة في الأوقات العادية، والتعبئة الشاملة أثناء الحرب.
وتمت مناظرات ومباحثات، وكل يتمسك برأيه، إلى أن تغلب رأى رئيس الأركان"بارليف"معتمدا على قوة الحجة، والأقدمية والسلطة.
خط بارليف الابتدائيوبدأ إنشاء خط بارليف، بدءاً من15 مارس1968، ولمدة عام كامل ينتهي في 15مارس 1969، بتكلفة 248 مليون دولار واستخدم كل الإمكانيات المحلية فيإنشائه، إذ اقُتلعت قضبان خط السكة الحديد (القنطرة/ العريش) والفلنكات والعوارض الخشبية الضخمة لتكون أسقفاً لحصون الخط، وقام بالإنشاء شركاتمدنية إسرائيلية. ويتكون الخط من 22 موقعاً حصيناً يحوى 36 نقطه قوية. وكلنقطه تمثل قلعة منفصلة، تتعاون مع القلاع الأخرى بالنيران، وحُصِّنت بكتلحجريه ورمال تقيها من قنابل تزن حوالي 1000 رطل، إذ أسقطت عليها مباشرة.
ولزيادة صلابة هذه النقط الحصينة، فقد أنشأت النقط الأمامية على حافةالقناة مباشرة، وتم دفع الساتر الترابى على طول الضفة الشرقية للقناة إلىحافة القناة مباشرة، وتم تعليته إلى ارتفاعات تتراوح ما بين 16 ـ 22 متراليشكل في مجمله (قناة مائية + ساتر ترابي + قلاع حصينة) مانعاً يحبط أملأي قوات مصرية في مجرد التفكير في عبورها إلى الضفة الشرقية.
وقد قامت القوات الجويه المصريه بطلعات استطلاع يوميه لتصوير مراحل العمل في خط بارليف بطول خط القناه لدرجه ان الخبراء المصريين كانوا يعلمون من الصور الجويه فقط مكونات الخط من الداخل ومما تم بناءه
كان هذا هو خط بارليف الأول، الذي تمكنت القوات المصرية من تدمير جزء كبير منهأثناء حرب الاستنزاف من خلال الأعمال القتالية.
تطوير خط بارليف
بعد إيقاف النيران في 8 أغسطس 1970 استغلت إسرائيل خبرات القتال، وتلافتنقاط الضعف في خط بارليف الأول. وقررت البقاء على فكرته وتطويره، ليصبحنظاماً دفاعياً متكاملاً تكلف حوالي 500 مليون دولار (إضافة إلى 248 مليونالأولى). وأعيد بناء النقط الحصينة بأسلوب متقدم، وباستخدام كميات هائلةمن الخرسانة المسـلحة، فضلاً عن قضبان السكك الحديدية و"شباك الحجر"التيتمتص الصدمات الانفجارية، وألغيت فتحات المراقبة والتسديد (المزاغل) وتحولت إلى خنادق نيران مخفاة تماماً، وجُهِّز الساتر الترابي بنظام دفاعيمتكامل، بإنشاء مرابض دبابات على طول الساتر (160 كيلومتراً)، وتبعد كل حفرةعن الأخرى حوالي 100متر.واطـمأنت إسرائيل لهذه التجهيزات، إلى الدرجة التي جعلت الجنرالين"موشيديان وديفيد أليعازر"وهما قمة السلطة العسكرية، في إسرائيل، في 5 أكتوبر1973.بأن يردا على سؤال السيدة/ جولدا مائير عن إمكانية عبور قوات مصريةلقناة السويس بـ((أن محاولة عبور مصريين للقناة مستحيلة، ولو حاولالمصريون النزول إلى قناة السويس، فربما يتغير لونها من اللون الأزرق إلىاللون الأحمر لكثرة خسائرهم))
الخطه الدفاعيه الاسرائيليه :
بعد تولي الجنرال شارون قياده المنطقه الجنوبيه في سيناء في اوئل السبعينيات ، تطورت الخطه الدفاعيه الاسرائيليه في تلك الفترة ، حيث قلص شارون نقاط خط بارليف العامله الي 21 نقطه بدلا من 36 نقطه ودفع دوريات مستمرة للنقاط المهجورة ، وتم عمل صيانه دوريه لها حتي تكون جاهزة لاي موقف .
وكان تفكير شارون هو تقليل عدد الافراد الموجودين في النقاط الحصينه الغير حيويه من وجهه نظره ، مع التركيز علي الاحتياطي التكتيكي القريب علي مسافه 10 كيلو متر من القناه والمقدر بـ 3 كتائب دبابات (حوالي 100 دبابه) ومن خلفهم في المنطقه التعبويه للجبهه عدد 3 لواءات مدرعه ( عدا 3 كتائب دبابات ) وعددهم ( 270 دبابه تقريبا )
وكانت نظريه شارون هي المزج بين الدفاع الثابت الذي اصبح امرا واقعا مفروضا عليه وبين الدفاع المتحرك بالمدرعات التي خصصت له في العمق القريب حتي وصول الاحتياطي الاستراتيجي ، وبتلك القوة يستطيع ان يوجهه ضربات مدرعه محليه وتكتيكيه للقوات المصريه التي تحاول العبور وتشتبك مع نقاط خط بارليف بعد ان يكون قد اكتشف اتجاه المجهود الرئيسي للقوات المصريه .
وتطورت تلك الخطه الي خطتين خطه دفاعيه واخري هجوميه منبثقه من الدفاعيه ، وسميت الخطه الدفاعيه شوفاح يونيم اي برج الحمام ، اما الخطه الهجوميه فسميت الغزاله ، وكلتا الخطتين تقومان علي اساس ثابت وواضح وهو قوة خط بارليف وامكانيته الفائقه في صد الهجوم المصري علي خط الماء .
وبدون الخوض في تفاصيل الخطط ، فأن نقاطها العريضه هي صمود خط بارليف ، وامكانيه سرعه استكشاف المجهود الرئيسي المصري مع امكانيه قبول فكرة ان المصريين سيتمكنون من اقامه رأس جسر علي الاقل شرق القناه ، ثم تقوم القوات المدرعه الاحتياطيه والتي تقدر ب 800 دبابه بتدمير القوه المصريه التي عبرت ثالث يوم قتال ثم تتحول الي الهجوم علي القوات المصريه غرب القناه وتحاصر الجيش الثاني والثالث وتحتل شريطا من الارض غرب القناه .
وبعد تولي الجنرال جونين مسئوليه القياده الجنوبيه خلفا لشارون ، فقد استمر في عمله بتلك الخطط مع الاستمرار في تخفيض حصون خط بارليف العامله ، والتركيز علي النقاط الرئيسيه في مواقع العبور المحتمله مع دفع دوريات لاحتلال النقاط المهجورة نهارا وتركها ليلا والعوده .
ومن خلال نشر مذكرات القاده الاسرائيليين بعد الحرب بفترة ، فأن ايا من القاده لم يساورة شك في لحظه ما ان خط بارليف يمكن ان يدمر او يتم احتلاله ، بل انه تم الاعتماد عليه كأساس لا يقبل الشك في نجاح خطتهم الدفاعيه ، وللحقيقه فأن ثقتهم في خط بارليف لم تكن بسبب غرور او تعالي او ثقه مفرطه لكنها كانت بسبب ان الخط فعلا كان لا يقهر ،الخطأ الوحيد الذي وقع فيه الاسرالئيليين هو الاستهانه بالجيش المصري، وتصديقهم لتصريحات الخبراء الاجانب ، مثل ان خط بارليف يحتاج قنابل ذريه تكتيكيه لكي يدمر وهو ما لم يكن قابلا للتفكير فيه كاحتمال
وان عبور القناه واقامه جسور وفتح ثغرات في الساتر الترابي تحتاج الي سلاحي المهندسين الامريكي والسوفيتي معا جنبا الي جنب حتي تبدأ اول دبابه في العبور بعد 18 ساعه من بدء الحرب .
رغم ان تلك التقديرات صحيحه عسكريا 100% طبقا لمعايير هذا الوقت فانه طبقا لحديث الخبير والمؤرخ البريطاني ادجار اوبلانس في ندوه حرب اكتوبر في اكتوبر 1974
(( يكمن سر نجاح العبور المصري في الحلول الغير نمطيه التي اتبعها الجيش المصري في التغلب علي مشاكل العبور ))
وهذا هو الشئ الذي لم تكن تتوقعه اسرائيل من القياده المصريه تماما .
كيف خطط المصريين لابتلاع الخط :
اتبع القاده المصريين اسلوب علمي فذ لاول مرة في حروبهم ، حيث تم اخضاع العلم لخدمه الحرب ، وليس سرا ان عالما مصريا اخترع وقود الصواريخ المضاده للطائرات من مواد مصريه خام بعد ان كان الاتحاد السوفيتي يتحكم في كميه الوقود المورد لنا لكي يتحكم في قدرتنا علي نشر اعداد اكبر من الصواريخ في ظل احتمال ضرب مخازن الوقود المحدوده جوا ، وليس سرا ايضا ان الفكر المصري طور كثيرا في الاسلحه المورده الينا مثل كاميرات تصوير طائرات الاستطلاع وذلك بدون علم السوفيت ، حيث استقبلوا التطوير المصري وعمموه بعد ذلك في طائراتهم ، كذلك ضاعف المصريين من تسليح طائرات السوخوي بصورة دعت مستر سوخوي بنفسه في الحضور الي مصر ومقابله الطيار محمد عبد الرحمن للاطلاع علي التطوير المصري ، ونفس الشئ في الدفاع الجوي والقوات البحريه والقوات البريه .
ولقد فوجئ العالم بالاعجاز المصري في العبور ، فقد فوجئوا بمعدات بدائيه ترجع الي حقبه ما قبل الحرب العالميه الاولي تقريبا وقد تم تطويرها الي معده حديثه تخدم المعركه ، مثل العربات التي تجر باليد والتي يمكن تحميلها بقدر مقبول من الذخائر يمكن جرها بواسطه جندي واحد والتي وفرت وقتا ومجهودا كبيرا وضاعفت من قوة نيران رجال المشاه ، وكذلك سلالم الحبال التي يستخدمها البحارة من القرن الخامس عشر والتي جعلت تسلق الساتر الترابي سهلا مقارنه بما كان يمكن ان يحدث بدون تلك السلالم ، ورغم وجود تلك السلالم فان جنودا كثيرون لم ينتظروا فرد تلك السلالم وتسلقوا بالاظافر والانياب .
وقد درس المصريين خط بارليف من اليوم الاول لانشائه بثلاث وسائل مختلفه
الاولي التصوير الجوي: وقد اجرينا حوارا مع اللواء طيار ممدوح حشمت احد اعمده الاستطلاع الجوي في مصر ومن الرعيل الاول للاستطلاع الجوي ( حوارة منشور في قسم البطولات )، وقد اخبرنا سيادته ان لواء الاستطلاع الجوي الذي شُكل بعد نكسه يونيو قد قام بتصوير خطوات بناء خط بارليف يوما بيوم تقريبا ، وأفتخر طياروا الاستطلاع بأنهم وفروا للمخابرات والقوات البريه صورا واضحه لكل نقطه حصينه بدرجه جعلت كل جندي علي معرفه تامه بما سيقابله خلف الساتر الترابي
ثانيا الاستطلاع بالقوة : قامت القوات المسلحه طوال السنوات الست بين نكسه يونيو وحتي يوم الحرب بأستطلاع دائم لخط بارليف عبر المراقبه بالنظر من الجنود علي الضفه الغربيه للقناه ، وعبر دوريات العبور المقاتله التي كانت تعبر القناه سرا ليلا لاستطلاع نقاط خط بارليف والتصنت عليها وتدوين كل شئ يحدث مثل مواعيد الدوريات وعدد الافراد الخ الخ ، وتلك الوسيله اتت ثمارها لحظه العبور حيث عرف كل جندي مصري عدد الجنود في النقطه الحصينه التي سيهاجمها وقائدها .
ثالثا المخابرات : قامت المخابرات الحربيه والعامه بدور كبير جدا في استطلاع خط بارليف عبر عملائهم في الجانب الاسرائيلي ، احدهم هو رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان والذي ارسل لمصر مخطوطات تصميم الدشم الابتدائيه معرضا نفسه لخطر كبير ، وفي نفس الوقت هناك من يدعي ان رأفت الهجان تسني له زياره عدد من النقاط الحصينه ودخولها فعليا ومن ثم تقديم جزء كبير مفقود من المعلومات عن تكوين النقاط الحصينه من الداخل
ورغم ندره المعلومات عن الشبكات التجسسيه العامله داخل اسرائيل في هذا الوقت الا ان المعلومات المتيسرة تجعل الفرد المصري يطير فرحا بتلك البطولات
احد الابطال الذين شاركوا في استطلاع احد نقاط خط بارليف كان غلاما يبلغ من العمر احد عشر عاما ، كان بدويا في احد القبائل المستوطنه قرب احد النقاط الحصينه ، واستطاع هذا الفتي الوطني ان يدخل تلك النقطه ويداوم علي دخولها مستغلا الغطاء الذي وفرته له المخابرات وهو بيع البيض للجنود الاسرائيلين ، حيث سمح له هذا الغطاء التجول حول النقطه الحصينه ودخولها والتعرف علي جنودها واسماءهم وطباعهم واصولهم العرقيه وكذلك حقول الالغام الحقيقيه والخداعيه ، وقبل حرب اكتوبر استطاع هذا الفتي زرع اجهزة تصنت لنقل كل ما يدور في تلك النقطه للمصريين ، وقبل ساعات من الحرب تم نقل الفتي وعائلته الي مصر بعيدا عن الحرب .
تلك امثله قليله لانواع الاستطلاع التي قامت به مصر لمعرفه محتويات خط بارليف ، ومع تدفق تلك المعلومات وضعت الخطط المناسبه للتعامل مع كل نقطه حصينه بناء علي المعلومات الوارده من الجانب الاخر للقناه .
وتمشيا مع الروح السائده في هذا الوقت من الابتكار والابداع المصري الصرف ، تم صدور الاوامر بترك مسئوليه التعامل مع نقاط خط بارليف لقاده الفرق لاتخاذ القرار المناسب ، ومن ثم اصدر قاده الفرق قرارا الي قاده الويه المشاه بوضع خططهم الخاصه .
وعلي ذلك كان التخطيط ياتي من اسفل الي اعلي القياده وبعد مناقشات وتعديلات ، وصل القرار الي قائد الفرقه الذي بدورة ابلغه لقائد الجيش طبقا للتسلسل القيادي حتي رئيس الاركان .
وقد فضل الكثير من القاده العبور في المسافات الفاصله بين النقاط الحصينه والتي قد تمتد الي 10 كيلو مترات وحصار تلك النقاط الي ثاني يوم في القتال حتي تكون تلك الحصون قد انهكت في الدفاع واصبح اقتحامها اسهل ، ورغم الاغلبيه في هذا القرار ، الا ان بعض القاده لم يكن لديهم خيار اخر غير الاقتحام المباشر لتلك النقاط الحصينه طبقا لقطاع المواجهه لتلك النقطه الحصينه وخطورتها ، فبعض النقاط وجب اسقاطها واحتلالها مع اول لحظات القتال ، ونقاط اخري تم تأجيل اقتحامها لوقت لاحق .
وقد تمركز لحظه انلاع القتال في نقاط خط بارليف لواء المشاه المسمي ( القدس) وعدد جنوده وقت القتال 503 جندي تقريبا .
العبور وسقوط الخط :
فور بدء الحرب ، صب الفي مدفع نيرانهم فوق نقاط خط بارليف ، ولم يكن الهدف هو تدمير تلك الحصون بقدر ما كان ادخال الجنود الاسرائيلين داخل الحصون واغلاق تلك الحصون حتي يتسير لجنود المشاه الـ 8000 عبور القناه وتسلق الساتر الترابي بدون مقاومه قويه من تلك النقاط ، وتم ذلك بنسبه كبيرة ، ثم انتقلت المدفعيه الي العمق بتدرج ملحوظ ، وذلك لمنع وصول دبابات العدو ( 3 كتائب دبابات-100 دبابه تقريبا) الي المصاطب المخصصه لها خلف الحصون ، وحتي يتسني للجنود التوغل بين نقاط خط بارليف تحت ستر تلك النيران .
وقد نجحت جميع وحدات المشاه في العبور والوصول الي مصاطب الدبابات قبل ان تتمكن اي دبابه اسرائيليه من الوصول الي اي مصطبه ودمرت في اول ساعات القتال 60 دبابه تقريبا من الدبابات المائه وفق مصدر كتاب التقصير
وقد امتلئت المراجع الاسرائيليه بوصف الجنود والضباط الاسرائيليين لعبور القوات المصريه وتسلقها الساتر الترابي وتوغلها داخل سيناء بدون ان يستطيع الجنود الاسرائيلين منعهم او الاشتباك لوقفهم ، فحملت عباراتهم الدهشه والذعر في ان واحد ، لدرجه ان احد الحصون قد سقط في اول دقائق القتال بسبب رعب جنوده من هتاف الجنود ( الله اكبر ) اثناء العبور ، وصدق رسول الله
عندما قال ( نصرت بالرعب علي اعدائي مسيرة عام )
فسقط يوم 6 اكتوبر10نقطه حصينه وترتيبهم من الشمال للجنوب :
احدي نقط الكيلو 10 – الكاب – 3 نقاط من اربعه في القنطرة شرق – البلاح – احدي نقطتي الفردان – احد نقطتي جنوب البحيرات المرة – الكيلو 146- الشط –الجباسات
اما يوم 7 اكتوبر فقد سقطت3نقط حصينه وترتيبهم من الشمال للجنوب :
النقطه الباقيه في الكيلو 10 – سهل التينه – النقطه الاخيرة جنوب البحيرات المرة
وتوالي سقوط باقي الحصون خلال الايام التاليه وعددهم9حصون
النقطه الرابعه في القنطرة – 8 اكتوبر
النقطه الاخيرة في الفردان – 8 أكتوبر
الدفرسوار 2 – كبريت – عيون موسي /رأس مسله يوم 9 اكتوبر
3 نقط قباله الاسماعيليه احدهم تبه الشجره – يوم 10 اكتوبر
بورتوفيق – 13 اكتوبر 1973 حيث استسلمت حاميه النقطه الاسرائيليه امام عدسات المصورين العالمين ويوجد في قسم الفيديو جانب من استسلام حاميه تلك النقطه باسم
( فيلم لا تريد اسرائيل ان تراه )
وظل حصن بودابست في اقصي الشمال علي البحر المتوسط محتلا حتي يوم 14 يناير 74 عندما انسحبت منه القوات الاسرائيليه طبقا لاتفاقيه فض الاشتباك ، حيث كان هذا الحصن بعيدا عن قواتنا ومحاصر بالمياه من ثلاث جهات وفشلت محاولتين لاحتلاله .
http://group73historians.com/حرب-أك...ت-اقدام-الجنود-المصريين.html?showall=&start=2
http://group73historians.com/حرب-أك...ت-اقدام-الجنود-المصريين.html?showall=&start=3
http://group73historians.com/حرب-أك...ت-اقدام-الجنود-المصريين.html?showall=&start=4
http://group73historians.com/حرب-أك...ت-اقدام-الجنود-المصريين.html?showall=&start=5
وخط بارليف هو تحصين عسكري إسرائيلي تم بناؤه على طول شرققناة السويس بعد حرب يونيو 1967م وذلك لتأمين الضفة الشرقية لقناة السويس ومنع عبور أي قوات مصرية خلالها، وهو ليس خطا بالمعني المعروف والحرفي ، لكنه عباره عن دشم متباعده وموضوعه بعنايه في اماكن مختارة تشكل فيما بينها خطا دفاعيا
في صورته النهائيه تميز خط بارليف بساتر ترابي ذو ارتفاع كبير يتراوح من 20 إلى 22 مترا- وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، كما تميز بوجود 20نقطة حصينة تسمى"دشم" على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كم وفي كل نقطةحوالي 15 جندي تنحصر مسؤليتهم على الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناةوتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التي تحاول العبور.
وعرقله الهجوم المصري لحين وصول الدعم المدرع لهم ، كما كانت عليه مصاطب ثابتةللدبابات،بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف في حالة استدعائها في حالات الطوارئ. كماكان في قاعدته أنابيب تصب في قناة السويس لإشعال سطح القناةبالنابالم في حالة محاولة القوات المصرية العبور، والتي قامت القوات المصرية الخاصة بسدها تمهيدا للعبور في واحدة من أعظم العمليات الخاصه السريه بناء علي فكره اللواء اركان حرب ابراهيم شكيب وقد ذكرنا في موقعنا دور سيادته في نجاح وقف هذا السلاح الرهيب.
وقد روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط على أنه مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادةالجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس، كما ادعت أنه أقوى من خط ماجينوالذي بناه الفرنسيون في الحرب العالمية، وهو ما كان اقرب للحقيقه.
فقال موشى ديانوزير الدفاع الإسرائيلي في ديسمبر عام1969(( لن تنال عمليات العبور المصرية - إن حدثت - من قبضة إسرائيل المحكمة علىخط بارليف ، لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيمًاويمكن القول إنه خط منيع يستحيل اختراقه، وإننا الأقوياء إلى حد نستطيعمعه الاحتفاظ به إلى الأبد))
وفي 10 أغسطس1973تحدث ديان في كلية الأركان الإسرائيلية ، قائلا ((إن خطوطنا المنيعةأصبحت الصخرة التي سوف تتحطم عليها عظام المصريين، وإذا حاولت مصر عبورالقناة فسوف تتم إبادة مابقي من قواتها.))
وفي السياق ذاته ، قال رئيس الأركان دافيد بن إليعازر((إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري))
مما يتكون خط بارليف :
كان خط بارليف وهو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدأ من قناةالسويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقيةللقناة وهو يتكون من خطين من الدشم المنفصله : يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعيةوتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، بطول 170 كم علىطول قناة السويس، وكانت إسرائيل قد قامت بعد عام 1967 ببناء خط بارليف،والذي إقترحه حاييم بارليف رئيس الاركان الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب1967 من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي المحتل لشبه جزيرة سيناء ولضمان عدم عبور المشاه المصريين لقناه السويس .
ضم خط بارليف 22 موقعا دفاعيا، 36 نقطة حصينة، وتم تحصين مبانيهابالاسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كلأعمال القصف، كما كانت كل نقطة تضم عددا من دشم الرشاشات، و عدد من ملاجئ الافرادبالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابضللدبابات والهاونات ،و عدد كبير من نطاقات الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام وكلنقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص فيباطن الأرض وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئوالدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة حتي قنابل زنه 2000 رطل ، وكل دشمة لها عدةفتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادقعميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أيجزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيابالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكةالخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثةمنزله في إسرائيل ، وقد بلغت تكاليف خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات
والسبب في القول بان خط بارليف اقوي خط دفاعي في التاريخ ، ان هذا الخط قد استفاد من كل الاخطاء التي وقع فيها الالمان والفرنسيين في تنظيم خطوطهم الدفاعيه السابقه ، فخط بارليف لا يمكن تطويق اجنابه لوقوعها موانع طبيعيه مثل خليج السويس في الجنوب والبحر المتوسط في الشمال ، ولم يكن لدي الجيش المصري الامكانيات لعمل انزال بحري من خليج السويس او البحر المتوسط بقوة مدرعه لتطويق هذا الخط لذلك فهو اقوي من ماجينو وسيجفريد والذين كانت اجنابهم عرضه للتطويق وهو ما حدث فعلا ، وكذلك كان خط بارليف قد اكتمل بناءه في كل خط المواجهه بل وطرأت عليه تحسينات خلال وقف اطلاق النار بعد خبرات حرب الاستنزاف مما جعله اقوي من حائط الاطلنطي الذي لم يكن قد اكتمل بعد .
والاهم من هذا كله ان خط بارليف كان يقع بعد سلسله من الموانع التي تعد الاصعب في العالم منها قناه السويس ذلك المانع المائي متعدد اتجهات التيار وسرعتها المختلفه التي تعيق اعمال العبور ، والتي اعتبرها خبراء العسكريه في العالم اقوي مانع مائي في العالم ، وخلف تلك القناه ، يقع ساتر ترابي ملغم بالغام افراد وشراك خداعيه ، وبزاويه ميل كبيرة جدا تمنع عبوره بالعربات والمدرعات ، وخلف الساتر الترابي تربض حصون خط بارليف وسط نطاقات مختلفه من الاسلاك الشائكه والالغام
تطور فكرة الدفاع الثابت :
برعت اسرائيل في الدفاع والهجوم المتحرك في معارك الدبابات ، لكنها بعد انتهاء حرب يونيو 67 واحتلالها للضفه الشرقيه من قناه السويس فقد وجدت نفسها مجبرة علي الدفاع الثابت عن خط القناه مما اجبرها علي اعتناق استراتيجيه الدفاع الثابت والتي عارضها الجنرال شارون والجنرال اسرائيل تال بقوه ، لكنها كانت الاستراتيجيه الوحيده الممكن لها الدفاع عن خط القناه من اي عبور مصري محتمل .ومن هذه الإستراتيجية، ونتيجة لعوامل أخرى كثيرة، نبعت من مسرح العملياتنفسه مثل قناه السويس وطول المواجهه وصلاحيه معظم خط الجبهه للعبور المصري المتوقع لتحرير سيناء، بدأ التحول الكبير في أسلوب الحياة العسكرية الإسرائيلية على الضفةالشرقية للقناة من اللهو والعبث إلى الحياة داخل الخنادق والدشم . وكانت البداية معركةرأس العش، في الأول من يوليه 1967. وكانت أول هزيمة تتكبدها القواتالإسرائيلية أثناء وبعد حرب يونيه 1967، ثم اشتباكات يومي 14، 15 يوليه1967.وفي هذه الاشتباكات تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة. أمرت في أعقابهاالقيـادة الإسرائيلية أن تقوم القوات بإنشاء مواقع ميدانية محصنة على طولالمواجهة تسلسلت عبر المراحل الزمنية القصيرة كالآتي:بدأت بإنشاء حُفر يوضع حولها شكاير رمل، بغرض الوقاية الفردية أثناء الاشتباكات، وقد فشلت تلك التحصينات البسيطه في حمايه الجندي الاسرائيلي من الاشتباكات المصريه القويه فتم إنشاء ملاجئ ميدانيه لوقاية نقط الملاحظة التي انتشرت على المواجهه ،وثبت فشلها ايضا مع تطور القوات المصريه في استخدام المدفعيه.
ثم قامت القوات الإسرائيلية بتعلية السواتر الترابيةعلى طول القناة لعدم كشف أعمال وتحركات قواتها على الضفة الأخري ، وقد نجح ذلك في اخفاء التحركات الاسرائيليه عن نقاط ملاحظه المدفعيه المصريه مؤقتا .
ومع بداية الشتاء في نهاية عام 1967، قرر الجنرال حاييم بارليف رئيس الأركانالإسرائيلي، وقتئذ، إقامة تجهيزات حصينة لوقاية القوات الإسرائيلية علىطـول القناة، وكلف الجنرال أبراهام آدان، الذي كان يعمل في رئاسة الأركان،بالتنسيق مع الجنرال يشعياهو جافيتش قائد المنطقة الجنوبية(( والذي تم قتله لاحقا بواسطه قوة صاعقه مصريه يقودها الرائد معتز الشرقاوي وقد نشرنا في موقعنا مقالا مختصرا لتلك العمليه وسنقوم قريبا بنشر تفاصيل أكثر تلك العمليه في حوارنا مع سيادته ))،
بالاستعانةبالعديد من الخبراء الألمان والبلجيكيين والأمريكيين للتخطيط لإقامة الخطالذيأطلق عليه بعد ذلك خط بارليف نسبة إلى رئيس الأركان الإسرائيلي.وحدد الجنرال بارليف إستراتيجية بناء الخط لتحقق عدداً من الأهداف، التيتتمشى معإستراتيجية"البقاء الدائمفي سيناء. وكانت أهم هذه الأهدافهي:* إنشاء خط حصين للدفاع عن سيناء، ومنع القوات المصرية من العبور شرقاً، وتدميرها في المياه، قبل أن تصل إلى الشاطئ الشرقي.
* تأمين القوات الإسرائيلية، على خط الجبهة في سيناء، وتقليل تأثير النيران المصرية عليهم.اعتبار هذا الخط، هو الذي تستند عليه الضربات الرئيسية الإسرائيلية، بعدمرحلة التعبئة، لتدمير القوات المصرية التي تكون قد نجحت في العبور.* تجهيز الخط، بأسلوب علمي متقدم، ليكون خط ملاحظة أمامي لمراقبه أوضاع القوات المصرية.وقد أثار التفكير في بناء الخط جدلاً شديداً بين القادة الإسرائيليين،وتزعّم جبهة المعارضة، وقتذاك، الجنرال إيريل شارون رئيس سلاح التدريب،والجنرال يسرائيل تال، برئاسة الأركان، وكانت وجهة نظرهما تتحدد في الآتي:
* إن عقيدة القتال الرئيسـية للقوات الإسرائيلية هي المرونة والحركة، بينماخط بارليف دفاع ثابت ومن ثم، يتعارض مع الفكر الإسرائيلي العسكري.* إن الدفاعات الثابتة ستكون أهدافا سهلة للنيران المصرية، وبالتالي تزيد خسائر إسرائيل.* إن الدفاعات الثابتة تحتاج لمن يحتلها ويدافع عنها، بينما عقيدة إسرائيلتعتمد على قوات قليلة في الأوقات العادية، والتعبئة الشاملة أثناء الحرب.
وتمت مناظرات ومباحثات، وكل يتمسك برأيه، إلى أن تغلب رأى رئيس الأركان"بارليف"معتمدا على قوة الحجة، والأقدمية والسلطة.
خط بارليف الابتدائيوبدأ إنشاء خط بارليف، بدءاً من15 مارس1968، ولمدة عام كامل ينتهي في 15مارس 1969، بتكلفة 248 مليون دولار واستخدم كل الإمكانيات المحلية فيإنشائه، إذ اقُتلعت قضبان خط السكة الحديد (القنطرة/ العريش) والفلنكات والعوارض الخشبية الضخمة لتكون أسقفاً لحصون الخط، وقام بالإنشاء شركاتمدنية إسرائيلية. ويتكون الخط من 22 موقعاً حصيناً يحوى 36 نقطه قوية. وكلنقطه تمثل قلعة منفصلة، تتعاون مع القلاع الأخرى بالنيران، وحُصِّنت بكتلحجريه ورمال تقيها من قنابل تزن حوالي 1000 رطل، إذ أسقطت عليها مباشرة.
ولزيادة صلابة هذه النقط الحصينة، فقد أنشأت النقط الأمامية على حافةالقناة مباشرة، وتم دفع الساتر الترابى على طول الضفة الشرقية للقناة إلىحافة القناة مباشرة، وتم تعليته إلى ارتفاعات تتراوح ما بين 16 ـ 22 متراليشكل في مجمله (قناة مائية + ساتر ترابي + قلاع حصينة) مانعاً يحبط أملأي قوات مصرية في مجرد التفكير في عبورها إلى الضفة الشرقية.
وقد قامت القوات الجويه المصريه بطلعات استطلاع يوميه لتصوير مراحل العمل في خط بارليف بطول خط القناه لدرجه ان الخبراء المصريين كانوا يعلمون من الصور الجويه فقط مكونات الخط من الداخل ومما تم بناءه
كان هذا هو خط بارليف الأول، الذي تمكنت القوات المصرية من تدمير جزء كبير منهأثناء حرب الاستنزاف من خلال الأعمال القتالية.
تطوير خط بارليف
بعد إيقاف النيران في 8 أغسطس 1970 استغلت إسرائيل خبرات القتال، وتلافتنقاط الضعف في خط بارليف الأول. وقررت البقاء على فكرته وتطويره، ليصبحنظاماً دفاعياً متكاملاً تكلف حوالي 500 مليون دولار (إضافة إلى 248 مليونالأولى). وأعيد بناء النقط الحصينة بأسلوب متقدم، وباستخدام كميات هائلةمن الخرسانة المسـلحة، فضلاً عن قضبان السكك الحديدية و"شباك الحجر"التيتمتص الصدمات الانفجارية، وألغيت فتحات المراقبة والتسديد (المزاغل) وتحولت إلى خنادق نيران مخفاة تماماً، وجُهِّز الساتر الترابي بنظام دفاعيمتكامل، بإنشاء مرابض دبابات على طول الساتر (160 كيلومتراً)، وتبعد كل حفرةعن الأخرى حوالي 100متر.واطـمأنت إسرائيل لهذه التجهيزات، إلى الدرجة التي جعلت الجنرالين"موشيديان وديفيد أليعازر"وهما قمة السلطة العسكرية، في إسرائيل، في 5 أكتوبر1973.بأن يردا على سؤال السيدة/ جولدا مائير عن إمكانية عبور قوات مصريةلقناة السويس بـ((أن محاولة عبور مصريين للقناة مستحيلة، ولو حاولالمصريون النزول إلى قناة السويس، فربما يتغير لونها من اللون الأزرق إلىاللون الأحمر لكثرة خسائرهم))
الخطه الدفاعيه الاسرائيليه :
بعد تولي الجنرال شارون قياده المنطقه الجنوبيه في سيناء في اوئل السبعينيات ، تطورت الخطه الدفاعيه الاسرائيليه في تلك الفترة ، حيث قلص شارون نقاط خط بارليف العامله الي 21 نقطه بدلا من 36 نقطه ودفع دوريات مستمرة للنقاط المهجورة ، وتم عمل صيانه دوريه لها حتي تكون جاهزة لاي موقف .
وكان تفكير شارون هو تقليل عدد الافراد الموجودين في النقاط الحصينه الغير حيويه من وجهه نظره ، مع التركيز علي الاحتياطي التكتيكي القريب علي مسافه 10 كيلو متر من القناه والمقدر بـ 3 كتائب دبابات (حوالي 100 دبابه) ومن خلفهم في المنطقه التعبويه للجبهه عدد 3 لواءات مدرعه ( عدا 3 كتائب دبابات ) وعددهم ( 270 دبابه تقريبا )
وكانت نظريه شارون هي المزج بين الدفاع الثابت الذي اصبح امرا واقعا مفروضا عليه وبين الدفاع المتحرك بالمدرعات التي خصصت له في العمق القريب حتي وصول الاحتياطي الاستراتيجي ، وبتلك القوة يستطيع ان يوجهه ضربات مدرعه محليه وتكتيكيه للقوات المصريه التي تحاول العبور وتشتبك مع نقاط خط بارليف بعد ان يكون قد اكتشف اتجاه المجهود الرئيسي للقوات المصريه .
وتطورت تلك الخطه الي خطتين خطه دفاعيه واخري هجوميه منبثقه من الدفاعيه ، وسميت الخطه الدفاعيه شوفاح يونيم اي برج الحمام ، اما الخطه الهجوميه فسميت الغزاله ، وكلتا الخطتين تقومان علي اساس ثابت وواضح وهو قوة خط بارليف وامكانيته الفائقه في صد الهجوم المصري علي خط الماء .
وبدون الخوض في تفاصيل الخطط ، فأن نقاطها العريضه هي صمود خط بارليف ، وامكانيه سرعه استكشاف المجهود الرئيسي المصري مع امكانيه قبول فكرة ان المصريين سيتمكنون من اقامه رأس جسر علي الاقل شرق القناه ، ثم تقوم القوات المدرعه الاحتياطيه والتي تقدر ب 800 دبابه بتدمير القوه المصريه التي عبرت ثالث يوم قتال ثم تتحول الي الهجوم علي القوات المصريه غرب القناه وتحاصر الجيش الثاني والثالث وتحتل شريطا من الارض غرب القناه .
وبعد تولي الجنرال جونين مسئوليه القياده الجنوبيه خلفا لشارون ، فقد استمر في عمله بتلك الخطط مع الاستمرار في تخفيض حصون خط بارليف العامله ، والتركيز علي النقاط الرئيسيه في مواقع العبور المحتمله مع دفع دوريات لاحتلال النقاط المهجورة نهارا وتركها ليلا والعوده .
ومن خلال نشر مذكرات القاده الاسرائيليين بعد الحرب بفترة ، فأن ايا من القاده لم يساورة شك في لحظه ما ان خط بارليف يمكن ان يدمر او يتم احتلاله ، بل انه تم الاعتماد عليه كأساس لا يقبل الشك في نجاح خطتهم الدفاعيه ، وللحقيقه فأن ثقتهم في خط بارليف لم تكن بسبب غرور او تعالي او ثقه مفرطه لكنها كانت بسبب ان الخط فعلا كان لا يقهر ،الخطأ الوحيد الذي وقع فيه الاسرالئيليين هو الاستهانه بالجيش المصري، وتصديقهم لتصريحات الخبراء الاجانب ، مثل ان خط بارليف يحتاج قنابل ذريه تكتيكيه لكي يدمر وهو ما لم يكن قابلا للتفكير فيه كاحتمال
وان عبور القناه واقامه جسور وفتح ثغرات في الساتر الترابي تحتاج الي سلاحي المهندسين الامريكي والسوفيتي معا جنبا الي جنب حتي تبدأ اول دبابه في العبور بعد 18 ساعه من بدء الحرب .
رغم ان تلك التقديرات صحيحه عسكريا 100% طبقا لمعايير هذا الوقت فانه طبقا لحديث الخبير والمؤرخ البريطاني ادجار اوبلانس في ندوه حرب اكتوبر في اكتوبر 1974
(( يكمن سر نجاح العبور المصري في الحلول الغير نمطيه التي اتبعها الجيش المصري في التغلب علي مشاكل العبور ))
وهذا هو الشئ الذي لم تكن تتوقعه اسرائيل من القياده المصريه تماما .
كيف خطط المصريين لابتلاع الخط :
اتبع القاده المصريين اسلوب علمي فذ لاول مرة في حروبهم ، حيث تم اخضاع العلم لخدمه الحرب ، وليس سرا ان عالما مصريا اخترع وقود الصواريخ المضاده للطائرات من مواد مصريه خام بعد ان كان الاتحاد السوفيتي يتحكم في كميه الوقود المورد لنا لكي يتحكم في قدرتنا علي نشر اعداد اكبر من الصواريخ في ظل احتمال ضرب مخازن الوقود المحدوده جوا ، وليس سرا ايضا ان الفكر المصري طور كثيرا في الاسلحه المورده الينا مثل كاميرات تصوير طائرات الاستطلاع وذلك بدون علم السوفيت ، حيث استقبلوا التطوير المصري وعمموه بعد ذلك في طائراتهم ، كذلك ضاعف المصريين من تسليح طائرات السوخوي بصورة دعت مستر سوخوي بنفسه في الحضور الي مصر ومقابله الطيار محمد عبد الرحمن للاطلاع علي التطوير المصري ، ونفس الشئ في الدفاع الجوي والقوات البحريه والقوات البريه .
ولقد فوجئ العالم بالاعجاز المصري في العبور ، فقد فوجئوا بمعدات بدائيه ترجع الي حقبه ما قبل الحرب العالميه الاولي تقريبا وقد تم تطويرها الي معده حديثه تخدم المعركه ، مثل العربات التي تجر باليد والتي يمكن تحميلها بقدر مقبول من الذخائر يمكن جرها بواسطه جندي واحد والتي وفرت وقتا ومجهودا كبيرا وضاعفت من قوة نيران رجال المشاه ، وكذلك سلالم الحبال التي يستخدمها البحارة من القرن الخامس عشر والتي جعلت تسلق الساتر الترابي سهلا مقارنه بما كان يمكن ان يحدث بدون تلك السلالم ، ورغم وجود تلك السلالم فان جنودا كثيرون لم ينتظروا فرد تلك السلالم وتسلقوا بالاظافر والانياب .
وقد درس المصريين خط بارليف من اليوم الاول لانشائه بثلاث وسائل مختلفه
الاولي التصوير الجوي: وقد اجرينا حوارا مع اللواء طيار ممدوح حشمت احد اعمده الاستطلاع الجوي في مصر ومن الرعيل الاول للاستطلاع الجوي ( حوارة منشور في قسم البطولات )، وقد اخبرنا سيادته ان لواء الاستطلاع الجوي الذي شُكل بعد نكسه يونيو قد قام بتصوير خطوات بناء خط بارليف يوما بيوم تقريبا ، وأفتخر طياروا الاستطلاع بأنهم وفروا للمخابرات والقوات البريه صورا واضحه لكل نقطه حصينه بدرجه جعلت كل جندي علي معرفه تامه بما سيقابله خلف الساتر الترابي
ثانيا الاستطلاع بالقوة : قامت القوات المسلحه طوال السنوات الست بين نكسه يونيو وحتي يوم الحرب بأستطلاع دائم لخط بارليف عبر المراقبه بالنظر من الجنود علي الضفه الغربيه للقناه ، وعبر دوريات العبور المقاتله التي كانت تعبر القناه سرا ليلا لاستطلاع نقاط خط بارليف والتصنت عليها وتدوين كل شئ يحدث مثل مواعيد الدوريات وعدد الافراد الخ الخ ، وتلك الوسيله اتت ثمارها لحظه العبور حيث عرف كل جندي مصري عدد الجنود في النقطه الحصينه التي سيهاجمها وقائدها .
ثالثا المخابرات : قامت المخابرات الحربيه والعامه بدور كبير جدا في استطلاع خط بارليف عبر عملائهم في الجانب الاسرائيلي ، احدهم هو رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان والذي ارسل لمصر مخطوطات تصميم الدشم الابتدائيه معرضا نفسه لخطر كبير ، وفي نفس الوقت هناك من يدعي ان رأفت الهجان تسني له زياره عدد من النقاط الحصينه ودخولها فعليا ومن ثم تقديم جزء كبير مفقود من المعلومات عن تكوين النقاط الحصينه من الداخل
ورغم ندره المعلومات عن الشبكات التجسسيه العامله داخل اسرائيل في هذا الوقت الا ان المعلومات المتيسرة تجعل الفرد المصري يطير فرحا بتلك البطولات
احد الابطال الذين شاركوا في استطلاع احد نقاط خط بارليف كان غلاما يبلغ من العمر احد عشر عاما ، كان بدويا في احد القبائل المستوطنه قرب احد النقاط الحصينه ، واستطاع هذا الفتي الوطني ان يدخل تلك النقطه ويداوم علي دخولها مستغلا الغطاء الذي وفرته له المخابرات وهو بيع البيض للجنود الاسرائيلين ، حيث سمح له هذا الغطاء التجول حول النقطه الحصينه ودخولها والتعرف علي جنودها واسماءهم وطباعهم واصولهم العرقيه وكذلك حقول الالغام الحقيقيه والخداعيه ، وقبل حرب اكتوبر استطاع هذا الفتي زرع اجهزة تصنت لنقل كل ما يدور في تلك النقطه للمصريين ، وقبل ساعات من الحرب تم نقل الفتي وعائلته الي مصر بعيدا عن الحرب .
تلك امثله قليله لانواع الاستطلاع التي قامت به مصر لمعرفه محتويات خط بارليف ، ومع تدفق تلك المعلومات وضعت الخطط المناسبه للتعامل مع كل نقطه حصينه بناء علي المعلومات الوارده من الجانب الاخر للقناه .
وتمشيا مع الروح السائده في هذا الوقت من الابتكار والابداع المصري الصرف ، تم صدور الاوامر بترك مسئوليه التعامل مع نقاط خط بارليف لقاده الفرق لاتخاذ القرار المناسب ، ومن ثم اصدر قاده الفرق قرارا الي قاده الويه المشاه بوضع خططهم الخاصه .
وعلي ذلك كان التخطيط ياتي من اسفل الي اعلي القياده وبعد مناقشات وتعديلات ، وصل القرار الي قائد الفرقه الذي بدورة ابلغه لقائد الجيش طبقا للتسلسل القيادي حتي رئيس الاركان .
وقد فضل الكثير من القاده العبور في المسافات الفاصله بين النقاط الحصينه والتي قد تمتد الي 10 كيلو مترات وحصار تلك النقاط الي ثاني يوم في القتال حتي تكون تلك الحصون قد انهكت في الدفاع واصبح اقتحامها اسهل ، ورغم الاغلبيه في هذا القرار ، الا ان بعض القاده لم يكن لديهم خيار اخر غير الاقتحام المباشر لتلك النقاط الحصينه طبقا لقطاع المواجهه لتلك النقطه الحصينه وخطورتها ، فبعض النقاط وجب اسقاطها واحتلالها مع اول لحظات القتال ، ونقاط اخري تم تأجيل اقتحامها لوقت لاحق .
وقد تمركز لحظه انلاع القتال في نقاط خط بارليف لواء المشاه المسمي ( القدس) وعدد جنوده وقت القتال 503 جندي تقريبا .
العبور وسقوط الخط :
فور بدء الحرب ، صب الفي مدفع نيرانهم فوق نقاط خط بارليف ، ولم يكن الهدف هو تدمير تلك الحصون بقدر ما كان ادخال الجنود الاسرائيلين داخل الحصون واغلاق تلك الحصون حتي يتسير لجنود المشاه الـ 8000 عبور القناه وتسلق الساتر الترابي بدون مقاومه قويه من تلك النقاط ، وتم ذلك بنسبه كبيرة ، ثم انتقلت المدفعيه الي العمق بتدرج ملحوظ ، وذلك لمنع وصول دبابات العدو ( 3 كتائب دبابات-100 دبابه تقريبا) الي المصاطب المخصصه لها خلف الحصون ، وحتي يتسني للجنود التوغل بين نقاط خط بارليف تحت ستر تلك النيران .
وقد نجحت جميع وحدات المشاه في العبور والوصول الي مصاطب الدبابات قبل ان تتمكن اي دبابه اسرائيليه من الوصول الي اي مصطبه ودمرت في اول ساعات القتال 60 دبابه تقريبا من الدبابات المائه وفق مصدر كتاب التقصير
وقد امتلئت المراجع الاسرائيليه بوصف الجنود والضباط الاسرائيليين لعبور القوات المصريه وتسلقها الساتر الترابي وتوغلها داخل سيناء بدون ان يستطيع الجنود الاسرائيلين منعهم او الاشتباك لوقفهم ، فحملت عباراتهم الدهشه والذعر في ان واحد ، لدرجه ان احد الحصون قد سقط في اول دقائق القتال بسبب رعب جنوده من هتاف الجنود ( الله اكبر ) اثناء العبور ، وصدق رسول الله
عندما قال ( نصرت بالرعب علي اعدائي مسيرة عام )
فسقط يوم 6 اكتوبر10نقطه حصينه وترتيبهم من الشمال للجنوب :
احدي نقط الكيلو 10 – الكاب – 3 نقاط من اربعه في القنطرة شرق – البلاح – احدي نقطتي الفردان – احد نقطتي جنوب البحيرات المرة – الكيلو 146- الشط –الجباسات
اما يوم 7 اكتوبر فقد سقطت3نقط حصينه وترتيبهم من الشمال للجنوب :
النقطه الباقيه في الكيلو 10 – سهل التينه – النقطه الاخيرة جنوب البحيرات المرة
وتوالي سقوط باقي الحصون خلال الايام التاليه وعددهم9حصون
النقطه الرابعه في القنطرة – 8 اكتوبر
النقطه الاخيرة في الفردان – 8 أكتوبر
الدفرسوار 2 – كبريت – عيون موسي /رأس مسله يوم 9 اكتوبر
3 نقط قباله الاسماعيليه احدهم تبه الشجره – يوم 10 اكتوبر
بورتوفيق – 13 اكتوبر 1973 حيث استسلمت حاميه النقطه الاسرائيليه امام عدسات المصورين العالمين ويوجد في قسم الفيديو جانب من استسلام حاميه تلك النقطه باسم
( فيلم لا تريد اسرائيل ان تراه )
وظل حصن بودابست في اقصي الشمال علي البحر المتوسط محتلا حتي يوم 14 يناير 74 عندما انسحبت منه القوات الاسرائيليه طبقا لاتفاقيه فض الاشتباك ، حيث كان هذا الحصن بعيدا عن قواتنا ومحاصر بالمياه من ثلاث جهات وفشلت محاولتين لاحتلاله .
http://group73historians.com/حرب-أك...ت-اقدام-الجنود-المصريين.html?showall=&start=2
http://group73historians.com/حرب-أك...ت-اقدام-الجنود-المصريين.html?showall=&start=3
http://group73historians.com/حرب-أك...ت-اقدام-الجنود-المصريين.html?showall=&start=4
http://group73historians.com/حرب-أك...ت-اقدام-الجنود-المصريين.html?showall=&start=5