بضعة مقاتلين مسلحين بأسلحة خفيفة وببعض المتفجرات ينجحون في إذلال ناصية الجيش الذي لا يقهر.
شكل الصمود الأسطوري لبضعة مقاتلين فلسطينيين امام قوات الجيش الإسرائيلي المدججة بمختلف أنواع الأسلحة الأميركية الحديثة لغزا حير الكثير من المحللين والمعلقين السياسيين والعسكريين في اسرائيل ومناطق مختلفة من العالم
ورغم استخدام اسرائيل للوحدات الخاصة المدعومة من الدبابات على الأرض وغطاء جوي من طائرات الأباتشي والإف 16، فإن الفدائيين الفلسطينيين حافظوا على رباطة جأشهم واستمروا في مقاومتهم العنيدة رغم الفارق الهائل في التسليح بين الطرفين.
ودفع مقتل 13 جنديا اسرائيليا في كمين محكم نصبه المقاتلون الفلسطينيون احد المحللين العسكريين الإسرائيليين الى التساؤل عن السبب الذي يقف من وراء ما اسماه بـ"لعنة جنين".
ويرى روني شكيد الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت أن مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، تحول في الأيام الأخيرة، إلى أسطورة فلسطينية أخرى، وإلى رمز القتال الفلسطيني العنيد تحت شعار "النصر او الموت".
ويقول شكيد وهو ضابط سابق في جهاز الشين بيت (الأمن الداخلي الإسرائيلي) ان الفدائيين الفلسطيني استعدوا جيدا للمعركة مع القوات الإسرائيلية عبر زرع العبوات في كل زاوية، وعلى المداخل وفي الأزقة وعلى أعمدة الكهرباء، وفي السيارات المتوقفة، وفي البيوت، وخاصة تلك التي قدروا بأن الجيش الاسرائيلي سيدخلها.
ويضيف انه تم جمع الأسلحة والذخيرة من كل أرجاء منطقة جنين، واستدعي المطلوبون من كل قرى المنطقة للمشاركة في المعركة وقامت كل عائلة، وكذلك اللجنة القومية الاسلامية، التي تقود الانتفاضة في المخيم، بتخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية والماء والأدوية. كما انه تقرر قبل بدء المعارك، توحيد القوات، فتحولت فتح وحماس والجهاد إلى قوة واحدة تعمل تحت اسم "المقاومة الفلسطينية".
على الصعيد الدولي لم تخف بعض الصحف البريطانية اعجابها بالمقاومة الباسلة التي يبديها الفدائيون الفلسطينيون في جنين إلى حد ذهبت معه صحيفة الديلي تليجراف المعروفة بتوجهاتها المؤيدة لإسرائيل إلى القول ان إن هناك الكثير من الأسماء الفلسطينية التي تخوض معركة جنين ستكتب بحروف من الذهب في تاريخ الصراع الفلسطيني.
وتقول الصحيفة انه حتى ضباط الجيش الإسرائيلي الذين كثيرا ما يسخرون من الضعف العسكري لمنافسيهم، وصفوها بـ"ماسادا الفلسطينيين"، على اسم القلعة الصحراوية التي انتحر فيها ألف مقاتل يهودي حتى لا يأسرهم الرومان.
ولعل من اللافت ان المقاتلين الفلسطينيين كانوا يدركون ان صمودهم واستبسالهم سينعكس بشكل كبير على نتائج الهجوم الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية، وحاكوا، على حد تعبير الديلي تليجراف ايضا، معركة ستالينغراد الشهيرة، حيث صمد الجيش السوفييتي امام القوات الالمانية الغازية رغم تكبده خسائر فادحة. وكانت تلك المعركة بداية النهاية للاحتلال النازي لاراضي الاتحاد السوفييتي.
وقارنت الصحيفة بين كمين جنين الذي وصفته بالكارثة وبين كمين نصبه مقاتلو حزب الله اللبناني للجنود الإسرائيليين في جنوب لبنان في 1997، قتل فيه 12 من قوات البحرية في معركة عرفت بمعركة الأنصارية.
اما صحيفة الأندبندنت (يسار وسط) فقالت من ناحيتها ان الهجوم سجل لواحد من أسوأ الأيام في التاريخ الحديث للجيش الإسرائيلي.
وأضافت إنه لولا هجوم جنين لكان قادة إسرائيل الآن يهنئون أنفسهم، فقد قتلوا بضعة مسلحين وبضعة رجال أمن يدافعون عن ميدانهم وبعض المدنيين أيضا. كما جرحوا عدة مئات وألحقوا ضررا معنويا بالآلاف ودمروا العشرات من المنازل ومنعوا عنهم الإمدادات الطبية واستخدموا بعضهم كدروع بشرية.
ورأت الاندبندنت ان المقاتلين الفلسطينيين انتقموا من الهجوم الإسرائيلي الكاسح على الضفة الغربية ونصبوا كمينا لثلاثة عشر جنديا إسرائيليا وقتلوهم.
فلسطينيا، رفع صمود مقاتلي جنين من معنويات الفلسطينيين الذين غالبا ما يذكرون هذا المدينة بصمودها وبتاريخها المشرف في مقارعة أعدائها.
ففي العام 1936 شهدت منطقة "احراش يعبد" معركة شهيرة بين القائد العربي السوري الأصل عز الدين القسام والقوات البريطانية التي حاصرته وطلبت منه الاستسلام إلا انه رفض وفضل الاستشهاد في المعركة التي اودت بحياة العديد من رفاقه ايضا.
وقد اطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس اسم الشهيد عز الدين القسام تيمنا به وبمقاومته للقوات البريطانية في حينه.
ويذكر التاريخ الفلسطيني ان محيط مدينة جنين شهد أعنف المعارك في حرب العام 1948 حيث رابطت قوات عراقية في تلك المنطقة وخاضت معارك ضاربة مع العصابات اليهودية قبل أن يستشهد معظم أفراد القوات.
ولعل "لعنة جنين" ستبقى تطارد الجيش الاسرائيلي لسنوات كثيرة قادمة.
شكل الصمود الأسطوري لبضعة مقاتلين فلسطينيين امام قوات الجيش الإسرائيلي المدججة بمختلف أنواع الأسلحة الأميركية الحديثة لغزا حير الكثير من المحللين والمعلقين السياسيين والعسكريين في اسرائيل ومناطق مختلفة من العالم
ورغم استخدام اسرائيل للوحدات الخاصة المدعومة من الدبابات على الأرض وغطاء جوي من طائرات الأباتشي والإف 16، فإن الفدائيين الفلسطينيين حافظوا على رباطة جأشهم واستمروا في مقاومتهم العنيدة رغم الفارق الهائل في التسليح بين الطرفين.
ودفع مقتل 13 جنديا اسرائيليا في كمين محكم نصبه المقاتلون الفلسطينيون احد المحللين العسكريين الإسرائيليين الى التساؤل عن السبب الذي يقف من وراء ما اسماه بـ"لعنة جنين".
ويرى روني شكيد الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت أن مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، تحول في الأيام الأخيرة، إلى أسطورة فلسطينية أخرى، وإلى رمز القتال الفلسطيني العنيد تحت شعار "النصر او الموت".
ويقول شكيد وهو ضابط سابق في جهاز الشين بيت (الأمن الداخلي الإسرائيلي) ان الفدائيين الفلسطيني استعدوا جيدا للمعركة مع القوات الإسرائيلية عبر زرع العبوات في كل زاوية، وعلى المداخل وفي الأزقة وعلى أعمدة الكهرباء، وفي السيارات المتوقفة، وفي البيوت، وخاصة تلك التي قدروا بأن الجيش الاسرائيلي سيدخلها.
ويضيف انه تم جمع الأسلحة والذخيرة من كل أرجاء منطقة جنين، واستدعي المطلوبون من كل قرى المنطقة للمشاركة في المعركة وقامت كل عائلة، وكذلك اللجنة القومية الاسلامية، التي تقود الانتفاضة في المخيم، بتخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية والماء والأدوية. كما انه تقرر قبل بدء المعارك، توحيد القوات، فتحولت فتح وحماس والجهاد إلى قوة واحدة تعمل تحت اسم "المقاومة الفلسطينية".
على الصعيد الدولي لم تخف بعض الصحف البريطانية اعجابها بالمقاومة الباسلة التي يبديها الفدائيون الفلسطينيون في جنين إلى حد ذهبت معه صحيفة الديلي تليجراف المعروفة بتوجهاتها المؤيدة لإسرائيل إلى القول ان إن هناك الكثير من الأسماء الفلسطينية التي تخوض معركة جنين ستكتب بحروف من الذهب في تاريخ الصراع الفلسطيني.
وتقول الصحيفة انه حتى ضباط الجيش الإسرائيلي الذين كثيرا ما يسخرون من الضعف العسكري لمنافسيهم، وصفوها بـ"ماسادا الفلسطينيين"، على اسم القلعة الصحراوية التي انتحر فيها ألف مقاتل يهودي حتى لا يأسرهم الرومان.
ولعل من اللافت ان المقاتلين الفلسطينيين كانوا يدركون ان صمودهم واستبسالهم سينعكس بشكل كبير على نتائج الهجوم الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية، وحاكوا، على حد تعبير الديلي تليجراف ايضا، معركة ستالينغراد الشهيرة، حيث صمد الجيش السوفييتي امام القوات الالمانية الغازية رغم تكبده خسائر فادحة. وكانت تلك المعركة بداية النهاية للاحتلال النازي لاراضي الاتحاد السوفييتي.
وقارنت الصحيفة بين كمين جنين الذي وصفته بالكارثة وبين كمين نصبه مقاتلو حزب الله اللبناني للجنود الإسرائيليين في جنوب لبنان في 1997، قتل فيه 12 من قوات البحرية في معركة عرفت بمعركة الأنصارية.
اما صحيفة الأندبندنت (يسار وسط) فقالت من ناحيتها ان الهجوم سجل لواحد من أسوأ الأيام في التاريخ الحديث للجيش الإسرائيلي.
وأضافت إنه لولا هجوم جنين لكان قادة إسرائيل الآن يهنئون أنفسهم، فقد قتلوا بضعة مسلحين وبضعة رجال أمن يدافعون عن ميدانهم وبعض المدنيين أيضا. كما جرحوا عدة مئات وألحقوا ضررا معنويا بالآلاف ودمروا العشرات من المنازل ومنعوا عنهم الإمدادات الطبية واستخدموا بعضهم كدروع بشرية.
ورأت الاندبندنت ان المقاتلين الفلسطينيين انتقموا من الهجوم الإسرائيلي الكاسح على الضفة الغربية ونصبوا كمينا لثلاثة عشر جنديا إسرائيليا وقتلوهم.
فلسطينيا، رفع صمود مقاتلي جنين من معنويات الفلسطينيين الذين غالبا ما يذكرون هذا المدينة بصمودها وبتاريخها المشرف في مقارعة أعدائها.
ففي العام 1936 شهدت منطقة "احراش يعبد" معركة شهيرة بين القائد العربي السوري الأصل عز الدين القسام والقوات البريطانية التي حاصرته وطلبت منه الاستسلام إلا انه رفض وفضل الاستشهاد في المعركة التي اودت بحياة العديد من رفاقه ايضا.
وقد اطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس اسم الشهيد عز الدين القسام تيمنا به وبمقاومته للقوات البريطانية في حينه.
ويذكر التاريخ الفلسطيني ان محيط مدينة جنين شهد أعنف المعارك في حرب العام 1948 حيث رابطت قوات عراقية في تلك المنطقة وخاضت معارك ضاربة مع العصابات اليهودية قبل أن يستشهد معظم أفراد القوات.
ولعل "لعنة جنين" ستبقى تطارد الجيش الاسرائيلي لسنوات كثيرة قادمة.