روسيا / معلومات استخباراتيه رفعت عنها السريه

Warrior King

عضو مميز
إنضم
16 أكتوبر 2014
المشاركات
465
التفاعل
1,348 0 0
arabic-1.jpg

عرض بعض الوثائق الأرشيفية والصور، التي معظمها تنشر للمرة الأولى، وأدلة على عمليات الاستخبارات العالمية الأكثر شهرة، وسير ذاتية موثقة عن المخبرين غير الشرعيين ضمن مشروع "رفع السرية عن الاستخبارات".

arabic2.jpg

العميل السوفييتي ويلي ليمان

الاسم الحركي (الكودي): برايتينباخ
سنوات حياته: 1884 – 1942

اقتباس: "المصدر الجديد لفت اهتمامنا كثيرا. ويكمن الخوف في أن أي حماقة بسيطة من جانب العميل يمكن أن تؤدي إلى مصائب عديدة. نرى أنه من الضروري العمل في مسألة ظروف الاتصالات الخاصة مع "برايتينباخ".
رئيس الاستخبارات الخارجية في الاتحاد السوفييتي م. تريليسير
موظف الإدارة الرئيسة لأمن الرايخ في ألمانيا الهتلرية، أعطى موافقته طواعية للعمل في الاستخبارات السوفييتية وأصبح أحد المصادر الرئيسة للمعلومات الاستراتيجية. وويلي ليمان بالتحديد هو من أخبر موسكو بالموعد المحدد لهجوم الرايخ الثالث على الاتحاد السوفييتي. عمل في الغيستابو بعد انحلال الشبكة الجاسوسية السوفييتية وبعدها أعدم رميا بالرصاص


arabic2.jpg

نيكولاي سكوبلين (الاتحاد السوفيتي)

الاسم الحركي- "المزارع"
سنوات الحياة: 1893- 1937

قاتل نيكولاي وهو برتبة لواء خلال الحرب الأهلية في روسيا ضد السوفيت، ومن ثم هاجر إلى باريس. وفي عام 1930 وافق طواعية التعاون مع المخابرات السوفيتية، حيث يعود له الفضل بإلقاء القبض على 17 عميل من المخابرات الغربية في الاتحاد السوفيتي. شارك في عملية الاختطاف الشهيرة للجنرال ميلر في باريس والتي جرت في شهر أيلول/سبتمبر من عام 1937. وبرأي بعض المؤرخين يعتبر نيكولاي واحد من أبرز العملاء الرسميين في تاريخ العالم


arabic2.jpg

كيم فيلبي (الاتحاد السوفيتي)

الاسم الحركي- "ستانلي"
سنوات الحياة: 1912- 1988

اقتباس للعميل السابق في جهاز استخبارات المركزية الأمريكية كوبليند:
"إن النشاط الذي مارسه فيلبي كان يعني أن كل الجهود الحثيثة التي بذلتها وكالات الاستخبارات الغربية في الفترة ما بين 1944-1951 لم تكلل بالنجاح، وكان من الأفضل لو أننا لم نفعل أي شيء على الإطلاق". ربط الأرستقراطي البريطاني كيم فيلبي وهو خريج من جامعة كامبريدج مصيره بالمخابرات السوفيتية منذ عام 1934، وبناء على تعليمات من موسكو التحق للعمل في جهاز الاستخبارات البريطاني. وفي عام 1944 ترأس قسم مكافحة الاستخبارات السوفيتية على الأراضي البريطانية. وفي الفترة ما بين 1949 وحتى 1951 ترأس البعثة البريطانية التي كانت مهمتها التواصل مع وكالة الاستخبارات المركزية في واشنطن. يشار إلى أن كيم فيلبي كان مؤسس لمجموعة من الجواسيس السوفيت في المملكة المتحدة والمعروفة بخماسية كامبريدج. ووفقاً لتقديرات الخبراء فقد كانت هذه المجموعة من أقوى المجموعات الاستخباراتية في تاريخ العالم.


arabic2.jpg


ريخارد زورغه (الاتحاد السوفييتي)

الاسم الحركي: "رامزاي"
العمر: 1895 – 1944

الكلمات الأخيرة لريخارد زورغه قبل إعدامه: "فليحيا الجيش الأحمر! عاش الاتحاد السوفييتي!".
يعتبر ريخارد زورغه واحدا من أشهر المخبرين الأسطوريين في التاريخ العالمي. مقره في طوكيو. أخبر زريخارد زورغه في أيار/مايو عام 1941 موسكو عن خطة "بارباروسا" الموافق عليها من قبل هتلر وعن عدد كتائب المدفعيات لدى الجيش الألماني. وهو من أخبر في خريف عام 1941 قيادة البلاد بأن اليابان لن تهجم على الاتحاد السوفييتي ، ما أعطى إمكانية نقل حوالي 40 كتيبة مدفعية من الشرق الأقصى لحماية موسكو. ألقي القبض على زورغه من قبل الاستخبارات اليابانية وأعدم عام 1944 في سجن "سوغامو" في طوكيو

http://arabic.ruvr.ru/declassified_intelligence/
 
ليمان كان عميلا قيما في الاستخبارات السوفييتية

1.jpg


تنشر إذاعة "صوت روسيا" في إطار "رفع السرية عن الاستخبارات" حوار المؤرخ الروسي قنسطنطين زاليسكي الذي يتحدث من خلاله عن العميل الألماني في الاستخبارات السوفييتية، ذلك الموظف في الإدارة الرئيسة لأمن الرايخ ويلي ليمان، "نخبر موسكو بالموعد المحدد لهجوم الرايخ الثالث".

- كيف بدأ ويلي ليمان التعاون مع الاستخبارات السوفييتية؟

- لقد توصل ويلي بنفسه إلى الاستخبارات السوفييتية وعرض عليها خدماته. وجرى ذلك في آذار/مارس عام 1929. ويصعب القول لماذا فعل ليمان ذلك. فهو لم يتحدث عن ذلك أبدا. ومن حيث المبدأ لا يمكن الحديث عن أي نزعة فاشية في آذار/مارس من عام 1929. لأن النازيين في عام 1929 لم يلعبوا ذلك الدور الكبير في السياسة الألمانية وحتى عام 1933 كانت المدة طويلة. ولكن بالأخذ بعين الاعتبار أنه خصصت له مبالغ مالية كبيرة من قبل الاستخبارات السوفييتية يمكن القول أن ليمان فعل ذلك، بدرجة معينة، من أجل الكسب المادي.

وهنا يمكن الحديث أيضا عن أنه في عام 1929 لم يكن لدى ليمان بشكل عام امكانية اختيار الاستخبارات التي سيعمل لصالحها. لأنه في الفترة ما بين الحربين قامت استخبارات الدول الغربية الكبرى بالإقلال من عملها في أراضي ألمانيا، إضافة إلى الانخفاض الكبير في تمويلها، في الوقت الذي كانت فيه الاستخبارات السوفييتية على العكس تماما تزيد من تمويلها. أي أن ويلي ليمان الذي كان بالأساس يعمل في مراقبة ومتابعة الدبلوماسيين الأجانب كان على علم بأن الاستخبارات السوفييتية تزداد نفوذا.

وإذا أردنا الحديث بدقة أكثر فإن التجنيد جرى كالتالي: تراسل إيرنست كور كتابيا مع الاستخبارات السوفييتية حول اللقاء مع المركز، واقترح بأن يوصل معلومات من قبل زميله ليمان الذي حصل على اسمه الحركي برايتينباخ أو "A-201 ".

- ما هي المعلومات التي قدمها؟

- في البداية عمل ليمان في الوحدة المسؤولة عن مراقبة السفارات الاجنبية، أي في شرطة برلين السياسية. وهذه كانت مسؤولة عن مكافحة الانشقاق ولكن بشكل رئيس عن تعزيز أمن ومراقبة السفارات. ومن خلال نشاطه كعميل في الاستخبارات كان لديه منفذ على الفعاليات الهامة جدا التي كانت تجري، وقبل كل شيء، ضد الاستخبارات السوفييتية بما في ذلك المخبرين غير الشرعيين.

في البداية كان ذلك إسهاما كبيرا: ففي بداية الثلاثينات لم يجر أي فشل للاستخبارات السوفييتية في ألمانيا، فكان ليمان يقوم بتحذيرهم.

إضافة إلى ذلك فإن ليمان قدم معلومات هامة جدا لأنه ومن خلال عمله الموكل إليه كان يقوم بتأمين الحماية للأسرار الصناعية الهامة مثل البنزين الصناعي وإنتاج وتصنيع الأسلحة الكيماوية ومعدات الوقاية من الغازات وغيرها من الاتجاهات التقنية المختلفة. إضافة إلى ذلك كانت لديه معلومات عن النظام العام.

بعد فترة عندما وصل النازيون إلى السلطة تم تشكيل غيستابو من الشرطة السياسية بما فيها شرطة برلين، وليمان كموظف يتحلى بتجربة عمل كبيرة في الشرطة السياسية اختير لينضم إلى الغيستابو. وعمل هناك حتى حصل على رتبة نقيب في الشرطة السرية حتى أنه ترأس القسم الذي كان يمارس مكافحة التجسس على المؤسسات الصناعية العسكرية في ألمانيا.

وكل المعلومات عن عدد الغواصات وكيف يجري بناؤها وكيف تسير صناعة المواد الكيماوية وغيرها من المعلومات السرية التي مرت من خلاله، بما في ذلك التقرير حول تنظيم الدفاع الوطني الألماني الذي وصلت إليه نسخة عنه، كل تلك المعلومات وصلت إلى الاتحاد السوفييتي. وأعطى ليمان إمكانية معرفة الكثير عن الإمكانات العسكرية المحمية بحذر للرايخ الثالث، وأيضا حملات مكافحة التجسس التي كانت تجري ضد الاستخبارات السوفييتية.

- هذا يعني أنه كان عميلا قيما جدا؟

- لم يكن قيما فحسب بل كان عميلا قيما للغاية. في عام 1937 عندما تعرضت استخباراتنا إلى موجة جديدة من القمع انقطع الاتصال به، ولكن في عام 1940 أعيد الاتصال به مجددا. وهناك احتمالات بأن برايتينباخ يعتبر موظفا قيما بحيث أنه لم يتوجب على الاستخبارات السوفييتية إعطاؤه أي مهام. أي إن كان قادرا على إيصال المعلومات فليفعل ذلك. وكان ليمان، لنقل ذلك، العميل رقم واحد في ألمانيا ما يعد تواصلا هاما جدا بالنسبة للاتحاد السوفييتي.

- وكيف تم كشفه؟

- تم كشفه، كالعادة، مصادفة. فبعد بدء الحرب بين الاتحاد السوفييتي وألمانيا عاد كل كادر موظفي سفارتنا في برلين إلى الاتحاد السوفييتي وانقطع الاتصال مع ويلي ليمان. لأنه من الطبيعي أن الاتصال كان يجري عن طريق المركز الذي كان يعمل ضمن السفارة. ولكن في ربيع عام 1942 تمت إعادة الاتصال مع ليمان، لأنه استمر بالعمل في الغيستابو، أي أنه كان ضمن منظمة الشرطة ومكافحة التجسس التابعة للرايخ الثالث، وهي جهاز المراقبة الرئيس، وهكذا عميل كان مهما جدا. وفي أيار/مايو عام 1942 بدأ عميلان من الاستخبارات السوفييتية بالعمل وكانا ألمانيان، وليسا من ضباطنا الذين يعرفون اللغة الألمانية وإنما ألمانيان اشتراكيان حقيقيان انتقلا بذاتهما إلى جهة الاتحاد السوفييتي وكانا مستعدان للعمل. أي أنهما كانا موضع الثقة ومتحقق منهما، وبدآ عملهما في ألمانيا، وكانت مهمتهما ليس فقط التواصل مع ليمان وإنما اكتشاف الأسرار وجمع المعلومات وتأمين الاتصالات.

وقد وصلا إلى برلين وعثرا على المكان الذي يعيش فيه ليمان. ولكنهما لم يتمكنا من التواصل معه، فقد قبض عليهما بعد أن اكتشفهما الغيستابو. وأعطى أحدهما وهو روبرت بار موافقته للعمل لحساب الغيستابو. وحقيقة كان يعمل عبر اللاسلكي وتحدث عن أنه أعطى أمرا بالعمل تحت إمرة غيره، ولكنهم لم يصدقوه. ويعتقد أن بار قد كشف ظروف اللقاء وكلمة السر مع ليمان، وبالتالي تم كشف ليمان.

وهناك أمر آخر بأن الغيستابو لم ترغب بنشر هذا الخلاف وأعلنت ليمان جاسوسا وألقت القبض عليه. وبعدها تم فقط إقصاؤه. وفي كانون الأول/ديسمبر عام 1942 تم استدعاؤه ليلا للخدمة، فالعمل في الغيستابو يتضمن مثل هذه الاستدعاءات. وخرج حينها للخدمة ولم يعد، وأعلن رسميا بأنه غادر بالقطار لتنفيذ مهمة، وكان يعاني من مرض السكر وأصابته نوبة وسقط من المقطورة أي أنه قتل بحادث.
 
نيكولاي سكوبلين: جنرال القيصر يعمل لخدمة المخابرات السوفيتية

4.jpg


تنشر إذاعة صوت روسيا في إطار مشروع "معلومات استخباراتية تكشف عنها السرية" مقتطفات من كتاب "الجنرال سكوبلين- أسطورة المخابرات السوفيتية" للكاتب أرمين غاسباريان والذي يتحدث عن أحد أبرز الشخصيات الاستخباراتية غير الرسمية في تاريخ العالم والذي شارك في عملية اختطاف الجنرال ميلر في باريس في أيلول/سبتمبر عام 1937.

أثار نيكولاي سكوبلين انتباه واهتمام الإدارة السياسية الحكومية المشتركة في نهاية العشرينيات من القرن الماضي، مع العلم أن هذه الإدارة كانت تمارس، بالإضافة إلى مجمل المواضيع الأخرى، مسائل استخباراتية أيضاً. وبهدف تجنيد سكوبلين اتجه العميل بيوتر كوفالسكي إلى العاصمة الفرنسية باريس في شهر أيلول/سبتمبر من عام 1930. وما أن تمكن بيوتر من معرفة عنوان إقامة الجنرال السابق حتى قصده في الحال، وهنا بدأت عملية التجنيد. جدير بالذكر إلى أن سكوبلين كان مستعداً لمثل هذا اللقاء، لذا طلب مقابل خدماته مبلغاً يقدر بنحو 250 دولار شهرياً، بالإضافة إلى مبلغ مقطوع وقدره خمسة ألاف فرنك فرنسي، مع الإشارة إلى أن المبلغ 250 دولار يعادل حالياً نحو 4500 دولار، وهذا مبلغ لائق لقاء خدمات العملاء.

بطبيعة الحال لم يكن كوفالسكي مخولاً للحديث عن المسائل المالية، ولهذا اقترح على سكوبلين الانتظار قليلاً إلى حين إرسال رسالة إلى موسكو والحصول على رد بهذا الشأن. إليكم الرسالة التي خطها نيكولاي سكوبلين:

"اكتشفت خلال السنوات الإثني عشر من نشاطي ضد السلطات السوفيتية بأن ذلك كان خطأً مؤسفاً في معتقداتي. ومن خلال إدراكي لهذا الخطأ الكبير ورغبة في التوبة من ذنوبي التي ارتكبتها ضد الشعب السوفيتي، لذا ألتمس العفو لشخصي وأطلب منحي حق المواطنة والانتماء للاتحاد السوفيتي.

وفي الوقت نفسه أعد عدم القيام بأي نشاط إيجابي أو سلبي ضد السلطات السوفيتية وأجهزتها، والمساهمة الكاملة في بناء الاتحاد السوفيتي، وأن أقدم تقريراً إلى السلطات الحكومية المختصة حول جميع الإجراءات التي تهدف إلى تقويض نفوذ الاتحاد السوفيتي. 10 أيلول/سبتمبر عام 1930".

وقد رافق رسالة سكوبلين تقريراً لكوفالسكي حيث جاء فيه:

"لقد وافق الجنرال على كل شيء، حتى أنه كتب طلباً يرجو فيه التماس العفو لشخصه. لذلك أرى بأنه سوف يعمل بشكل جيد، علماً أن زوجة الجنرال وافقت أيضاً العمل لصالحنا.

يشار إلى أن كارت الفيزيت سوف يكون كلمة السر بين العملاء. وسوف يتحدث الجنرال مع أي شخص يأتي من طرفنا ويظهر كارت الفيزيت".

وقد جاء الرد من موسكو على الفور: "نعتبر تجنيد الجنرال إنجازاً قيماً لعملنا، وسوف نمنحه اسم "المزارع" ولزوجته "المزارعة". كما أننا نوافق على منحه مبلغاً يقدر نحو 200 دولار أمريكي، إلا أننا لن نمنح المال في بداية الشهر وإنما في نهايته بعد قيامه بنشاط ما".

وللقيام بعملية اختطاف الجنرال ميلر، زعيم أكبر منظمة مناهضة للسوفيت وهي اتحاد الروسي العسكري العام، تم تشكيل مجموعة عمل برئاسة سيرغي شبيغل غلاس نائب رئيس قسم الدائرة الخارجية للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية في الاتحاد السوفيتي، مع العلم أن شبيغل غلاس كان ضابط مخابرات محترف قام بأداء مهام خاصة عديدة خارج البلاد.

وفي العشرين من شهر أيلول/سبتمبر لعام 1937 دعا سكوبلين الجنرال ميلر لحضور اجتماع لموظفي المخابرات الألمانية بحجة أنهم أرادوا مناقشته في مجالات تعاون ذات منفعة متبادلة. ولدى خروج الجنرال ميلر إلى هذا الاجتماع ترك رسالة لنائبه كتب فيها: "لدي اليوم لقاء مع الجنرال سكوبلين في الساعة 12:30 عند تقاطع شارعي جاسمين ورافي، وسوف يرافقني للقاء العقيد شترومان وهو ضابط ألماني وعميل عسكري في بلدان البلطيق، بالإضافة إلى لقاء مع السيد فيرنر وهو دبلوماسي يعمل في السفارة، وكلاهما يتقنان اللغة الروسية، علماً أن اللقاء يأتي بمبادرة من سكوبلين. ربما يكون هذا فخ لي لذلك أترك هذه الرسالة في حال حدوث طارئ ما".

وفي وقت متأخر من مساء ذاك اليوم، فتح نائب الجنرال ميلر الرسالة، وبعد انتهائه من قراءة النص، أرسل وراء سكوبلين على الفور. وبالطبع حضر سكوبلين بكل هدوء إلى مقر المنظمة دون أن يخطر بباله أن الجنرال ميلر قد ترك رسالة لنائبه قبل مغادرته. بطبيعة الحال نفى سكوبلين نفياُ قاطعاً أنه قد حدد موعداً للقاء ميلر، ولكن عندما قدموا له الرسالة تابع نفيه واعتذر للخروج دقيقة من الغرفة، وبعد ذلك لم يره أحد قط. تذكر التقارير أن المخابرات السوفيتية قامت بتهريب سكوبلين على متن طائرة مستأجرة خصيصاً إلى إسبانيا، ولكن لم يعرف أحد عن مصيره بعد تلك الحادثة. ويعتقد عدد من المؤرخين أنه قتل خلال تفجير تعرضت له مدينة برشلونة.

أما السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي حدث للجنرال ميلر؟ بعد لقائه مع سكوبلين توجها إلى فيلا بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، المكان الذي تم تحديده لإجراء اللقاء مع الألمان. ولكن كما هو معلوم كان بانتظاره مجموعة من رجال المخابرات السوفيتية الذين قاموا بتنويمه ووضعه في صندوق كبير وإرساله إلى لوهافر، حيث كانت بانتظارهم سفينة سوفيتية أطلق عليها اسم "ماريا أوليانوفا"، التي أبحرت في اليوم نفسه ووصلت إلى مدينة لينيغراد في 29 من شهر أيلول/سبتمبر عام 1937. وفي اليوم التالي أحضر الجنرال إلى موسكو، ووجهت إليه تهمة القيام بجرائم ضد الشعب منها تهمة القيام بمجازر فظيعة وأعمال نهب خلال الحرب الأهلية في روسيا، بالإضافة إلى تنظيم عمليات تخريبية وإرهابية في الفترة ما بين العشرينيات والثلاثينات من القرن الماضي، لذا حكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص.

لقد حازت قضية اختفاء ميلر على اهتمام دولي كبير في المهجر، حيث أثارت الصحف الفرنسية والعالمية موجة من الغضب والاستياء، حتى أن إحدى الصحف الفرنسية كتبت آنذاك: "شيء لا يصدق، لكن يبدو أن لدى السوفيت أقوى جهاز استخبارات في العالم، وإن عملية الاختطاف الجريئة التي جرت في وسط العاصمة الفرنسية باريس هي عملية فريدة من نوعها، وإن عمليهم الجنرال سكوبلين تخطى بشهرته العميل سيدني رايلي".
 
كيم فيلبي خائن أم مثالي؟

1.jpg



تنشر إذاعة صوت روسيا في إطار مشروع "معلومات استخباراتية كشف عنها السرية" مقابلة مع أستاذ التاريخ في جامعة كامبردج ديفيد فاولر الذي يتحدث عن كيم فيلبي الأرستقراطي البريطاني وهو أيضاً خريج هذه الجامعة والذي ربط مصيره مع المخابرات السوفيتية والذي أسس مجموعة من العملاء والتي تعرف باسم "خماسية كامبردج".

س 1- ينتمي كيم فيلبي إلى طبقة النخبة في المجتمع البريطاني! لذا هناك أسئلة تطرح نفسها منها لماذا أصبح جاسوساً؟ وما هو السبب؟ وهل تعتقدون أنه بذلك خان بلاده؟.

- حسناً باستطاعتي الآن أن أحدثكم كيف بدأ ممارسة حياته السياسية. التحق فيلبي للدراسة في جامعة كامبردج عام 1929، وكان ينتمي آنذاك إلى النخبة من الطبقة الوسطى. أما والده فقد كان أحد كبار الموظفين المدنيين في الحكومة الهندية، حينها درس كيم فيلبي في مدرسة مغلقة خاصة تعتبر في انكلترا واحدة من المدارس الأكثر تميزاً كما كانت مدرسة إيتون.

وفي عام 1929 التحق كما قلت سابقاً للدراسة العليا في جامعة كامبردج. لابد أن نذكر هنا بأن تلك الفترة تميزت ببدء مرحلة من الكساد العظيم في البلاد. ولهذا انضم إلى الاشتراكين لدى دخوله الجامعة مع العلم أنه لم ينتمي أبداً إلى الشيوعيين عندما كان يدرس في كامبردج. ومع ذلك، ففي عام 1931 هزم حزب العمال الاشتراكي الذي كان يؤيده في الانتخابات، وكانت هذه الهزيمة بالنسبة له انهيار للآمال كلها، لأنه كان يريد من حزب العمال أن ينشر الاشتراكية في بريطانيا. لكنهم هزموا ولم يتمكنوا الوصول إلى السلطة حتى فترة ما بعد الحرب. لذا بدأ يبحث عن مخرج، وهكذا منذ عام 1931 انتقل بشكل كامل إلى الشيوعيين.

كما ذكرت سابقاً، فإن طلاب جامعة كامبردج كانوا جزءاً من النخبة ومعظم الطلاب كانوا ينتمون إما إلى الطبقة المتوسطة العليا أو إلى الارستقراطية، ولم يكونوا أبداً على مسافة قريبة من البروليتاريا. والنقطة الهامة التي دفعت فيلبي إلى الشيوعية هي إضراب الجياع في البلاد، والتي تحولت إلى مظاهرات عارمة تم تنظيمها من قبل العاطلين عن العمل. وهذه المظاهرات اجتاحت كامبريدج أيضاً في عام 1934، وربما كانت هذه المرة الأولى التي يواجه فيلبي وأصدقاؤه في كامبريدج العمال وجهاً لوجه.

شعر فيلبي لأول مرة بالهول والرعب من هذا الفقر المتقع، لذا شارك في الاحتجاجات عام 1934، ولكن لم يتغير شيء. وفي العام نفسه تم تجنيده من قبل وكلاء المخابرات السوفيتية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المعلمين، بالإضافة إلى الطلاب، في جامعة كامبريدج كانوا أيضاً شيوعيين واشتراكيين. حتى أن موريس دوب الأستاذ في الاقتصاد في كلية ترينيتي كان منتمياً للحزب الشيوعي البريطاني منذ عام 1920، وبالتالي نحن نفترض أن دوب هو الذي جنّد فيلبي، وذلك لأن دوب نفسه زار روسيا، وكان أول أكاديمي شيوعي في بريطانيا، ومن هنا نعتقد بأنه كان على صلة مع المخابرات السوفيتية.

س 2- يعتقد البريطانيون أن كيم فيلبي خان بلده؟

- هذا سؤال جيد. من المعروف أن تشرشل بعد الحرب العالمية الثانية، عندما سئل عن "خماسية كامبريدج" والضرر الذي سببته هذه المجموعة لدى تسريبها الأسرار البريطانية إلى روسيا التي كانت حليفتنا خلال الحرب، أجاب بهذا الشأن قائلاً: لم تفسد مجموعة "خماسية كامبريدج"، الذي ينتمي إليها كيم فيلبي، العلاقات بين البلدين. بعبارة أخرى، أعتقد بأن معظمهم الناس ينظرون إلى فيلبي على أنه شخصية غير عادية، لكنها غير شريرة، وذلك لأن الاتحاد السوفيتي كان حليفاً لبريطانيا خلال الحرب.

س 3- من فضلكم اشرحوا لنا عن مجموعة "خماسية كامبردج". يقال بأنها تتألف من خمسة أشخاص، ماذا تعرفون عن ذلك؟.

- أنا واثق من أن هذه المجموعة كانت تتألف أكثر من خمسة أشخاص. فكما هو معلوم تم الكشف عن الجاسوس الخامس فقط في بداية التسعينات من القرن الماضي، في حين أن الجاسوس الرابع وهو بيورغيس اكتشف في الثمانينات من القرن الماضي. لذلك ليس هناك سبب للاعتقاد أنه لن يظهر جاسوس آخر خلال السنوات القادمة، ولكن في هذه الحالة من الضروري أن نتصور بأنه كان هناك خياران أمام الشباب المثقف في الثلاثينات من القرن الماضي: إما الفاشية أو الشيوعية. لكن كما نعلم جميعاً فإن معظم الناس نفروا آنذاك من الفاشية، مع الإشارة إلى أن العديد من طلاب كامبردج زاروا في الثلاثينات من القرن الماضي ألمانيا ورأوا بأم عينهم النازية على حقيقتها، وهذا ما دفعهم إلى الشيوعية. ولذلك أعتقد بأننا سنكون على موعد مع أعضاء جدد لما يسمى بمجموعة "خماسية كامبردج".
 
المؤرخة يلينا برودنيكوفا: " لماذا إعدام ريخارد زورغه لايزال لغزا"

1.jpg


أجرى الحوار: أرمين غاسباريان

غاسباريان: ريخارد زورغه هو أسطورة بالنسبة للمخابرات. الشخص الذي ألفت عنه عشرات الكتب بلغات مختلفة. ومع العلم أن الجميع يعلم عنه كل شيء، لكن عندما نبدأ الحديث معهم بتفاصيل قصته يتبين أنهم لا يعرفون شيئا أو أنهم يعرفون عنه مجرد أساطير. فليس من المعروف مثلا لماذا أرسلت، هذا الألماني، الاستخبارات الحربية السوفييتية ليس إلى أوروبا التي كان يتوجب عليه فهم مسار الحياة فيها وصفات الناس وإنما إلى عالم مختلف تماما إلى شانغهاي؟

برودنيكوفا: كانت الصين حينها واحدة من الاتجاهات الهامة لعملنا، حتى أنها أهم من أوروبا. فعدد الأوروبيين هناك قليل وكذلك عدد المخبرين. ريخارد زورغه غادر إلى هناك ولم ينشر تواصله مع الاتحاد السوفييتي. فقد غادر كمواطن ألماني موظف في مجلة ألمانية.

غاسباريان: خلال عمله كصحفي، هل كان يرسل المواد التي كان يكتبها إلى مكان ما؟

برودنيكوفا: نعم كان يكتب ويرسل. في اليابان مثلا كان يكتب ملاحق اقتصادية، في الصين أيضا كان يكتب مقالات هامة، وينشرها. وكانت لديه عقود مع عدة مجلات وصحف ألمانية. فالصحفي الجيد يكتب أينما وجد الى ذلك سبيلا وزورغه كان صحفيا جيدا.

غاسباريان: هل عمل في شانغهاي بنجاح؟

برودنيكوفا: عمل بنجاح نسبي، فقد قام بأخطاء كثيرة مما أدى إلى استدعائه تحت تهديد الاعتقال.

غاسباريان: ولماذ لم يرسل بعد ذلك إلى أوروبا وإنما إلى اليابان؟

برودنيكوفا: كان المخبرون في اليابان أهم بالنسبة لنا. إضافة إلى أنه كان لدى زورغه في اليابان صديق قديم وهو أويغين أوت. وكان زورغه يعمل هناك صحفيا ويعيش حياة الرفاهية. ولم يكن أحد يعتقد بأن هذا الشخص يمكن أن يعمل لصالح استخبارات ما. ومن المعروف بأن الصفات الشخصية تعتبر قناعا جيدا.

غاسباريان: أي مهام وضعت أمام زورغه؟

برودنيكوفا: كان عليه أن يعمل في اليابان عموما. فلديه عدد من المخبرين الذين يقدمون له معلومات عن مخططات الدوائر الحكومية اليابانية، وكانت هذه مهمته الرئيسة. وعلى اعتبار أنه كان صديقا للسفير الألماني أويغين أوت، وعلى ما أعتقد أنه خانه مع زوجته، كان بالتالي يعمل أيضا في السفارة الألمانية.

غاسباريان: على ما أعلم أن تلك المعلومات التي كان يرسلها زورغه إلى موسكو لم تكن تهمها.

برودنيكوفا: لا، ليس كذلك فقد أرسل معلومات هامة.

غاسباريان: إذا من أين أتت هذه التأكيدات المتكررة العديدة، التي كان زورغه في معلوماته يناقض من خلالها ذاته؟

برودنيكوفا: هل رأيتم يوما ما كيف تبدو الإخباريات الحقيقية؟ إن الإخباريات الحقيقية تبدو كالآتي: مستشار تجاري ما "N " قال أنه كان في برلين وأن عقيد ما قد قال له كذا وكذا، ومستشار آخر كان في شنغهاي وألماني ما قال له كذا وكذا. لذلك يمكن أن تناقض هذه المعلومات بعضها البعض، ومع ذلك هذا لا يعيق شيئا. فالمعلومات تدقق وتراجع مرارا وتكرارا. وإذا قصدتم برقية زورغه المشهورة حول نشوب الحرب في 22 حزيران/يونيو فإن هذا من نسج خيال الصحفيين، وقد اخترعت في الستينيات من القرن الماضي.

غاسباريان: ولكن زورغه بالفعل أخبر موسكو في 20 حزيران/يونيو بأنه خلال حديثه مع السفير الألماني أوت قال له الأخير بأن الحرب بين ألمانيا والاتحاد السوفييتي لا مفر منها؟

برودنيكوفا: لقد كان معروفا عن حتمية الحرب بين ألمانيا والاتحاد السوفييتي منذ عام 1933، فما الغريب في هذه الأنباء؟

غاسباريان: تقول بعض التحقيقات بأن زورغه هو بالتحديد من أخبر موسكو عن الموعد المحدد لهجوم ألمانيا على الاتحاد السوفييتي، ولكن ستالين لم يصدقه.

برودنيكوفا: هذا أيضا من خيال الصحفيين. فلم تكن هناك دواعي لتحذير طوكيو من الخطر الألماني لأنه كان لدى ستالين عميل ممتاز مزروع في السفارة الألمانية في موسكو.

غاسباريان: متى وضع زورغه تحت مراقبة الاستخبارات اليابانية؟

برودنيكوفا: تم اكتشاف أحد عملائه وعندما ضغطت عليه الاستخبارات اليابانية بلغ عندئد ببساطة عن زورغه. علما أن الأخير كان يخاطر بشكل غير مدروس. فقد كان يسرع بقيادة الدراجة النارية كالمجنون في طوكيو وقد وقع في حادث سير وهو يحمل أوراقا سرية.

ولكنه تمكن من استدعاء موظف الاتصالات الخاص به ليأخذها. أي بكلمات أخرى كان زورغه محظوظا، ولكن أحد عملائه قد "انكشف" وسحب الجميع خلفه. وهذا يمكن أن يحدث.

غاسباريان: هل هناك أدلة قاطعة بأن أعمال ريخارد زورغه قد ألحقت الضرر باليابان؟

برودنيكوفا: هناك الكثير في هذه القصة غير واضح. فقد تم الحكم بالإعدام من بين هذه المجموعة فقط على زورغه وعلى آخر ياباني. بينما لم يحاكم أفراد مجموعته الاستخباراتية وإنما بقوا على قيد الحياة حتى النصر؟ ولم تكن اليابان والاتحاد السوفييتي في حالة حرب. لذلك ليس من الواضح لماذا أعدم ريخارد زورغه.

غاسباريان: لماذا إذا ضمن ظروف الحرب وعندما كانت تسري القوانين الحربية امتدت التحقيقات وبعدها المحاكمة؟ فقد ألقوا القبض عليه في تشرين الأول/أكتوبر عام 1941 وحكم بالإعدام بعد عامين. فهل حاولوا استخدام زورغه في لعبة اتصالات مع الاتحاد السوفييتي؟

برودنيكوفا: من المستبعد ذلك. لأن موسكو كانت تعلم بأن مجموعة الاستخبارات قد اعتقلت ومن بينهم عميل الاتصالات. لذلك كانت كل قنوات الاتصال مقطوعة مع طوكيو.
 
عودة
أعلى