منظومة "اسكندر-إم" الصاروخية تحلّ بالكامل محل منظومة "توتشكا" القديمة

AL RAGH

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2014
المشاركات
17,678
التفاعل
69,339 0 0
منظومة "اسكندر-إم" الصاروخية تحلّ بالكامل محل منظومة "توتشكا" القديمة
RIAN_02420047.HR.ru_468.jpg

بعد مشاركتها في الاختبارات المفاجئة في منطقة كالينينغراد، عادت المنظومات الصاروخية العملياتية-التكتيكية (اسكندر-إم) التابعة للواء الصواريخ في المنطقة العسكرية الغربية، إلى نقطة تمركزها الدائم في إحدى المناطق الداخلية من روسيا. وكانت وحدات اللواء المزودة بصواريخ (اسكندر-إم) قد نُقِلَت على وجه السرعة إلى منطقة كالينينغراد، في إطار الاختبار المفاجئ لمدى الجاهزية القتالية والذي جرى في الفترة من 5 إلى 10 كانون الأول/ديسمبر بأمرٍ من القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية.

صرح اللواء ميخائيل ماتفيييفسكي، قائد سلاح الصواريخ والمدفعية التابع للقوات البرية، لوكالة أنباء "تاس"، أنه بحلول عام 2018 سيصل عدد هذه الألوية في الجيش الروسي إلى ما لا يقل عن العشرة (اليوم توجد خمسة ألوية فقط)، بمعدل لوائين إلى ثلاثة ألوية في كل منطقة عسكرية. كما ستُسْتَبدل المنظومات القديمة "توتشكا" (9К79) و"توتشكا- أو" (9К79−1) المتواجدة في الوحدات العسكرية بمنظومات (اسكندر-إم) الصاروخية العملياتية-التكتيكية.
"أوكا" تعود إلى الحياة في هيئة جديدة

لا يوجد معنى لمقارنة منظومتي "اسكندر" و "توتشكا"، فالمنظومة الصاروخية العملياتية-التكتيكية (اختصاراً: OTRK) تفوق بفعاليتها المنظومة الصاروخية التكتيكة (اختصاراً: TRK) في كثير من المواصفات، على خلاف المقارنة بين منظومة (اسكندر) والمنظومة التي سبقتها وأسست لظهورها، والمقصود هنا منظومة (OTRK- أوكا) المزودة بصواريخ (OTR-23) أو (SS-23 "سبايدر"، حسب تصنيفات حلف الناتو)، والتي تم تدميرها بالكامل في عام 1989 وفقاً للمعاهدة السوفييتية الأمريكية حول القضاء على الصواريخ المتوسطة والأقل مدى.

على الرغم من أن المدى الأقصى لصواريخ منظومة (أوكا) لم يتجاوز 400 كم، الأمر الذي يَفترض أن لا تشملها المعاهدة بأي حال من الأحوال (خَصّت المعاهدة الصواريخ التي يتراوح مداها من 500 إلى 5500 كم)، إلا أن الجانب الأمريكي أصرَّ على إدراج (أوكا) في قائمة الصواريخ التي يجب تدميرها، مع العلم أنها لم تكن قد سلمت بعد للوحدات العسكرية.

ما أقلق الأمريكيين آنذاك هو المواصفات الفريدة من نوعها التي تميزت بها منظومة (أوكا). فالمنظومة بكاملها كانت محمولة على عربة واحدة قادرة على السير في الأراضي الوعرة واجتياز شتى الموانع بما فيها المائية. كما يمكن نقلها بسهولة إلى أية بقعة من العالم ترغب فيه القيادة، جواً على متن طائرات النقل العسكرية، أو بحراً على متن سفن تجارية، أو براً على خطوط السكك الحديدية.

كانت (أوكا) تعمل بطاقم من ثلاثة أشخاص فقط. وصواريخها قادرة على حمل مختلف أنواع الرؤوىس الحربية سواء المتفجرة المتشظية منها أو العنقودية أو حتى النووية. بالإضافة إلى قدرتها على اختراق أية منظومة دفاع صاروخي. فقد كانت سرعة الصاروخ في الجزء النهائي من المسار تصل إلى 4 ماخ (أكثر من سرعة الصوت بأربعة مرات) مما يجعل إصابته بأية وسيلة كانت ضرباً من المستحيل.

وفقاً لمعاهدة الصواريخ المتوسطة المدى تم تدمير كل الـ 239 صاروخ لمنظومة (OTRK- أوكا)، بالإضافة إلى تفجير 106 منصات إطلاق لهذه الصواريخ وكل المعدات اللازمة لتصنيعها وحرق كل الوثائق التصميمية. ولكن، بعد عشر سنوات ونيف ظهر وريث جديد لمنظومة (أوكا). وكان هذا الوريث المنظومة الصاروخية العملياتية-التكتيكية (اسكندر-إم). فبماذا يختلف "اسكندر" الذي ورث كل المزايا الفريدة لسلفه عن "جدته" (أوكا)؟

طبعاً بمظهره الخارجي. فمنصة الإطلاق لمنظومة (أوكا) عبارة عن عربة نقل مصفحة على هيكل رباعي المحاور أما في حالة (اسكندر-إم) فهي سيارة على هيكل رباعي المحاور بثماني عجلات كاملة الدفع وبحمولة مفيدة 19 طن مع وزن إجمالي 42 طن. منصة إطلاق الصواريخ ظلت على حالها تقريبا ولكن الفارق أن (أوكا) كانت تحمل صاروخاً واحداً، بينما أصبح باستطاعة منظومة (اسكندر) نقل صاروخين معاً. علماً بأن لكل منهما هدفه الخاص به ويمكن إطلاقهما تباعاً بفارق ثوان معدودة.

إن المواصفات الفريدة لمنظومة (اسكندر-إم) لا تعود فقط إلى الحاسوب عالي الأداء الموجود في قمرة قيادة العربة، بل وأيضاً إلى رأس التوجيه الذاتي المثبت في مقدمة الصاروخ, الذي تم تطويره في معهد البحوث العلمية المركزي للأتمتة والهيدروليك.


هذا المعهد الروسي الرائد الذي طور أنظمة التوجيه والتحكم للصواريخ الروسية التكتيكية والعملياتية-التكتيكية. وبعبارات بسيطة، يستطيع الصاروخ بفضل رأس التوجيه الذاتي، التعرف على الهدف وفقاً لمظهره الخارجي، كما نتعرف على الشخص بواسطة صورته الفوتوغرافية.

مبدأ عمل هذا النظام بسيط للوهلة الأولى. إذ تقوم الأجهزة البصرية لرأس التسديد الذاتي بتكوين صورة للمكان في منطقة الهدف والتي تجري مقارنتها باستمرار بالصورة المعطاة للهدف في الكومبيوتر المحمول. هذا الأخير يقوم بدوره بإصدار الأوامر إلى أجهزة التحكم بحركة الصاروخ (الأجنحة وفوهات النفث) لتصحيح مساره. ويكفي الصاروخ أن يوصل رأس التسديد الذاتي إلى المنطقة المطلوبة، وما تبقى ستتكفل به الأجهزة الأوتوماتيكية بشكل تلقائي. ولن يستطيع أي أحد أو أي شيء حرف رأس الصاروخ المناور بسرعة تفوق سرعة الصوت عن مساره إلى الهدف.
الأهمية السياسية لمنظومة (اسكندر-إم)

المواصفات القتالية الفريدة لمنظومة "اسكندر-إم"، تقض مضاجع دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية.

لا سيما وأن مثل هذه المنظومة الصاروخية الفريدة لا توجد لدى أي دولة في العالم.

وقد صدرت بيانات من أعضاء الكونغرس الأمريكي تدعي أن الصواريخ المجنحة (R-500) التي يمكن أن تتزود بها هذه المنظومات، تخالف معاهدة الصواريخ المتوسطة المدى والأقصر، لأنها تطير إلى مسافة أكثر من 500 كم. في تصريحه لوكالة أنباء "تاس" رداً على هذه الادعاءات، يقول اللواء ميخائيل ماتفيييفسكيي، قائد سلاح الصواريخ والمدفعية التابع للقوات البرية: " إن صواريخ (R-500) لا تطير على مسافة أكثر من 500 كم، ونحن ملتزمون بأمانة بكل متطلبات معاهدة الصواريخ المتوسطة المدى والأقصر".

منظومات "اسكندر-إم" غير متواجدة في منطقة كالينينغراد. ولكن الرئيس السابق لروسيا دميتري ميدفيديف كان قد حذر الولايات المتحدة الأمريكية مرتين؛ في تشرين الثاني/نوفمبر 2008، ومن ثم في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، أنه إذا بدأت بنشر نظامها الدفاعي الصاروخي في بولندا، فإن منظومات OTRK (اسكندر- إم) ستظهر بكل تأكيد في منطقة كالينينغراد.والمدى الأقصى لصواريخ المنظومة يسمح بتحييد التهديدات التي يشكلها نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي لبلادنا.
http://m.arab.rbth.com/science-and-technology/2014/12/23/-_28843.html
 
عودة
أعلى