أنا راض تماما عن قواتنا الجوية بعد هذه القصة.
اللواء "العجمي" روى لـ"سبق" ساعات الرعب بالجوّ وقصة هبوطه بالـ f85 بإطارين
طيار متقاعد يفاجئ ولي العهد بصورة للدفعة 3 "جوية" أثناء تخريج الدفعة "87"
محمد حضاض- سبق- جدة: فاجأ اللواء طيار متقاعد محمد العجمي القائد الأسبق لقاعدة الملك خالد بخميس مشيط، سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال تخريجه للدفعة 87 من طلبة كلية الملك فيصل الجوية، بصورة قديمة يزيد عمرها على 45 عاماً، وتضم 5 من طلاب ثالث دفعة تتخرج بالكلية، إبان تكريمهم من الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- وزير الدفاع والطيران آنذاك.
الأمير سلمان الذي أدهشته الصورة، ترحّم على شقيقه الأمير سلطان -رحمه الله- مستذكراً دوره الكبير والبارز في إنشاء وتطوير القوات المسلحة السعودية، وطالع باقي وجوه الطلاب الموجودين في الصورة مستفسراً عنهم، حيث كان من ضمنهم اللواء "العجمي"، وأثنى ولي العهد على الرعيل الأول من صقور الجو السعوديين، مبدياً اعتزازه بهم ودورهم الكبير في تشكيل هذه القوة الجوية العسكرية الحالية.
جاء ذلك ضمن إحدى فقرات الاحتفال الذي أقامته، صباح أمس، كلية الملك فيصل الجوية؛ لتخريج الدفعة 87 برعاية سمو ولي العهد، حيث بادرت الكلية بدعوة أحد أقدم الضباط الطيارين، اللواء محمد بن راشد العجمي، وتكريمه بالسلام على راعي الاحتفال.
يقول اللواء "العجمي": فوجئت باتصال من اللواء صالح بن طالب قبل الاحتفال بفترة قصيرة، قدّم لي الدعوة للحضور، وأخبرني بأنني سأحظى بالسلام على الأمير سلمان، وفكّرت أن أحضر بأي رمز يشير إلى تاريخ الكلية الضارب في القدم، وعلاقتنا الوثيقة معها، وقررت الاستعانة بصورة قديمة لي أنا وأربعة من زملائي في حفل تخرجنا، وتحديداً في غرة ذي القعدة من عام 1390هـ.
ويواصل: أمضيت عدة أيام حتى وجدت متخصصاً نجح في تكبير الصورة وتنظيفها من الشوائب وقدّمتها إلى الأمير سلمان الذي أثنى كثيراً على من كانوا فيها، وشكرنا على كل المجهودات المبذولة لخدمة وطننا الغالي.
قصة الصورة
وعاد اللواء "العجمي" بالذاكرة متحدثاً عن قصة الصورة وقال: كنا من ضمن الرعيل الأول المتخرجين من كلية الملك فيصل الجوية، حيث حضر حفل الدفعة الثالثة لأول مرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وعدد الخريجين حينها لم يزد على 17 خريجاً.
ويضيف: كانت الفرحة بالطلاب الخريجين كبيرة، وكانت المملكة حينها للتوّ قد اشترت نوعين من الطائرات المقاتلة، وتحتاج نخبة من أبنائها للعمل عليها، ونجحنا ولله الحمد في الحفاظ على أجواء المملكة.
فوبيا "الطيران"
ويكشف اللواء "العجمي" سبب عدم إقبال الطلاب على العمل الجوي، ويقول: كانت فوبيا الطيران منتشرة بين الكثير من الشبان، كانوا يخشون قيادة الطائرات؛ بسبب قلة الوعي حينها وقلة الثقافة، وأتذكر أنني كُلّفت حينها بزيارة بعض المدن الشمالية مثل القريات وحائل وتبوك، وحضور احتفالات تخرج طلاب المرحلة الثانوية، ومحاولة إقناعهم بالانضمام للكلية الجوية، وكنت أشرح لهم جمال العمل الجوي والطيران، وأعرض لهم بعض الأفلام التي تتحدث عن أسرار الطيران وروعته، ولكن مع الأسف كان الإقبال ضعيفا للغاية، ولم يزد إلا من فترة قريبة.
تفوّق على المدربين
ويستذكر: "كانت القوات الجوية حينها في بدايات النمو، فلم تكن هنالك قاعدة جوية إلا قاعدة الملك عبدالعزيز بالظهران، حيث اتجهنا إلى هنالك، وتدرّبنا مع العديد من الخبراء الأجانب، وأتقنّا قيادة الطائرات، وتفوّق بعضنا على مدربيه.
اللواء "العجمي" والذي تدرّج من ملازم طيار إلى قائد جناح ثم قائد سرب، حتى استقر به المطاف قائداً لقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط، ما زال يحمل الكثير من العشق لمهنة الطيران، مؤكداً أن من يعشق الطيران في الجو لن يستطيع التخلي عنه بسهولة.
الهبوط بـ"كفرين"
اللواء العجمي والذي طار ما يقارب 2500 ساعة في الجو، ما زال يحتفظ بالعديد من الذكريات المرعبة في ذاكرته، ويتذكر: "بعد فترة قصيرة من انضمامي لقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران، خرجت في طلعة جوية على طائرة f85 وكانت لا تحتوي إلا على مقعد واحد فقط، وكان برفقتي مدرب على طائرة أخرى، وبعد أن أكملنا الجولة، وأثناء محاولتي الهبوط اكتشفت أن العجلة الخلفية اليمنى لم تنفتح، واضطررت للمحاولة عدة مرات دون جدوى، وكنت أمام خيارين إما القفز من الطائرة وتحطمها، وهي قد كلفت الدولة الملايين، أو محاولة الهبوط على الكفر الأمامي والخلفي الأيسر، وبعد مشاورات مع المدرب وبرج المراقبة طلبوا أن أتخذ القرار، فقررت الهبوط رغم خطورته، ونزلت بهدوء بعد أن رفعت الجناح الأيمن قليلاً، ولامست الأرض وانحرفت الطائرة قليلاً ولم تتضرر ولله الحمد.
ويختم "العجمي" حديثه موجهاً رسالته للطلاب الخريجين: "عليكم أمانة كبيرة يجب أن تؤدوها كما يجب، ولم يتم اختياركم إلا وأنتم تمثلون نخبة الشبان الراغبين في الحفاظ على أجواء بلادنا الطاهرة".
http://sabq.org/yqtgde
اللواء "العجمي" روى لـ"سبق" ساعات الرعب بالجوّ وقصة هبوطه بالـ f85 بإطارين
طيار متقاعد يفاجئ ولي العهد بصورة للدفعة 3 "جوية" أثناء تخريج الدفعة "87"
محمد حضاض- سبق- جدة: فاجأ اللواء طيار متقاعد محمد العجمي القائد الأسبق لقاعدة الملك خالد بخميس مشيط، سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال تخريجه للدفعة 87 من طلبة كلية الملك فيصل الجوية، بصورة قديمة يزيد عمرها على 45 عاماً، وتضم 5 من طلاب ثالث دفعة تتخرج بالكلية، إبان تكريمهم من الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- وزير الدفاع والطيران آنذاك.
الأمير سلمان الذي أدهشته الصورة، ترحّم على شقيقه الأمير سلطان -رحمه الله- مستذكراً دوره الكبير والبارز في إنشاء وتطوير القوات المسلحة السعودية، وطالع باقي وجوه الطلاب الموجودين في الصورة مستفسراً عنهم، حيث كان من ضمنهم اللواء "العجمي"، وأثنى ولي العهد على الرعيل الأول من صقور الجو السعوديين، مبدياً اعتزازه بهم ودورهم الكبير في تشكيل هذه القوة الجوية العسكرية الحالية.
جاء ذلك ضمن إحدى فقرات الاحتفال الذي أقامته، صباح أمس، كلية الملك فيصل الجوية؛ لتخريج الدفعة 87 برعاية سمو ولي العهد، حيث بادرت الكلية بدعوة أحد أقدم الضباط الطيارين، اللواء محمد بن راشد العجمي، وتكريمه بالسلام على راعي الاحتفال.
يقول اللواء "العجمي": فوجئت باتصال من اللواء صالح بن طالب قبل الاحتفال بفترة قصيرة، قدّم لي الدعوة للحضور، وأخبرني بأنني سأحظى بالسلام على الأمير سلمان، وفكّرت أن أحضر بأي رمز يشير إلى تاريخ الكلية الضارب في القدم، وعلاقتنا الوثيقة معها، وقررت الاستعانة بصورة قديمة لي أنا وأربعة من زملائي في حفل تخرجنا، وتحديداً في غرة ذي القعدة من عام 1390هـ.
ويواصل: أمضيت عدة أيام حتى وجدت متخصصاً نجح في تكبير الصورة وتنظيفها من الشوائب وقدّمتها إلى الأمير سلمان الذي أثنى كثيراً على من كانوا فيها، وشكرنا على كل المجهودات المبذولة لخدمة وطننا الغالي.
قصة الصورة
وعاد اللواء "العجمي" بالذاكرة متحدثاً عن قصة الصورة وقال: كنا من ضمن الرعيل الأول المتخرجين من كلية الملك فيصل الجوية، حيث حضر حفل الدفعة الثالثة لأول مرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وعدد الخريجين حينها لم يزد على 17 خريجاً.
ويضيف: كانت الفرحة بالطلاب الخريجين كبيرة، وكانت المملكة حينها للتوّ قد اشترت نوعين من الطائرات المقاتلة، وتحتاج نخبة من أبنائها للعمل عليها، ونجحنا ولله الحمد في الحفاظ على أجواء المملكة.
فوبيا "الطيران"
ويكشف اللواء "العجمي" سبب عدم إقبال الطلاب على العمل الجوي، ويقول: كانت فوبيا الطيران منتشرة بين الكثير من الشبان، كانوا يخشون قيادة الطائرات؛ بسبب قلة الوعي حينها وقلة الثقافة، وأتذكر أنني كُلّفت حينها بزيارة بعض المدن الشمالية مثل القريات وحائل وتبوك، وحضور احتفالات تخرج طلاب المرحلة الثانوية، ومحاولة إقناعهم بالانضمام للكلية الجوية، وكنت أشرح لهم جمال العمل الجوي والطيران، وأعرض لهم بعض الأفلام التي تتحدث عن أسرار الطيران وروعته، ولكن مع الأسف كان الإقبال ضعيفا للغاية، ولم يزد إلا من فترة قريبة.
تفوّق على المدربين
ويستذكر: "كانت القوات الجوية حينها في بدايات النمو، فلم تكن هنالك قاعدة جوية إلا قاعدة الملك عبدالعزيز بالظهران، حيث اتجهنا إلى هنالك، وتدرّبنا مع العديد من الخبراء الأجانب، وأتقنّا قيادة الطائرات، وتفوّق بعضنا على مدربيه.
اللواء "العجمي" والذي تدرّج من ملازم طيار إلى قائد جناح ثم قائد سرب، حتى استقر به المطاف قائداً لقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط، ما زال يحمل الكثير من العشق لمهنة الطيران، مؤكداً أن من يعشق الطيران في الجو لن يستطيع التخلي عنه بسهولة.
الهبوط بـ"كفرين"
اللواء العجمي والذي طار ما يقارب 2500 ساعة في الجو، ما زال يحتفظ بالعديد من الذكريات المرعبة في ذاكرته، ويتذكر: "بعد فترة قصيرة من انضمامي لقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران، خرجت في طلعة جوية على طائرة f85 وكانت لا تحتوي إلا على مقعد واحد فقط، وكان برفقتي مدرب على طائرة أخرى، وبعد أن أكملنا الجولة، وأثناء محاولتي الهبوط اكتشفت أن العجلة الخلفية اليمنى لم تنفتح، واضطررت للمحاولة عدة مرات دون جدوى، وكنت أمام خيارين إما القفز من الطائرة وتحطمها، وهي قد كلفت الدولة الملايين، أو محاولة الهبوط على الكفر الأمامي والخلفي الأيسر، وبعد مشاورات مع المدرب وبرج المراقبة طلبوا أن أتخذ القرار، فقررت الهبوط رغم خطورته، ونزلت بهدوء بعد أن رفعت الجناح الأيمن قليلاً، ولامست الأرض وانحرفت الطائرة قليلاً ولم تتضرر ولله الحمد.
ويختم "العجمي" حديثه موجهاً رسالته للطلاب الخريجين: "عليكم أمانة كبيرة يجب أن تؤدوها كما يجب، ولم يتم اختياركم إلا وأنتم تمثلون نخبة الشبان الراغبين في الحفاظ على أجواء بلادنا الطاهرة".
http://sabq.org/yqtgde
