يمكن النظر إلى البرنامج الأوروبي هوريزون (Horizon) لتطوير القوات البحرية الأوروبية على أنه برنامج طموح سيعيد للقوات البحرية الأوروبية مكانتها البحرية المفقودة. عندما تم استدعاء القوات البحرية الأوروبية للمشاركة في التحالف ضد قوات القاعدة وطالبان في أفغانستان كان أداؤها لا يناسب المهمة التي استدعيت من أجلها لقد تم تصميم وتشكيل القوات البحرية الأوروبية، التي تتكون غالبيتها من مجموعة من الحاملات الخفيفة والطائرات المتخصصة، لكي تتعامل أساسا مع تهديد الغواصات السوفييتية ولم تصمم لتتعامل مع تهديدات متنوعة.
مما اضطر القوات الأمريكية إلى عدم تخصيص مهام ذات قيمة للبحرية الأوروبية.
يقول الخبراء الفرنسيون إنه بمجرد تأمين مضيق هرمز من الألغام بعد عدة أيام من البحث عنها وبمجرد كشف وتحديد أماكن الغواصات الباكستانية وتتبعها تحول نشاط القوات البحرية إلى العمل على البر حيث كانت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول هي فقط القادرة على نقل القوة إلى مناطق القتال البعيدة في الداخل وكان على ظهرها سربان من الطائرات الحديثة سوبر اتندارد (Etendard Super) وهوك أي Hawk eye يتم مساندتهم بثلاث طائرات لإعادة التزود بالوقود في الجو كان باقي الأسطول الذي أرسلته الدول الأوروبية يناسب فقط الأعمال المضادة للغواصات وحماية القوات المكلفة بالمهمة حيث كان يقوم بحراسة السفن والقطع البحرية الموجودة في البحر الأحمر أو المضايق.كانت حاملات الطائرات البريطانية والإيطالية التي تم إرسالها للمنطقة مجهزة بمدرجات قصيرة للطيران تناسب إقلاع وهبوط الطائرات من النوع هارير التي تحتاج لمدرج قصير والتي تهبط عموديا ( Short Take- Off Vertical Landing STOVL-) وتلك الطائرات لا يمكن تكليفها بالقيام بمهام طويلة المدى. بعد قيام الغواصات البريطانية بإطلاق عدة صواريخ كروز من النوع توماهوك (كان يوجد نقص في تلك الصواريخ) لم يكن وجودها منتظما. تم فقط تكليف قوة المهمة الفرنسية رقم 471 بمهمة متميزة وهي مراقبة حركة مرور السفن البحرية وذلك باستخدام الغواصات النووية والفرقاطات حيث تم تتبع أكثر من 2000 سفينة وتم في بعض الحالات تفتيشها.
بعد نهاية الحرب على أفغانستان تناولت الصحف المتخصصة أداء القوات البحرية الأوروبية أثناء تلك الحرب حيث تناول المتخصصصون تحليل نتائج أداء تلك القوات وأشار بعضهم إلى ضرورة أن تتمتع تلك القوات في المستقبل القريب بالخصائص الآتية:
*القدرة على النشر السريع لعدة مجموعات جو- بحرية بالقرب من السواحل.
*القدرة على توجيه ضربات استباقية باستخدام الصواريخ الجوالة.
*القيام بأعمال القصف باستخدام الطائرات الموجودة على الحاملات.
*السيطرة على الملاحة البحرية.
بعد أن أشار المحللون العسكريون إلى أهمية حاملات الطائرات للقوات البحرية الأوروبية فإنهم أيضاً أشاروا إلى حاجة تلك القوات إلى الفرقاطات متعددة المهام ومنصات الإنزال البري لمساندة العمليات البرمائية كمطلب حيوي للصراعات خلال المستقبل البعيد.
مازال الوقت بعيدا حتى يتم الانتهاء من خطة تطوير القوات البحرية للدول الأوروبية المنتظر أن تتم في الفترة من عام 2010 إلى 2015 في الوقت الذي توقف فيه صراع كل من القوات البرية والقوات الجوية من أجل زيادة مخصصاتها في الميزانية فإن ميزانية القوات البحرية تلقى دعما لزيادتها قامت كل من المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا باعتماد المبالغ اللازمة لبناء ثلاث حاملات للطائرات لها إزاحة تصل إلى 40000 طن وعليها مدرجات كاملة للطيران كما تقوم تلك الدول بالتخطيط لتصميم منصات متعددة المهام يمكن استخدامها للإنزال البري ومجهزة بقدرات غير مسبوقة لإبرار مجموعات خاصة من الكوماندوز بالإضافة إلى قدرتها على إطلاق صواريخ جوالة ومن المتوقع أن يتم توفير 47 قطعة بحرية من هذا النوع سيتم توفيرها جماعيا بواسطة الدول الثلاث.
تخطط الدول الأوربية لأن تتمتع قواتها البحرية بالقدرة على إطلاق صواريخ جوالة أوروبية، وتضم قطعا بحرية قادرة على القيام بالهجوم البرمائي حيث يمكنها نشر قوات الرد السريع الأوروبية، وبها مجموعات قيادة مشتركة لتخطيط المهام ذاتيا وبطريقة مستقلة باستخدام الأقمار الاصطناعية الأوربية وأهم من ذلك أن تعمل تلك القوة بناء على الإرادة السياسية الأوربية. قبل أن نتناول تفصيلات تلك البرامج قد يكون من المفيد أن نتناول البرنامج الأوربي هوريزون من جوانبه المختلفة.
البرنامج الأوربي هوريزون
يرجع تاريخ البرامج الأوربية الحالية لبناء الفرقاطات المضادة للحرب الجوية(Anti- Air warfare-AAw) إلى البرنامج الأوربي المشترك لبناء فرقاطة تناسب تحديات فترة التسعينيات الذي كان يشار إليه اختصارا باسم NFR-90(اختصار الكلمات NATO Frigate Replacement for 90s) الذي كان يشارك فيه كل من كندا، ألمانيا ، هولندا ، إيطاليا ، إسبانيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. في عام 1989 تم التخلي عن هذا البربامج لأسباب كثيرة ظاهرة وغير ظاهرة، أهمها استحالة أو عدم القدرة أو عدم الرغبة ، أيا منها شئت أن تختار ، على تحديد تصميم موحد يلبي جميع الرغبات (التي غالبا ماتختلف كثيرا إن لم تكن تتعارض ) لجميع الدول المشتركة في هذا البرنامج . شمل برنامج الفرقاطة NFR-90 أيضا مشروعين مكملين هما النظام الصاروخي المضاد للحرب الجوية لدول حلف الناتو(NATO Anti- Air warfare System- NAAWS) الذي كان من المتوقع أن يكون التسليح الرئيسي لفرقاطات دول حلف الناتو وهذا المشروع أيضا تم توقفه.
كان المشروع الثاني هو الطائرة العمودية لفرقاطات حلف الناتو التي كان يشار إليها اختصارا باسم 90 -NFH اختصار الكلمات
( NATO Frigate Helicopter وهذا المشروع بالرغم من تأخره إلا انه من المتوقع أن يكون قد دخل مرحلة الإنتاج الصناعي حيث طلبت تلك الطائرات كل من فرنسا ، إيطاليا، ألمانيا وهولندا.
بعد فشل البربامج الأوربي لتطوير الفرقاطة NFR- 90 قررت الولايات المتحدة الأمريكيه أنها ليست بحاجة إلى فرقاطات جديدة وتوجهت إلى بناء المدمرات والطرادات بينما خفضت كندا مطالبها واتجهت إلى الفرقاطة فئة هالفكس (HALIFAX) المتواضعة في قدراتها وقررت تحويل أربع مدمرات من فئة اركويس (IROQUOIS) إلى قطع بحرية مضادة للحرب الجوية. أدى فشل مشروع الفرقاطة NFR90 إلى أن أصبحت القوات البحرية للدول الأوربية في حاجة ماسة ومتزايدة إلى مثل هذا النوع من الفرقاطات بالإضافة الخبرة المكتسبة من مثل تلك البرامج ونتيجة لذلك انقسمت الدول الأوربية الستة المشتركة في هذا البرنامج إلى مجموعتين.
يرجع تاريخ تكوين المجموعة الأولى التي ضمت كلاً من ألمانيا وهولندا وانضمت إليهما بعد ذلك أسبانيا فترة السبعينيات حيث تبنت كل من ألمانيا وهولندا مشروعا مشتركا لتصميم وبناء فرقاطات ذات استخدام عام من فئة بريمن (أف- 122) (BREMEN F122)وكورتنير (KORTENAER). كانت كل من الدولتين تنظر إلى هذا المشروع على أنه ناجح ويحقق مطالبهما ونتيجة لذلك قررت القوات البحرية لكلتا الدولتين الاستمرار في التعاون. في عام 1990 وقعت كل من الحكومة الألمانية والهولندية مذكرة للتفاهم تغطي التعاون في مجال الفرقاطات متعددة الأغراض على أن يتم التركيز على القدرات المضادة للغواصات.
كانت العلامة المميزة في مذكرة التفاهم أنها لم تنص على تصميم مشترك لكلتا القوتين البحريتين الألمانية والهولندية ولكنها دعت إلى استخدام منصات متشابهة والتطوير المشترك لنظام الكشف القتالي (Combat Detection System- CDS) والعناصر الأخرى التي تحقق المطالب المشتركة للعمليات وذلك بغرض تخفيض النفقات اللازمة لتطوير برامج العمليات القتالية وبعض الأجزاء الهامة الأخرى.
أثناء السنوات التالية تم تغيير أهداف برنامج التعاون من تصميم وبناء فرقاطة متعددة المهام إلى تصميم فرقاطة يتم تعظيم أدائها للقيام بمهمة الدفاع الجوي. تم انضمام أسبانيا إلى هذا البرنامج في عام 1993 على المستويين الحكومي والشركات الصناعية. في عام 1994 وقعت الحكومات الثلاثة مذكرة تفاهم تغطي مرحلة تحديد المواصفات لما أطلق عليه التعاون الثلاثي لبناء الفرقاطة (Trilateral Frigate Cooperation- TFC).
تم تحديد هدف برنامج التعاون بطريقة مرنة ليكون تطوير فرقاطة أو أكثر قادرة على تلبية المطالب القومية المختلفة وفي نفس الوقت يحقق وفرا كبيرا في نفقات التصميم والإنتاج. بناء على ذلك كانت كل دولة يمكنها تصميم وبناء المنصة التي تناسبها بناء على الخبرة المكتسبة أثناء مرحلة التعاون مع استخدام مواصفات مشتركة بقدر الإمكان.
أيضا تم الاتفاق على ترك حرية اختيار نظام القتال لكل دولة. اشتركت في أول الأمر كل من الدول الثلاثة بالإضافة إلى كندا في تطوير نظام الرادار متعدد المهام الذي إليه اختصارا يشار بالأحرف APAR(اختصار الكلمات Active Phased Array R dar بالإضافة إلى برنامج نظام السيطرة على النيران الخاص به، وتكامل نظام الصواريخ سطح - جو SM-2 والتطوير المشترك للصاروخ المطور سي سبارو (Evolved Sea Sparrow Missile- ESSM) (اشتركت في برنامج التطوير الأخير كل من أستراليا، الدنمرك، اليونان، تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى الدول المشتركة السابق الإشارة إليها).
تم بعد ذلك انسحاب أسبانيا من الاشتراك في تطوير النظام القتالي واختارت نظاما يعتمد على النظام الأمريكي للدفاع الجوي ايجس (AEGIS) ولكنها استمرت في الاشتراك في برنامجه التعاون الثلاثي لبناء فرقاطة (TFC) .
انتهت مرحلة تعريف برنامج التعاون الثلاثي لبناء فرقاطة (TFC) بصياغة مواصفات مشتركة لعدد من الموضوعات التي تم الاتفاق عليها ثم تلا ذلك مراحل التعاقد لتوفير احتياجات تلك الدول من الفرقاطات على أساس قيام كل دولة بتوفير احتياجاتها مباشرة. في يونيو 1995م قامت هولندا بتوقيع عقد مع ترسانة شيلد الملكية (Royal Schelde Shipyards) للقيام بالتصميم التفصيلي لأربع فرقاطات من فئة دي زيفن بروفينسن (DE ZEVEN PROVINCIEN) وفي فبراير من عام 1997 تم توقيع العقد الرسمي لإنتاج تلك الفرقاطات. في فبراير من عام 1996 قامت ألمانيا بتوقيع عقد مع مجموعة من الشركات الألمانية لبناء 3 فرقاطات من فئة ساتشزن (SACHSEN) التي يشار إليها باسم F-124. قامت أسبانيا في نوفمبر 1997 بتوقيع عقد مع شركة بازان (BAZAN) لبناء ثلاث فرقاطات من النوع F-100 أطلق عليها اسم ألفارو دي بازان ALVARO DE BAZAN. نتج عن برنامج التعاون الثلاثي لبناء فرقاطة (TFC) مجموعة من البرامج سنتناولها فيما يلي:
الرادار متعدد الوظائف
في مايو من عام 1993 تم تكوين مجموعة شركات صناعية متعددة الجنسيات لتحديد مواصفات وتطوير رادار متعدد الوظائف أطلق عليه اختصارا اسم APAR (تعني الردار ذا المصفوفة الإيجابية متوافقة الطور) وتولت شركة سيجنال Signaal الهولندية رئاسة تلك المجموعة من الشركات. كان هذا البرنامج يهدف إلى تصميم وإنتاج نظام للرادار متطور للغاية. يستخدم هذا الرادار هوائياً له أربعة أوجه يحتوي كل وجه على 3424 عنصرا إيجابيا تعمل في نطاق الترددات I/J ويزن هذا الهوائي نحو 15 طناً.
يمكن لهذا الرادار تتبع 250 هدفا في نفس الوقت على مدى حتى 150 كيلومترا ويمكنه إدارة الاشتباك مع 16 هدفا وتوجيه حتى 32 صاروخا في الجو في نفس الوقت أيضا. سيمكن لهذا النظام أن يقوم بعدة مهام في نفس الوقت مثل البحث الأفقي، البحث في نطاق محدود، تتبع الهدف بالإضافة إلى التحكم في الصواريخ وتوجيهها أثناء الطيران (له وصلة نبضية علوية لاستخدامها مع الصواريخ SM-2 ووصلة متخصصة علوية تعمل في مجال التردد x لاستخدامها مع الصواريخ المطورة سي سبارو (ESSM وكذلك يقوم بإضاءة الهدف لكلا الصاروخين في المراحل النهائية باستخدام الموجات المتصلة المتقطعة. تقوم شركة سيجنال بالتعاون النشط مع كل من القوات البحرية الأمريكية وشركة رايثون الأمريكية لتحقيق القدرة على العمل مع منطق التوجيه الخاص بكلا الصاروخين.
سيستخدم هذا الرادار كل من الفرقاطات الألمانية والهولندية (تم طلب 7 رادارات تصل قيمتها إلى أكثر من 200 مليون دولار أمريكي) بالإضافة إلى وجود احتمال كبير أن تستخدمه القوات البحرية الكندية لتحويل الفرقاطات من فئة هاليفكس إلى فرقاطات مخصصة للدفاع الجوي تستخدم الصاروخ SM-2 (من المتوقع أن يبدأ هذا التحويل في عام 2004 - 2005).
من المخطط أن يعمل الرادار متعدد المهام APAR مع الرادار متعدد الأشعة للتسديد طراز SMART-L (اختصار الكلمات Signaal Multi - Beam Acquisition Radar for Targeting) ثلاثي الأبعاد الذي تنتجه شركة سيجنال والذي يحقق كشفا بعيد المدى (حتى 400 كيلومتر للأهداف الكبيرة في الفضاء) كما يتيح توجيه طائرات وصواريخ الاعتراض. يعتبر الرادار SMART-L نسخة من الرادار السابق له SMART-S الذي يتم استخدامه مع الفرقاطات الهولندية والألمانية.
توجد قناعة لدى الكثيرين من المتخصصين بأن كلاً من الرادار متعدد المهام APAR والرادار SMART- L قادران على العمل ضد الصواريخ البالستية وبذلك يمكنهما توفير دفاع عن مسرح العمليات ضد الصواريخ البالستية (Defense - TBMD Theatre Ballistic Missile) لكل من وحدات البحرية الألمانية والهولندية. يقول المتخصصون إن أهم خاصية في أجهزة الاستشعار المستخدمة للدفاع عن مسرح العمليات ضد الصواريخ البالستية (TBMD) هو قدرتها على توجيه أشعة عالية الطاقة إلى قطاعات عالية وعالية جدا وتقوم شركة سيجنال بالتعاون في هذا المجال مع جامعة جون هوبكنس (John Hopkins) الأمريكية.
الفرقاطة الألمانية فئة ساتشسن
(النوع اف - 124)
طلبت القوات البحرية الألمانية ثلاث فرقاطات فئة ساتشسن لتحل محل الفرقاطات القديمة من النوع لوتجنس (LUTJENS) التي تم فعلا سحب إحداها من الخدمة كما تم النص على حق القوات البحرية الألمانية في زيادة العدد ليكون أربع فرقاطات. تم تصميم منصة الفرقاطة F-124 بالجمع بين مواصفات برنامج التعاون الثلاثي لبناء فرقاطة (TFC) ومواصفات الفرقاطة السابقة لها من النوع F-123 التي كان ينظر إليها على أنها أفضل فرقاطة في العالم من حيث تمتعها بخواص سلبية تساعدها على البقاء. تم تصميم الفرقاطة ساتشسن بحيث تحقق الوقاية من الشظايا والانفجار وتتحمل الصابة المباشرة برأس حربية بها نحو 150 كيلو جراماً من المفرقعات شديدة الانفجار (لأغراض المقارنة فإن الرأس الحربية للصاروخ اكسوسيت بها 60 كيلو جراماً من المفرقعات شديدة الانفجار).
لم تنحصر مسئولية مجموعة الشركات الألمانية القائمة بتصميم وإنتاج الفرقاطة F-124 في إنتاج المنصة فقط بل تعدت مسئوليتها لتشمل تكامل نظام القتال وهو اتجاه لم يسبق للشركات الألمانية أن قامت به. يشمل النظام القتالي على مجموعة أجزاء قد يكون أهمها هو نظام الدفاع الجوي الذي يضم نظام الرادار متعدد الوظائف APAR ورادار البحث SMART ونظام البحث باستخدام الأشعة تحت الحمراء من النوع SIRUS- IRوهذا النظام الأخير تم تطويره بواسطة شركة سيجنال ومجموعة من الشركات الكندية ليكمل مهام الرادار وذلك بالبحث والمراقبة السلبية ضد الصواريخ التي تطير على ارتفاعات منخفضة على سطح الماء (SEA- Skimming) .
يمكن لقاذف الإطلاق الرأسي (Vertical Launch System- VlS)ماركة 41 (mk 41) الذي يحتوي على 32 خلية لإطلاق الصواريخ أن يستقبل كلا النوعين من الصواريخ سطح- جو من النوع SM-2 وسي سبارو المطور (ESSM). سيتم استخدام الصاروخ سي سبارو ضد الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض وضد الصواريخ حيث يتمتع بقدرة عالية على المناورة تصل حتى 50 مثل تسارع الجاذبية الأرضية (50g). يحتاج نظام الصواريخ SM-2 إلى إجراء تعديلات خاصة حتى يمكن استخدامه مع الرادار متعدد الوظائف APAR كما سبق الإشارة إلى ذلك. سيعتمد الدفاع الجوي القريب على استخدام قواذف النظام ماركة 49 ذو ال 21 خلية لإطلاق الصواريخ من النوع RAM (Rolling Airframe Missile والمستخدم مع الفرقاطات السابقة من النوع F-123 والفرقاطة F-122 المطورة. من المتوقع أن يتم الانتهاء من الفرقاطة الألمانية في نوفمبر 2002 ثم يتم عليها مجموعة من الاختبارات في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2003 قبل دخولها الخدمة.
الفرقاطة الهولندية دي زيفن بروفنسين (DE ZEVEN PROVINCIEN)
خططت القوات البحرية الهولندية في أول الأمر لتوفير فرقاطتين للقيام بمهام الدفاع الجوي ومجهزتين بإمكانيات قيادة مجموعة بحرية قتالية أو ما يشار إليها اختصارا بالأحرف LDCF (اختصار الكلمات Luchverde dingsen Commando Frigat) لتحل محل فرقاطتين فئة ترومب (TROMP) ولكن فيما بعد قررت القوات البحرية الهولندية زيادة عدد الفرقاطات إلى أربعة، منها اثنتان بدون إمكانيات لقيادة مجموعة قتال بحرية. اتجهت النية في أول الأمر أن يكون تصميم تلك الفرقاطات مبنياً على تصميم ما سبقها من فرقاطات. ولكن نظراً لأن المهمة الأساسية لتلك الفرقاطات كانت الدفاع الجوي لذلك تم استخدام التصميم الذي تم الوصول إليه من برنامج التعاون الثلاثي لبناء فرقاطة (TFC) الذي تم الإشارة إليه فيما سبق. يختلف تصميم الفرقاطة الهولندية عن تصميم الفرقاطة الألمانية F-124 في بعض التفصيلات ولكن يتشابه الجزء الخاص بالدفاع الجوي في كل من الفرقاطتين.
تستخدم الفرقاطة الهولندية نفس نظام الرادار متعدد المهام APAR والرادار SMART-L وأجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء SIRUS وذلك بالإضافة إلى قاذف الإطلاق الرأسي (VLS) ماركة 41 الذي يستخدم مع الصواريخ SM -2 Block IIIA والصواريخ سي سبارو المطورة (ESSM). بالنسبة لنظام الدفاع الجوي على الارتفاعات المنخفضة فقد تم اختيار النظام جول كيبر عيار 30 ملم (30mm GOAL KEEPER) كما تم اختيار نظام المدفعية عيار 127ملم- 54 عيار ليكون التسليح الرئيسي للفرقاطة وذلك لأول مرة مع البحرية الهولندية.
الفرقاطة الأسبانية ألفارو دي بازان
(ALVARO DE BAZAN)
بالرغم من أن تصميم الفرقاطة الأسبانية التي يشار إليها باسم F-100 قد اعتمد على ما تم الوصول إليه في برنامج التعاون الثلاثي لبناء فرقاطة (TFC)إلا أنه يختلف عن تصميم كل من الفرقاطة الألمانية والهولندية حيث اتجهت القوات البحرية الأسبانية إلى سياسة وحيدة في تجهيز فرقاطاتها التي سيتم تكليفها بمهمام الحراسة، وذلك بتسليحها بنظام للدفاع الجوي متوسط المدى. تنوي القوات البحرية الأسبانية أن يستبدل بالفرقاطات القديمة (باليارس)(BALEARES)، التي دخلت الخدمة منذ ما يقرب من 30 عاما، الفرقاطات F-100. يرجع السبب الثاني في اختلاف تصميم الفرقاطة الأسبانية عن كل من الألمانية والهولندية إلى أن الحكومة الأسبانية اتبعت سياسة مرنة ومتعمدة لتشجيع ترسانتها البحرية ودعمت موقفها في عدد من اتفاقيات التعاون الدولية .
نتيجة لذلك وبعد الانتهاء من مرحلة توصيف مشروع التعاون الثلاثي لبناء فرقاطة (TFC) في عام 1995تخلت أسبانيا عن تطوير الرادار متعدد الوظائف APAR لاعتقادها أن هذا البرنامج تحفه مخاطر فنية واقتصادية كبيرة ولجأت إلى استخدام حل جاهز يعتمد على النظام الأمريكي الأمريكي للدفاع الجوي الذي يشار إليه اختصاراً باسم (ايجيس) AEGIS وبذلك أكددت موقفها الدائم وهو تفضيل الولايات المتدحة الأمريكة كشريك مفضل لتصميم وتطوير بناء القطع البحرية.
سيعتمد نظام القتال على استخدام النظام الأمريكي ايجيس الذي يستخدم الرادار طراز AN/SPY- ID الذي يستخدم بدوره أربع مصفوفات إيجابية كما سيتم تجهيز الفرقاطة الأسبانية بقاذف الإطلاق الرأسي(VLS) ماركة 41 الذي يمكنه إطلاق كل من الصواريخ SM-2Block IIIA والصواريخ سي سبارو المطورة (ESSM) وسيتم توجيه تلك الصواريخ باستخدام رادارين أمريكيين ماركة 99 بدلا من استخدام ثلاثة مثل الفرقاطة الأمريكية فئة بورك (BURKE) والفرقاطة اليابانية فئة كونجو (KONGO) ولقد تم اختيار هذا الاتجاه نظراً لاستخدام أجهزة استشعار أخرى هي نظام السيطرة على النيران دورنا (DORNA) مع المدفع عيار 137 ملم ماركة 45 ونظام المراقبة- التتبع بالأشعة تحت الحمراء SIRUS IRونظام الدفاع الجوي القريب عيار 20 ملم الذي يستخدم الرادار SPY-1 للبحث.
برنامج هوريزون ونظام الصواريخ الرئيسي للدفاع الجوي وما تلاهما
بعد انهيار برنامج فرقاطة حلف الناتو لفترة التسعينيات (NFR-90) في أوائل التسعينيات قررت كل من فرنسا والمملكة المتحدة الاستمرار في التطوير المشترك لفئة جديدة من فرقاطات الدفاع الجوي ثم انضمت إليهما إيطاليا بعد ذلك بفترة قصيرة وأدى ذلك إلى تكوين مكتب مشترك للمشروع (Joint Project Office- JPO) في عام 1993 مقره لندن وأطلق على هذا المشروع فرقاطات الجيل الجديد المشتركة (Common New Generation Frigates- CNGF) أو هوريزون (Horizon) وتم توقيع العقد بين الحكومات الثلاث في يوليو لعام 1994. كان من المقرر أن يتم إدارة هذا المشروع بالتوازي مع المشروع الفرنسي الإيطالي لتطوير عائلة من نظم الصواريخ سطح- جو الذي يطلق عليها اختصار اسم FSAF.
كان البرنامج هوريزون له أهداف أكثر طموحا من نظيره برنامج التعاون الثلاثي لبناء فرقاطة (TFC) التي كانت سببا في فشله وكان يمكن تجنبها لو تم استيعاب أسباب فشل برنامج فرقاطة حلف الناتو لفترة التسعينيات (NFR-90). التزمت الدول الثلاثة بصياغة مطالب واحدة للعمليات والقيام بإجراء مشروع مشترك لتوصيف الفرقاطة يؤدي في النهاية إلى تصميم مشترك لها (باستثناء بعض التفصيلات الثانوية التي تحقق المطالب القومية لكل دولة) يتم نفيذه في الترسانات البحرية لكل دولة مع استخدام مجموعة مشتركة من إجراءات عملية توفير المكونات كما تم الاتفاق على أن يمتد التعاون ليشمل تدريب الأفراد والعمر الافتراضي للوحدات.
تم في فبراير لعام 1995 إنشاء شركة استثمار مشترك دولية ضمت شركات من الدول الثلاث وأطلق على المشروع اسم النظام الرئيسي لصواريخ الدفاع الجوي (Principle Anti- Air Missile System- PAAMS) ليدل على المهمة الرئيسية لفرقاطة الجيل الجديد المشتركة (CNGF).
تم التخطيط لإنتاج نسختين من نظام الصواريخ كطلب إيطاليا والمملكة المتحدة على التوالي. يختلف الحلان بعضهما عن بعض في القاذف الرأسي {النظام الفرنسي سيلفر (SYLVER) والنظام الأمريكي ماركة 41} والرادار متعدد الوظائف {النظام الإيطالي EMPAR والنظام البريطاني سامبسون (SAMPSON) } وذلك بالإضافة إلى بعض العناصر المهمة مثل برنامج نظام القيادة والسيطرة بينما تشترك النسختان في بعض العناصر المهمة الأخرى لنظام القتال بما فيها نظام البيانات القتالية ومجموعة نظم الحرب الإلكترونية والصواريخ طراز استر- 15 (ASTER-15) وأستر- 30 (ASTER-30) ونظام الرادار طويل المدى طراز S1850M الذي تنتجه شركة سيجنال- ماركوني.
البرنامج هوريزون الجديد
في مارس من عام 1999 انسحبت المملكة المتحدة من برنامج فرقاطة الجيل الجديد المشتركة (CNGF) وقررت بناء فرقاطة تحقق مطالبها القومية. في سبتمبر من عام 1999 قررت إيطاليا وفرنسا رسميا الاستمرار في البرنامج المشترك وتلا ذلك مجموعة من الاتفاقيات تحدد الخواص الفنية لما أطلق عليه برنامج هوريزون الجديد (New HORIZON). كان من الواضح أن التصميمات والحلول كانت هي نفسها التي تم الوصول إليها قبل انسحاب بريطانيا من برنامج التعاون الثلاثي. سيتم تجهيز كل من الفرقاطات الإيطالية والفرنسية بالرادار متعدد المهام EMPAR الذي طورته كل من شركة الينيا- ماركوني للنظم والذي تم اختباره على قطعه بحرية إيطالية مخصصة للتجارب ويستخدم هذا الرادار هوائياً سلبياً يدور بمعدل 60 دورة في الدقيقة الواحدة ويمكنه تتبع 300 هدف في نفس الوقت (منها 69 هدفا أسبقية أولى و 231 هدفا أسبقية ثانية مع توفير معدلات مختلفة لتحديث البيانات) ويمكنه الاشتباك مع 50 هدفا من تلك الأهداف. يصل أقصى مدى لكشف الأهداف التي لها مقطع راداري 10 أمتار مربعة إلى 120 كيلومتراً، أما الأهداف التي لها مقطع راداري 1،0 متر مربع فيمكن تتبعها على مسافة 50 كيلومتراً.
يعتمد الدفاع على الارتفاعات المنخفضة على حل مختلف تماما عما تم التخطيط له في برنامج فرقاطة الجيل الجديد المشتركة (CNGF). ستستخدم الوحدات الفرنسية مدفعين عيار 76 ملم تنتجها شركة أوتو بريدا (OTO Breda) في الأمام وقاذفين من النوع سادرال (SADRAL)، يضم كل قاذف ست خلايا، في الخلف، بينما ستستخدم الوحدات الإيطالية ثلاثة مدافع عيار 76 ملم اثنان منها في الأمام وواحد في الخلف. قد يكون الاختلاف الواضح عما ماكان مخططا من قبل هو التخلي عن المدفع عيار 127 مل وهو ما يعني التخلي عن فكرة المساندة النيرانية البحرية.
قررت فرنسا تركيب وحدتين إضافتين من قاذف الإطلاق الرأسي سيلفر يحتوي كل منهما على 8 خلايا للإطلاق وبذلك تم زيادة عدد الصواريخ الجاهزة للإطلاق إلى 64 صاروخاً من النوع أستر وهو عدد كبير بالمقارنة بالفرقاطات الأوربية الأخرى (32 بالنسبة للفرقاطة الألمانية F-124، 40 بالنسبة للفرقاطة الهولندية و48 بالنسبة للفرقاطة الأسبانية F-100) وذلك بالرغم من أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن بعض خلايا القاذف ماركة 41 يمكن تعديلها لإطلاق 4 صواريخ سي سبارو المطور.
طلبت كل من القوات البحرية الإيطالية والقوات البحرية الفرنسية فرقاطتين مع احتمال زيادة مطالبهما وهو ما يمثل نكسة للبرنامج حيث أنه كان المخطط من قبل هو 22 فرقاطة (6 لإيطاليا، 4 لفرنسا، 12 للمملكة المتحدة) وهو مما لاشك فيه سيؤثر على التكلفة والصيانة. يصل نصيب إيطاليا مقابل الفرقاطتين ومركز التدريب المشترك في طولون، ولكن لايشمل تكاليف التطوير، 2800 بليون ليرة إيطالية وهو مايعادل 65،1 بليون دولار أمريكي.
المدمرة البريطانية من النوع 45
في مايو لعام 1999 ومباشرة بعد انسحاب الممكة المتحدة من برنامج هوريزون قررت أن تقوم بتطوير وتنفيذ برنامج يؤدي إلى توفير 12 مدمرة مسلحة بالصواريخ الموجهة أخذت اسم النوع 45 (Type-45) لتحل محل المدمرات النوع- 42 وعلى أساس أن تحل محلها اعتباراً من عام 2007.
يتساءل الخبراء عن مدى قدرة القوات البحرية الملكية على توفير التمويل اللازم لكل هذا العدد وذلك بالرغم من أن تكاليف هذا البرنامج ستكون أقل من تكاليف البرنامج هوريزون ولكن سيظل إجمالي التكلفة مرتفعا حيث ستبلغ تلك التكلفة بين 5،9 إلى 11 بليون دولار أمريكي.
بالرغم من انسحاب بريطانيا من برنامج فرقاطة الجيل الجديد (CNGF)إلا أنها احتفظت بحقها في استغلال نتائج الدراسات المشتركة كما أن عددا من الشركات الصناعية البريطانية تساهم باستثمارات كبيرة في مشروع فرقاطة الجيل الجديد وظلت مشتركة في مجموعة الشركات الأوربية التي تقوم بتطوير نظام الصاورخ الرئيسي للدفاع الجوي والتي تأخذ اسم (EUROPAAMS) ولذلك فمن المتوقع أن يستفيد تصميم المدمرة 45 من الدراسات التي تمت قبل ذلك.
تقوم شركة ماركوني للنظم الإلكترونية التي هي حاليا جزء من شركة بريتش ايروسبيس بتنفيذ عقد لدراسة جدوى المدمرات من النوع 45 ومازال من المبكر معرفة تفصيلات عن هذا المشروع. قد يكون أهم أجزاء هذه المدمرة هو النظام الرئيسي لصواريخ الدفاع الجوي(PAAMS) فبالرغم من انسحاب بريطانيا من برنامج هوريزون إلا أن وزارة الدفاع البريطانية أوضحت أن هذا النظام سيظل هو الاختيار المناسب لأي مشروع قومي في المستقبل وفي يوليو من عام 1999 انضمت إلى كل من فرنسا وإيطاليا لتوقيع عقد تصل قيمته بليون دولار أمريكي لتطوير والإنتاج الأولي لهذا النظام وبذلك تم التخلي عن أي فكرة لاستخدام النظام الأمريكي للدفاع الجوي إيجيس (AEGIS).
تشبه نسخة نظام الصواريخ الرئيسي للدفاع الجوي (PAAMS) الذي اختارته بريطانيا لتسليح مدمراتها تماما النظام الذي تم اختياره لتسليح فرقاطة الجيل الجديد التي كانت تنوي بريطانيا تطويرها (CNGF) حيث يضم الرادار متعدد الوظائف سامبسون (SAMPSON). يستخدم الرادار سامبسون نفس مفهوم الهوائي الدوار المستخدم مع الرادار EMPARولكن يختلف عنه في معدل الدوران حيث يدور بمعدل 30 دورة في الدقيقة. يمكن للرادار البريطاني أن يتتبع500 إلى 1000 هدف ويشتبك مع 12 هدفا منها، وله مدى يصل إلى 400 كيلومتر وتشترط البحرية الملكية البريطانية تحقيق هذا المدى. سيتم استخدام رادار الكشف طويل المدى ثلاثي الأبعاد طراز S1850M مع الرادار سامبسون.
من المتوقع أن يتم استخدام نظام الإطلاق الرأسي ماركة 41 حيث تبدي البحرية البريطانية اهتماما خاصا به حتى يمكنها استخدام الصواريخ الجوالة للهجوم البري من النوع توماهوك الذي يتم استخدامه حاليا مع الغواصات وقطع السطح البحرية البريطانية. سيمكن استخدام كل من عائلة الصويخ SM-2 والصويخ أستر مع قاذف الإطلاق الرأسي كما سيتيح استخدام الصاروخ SM-2 Block IIIA تحقيق مطالب البحرية البريطانية للدفاع الجوي طويل المدى وهو مادفعها إلى اختيار الرادار سامبسون كما تتعاون البحرية البريطانية مع الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة إمكانية استخدام الرادار سامبسون في الدفاع ضد الصواريخ البالستية. من الخيارات الأخرى التي قد يتم تسليح المدمرة البريطانية بها نظام الصواريخ هاربون المضادة للقطع البحرية والطائرات العمودية مرلين (MERLIN) المضادة للغواصات والطوربيدات ستنج راي (STINGRAY) المضادة للغواصات أيضا والمدافع عيار 30 ملم أما بالنسبة لنظام الدفاع الجوي على الارتفاعات المنخفضة فقد يتم استخدام النظام فالانكس وذلك بالإضافة إلى دراسة عدد من البدائل بالنسبة لمدفعية المساندة البحرية بالنيران وهي المدفع عيار 114 ملم أو 127 ملم أو 155 ملم أو قد لايتم استخدام أي نوع من المدفعية.
قبل أن ننهي حديثنا عن البرامج الأوربية لتطوير الفرقاطات يرى المتخصصون ضرورة أن تتمتع الفرقاطات متعددة المهام بخصائص القدرة على النجاة منفردة ويضربون لذلك مثلا بالفرقاطة الهولندية والفرقاطة الرياض { أول فرقاطة يتم تسليمها من برنامج سواري الثاني (Sawari II)} التي قامت ببنائها الترسانة التي يشار إليها اختصارا بالأحرف DCN (اختصار الكلمات Direction des Constructions Navales ) لصالح المملكة العربية السعودية. تم بناء الفرقاطة الرياض على أساس الفرقاطة الفرنسية لافاييت (La Fayette) وهي أول فرقاطة في العالم يتمتع تصميمها بخواص التسلل وتجمع أحدث الأسلحة والتقنيات الفرنسية. تحمل حاليا الفرقاطة الرياض العلم السعودي وفي المراحل النهائية للتدريب والتجهيزات النهائية. يتم تسليح الفرقاطة الرياض بعدد 8 صواريخ استر -15و 8 صواريخ اكسوسيت طراز MM 40 ولها إزاحة 4500 طن وتم تجهيزها أيضا بمجموعة من نظم الاستشعار تمكنها من القيام بمهام الدفاع الجوي والدفاع ضد الغواصات والقيام بمهام المساندة البرية. تستخدم تلك الفرقاطة الرادار أرابل (arabel) وهو رادار يشابه إلى حد كبير الرادار متعدد الوظائف MF-APAR الذي يستخدم مع الحاملة الفرنسية شارل ديجول وتستخدم تلك الفرقاطة أيضا مصفوفة السونار كابتاس (Captas) التي تقوم بكشف الغواصات.
البرامج الأوربية الأخرى
لتطوير القوات البحرية
بالرغم مما تحقق في مجال توفير الفرقاطات فإن المخططون الأوربيون يرون أن القوات البحرية للدول الأوربية تحتاج إلى حاملات كبيرة مناظرة لما تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية التي لها قدرة كبيرة على توجيه ضربات قوية للعدو لها صفة الاستمرار. تخطط القوات البحرية الملكية البريطانية لبناء حاملتين للطائرات ولكن ليس من المتوقع دخولهما الخدمة قبل عام2012 كما تأمل فرنسا أن تضيف حاملة أخرى تكمل الحاملة شارل ديجول ولكن من المتوقع أيضا أن تدخل الخدمة في نفس توقيت الحاملات البريطانية. أما الحاملة الإيطالية التي تأخذ اسم أندريا دوريا (Andrea Doria) التي يتم بناؤها حاليا فمن المتوقع أن تدخل الخدمة عام 2007.
في مجال الهجوم البرمائي فإن الدول الأوربية لديها قدرات مقبولة ويرجع ذلك إلى الإجراءات المبكرة التي قامت بها تلك الدول لإنشاء قوة الانتشار السريع (Rapid Deployment Force). قامت كل من أسبانيا وهولندا في هذا الاتجاه بتطوير منصة للهجوم البرمائي والمساندة لكل منهما إزاحة تصل إلى 12000 طن كما تقوم هولندا ببناء منصة أخرى من المتوقع دخولها الخدمة في عام 2007. تقوم بريطانيا ببناء منصتين للإنزال (Landing Platform Docks- LPD) وذلك بالرغم مما يعترضهما من صعوبات بينما بدأت فرنسا في عام 2002 بالبدء في بناء قطعتين بحريتين لهما نفس الوزن والحجم يطلق عليهما اختصارا اسم BPC ( اختصار الكلمات الفرنسية Batiments de projection et commandement) يمكن لتلك القطع البحرية، التي يصل وزنها إلى نصف وزن الحافلات الجديدة أن توفر قدرة كبيرة على نقل ومساندة القوات التي في حجم لواء مسلح بدبابات القتال الرئيسية والعربات المدرعة كما ستسمح النسخة الفرنسية بتشغيل ست طائرات عمودية في نفس الوقت.
بالرغم من أهمية منصات الهجوم البرمائي إلا أن حاملات الطائرات لها أهمية خاصة لتعزيز الوجود الدائم في العالم هكذا يقول الفرنسيون وبالرغم من ذلك وحتى يتم دخول حاملة الطائرات الفرنسية الثانية الخدمة بعد مايقرب من خمس سنوات فإن فرنسا تخطط لتوفير أداة جديدة فعالة للمحافظه على سياسة الوجود الدائم في العالم وهي الفرقاطة متعددة المهام (Multi- Mission Frigate- FMM). بينما سيتم استخدام فرقاطات البرنامج هوريزون في الدفاع الجوي عن منطقة ولحماية القوات فإن الفرقاطات متعددة المهام سيتم تجهيزها بحيث تكون قادرة على العمل المستقل للهجوم البري. في نوفمبر من عام 2002 وقعت فرنسا اتفاقية تعاون مع إيطاليا لبناء 27 من تلك القطع البحرية القتالية سيتم تجهيزها جميعا بالصواريخ الجوالة كما سيتم تجهيز نصف هذا العدد لمهام الهجوم البري.
تم توصيف الرادار بحيث يمكنه المراقبة في جميع الاتجاهات وله مدى كشف يصل إلى 80 كيلومتراً في الاتجاهات الثلاثة وسيتم تكامل هذا الرادار مع الصواريخ أستر وسيكون قادرا على توجيه أكثر من 10 صواريخ في نفس الوقت. ترجح تلك المطالب استبعاد نظام الرادار أرابيل الذي تنتجه شركة تاليس (Thales) الفرنسية ولكن لاتستبعد استخدام الرادار سامبسون الذي تنتجه شركة بريتش ايروسبيس البريطانية. من المتوقع أيضا أن تعلن المملكة المتحدة خططها لبناء نحو 20 قطعة بحرية أطلقت عليها نظام القتال المستقبلي (Future Combat System- FCS) الذي يعتبر مناظرا للفرقاطة متعددة المهام الفرنسية الإيطالية (FMM). ستتولى تلك القطع البحرية مع المدمرات من النوع 45 مسئولية الحرب ضد الغواصات بدلا من الأسطول البريطاني كما سيتم توجيهها نحو مهام الهجوم البري.
يعتبر المشروع الإيطالي الفرنسي لبناء الفرقاطات متعددة المهام هو أكبر مشروع أوربي لبناء القطع البحرية حيث تصل تكلفته إلى ما يقرب من 15 بليون دولار أمريكي ومن المتوقع أن يبدأ تسليم تلك الفرقاطات في عام 2008 وينتهي في عام 2017. يقول المتخصصون أن هذا المشروع مثال واضح على أن الإرادة السياسية قد تسبق العوامل الأخرى مثل مطالب المهام القتالية كما أن تلك الإرادة السياسية كانت مدفوعة بعوامل تخفيض التكلفة.
يكمن الفرق بين نسخ الفرقاطات المخصصة للحرب ضد الغواصات والأخرى متعددة المهام المخصصة للهجوم البري في مجموعة أجهزة السونار المخصصة للكشف والطائرات العمودية طراز NH-90 المجهزة للحرب ضد الغواصات بينما سيتم تجهيز نسخة فرقاطات الهجوم البري بطائرات عمودية طراز NH-90 أيضا ولكن مخصصة لأعمال البحث القتالية وللإنقاذ. سيتم أيضا تجهيز نسخة فرقاطة الهجوم البري بمحطات لتخطيط المهمة لإطلاق الصواريخ الجوالة حيث ستوفر تلك المحطات لقائد الفرقاطة أن يرسم صورة ثلاثية الأبعاد للهدف ويحدد إحداثياته باستخدام النظام العالمي لتحديد الموقع (Global Positioning System- GPS) ويدخلها في نظام توجيه الصاروخ.
المراجع:
1- دورية Military Technology العدد 3-2000.
2- مواقع مختلفة من على الانترنت.
(من مجلة الحرس الوطني)