الزعيم الركن احمد محمد يحيى
وسام الشالجي
ولد الزعيم الركن احمد محمد يحيى في محافظة الموصل سنة 1916 واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها . انتمى الى الكلية العسكرية بدورتها الحادية عشرة عام 1933 , وتخرج منها سنة 1935 برتبة ملازم ثاني . تخرج من كلية الاركان سنة 1942 برتبة رئيس ركن . تقدم في السلك العسكري حيث التحق بدورة عسكرية في انكلترا , وهناك واثناء تواجد الملك فيصل الثاني في لندن خلال فترة دراسته اصبح احمد محمد يحيى مرافقا خاصا له وعاد معه الى بغداد . وبعد تتويج الملك فيصل الثاني ملكا على العراق ظل مقربا من البلاط الملكي فعين بعد احداث البصرة سنة 1953 واعلان الاحكام العرفية وهو برتبة عقيد ركن ليكون قائدا للقوات العسكرية في منطقة البصرة . ثم تولى منصب امر اللواء الخامس عشر في البصرة سنة 1954 , ثم امر موقع البصرة حتى سنة 1956 . اعيد الى بغداد ليصبح رئيسا للبعثة العسكرية العراقية الى المملكة الاردنية الهاشمية واستمر بهذا المنصب لحين اعلان الاتحاد الهاشمي بين المملكتين العراقية والاردنية . بقي في الاردن ضمن البعثة العسكرية هناك حتى قيام ثورة 14 تموزعام 1958 وسقوط الملكية .
كان احمد محمد يحيى ذو علاقه جيدة مع قادة الثورة الجدد وخاصة بالزعيم عبد الكريم قاسم لانه كان من اصدقائه القدامى , لذلك فقد اعلن بعد عودته الى بغداد ولاءه التام للجمهورية العراقية الفتية . بسبب شخصيته المتزنة وثقة عبد الكريم قاسم به عين بعد الثورة بمدة بمنصب سفير العراق في السعودية لانها احدى الدول التي وقفت موقفا سلبيا من الثورة , لكن الفرصة لم تتح له للالتحاق بمنصبه بسبب الخلاف الذي حصل بين الزعيمين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف .
وبعد اعفاء عبد السلام عارف من منصب وزير الداخلية قرر الزعيم عبد الكريم قاسم تعيين الزعيم الركن احمد محمد يحيى وزيراً للداخلية وتولى مهام عمله بهذا المنصب في 1/ 10/ 1958 اي بعد ثلاثة اشهر من قيام الثورة . وكان اختيار الزعيم قاسم له ليكون وزيرا للداخلية للاستفادة من تجاربه السابقة في الادارة والسياسة , كما اسندت اليه لفترة من الزمن وزارة الاصلاح الزراعي وكالة . وخلال توليه منصب وزير الداخلية مرت على العراق فترات عصيبة كان الجو السياسي متوتراً والمؤامرات الداخلية والخارجية تعصف بالبلاد بسبب احتدام الصراع بين الاحزاب السياسية . ومن اهم هذه الفترات احداث الموصل سنة 1959 اثر حركة عبد الوهاب الشواف , ثم تلت تلك الفترة احداث كركوك في نفس العام وما رافقها من اعمال عنف , ليأتي بعدها تعرض الزعيم قاسم لمحاولة اغتيال فاشلة . وبرغم هذه الاجواء المتوترة كان الزعيم الركن احمد محمد يحيى يساير مختلف الاحزاب ولم يميز بين الفئات والعناصر المختلفة من اجل الحفاظ على امن البلاد واستقرارها , وبعد تجاوز هذه الاحداث واثارها اسهم مساهمة فعالة في بناء مؤسسات الدولة العراقية الحديثة .
وبعد حركة 8 شباط 1963 تم اعتقاله وايداعه في سجن رقم (1) في معسكر الرشيد . وقد حوكم من قبل محكمة عرفية بتهمة خيانة اهداف ثورة 14 تموز وحكم عليه بالسجن خمس سنوات . وفي نيسان عام 1964 أطلق سراحه فاعتكف في داره ببغداد حتى وفاته سنة 1998 عن عمر ناهز 82 سنة . كان رحمه الله عسكريا ناجحا واداريا كفوءاً لم ينتم الى اي حزب سياسي خلال حياته , وكان رجل انساني وكريم اليد وحسن الاخلاق رحمه الله رحمة واسعة .
ومما احب ذكره في نهاية هذا المقال بان المرحوم الزعيم الركن احمد محمد يحيى كان صديقا حميما لوالدي المرحوم قاسم الشالجي بالرغم من فارق الرتبة العسكرية بينهما . ولطالما شاهدت وانا لا ازال صغيرا الزعيم احمد محمد يحيى في دارنا حين كان يأتي لزيارة والدي في المناسبات , وكان يجذبني منظره بقوامه الرشيق وشعره الابيض الدال عل الوقار الشديد . ومما كنت استلطفه وابتسم له خلال تلك اللقاءات ان والدي رحمه الله كان لا ينفك بمناداته بكلمة (سيدي) بالرغم من انهما كانا قد احيلا على التقاعد من الجيش قبلها بمدد طويلة .
وسام الشالجي
ولد الزعيم الركن احمد محمد يحيى في محافظة الموصل سنة 1916 واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها . انتمى الى الكلية العسكرية بدورتها الحادية عشرة عام 1933 , وتخرج منها سنة 1935 برتبة ملازم ثاني . تخرج من كلية الاركان سنة 1942 برتبة رئيس ركن . تقدم في السلك العسكري حيث التحق بدورة عسكرية في انكلترا , وهناك واثناء تواجد الملك فيصل الثاني في لندن خلال فترة دراسته اصبح احمد محمد يحيى مرافقا خاصا له وعاد معه الى بغداد . وبعد تتويج الملك فيصل الثاني ملكا على العراق ظل مقربا من البلاط الملكي فعين بعد احداث البصرة سنة 1953 واعلان الاحكام العرفية وهو برتبة عقيد ركن ليكون قائدا للقوات العسكرية في منطقة البصرة . ثم تولى منصب امر اللواء الخامس عشر في البصرة سنة 1954 , ثم امر موقع البصرة حتى سنة 1956 . اعيد الى بغداد ليصبح رئيسا للبعثة العسكرية العراقية الى المملكة الاردنية الهاشمية واستمر بهذا المنصب لحين اعلان الاتحاد الهاشمي بين المملكتين العراقية والاردنية . بقي في الاردن ضمن البعثة العسكرية هناك حتى قيام ثورة 14 تموزعام 1958 وسقوط الملكية .
كان احمد محمد يحيى ذو علاقه جيدة مع قادة الثورة الجدد وخاصة بالزعيم عبد الكريم قاسم لانه كان من اصدقائه القدامى , لذلك فقد اعلن بعد عودته الى بغداد ولاءه التام للجمهورية العراقية الفتية . بسبب شخصيته المتزنة وثقة عبد الكريم قاسم به عين بعد الثورة بمدة بمنصب سفير العراق في السعودية لانها احدى الدول التي وقفت موقفا سلبيا من الثورة , لكن الفرصة لم تتح له للالتحاق بمنصبه بسبب الخلاف الذي حصل بين الزعيمين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف .
وبعد اعفاء عبد السلام عارف من منصب وزير الداخلية قرر الزعيم عبد الكريم قاسم تعيين الزعيم الركن احمد محمد يحيى وزيراً للداخلية وتولى مهام عمله بهذا المنصب في 1/ 10/ 1958 اي بعد ثلاثة اشهر من قيام الثورة . وكان اختيار الزعيم قاسم له ليكون وزيرا للداخلية للاستفادة من تجاربه السابقة في الادارة والسياسة , كما اسندت اليه لفترة من الزمن وزارة الاصلاح الزراعي وكالة . وخلال توليه منصب وزير الداخلية مرت على العراق فترات عصيبة كان الجو السياسي متوتراً والمؤامرات الداخلية والخارجية تعصف بالبلاد بسبب احتدام الصراع بين الاحزاب السياسية . ومن اهم هذه الفترات احداث الموصل سنة 1959 اثر حركة عبد الوهاب الشواف , ثم تلت تلك الفترة احداث كركوك في نفس العام وما رافقها من اعمال عنف , ليأتي بعدها تعرض الزعيم قاسم لمحاولة اغتيال فاشلة . وبرغم هذه الاجواء المتوترة كان الزعيم الركن احمد محمد يحيى يساير مختلف الاحزاب ولم يميز بين الفئات والعناصر المختلفة من اجل الحفاظ على امن البلاد واستقرارها , وبعد تجاوز هذه الاحداث واثارها اسهم مساهمة فعالة في بناء مؤسسات الدولة العراقية الحديثة .
وبعد حركة 8 شباط 1963 تم اعتقاله وايداعه في سجن رقم (1) في معسكر الرشيد . وقد حوكم من قبل محكمة عرفية بتهمة خيانة اهداف ثورة 14 تموز وحكم عليه بالسجن خمس سنوات . وفي نيسان عام 1964 أطلق سراحه فاعتكف في داره ببغداد حتى وفاته سنة 1998 عن عمر ناهز 82 سنة . كان رحمه الله عسكريا ناجحا واداريا كفوءاً لم ينتم الى اي حزب سياسي خلال حياته , وكان رجل انساني وكريم اليد وحسن الاخلاق رحمه الله رحمة واسعة .
ومما احب ذكره في نهاية هذا المقال بان المرحوم الزعيم الركن احمد محمد يحيى كان صديقا حميما لوالدي المرحوم قاسم الشالجي بالرغم من فارق الرتبة العسكرية بينهما . ولطالما شاهدت وانا لا ازال صغيرا الزعيم احمد محمد يحيى في دارنا حين كان يأتي لزيارة والدي في المناسبات , وكان يجذبني منظره بقوامه الرشيق وشعره الابيض الدال عل الوقار الشديد . ومما كنت استلطفه وابتسم له خلال تلك اللقاءات ان والدي رحمه الله كان لا ينفك بمناداته بكلمة (سيدي) بالرغم من انهما كانا قد احيلا على التقاعد من الجيش قبلها بمدد طويلة .