روسيا تُعدّ صيغة جديدة لعقيدتها العسكرية

AL RAGH

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2014
المشاركات
17,678
التفاعل
69,339 0 0
روسيا تُعدّ صيغة جديدة لعقيدتها العسكرية
Whitebook468.jpg

يجري في روسيا حالياً الإعداد لاعتماد الصيغة الجديدة للوثيقة الأساسية في مجال الأمن؛ وهي العقيدة العسكرية التي تحدد الأهداف والمهمات واتجاهات عمل القوات المسلحة، مع الأخذ بالحسبان تعقّد الوضع العسكري السياسي في العالم. وبغض النظر عن وجود عدد من البنود الجديدة، فإن العقيدة العسكرية الروسية سوف تحمل، كما في السابق، طابعاً دفاعياً.

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي سلسلة من الاجتماعات التقليدية مع المسؤولين في وزارة الدفاع وقطاع الصناعات الدفاعية، وقد كرست تلك الاجتماعات لإجمال نتائج المناورات العسكرية التي جرت في هذا العام الذي يوشك على الانتهاء، وخطط العام القادم، وبحث البرنامج الحكومي المخصص للتسليح خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2015 ـ 2025، بالإضافة إلى التحضير لإصدار " الكتاب الأبيض" حول السياسة الدفاعية في روسيا، والصيغة الجديدة للعقيدة العسكرية.

" الكتاب الأبيض" يتحدث عن القوات المسلحة الروسية

طوال سنوات وجود الاتحاد السوفيتي و روسيا الجديدة، لم يُنشر " الكتاب الأبيض" أبداً. وخلال السنوات الأخيرة، كانت هناك محاولات عديدة لاطلاع العالم بصورة كاملة وبأقصى ما يمكن على وضع الجيش الروسي والمهمات الماثلة أمامه، بما في ذلك في الكتيّب الذي صدر في عام 2007، حول " المهمات الرئيسة لتطور القوات المسلحة الروسية". ولكن يصعب جداً مقارنة " الكتاب الأبيض" بشبيهه الذي يظهر سنوياً في الدول الرائدة في العالم، وبالدرجة الأولى من حيث المضمون.

TASS_85687_468.jpg

تنطلق أهداف ومهمات واتجاهات أنشطة القوات المسلحة والبلاد بصورة عامة، من حيث المبدأ، من العقيدة الجديدة. وكانت قد جرت المصادقة على العقيدة الحالية بموجب مرسوم الرئيس في عام 2010. منذ ذلك الحين تغيرت الأوضاع على الساحة الدولية وداخل روسيا إلى حد كبير؛ فقد تأزمت العلاقات ما بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والمنظمات التي تقع تحت تأثيرها، مثل حلف الناتو وثمة حرب أهلية جارية في سوريا، كما أن تنظيم " الدولة الإسلامية" استولى على مناطق في شمال العراق.

أما الولايات المتحدة الأمريكية فهي تنشر عناصر منظومة الدفاع الصاروخي عند الحدود الروسية، ويجري هناك أيضاً انتهاك الاتفاقية الرئيسة ما بين روسيا والناتو متمثلاً بإنشاء قواعد أمريكية وأطلسية. وتجري عند الحدود الروسية أيضاً مناورات أطلسية باستمرار، وتجوب سفن الحلف قرب الحدود الروسية في البحر الأسود وبحر البلطيق.

كما تجري حرب إعلامية نفسية، وكل ذلك يتطلب تفكيراً مفاهيمياً جدياً ووضع نظرية جديدة وتكتيكاً لمواجهة السلوك العدواني لبلدان الغرب. وهذا ما يتصوره مجلس الأمن الروسي، بالإضافة إلى المصادَقة في الصياغة الجديدة للعقيدة العسكرية السياسية على تدابير التصدي للأعداء المحتملين.

العدو المحتمل ومبدأ الردع الدفاعي النووي

من هنا يبرز السؤال التالي: هل سيدخل مفهوم " العدو المحتمل" في العقيدة العسكرية الجديدة؟ ومَن الذي ستصفه العقيدة بهذا المصطلح؟ علماً بأن مؤلفي عقيدة عام 2010 كانوا قد تجنبوا تماماً هذا التوصيف، على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية والناتو لا يصفان روسيا إلا بتعبير العدو المحتمل.

AlexeyDruzhinin_TASS_9306211_468.jpg


وهناك أيضاً سؤال مبدئي آخر للعقيدة العسكرية الجديدة، وهو مبدأ استخدام الأسلحة النووية، حيث يدور كثير من الجدل حول هذه القضية. ويؤكد بعض الخبراء في روسيا وجوب أن تتضمن العقيدة حق روسيا بتوجيه ضربة نووية وقائية، إذا ما وصفت بأنها ضرورية لحماية استقلالها وسيادتها من قوى العدو المتفوقة، بينما يؤكد آخرون أن هذا الموقف سوف يثير أصداء سلبية حادة لدى الرأي العام العالمي.

ويقول الجنرال يوري بيلويفسكي، القائد السابق للأركان العامة للقوات المسلحة الروسية والنائب الأول لوزير الدفاع ( 2004 – 2008) الذي شارك في إعداد العقيدة العسكرية في عام 2010، بأنه ورد في العقائد العسكرية خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 1993 – 2000 أكثر من مرة افتراض التخطيط لاستخدام الأسلحة النووية من خلال الضربات الوقائية، وهذا ليس موجوداً في عقيدة عام 2010.

وبرأيه، فإن ذلك لن يرد في صيغة العقيدة العسكرية الجديدة أيضاً، علماً بأن روسيا لن تتقبل مثل هذه المواقف لحل التناقضات الدولية الحادة، وإذا ما استُخدمت، للمقارنة، المصطلحات المطبّقة في الناتو، فإن عقيدة روسيا العسكرية تقوم بالأساس على مبدأ " الردع النووي الدفاعي".

وانطلاقاً من الآراء الواردة في الصحافة على لسان كثير من الخبراء العسكريين، فإن الصيغة الجديدة للعقيدة العسكرية سوف تكون أكثر تشدداً من سابقتها في التقويمات والاستنتاجات، وهذا مردّه بالتحديد إلى الوضع الناشئ في العلاقات ما بين روسيا والغرب.

http://m.arab.rbth.com/opinion/2014/12/11/28735.html
 
عودة
أعلى