تفسير آية: لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً ...

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,781
التفاعل
17,898 114 0
تفسير قوله تعالى: لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر : 21]

قوله: (( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ )) أي: الجامع للمواعظ، والموجب للنظر والتقوى لكل حال،
(( عَلَى جَبَلٍ )) أي: بأن يفهمه الجبل ويكلف بما فيه،
(( لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا )) أي: متذللاً لعظمة الله،
(( مُتَصَدِّعًا )) أي: متشققاً،
(( مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )) وذلك مع عظم مقداره، فالجبل على صلابته وتناهي قساوته وقوته لو أنزل عليه القرآن لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله عز وجل.
يقول القاشاني : أي: أن قلوب هؤلاء الكافرين أقسى من الحجر في عدم التأثر والقبول؛ إذ الكلام الإلهي بلغ من التأثير ما لا إمكان للزيادة وراءه، حتى لو فرض إنزاله على جبل لتأثر منه بالخشوع والانصداع. فهذه الآية الكريمة تدل على أنه لا عذر لأحد في ترك تدبر القرآن الكريم، فالقرآن هو هو كما أنزله الله سبحانه وتعالى، لكن القلوب هي التي تغيرت، وهي التي اختلفت، وأما لو سلم القلب من الحجب والحواجز لكان بلا شك أشد انفعالاً بالقرآن الكريم من هذا الجبل. يقول ابن الجوزي في تفسير هذه الآية الكريمة: وهذا توبيخ لمن لا يحترم القرآن، ولا يؤثر في قلبه مع الفهم والعقل.
(( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ )) أي: وتلك الأمور
(( نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) أي: ليعلموا أنهم أولى بذلك الخشوع والتصدع.


* مشاركة للأخ الرياضي مشكورا نُقِلَت الى هنا حسب العائدية
 
عودة
أعلى