واشنطن - من ديفيد ايزنبيرغ - (يو بي أي): ما الأسلحة التي قد يستخدمها الجيش الأميركي في أي هجوم ضد البرنامج النووي الإيراني, وما الأهداف التي سيضربها?
تاريخيا, استخدم الجيش الأميركي فقط مجموعتين من حاملات الطائرات في العمليات العسكرية في الخليج خلال عملية "عاصفة الصحراء" التي استغرقت يومين من القصف في عام 1996, وعملية "ثعلب الصحراء" التي استغرقت ثلاثة أيام من القصف على أهداف في العراق.
وتعتبر صواريخ »توماهوك« التي يصل مداها الى 1500 كم ويمكنها إصابة الأهداف بدقة, سمة متلازمة في حاملات الطائرات, لكن رغم التحسينات الجلية في السنوات الأخيرة فإن عدد ومدى الطائرات الهجومية الموجودة على مجموعة حاملات الطائرات الهجومية أقل بكثير من تلك الموجودة في السلاح الجوي الأميركي.
وقد يتم نشر أنظمة دفاع جوية »باتريوت« في دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة بالإضافة الى نشر أنظمة دفاع جوية اميركية أوروبية في إسرائيل بهدف إحباط أي رد إيراني عليها تماماً كما حصل خلال حرب الخليج الثانية.
ومن المحتمل أيضاً نشر كاسحات ألغام في الخليج ,خصوصاً في مضيق هرمز لابقائه مفتوحاً.
كذلك سيتم نشر مقاتلات وقاذفات أميركية إضافية في العراق وأفغانستان, بيد أن المؤشر الأكبر لهجوم وشيك هو نشر أعداد ضخمة من ناقلات البترول »كي سي 10« و»كي سي 135« لتزويد القاذفات الأميركية الموجودة في أماكن مثل دييغو غارسيا في المحيط الهندي وبلغاريا ورومانيا.
ورغم أن وجود مراكز القاذفات الأميركية في العراق وأفغانستان يزيد من قدرات سلاح الجوالأميركي في هكذا هجوم يبقى أن الدور المحوري ستلعبه قاذفات »إف 22« و»ب 2ب« المتمركزة في قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري ويمكن ان تهبط في قواعد أميركية في دييغو غارسيا وفي غوام في المحيط الهادىء وفي راف فيرفورد في بريطانيا.
ومن المحتمل لقاذفات »ب1« و»ب-52« أن تقوم بضربات إضافية حيث يمكنها شن هجمات على إيران من أماكن بعيدة لأنه يمكنها أن تحمل نحو 70 الف رطل من القنابل وأن تطلق صواريخ كروز وقد تستخدم المقاتلة المساندة »إي3« العاملة على نظام الأواكس,وطائرات أصغر حجماً لتنفيذ هجمات دقيقة مثل »إف-15 إي إيغل« و»اف أي-18 هورنت« المجهزة لنقل ذخيرة خارقة, وقد يشهد هكذا هجوم استخدام المقاتلة و»ف22« المتمركزة حالياً في قاعدة لانغلي افب في فيرجينيا.
وسيتطلب ضرب كل الأهداف او معظمها والتي حددها مسؤولون في البنتاغون ب¯ 1500 هدف على الأقل مئات إن لم يكن آلاف الطلعات الجوية.
وقد حض المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى مايكل أيزنشتات على التدمير الفوري والتام للمنشآت التي بنتها إيران من اجل تخصيب اليورانيوم.
وأضاف قائلاً أن تدمير هذه المنشآت بأسرع وقت ممكن سيكون رائعاً "لكن ينبغي ترك المنشآت غير المكتملة حتى تنجز ليتم ضربها من اجل الحصول على النتيجة المتوخاة".
ومع ذلك فمن البديهي ان أي هجوم على إيران بسبب برنامجها النووي لايمكن ان يدرج تحت عنوان ضربة جراحية .
فالإيرانيون اخذوا أمثولة جيدة من الضربة الصاعقة الإسرائيلية ضد مفاعل تموز النووي العراقي في عام 1981 فقاموا بتوزيع منشآتهم النووية ودفنوا بعضاً منها في عمق الأرض .
وقد أظهرت صور الأقمار الإصطناعية ان الإيرانيين بنوا حجرات تحت الأرض على عمق 45 قدماً من الاسمنت المسلح.
من ناحية أخرى كان مفاعل تموز العراقي هدفاً سهلاً فوق الأرض.
الى ذلك, فإن المنشآت النووية الإيرانية تقع بالقرب من مدن مكتظة بالسكان وضربها سيعرض سكانها للخطر, وعلى سبيل المثال فإن ضرب منشآت تخصيب اليورانيوم في اصفهان معقد بسبب تكدس اليورانيوم هناك وتدمير المنشآة سيؤدي إلى إطلاق أطنان من غبار اليورانيوم في الجو ما قد يؤدي الى وجود الفلوراين واسيد الهيدروفليريك المكثف الذي سيحدث أضراراً جسيمة في مدينة أصفهان البالغ عدد سكانها 4.5 مليون نسمة.
ويقول المحلل في المركز الستراتيجي للدراسات الدولية في واشنطن أنطوني كوردسمان أن إيران قد نشرت أنظمة دفاع أرض جو أميركية من طراز »هوكس« تعود الى السبعينات كانت قد طورتها, فضلاً عن نشر صواريخ سوفياتية من طراز »أس أي2 أس« حول بعض الاهداف الظاهرة مثل منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتنز جنوب طهران, ومفاعل المياه الثقيلة في آراك, جنوب غرب طهران.
وهناك أيضاً هدف ظاهر آخر هو المفاعل الذي يقوم الروس ببنائه في بوشهر التي تقع عند ساحل الخليج, لكنه يعتبر هدفاً صعباً نظراً لوجود مئات عدة من العمال الروس هناك.