الجاسوسة التي هددت حرب أكتوبر / صلاح منتصر

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,781
التفاعل
17,898 114 0
الجاسوسة التي هددت حرب أكتوبر

13612242022.jpg


صلاح منتصر

اللواء محسن السرساوى مساعد وزير الداخلية الأسبق الذى تولى فى مشواره إدارة مصلحة السجون، وعاصر عددا من الشخصيات التى تستحق كل شخصية منها حكاية، لكن أهم شخصية فى رأيى تناولها هى الجاسوسة هبة عبدالرحمن سليم عامر، وشهرتها هبة سليم، وتعد أخطر جاسوسة نجحت الموساد فى تجنيدها. وقد سمعت المشير أحمد إسماعيل يقول إنه لو لم يتم القبض عليها قبل حرب أكتوبر73 لكان مصير الحرب على كف احتمالات خطيرة. فقد كانت من الخطورة لدرجة أن «موشى ديان» كان يسافر إلى باريس خصيصا للالتقاء بها والاستماع إلى المعلومات الخطيرة التى تقولها له!

ويحكى محسن السرساوى أن مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق طلب فى أحد لقاءاته مع الرئيس السادات، أن يمنح هبة سليم عفوا رئاسيا كنوع حسن الصنيع لإسرائيل. ونظر السادات إلى بيجين متسائلا: هبة سليم؟ لماذا لم تخبرنى عنها قبل اليوم؟ لقد نفذ فيها حكم الإعدام ولكن الخبر لم يصل إلى وسائل الإعلام. ولم تكن هبة قد تم إعدامها ولكن بعد هذا اللقاء مباشرة جاء أمر رئاسى باستعجال تنفيذ الحكم على هبة.

ويحكى اللواء السرساوى أنه عندما دخلوا على هبة فى صباح يوم الإعدام ليصحبوها من سجن القناطر إلى الاستئناف حيث مقصلة الإعدام، كانت «هبة» فى غاية السعادة عندما أخبروها أنها مطلوبة بخصوص الالتماس الذى قدمته لرئيس الجمهورية، وكانت واثقة أنها بالخدمات التى قدمتها للموساد لن يتركوها وأنهم سيضغطون على السادات ليفرج عنها، ولذلك انفجرت هبة قائلة للواء السرساوى: ألم أقل لك إننى سأخرج من هنا إلى المطار؟. وكان رد اللواء السرساوى عليها: أتمنى لك رحلة طيبة!

ولكن ما إن وصلت بها السيارة إلى سجن الاستئناف ورأت النهاية حتى فقدت الثقة التى ظلت تتعامل بها طوال فترة السجن، وراحت تهذى وتتساءل عن منظمات حقوق الإنسان وعن رئيس الجمهورية والسيدة حرمه وموشى ديان وجهاز الموساد الذى لا يتخلى عن أبنائه!

كانت هبة خطيبة المقدم مهندس صاعقة «فاروق عبدالحميد الفقى»، وكان يشغل موقعا مهما فى سلاح الصاعقة فى بداية السبعينيات عندما تمكنت «هبة» من استغلال حبه لها وتجنيده ليصبح خاتما فى إصبعها يبعث إليها بكل معلومة تصله مما كان نتيجته تدمير قواعد الصواريخ التى كانت القوات المسلحة تقيمها.

فى واحد من الأفلام الشهيرة «الصعود إلى الهاوية» بطولة مديحة كامل ومحمود ياسين وإخراج كمال الشيخ، يحكى الفيلم سيناريو قريبا من تمكن المخابرات المصرية من استدراج هبة التى يعترف اللواء السرساوى عن شخصيتها، خلال وجودها فى سجن القناطر، بأنه طوال خدمته فى مصلحة السجون لم ير فى حياته فتاة (25 سنة) لديها قدرة عظيمة فى المراوغة والحيطة والوعى والذكاء. ولم تكن هبة بالغة الجمال ولكن كان لها سحرها وكانت بالغة الذكاء لدرجة تثير إعجاب من يلتقيها. وقد تم تجنيدها فى باريس التى ذهبت إليها للدراسة وكان أول من استعانت به الضابط الذى كانت تصده ويلهث وراءها فى نادى الجزيرة، وقد نجحت فى استقطابه واستغلال نقطة ضعفه أمامها باعتبارها من أسرة غنية وهو من أسرة متواضعة، فراح يعوض ذلك بالتفاخر بموقعه العسكرى والمعلومات التى يعرفها خاصة عن محطات الصواريخ التى يجرى إقامتها. ونتيجة لذلك كانت الطائرات الإسرائيلية تقصد كل محطة فور بنائها وقبل أن تجف جدرانها وتقصفها.

ولم يصدق القائد العسكرى الكبير الذى كان المقدم فاروق الفقى يعمل تحت رئاسته، أن فاروق يمكن أن يخون، وعندما تأكد له ذلك قدم استقالته ولكنهم أقنعوه بالعدول عنها بعد أن اشترط أن يشارك فى إعدامه بإطلاق النار عليه باعتبار المتهم عسكريا. وهو بالفعل ما حدث.

أما هبة سليم فقد دوخت رجال المخابرات فى إقناعها بالسفر من باريس إلى طرابلس، ليبيا، لزيارة والدها المريض مرضا شديدا ويريد رؤيتها، وقد قام بدور كبير فى هذه العملية السفير فخرى عثمان الذى عرف هبة عن قرب وعن طريق صديق قريب جدا له كانت تقيم عنده عندما كان يعمل سفيرا فى باريس، وبعد نقله إلى القاهرة ومعرفته بأن التى كان معجبا بها جاسوسة خطيرة، قرر القيام باستدراجها إلى مصر.

وينهى اللواء محسن السرساوى قصة هبة بأنه ما إن أعلن فى سجن القناطر عن إعدامها حتى قامت ثورة عارمة فى السجن بين السجانات والسجينات سببها التسابق بينهن للاستيلاء على تركتها من علب وأدوات الماكياج والباروكات التى تركتها أخطر جاسوسة مصرية كانت واثقة أن إسرائيل لن تتخلى عنها وأن مقصلة الإعدام لن تقترب من رقبتها

المصدر

http://www.almasryalyoum.com/news/details/574712
 
عودة
أعلى