[frame="8 10"]
{1} صحيح مسلم عن أنس بن مالك
{2} الدَّيلمي عن أَبي سعيدٍ رضَي اللَّهُ عنهُ
{3} مسند الإمام أحمد عن ثوبان مولى الرسول صلى الله عليه وسلم
{4} رواه أحمد والترمذي عن عائشة
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CB%C7%E4%EC%20%C7%CB%E4%ED%E4&id=77&cat=4
منقول من كتاب {ثانى اثنين}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
[/frame]
وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم القاعدة الأولى لمنع الخلافات وهى أن نُعظم الله ورسوله ونجعل أمر الله ورسوله هو السائد علينا أجمعين: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} النساء65
يسلمون لشرع الله الذى جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكل مشاكل المسلمين ستنتهى إذا أحببنا الله ورسوله الحب الذى يجعل شرع الله هو المهيمن على حركاتنا وسكناتنا وهو الغالب على أمرنا: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} يوسف21
أريد أن أنفذ شرع الله وأريد أن يُنفذ شرع الله فى هذه الحياة ، وهنا لن أصنع خلاف أو أسمح بخلاف بين المؤمنين.
وضع حضرة النبى صلى الله عليه وسلم القاعدة الثانية فقال: {لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}{1}
متى يُصبح الإيمان كاملاً؟ إذا أحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه إن كان فى الدنيا أو فى الآخرة ، لو ظهر هذا بيننا جماعة المؤمنين ورجع الحب مرة أخرى مثل الزمن الفاضل فلن تحدث بيننا خلافات وستكون الحياة مثل الجنة ، لأن الجنة كلها حياة عالية راضية لا تسمع فيها لاغية ، لأن كل من فيها قال الله فى شأنهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} الحجر47
إذا وضعت فى قلبى الحب فإنه سيكون معه الرحمة والشفقة والعطف والمودة والإيثار ومعه كل الخُلق الكريم ، لو تركت الحب ووضعت مكانه حب الدنيا فسيكون معه البغض والكره والحقد والحسد والفرقة والأنانية ومعه كل الصفات الإبليسية
إذاً الصفات الطيبة التى تصلح معها كل المجتمعات تأتى مع حب الله ورسوله ، والصفات التى بها إفساد كل الأماكن والبقاع والمجتمعات تأتى مع حب الدنيا ولذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانكل ما يخشاه علينا أن توضع الدنيا فى قلوبنا {مَا سَكَنَ حُبُّ الدُّنْيَا قَلْبَ عَبْدٍ إِلاَّ ابْتَلاَهُ اللَّهُ بِخِصَالٍ ثَلاَثٍ: بِأَمَلٍ لاَ يْبَلُغُ مُنْتَهَاهُ ، وَفَقْرٌ لاَ يُدْرَكُ غِنَاهُ ، وَشُغْلٍ لاَ يَنْفَكُّ عَنَاهُ}{2}
لو جاءت الدنيا فى قلوبكم فإنه سيحدث ما نراه الآن ، أما بالنسبة للكافرين واليهود وغيرهم لن يتمكنوا من المسلمين مادامت القلوب تحب الله ورسوله ، لأن قلوبهم كانت تؤثر رضاء الله على كل شئ فى هذه الحياة ففتحوا الدنيا فى أيام وسنوات معدودات.
إذاً متى جاء ما نحن فيه الآن؟ تنبأ رسول الله بذلك فقال: {يُوشِكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعى عَليْكُم كَمَا تَدَاعى الأكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا ، فقالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قالَ: بَلْ أنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثُيرٌ وَلَكِنَّكُم غُثَاءُ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، وَلَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صُدُورِ عَدُوكُمْ المَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ الله في قُلُوبِكُم الَوَهْنَ ، فقالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهْنُ؟ قالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ}{3}
إذاً السبب الذى مكن الأعداء منا هو حب الدنيا ، فالذى يخاف على منصبه والذى يخاف على ماله والذى يخاف على نفسه ، هذا الخوف هو الذى مكن الأعداء منا وأصبح المسلمين مستضعفين ومستذلين أمام الأعداء وفى داخلهم مع بعضهم هم أعداء ، أين { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}؟ أين { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}؟
لو وُجِدَت هذه الآن فلن نجد فى رول المحاكم أى شئ لكن للأسف نجد الآن فى المحاكم الخلافات بين الأب وابنه والأخ وأخيه، والجار وجاره ، على أشياء كلها تافهة من لعاعة الدنيا ومن الجائز أن ينتهى العمر والقضية لم تنتهى ولم يأخذ ما كان يشكو من أجله
وحتى لو أخذ ما يريد من الجائز قبل أن يُنفذ الحكم يأتيه أمر رب العالمين فيخرج من الدنيا ولم يحقق ما كان يتمناه ، ولكنه خرج ومعه حقد على أخيه وحسد وكره وبغض وغير ذلك من الصفات التى يبغضها الله والتى نهى عنها دينه والتى كان يحاربها رسوله صلى الله عليه وسلم
كان الأنصار يحبون من هاجر إليهم ولذلك نرى العجب العجاب عندما جاء ضيف لرسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم: من يُضَيف ضيف رسول الله؟ فيقول كل واحد منهم: أنا ، فيقوم صلى الله عليه وسلم بعمل قرعة بينهم
وعندما كان يأتى أى مهاجر إلى المدينة كانت هذه القرعة تتم بين خمسين واحد على الأقل لأن كل واحد منهم يريد أن يحظى بهذه الغنيمة ويريد أن يأخذ أخاه فى الله الذى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} الحشر9
ويأخذ أخاه ويقسم بيته ويقول له: اختر ما تريد ، ويقسم أمواله نصفين ويخيره بينهما ، وإذا كان غير متزوج يخيره بين زوجاته ويقول له: التى تعجبك أطلقها ثم تتزوجها بعد العدة ، هذا هو الإيمان ، وعلامة الإيمان: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الحشر9
هذه الآية نزلت فى رجل تعرض ليأخذ ضيف رسول الله وبعد أن ذهب لبيته سأل زوجته عما فى البيت من طعام ، فقالت: عندنا طعام يكفى لشخص واحد ، إذا أكل الضيف فسنبيت نحن والأولاد جوعى، وإذا أكل الأولاد فلا يوجد طعام للضيف ، فقال لها: عللى الأولاد حتى يناموا ثم أحضرى الطعام وعندما نجلس لنأكل مع الضيف تظاهرى أنك تصلحى المصباح فتطفئيه ثم نتظاهر أننا نأكل بأسناننا حتى يأكل الضيف ويشبع ، ما هذا الإلهام؟{فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المطففين26
هذا التنافس الذى علَّمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما ذبح صلى الله عليه وسلم ذبيحة وأمر عائشة أن توزعها ثم عاد وسألها: {«مَا بَقِيَ مِنْهَا؟» قَالَتْ مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا ، قالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفهَا»}{4}
{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} النحل96
هذا هو الهدى النبوى الذى علَّمه رسول الله لأصحابه الكرام أجمعين ولكل الأمة من بعدهم إلى يوم الدين
قسَّمَ الأنصار مع المهاجرين كل شئ وبعد بضع سنين جاءت غزوة خيبر وغنم فيها المسلمين خيراً كثيراً ، فأحضر النبى صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار وقال للأنصار: ما رأيكم فى أن أوزع الخير الذى جاء عليكم أنتم والمهاجرين ويبقى معهم ما تنازلتم عنه لهم؟ أو أخص به المهاجرين ويعيدون لكم ما أخذوه منكم
فقال الأنصار رضى الله عنهم أجمعين: لا يا رسول الله ، ما تنازلنا عنه لله لا نعود فيه أبداً والخير الذى جاء خُصّْ به المهاجرين
هذا هو الإيثار الذى غلبوا به كل المشكلات الإقتصادية ، والشح هو سبب كل العراقيل والمشاكل الإقتصادية التى عندنا ، لكنهم مشوا على صفة الإيثار فجعل الله حياتهم كلها خيرات وبركات وكلها نعيم وجنات ولم يكن فيها لا شكايات ولا قضايا ولا أى شئ
{يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر9
يسلمون لشرع الله الذى جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكل مشاكل المسلمين ستنتهى إذا أحببنا الله ورسوله الحب الذى يجعل شرع الله هو المهيمن على حركاتنا وسكناتنا وهو الغالب على أمرنا: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} يوسف21
أريد أن أنفذ شرع الله وأريد أن يُنفذ شرع الله فى هذه الحياة ، وهنا لن أصنع خلاف أو أسمح بخلاف بين المؤمنين.
وضع حضرة النبى صلى الله عليه وسلم القاعدة الثانية فقال: {لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}{1}
متى يُصبح الإيمان كاملاً؟ إذا أحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه إن كان فى الدنيا أو فى الآخرة ، لو ظهر هذا بيننا جماعة المؤمنين ورجع الحب مرة أخرى مثل الزمن الفاضل فلن تحدث بيننا خلافات وستكون الحياة مثل الجنة ، لأن الجنة كلها حياة عالية راضية لا تسمع فيها لاغية ، لأن كل من فيها قال الله فى شأنهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} الحجر47
إذا وضعت فى قلبى الحب فإنه سيكون معه الرحمة والشفقة والعطف والمودة والإيثار ومعه كل الخُلق الكريم ، لو تركت الحب ووضعت مكانه حب الدنيا فسيكون معه البغض والكره والحقد والحسد والفرقة والأنانية ومعه كل الصفات الإبليسية
إذاً الصفات الطيبة التى تصلح معها كل المجتمعات تأتى مع حب الله ورسوله ، والصفات التى بها إفساد كل الأماكن والبقاع والمجتمعات تأتى مع حب الدنيا ولذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانكل ما يخشاه علينا أن توضع الدنيا فى قلوبنا {مَا سَكَنَ حُبُّ الدُّنْيَا قَلْبَ عَبْدٍ إِلاَّ ابْتَلاَهُ اللَّهُ بِخِصَالٍ ثَلاَثٍ: بِأَمَلٍ لاَ يْبَلُغُ مُنْتَهَاهُ ، وَفَقْرٌ لاَ يُدْرَكُ غِنَاهُ ، وَشُغْلٍ لاَ يَنْفَكُّ عَنَاهُ}{2}
لو جاءت الدنيا فى قلوبكم فإنه سيحدث ما نراه الآن ، أما بالنسبة للكافرين واليهود وغيرهم لن يتمكنوا من المسلمين مادامت القلوب تحب الله ورسوله ، لأن قلوبهم كانت تؤثر رضاء الله على كل شئ فى هذه الحياة ففتحوا الدنيا فى أيام وسنوات معدودات.
إذاً متى جاء ما نحن فيه الآن؟ تنبأ رسول الله بذلك فقال: {يُوشِكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعى عَليْكُم كَمَا تَدَاعى الأكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا ، فقالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قالَ: بَلْ أنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثُيرٌ وَلَكِنَّكُم غُثَاءُ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، وَلَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صُدُورِ عَدُوكُمْ المَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ الله في قُلُوبِكُم الَوَهْنَ ، فقالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهْنُ؟ قالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ}{3}
إذاً السبب الذى مكن الأعداء منا هو حب الدنيا ، فالذى يخاف على منصبه والذى يخاف على ماله والذى يخاف على نفسه ، هذا الخوف هو الذى مكن الأعداء منا وأصبح المسلمين مستضعفين ومستذلين أمام الأعداء وفى داخلهم مع بعضهم هم أعداء ، أين { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}؟ أين { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}؟
لو وُجِدَت هذه الآن فلن نجد فى رول المحاكم أى شئ لكن للأسف نجد الآن فى المحاكم الخلافات بين الأب وابنه والأخ وأخيه، والجار وجاره ، على أشياء كلها تافهة من لعاعة الدنيا ومن الجائز أن ينتهى العمر والقضية لم تنتهى ولم يأخذ ما كان يشكو من أجله
وحتى لو أخذ ما يريد من الجائز قبل أن يُنفذ الحكم يأتيه أمر رب العالمين فيخرج من الدنيا ولم يحقق ما كان يتمناه ، ولكنه خرج ومعه حقد على أخيه وحسد وكره وبغض وغير ذلك من الصفات التى يبغضها الله والتى نهى عنها دينه والتى كان يحاربها رسوله صلى الله عليه وسلم
كان الأنصار يحبون من هاجر إليهم ولذلك نرى العجب العجاب عندما جاء ضيف لرسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم: من يُضَيف ضيف رسول الله؟ فيقول كل واحد منهم: أنا ، فيقوم صلى الله عليه وسلم بعمل قرعة بينهم
وعندما كان يأتى أى مهاجر إلى المدينة كانت هذه القرعة تتم بين خمسين واحد على الأقل لأن كل واحد منهم يريد أن يحظى بهذه الغنيمة ويريد أن يأخذ أخاه فى الله الذى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} الحشر9
ويأخذ أخاه ويقسم بيته ويقول له: اختر ما تريد ، ويقسم أمواله نصفين ويخيره بينهما ، وإذا كان غير متزوج يخيره بين زوجاته ويقول له: التى تعجبك أطلقها ثم تتزوجها بعد العدة ، هذا هو الإيمان ، وعلامة الإيمان: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الحشر9
هذه الآية نزلت فى رجل تعرض ليأخذ ضيف رسول الله وبعد أن ذهب لبيته سأل زوجته عما فى البيت من طعام ، فقالت: عندنا طعام يكفى لشخص واحد ، إذا أكل الضيف فسنبيت نحن والأولاد جوعى، وإذا أكل الأولاد فلا يوجد طعام للضيف ، فقال لها: عللى الأولاد حتى يناموا ثم أحضرى الطعام وعندما نجلس لنأكل مع الضيف تظاهرى أنك تصلحى المصباح فتطفئيه ثم نتظاهر أننا نأكل بأسناننا حتى يأكل الضيف ويشبع ، ما هذا الإلهام؟{فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المطففين26
هذا التنافس الذى علَّمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما ذبح صلى الله عليه وسلم ذبيحة وأمر عائشة أن توزعها ثم عاد وسألها: {«مَا بَقِيَ مِنْهَا؟» قَالَتْ مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا ، قالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفهَا»}{4}
{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} النحل96
هذا هو الهدى النبوى الذى علَّمه رسول الله لأصحابه الكرام أجمعين ولكل الأمة من بعدهم إلى يوم الدين
قسَّمَ الأنصار مع المهاجرين كل شئ وبعد بضع سنين جاءت غزوة خيبر وغنم فيها المسلمين خيراً كثيراً ، فأحضر النبى صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار وقال للأنصار: ما رأيكم فى أن أوزع الخير الذى جاء عليكم أنتم والمهاجرين ويبقى معهم ما تنازلتم عنه لهم؟ أو أخص به المهاجرين ويعيدون لكم ما أخذوه منكم
فقال الأنصار رضى الله عنهم أجمعين: لا يا رسول الله ، ما تنازلنا عنه لله لا نعود فيه أبداً والخير الذى جاء خُصّْ به المهاجرين
هذا هو الإيثار الذى غلبوا به كل المشكلات الإقتصادية ، والشح هو سبب كل العراقيل والمشاكل الإقتصادية التى عندنا ، لكنهم مشوا على صفة الإيثار فجعل الله حياتهم كلها خيرات وبركات وكلها نعيم وجنات ولم يكن فيها لا شكايات ولا قضايا ولا أى شئ
{يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر9
{1} صحيح مسلم عن أنس بن مالك
{2} الدَّيلمي عن أَبي سعيدٍ رضَي اللَّهُ عنهُ
{3} مسند الإمام أحمد عن ثوبان مولى الرسول صلى الله عليه وسلم
{4} رواه أحمد والترمذي عن عائشة
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CB%C7%E4%EC%20%C7%CB%E4%ED%E4&id=77&cat=4
منقول من كتاب {ثانى اثنين}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
[/frame]