كواليس اتفاقيه السلام بين مصر واسرائيل

إنضم
30 سبتمبر 2014
المشاركات
797
التفاعل
1,214 0 0
شارون": أشعر أن أمريكا تفقد قبضتها في الشرق الأوسط..
ولا يمكن الانسحاب من الضفة الغربية لا حاضرا ولا مستقبلا
كتب : محمد الليثي موقع الوطن
203587_660_231.jpg

محمد انورالسادات
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إفراج الأرشيف الإسرائيلي عن وثائق تاريخية ومذكرات سرية تعود إلى فترة المفاوضات بين مصر وإسرائيل، مضيفة أن جزء كبير من المادة التي تم الإفراج عنها تتعلق بالمشكلة الفلسطينية، مشيرة إلى مواجهة الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، كزعيمًا للأمة العربية، ضغوطًا كبيرة من الدول العربية لحل أزمة الأراضي المحتلة، حتى تم التوصل للصيغة التي أتاحت تخطيها وتمريرها للأجيال المقبلة.
ذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه في 2 يوليو 1978، التقى وزير الخارجية الإسرائيلي "موشيه ديان"، بنائب الرئيس الأمريكي "والتر مونديل"، مضيفة أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل كانت متوترة؛ بسبب الاختلاف في وجهات النظر بعد زيارة السادات لإسرائيل، ولم يحدث تقدمًا، مشيرة إلى أن الأمريكان ضغطوا على إسرائيل للانسحاب، وأن السادات طلب الانسحاب أيضًا من الضفة الغربية.
أضافت الصحيفة، أن موشيه ديان رد على الانسحاب قائلًا: "هذه ليست وظيفتي لانتقاد الرئيس، وإذا أراد رئيس الحكومة ذلك فليفعل هو.. وهذا لا يعني أنني لست قلقًا، وفي بعض الأحيان أشعر بالإهانة من البيت الأبيض.. علينا أن نصنع السلام، ليس مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكن العرب أيضًا.. وهذا يساعد بمقدار كبير، الكثير ينتج عن سياستكم الزائفة.. ومشكلة غزة تزيد الضغط على إسرائيل.. إحساسي أن السادات يشعر بأنه لا يستطيع أن يحقق سلام منفصل سواء باتجاه سيناء أو باتجاه الضفة الغربية، إلا إذا نجح بإدخال حسين، السادات لن يوقع على اتفاق سلام وسيجلب لنا الضغط، ليبتزنا وتُحل قضية واحدة، ويتجاوز الأخرى، ونبقى دائمًا في الجانب غير الصحيح"، ورد نائب الرئيس الأمريكي والتر مونديل، قائلًا: "نرى أن أي عملية سوف تحدث في الضفة الغربية، لابد أن ترتبط بالأردن".
وتابعت، أن "ديان" انتقد الطريقة الأمريكية حيث أنها تملي ما يجب فعله، مضيفًا: "أنتم تصيغوا لنا الجواب وتقولون لنا كيف نوقع، نحن نبحث عن طريق لاستمرار المفاوضات، ولدينا جانب واحد السادات، ولكن هناك رئيس الحكومة بيجيبن"، مشيرًا إلى أن "السؤال الأساسي هنا، هل يوافق السادات على التوقيع على الاتفاقية، وأيضًا فيما يخص الضفة الغربية أو على الأقل غزة، أم أنه سينتظر حتى انضمام الأردن".
استطردت "أحرونوت"، قائلة: "إنه في نهاية اللقاء دعا مونديل، لاجتماع لمجلس الوزراء في القدس"، مشيرة إلى أن نائب الرئيس دعا وزير الخارجية الإسرائيلي للقاء قمة في لندن، حيث من المتوقع أن تقدم مصر برنامجها للسلام، ولفتت إلى أن الحجج والقلق ظل كما هو، حتى العبارات المبتذلة، وقال ديان "أنا أقول هنا ما يجري على الطاولة من الجانب الآخر، أعطوا لنا الضفة الغربية والأردن، أعطوا لنا قطاع غزة، وبعد ذلك نجري مفاوضات، أخرجوا ناسكم من هناك وبعدها فقط نجري مفاوضات".
وأوضحت، أن يجئال هوروفيتس، وزير السياحة والتجارة الإسرائيلي، ألقى كلمة البداية خلال اللقاء، قائلًا: "أنا أعرف أن ما هي الحرب، في الحرب الأخيرة فقدت بنت أخت وبنتين أخ، وأولادي حاربوا، ولذلك أنا لا بد أن أقول لك سيدي، إنه على الرغم من أن قد يخيب أمل الولايات المتحدة والعالم، يجب علينا أن نعود إلى حدود 67، ونحن مستعدون لتحمل مخاطر ذلك، وأيضًا إذا قامت حرب، لم نعود مرة ثانية، وحرب أكتوبر ستصبح لعب عيال مقارنة بما سيحدث لنا إذا عدنا لحدود 67".
وتابعت، ورد موندييل "موقفنا دائمًا أن السلام هو مصلحة إسرائيلية.. هؤلاء هم قادتكم الذين قالوا، إن انتصارات المعركة تظل مؤقتة دائمًا، لم أطلب أبدًا الانسحاب الكامل لحدود 67، واضح أن هناك خطوط واضحة للمفاوضات مقبولة لديكم.. لم نجري علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية أبدًا، فهي خارج الصورة، ولم تكون هناك طالما لم يعترفوا بقيام إسرائيل، وفي الحقيقة نحن نعارض وجود دولة فلسطينية مستقلة، نحن لا نريد ذلك.. نحن نريد أي اتصال بواسطة العلاقات مع الأردن".
أضافت الصحيفة، أن وزير الزراعة "أرئيل شارون"، شن هجومًا ضد الحكومة، قائلًا لموندييل: "غريب بالنسبة لي أن أنتمي إلى الدولة الوحيدة في العالم التي يجب أن تبرر وجودها، وحقها في الأمن.. الإرهاب الفلسطيني لم يبدأ بعد حرب 48، كان لنا مئات المتضررين في سنوات الـ30، و29، و21، و1920". وقالت، إنه في تلك الأيام، انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي التدخل الأمريكي في أوكرانيا، مشيرة إلى حديث "شارون" وقتها حينما حث على عدم الاعتماد على الضمانات الأمنية الأمريكية، حيث قال "الضمانات التي أخذناها في عام 57 عندما انسحبنا من سيناء، لم يساعدونا في 1967".
وأشارت، إلى أنه ختم حديثه قائلًا "على الرغم من أنني خدمت في الجيش سنوات كثيرة، وأكملت دراستي في القانون، أقول ذلك: سيدي الرئيس إذا سألتني هل من الممكن لإسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربية؟ الإجابة ستكون لا، لا حاضرًا أو مستقبلًا، لكن الحكومة لا تستطيع فعل ذلك، ولكن إذا سألتني هل نستطيع أن نبذل جهدًا للتدخل في حياة السكان المحللين الإجابة ستكون نعم، أخشى الحالة التي تُلقى فيها إسرائيل إلى الزاوية وتخضع للضغوط، هذا لا يؤدي إلى السلام، ولكن للأسف إلى حرب أخرى، وسنفوز مرة أخرى ولكن سنفقد أرواح وأنا أشعر أن أمريكا تفقد قبضتها في الشرق الأوسط".
أضافت الصحيفة، أنه في 4 يوليو 1978، مرر سفير إسرائيل بالولايات المتحدة الأمريكية لوزير الخارجية ديان، برقية سرية للغاية، للإطلاع على اللقاء مع نائب الرئيس، وبها "موندييل قال لي بشكل شخصي وسري للغاية أن رأيه ضرورة وجود عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية وغزة غير محدود، من منطلق، أن لا أحد يستطيع أن يضمن أن إسرائيل إلا إسرائيل نفسها"، وأشارت إلى أن السفير أرسل أن "موندييل أعجب بزيارته لإسرائيل من رغبته القوية في السلام، ولكن شئ واحد هو الذي أضر به وهو حديث شارون، وكأنه جاء برسالة من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، لإسقاط رئيس الحكومة".
وقالت، إنه في 17 يوليو 1978 التقى وزير الخارجية الأمريكي "ساويرس فانس"، ووزير الخارجية الإسرائيلي ديان، بقلعة ليدز في إنجلترا، وتحدثا عن الضفة الغربية، وقال ديان "لا نريد أن نسيطر على العرب، ولكننا نريد البقاء، وشراء الأراضي.. ليس هناك فرصة للوصول إلى أن إسرائيل تنسحب من الضفة الغربية وغزة، ولكن ستكون هناك ترتيبات أمنية متفق عليها، ولن يكون هناك سيادة والمسألة سيتم حسمها بعد 5 سنوات".
تابعت الصحيفة، أن فانس، رأى أن المصريين مستعدون للوصول إلى اتفاقية على الضفة الغربية وقطاع غزة، بدون الأردن، ولكن المصريين يريدون أن يعرفون الآن ماذا سيصبح بعد 5 سنوات، قائلًا "الصيغة الوحيدة لإيجاد حل، هو أن تتفق مصر وإسرائيل على أن المسألة مفتوحة والخيارات مفتوحة بما فيه السيادة"، وقال ديان "فترة الـ5 سنوات طويلة، دعونا نعقد العزم على العيش معًا، وكيفية حل مشكلة القدس ومشكلة اللاجئين، إذا استلزموا الانسحاب، فإلى الأمام بأي حال من الأحوال، فهدفنا أن نعيش سويًا".
وواصلت الصحيفة، قائلة "إنه بعد الظهر التقت وفود من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر في قلعة ليدس"، مضيفة أن المصريين أعربوا عن أملهم في تغيير إسرائيل لموقفها، مضيفة أن "ديان" يطلب فهمًا، حول ما إذا كانت مصر مستعدة لتقديم تساهلات وتغييرات طفيفة في حدود 67 أم لا؟.. ووفقًا لحديث وزير الخارجية المصري إبراهيم كامل، أنه إذا حققت التدابير الأمنية المناسبة، لن يكون هناك ضرورة لتغيير الحدود، فقال ديان "أنت رجل عسكري.. وأنت تعرف أن في هذه الفترة الجو لا يساعد على الأمن، ونحن واثقون من أن هذه المشكلة إذا تم إشعالها ستكون مصدر لعدم الاستقرار، بينما إذا اتفقنا على الإجراءات الأمنية بدون المساس بالأراضي مع حدود مؤمنة، سنحل المشكلة".
أما بالنسبة للأماكن المقدسة، فسأل ديان، وجاوب وزير الخارجية المصري "الانسحاب يجب أن يشمل القدس الشرقية لضمان الوصول، وليس للتقسيم، سيدي ديان أنا أعرف أن لكم أماكن مقدسة، لنا المسلمون أيضًا، وللمسيحيون، فلماذا تصبح احتكار لكم؟". وقال ديان، إن موقف إسرائيل هو عدم تقسيم القدس لأن تقسيمها سيؤدي إلى أضرار للسكان العرب في رام الله، حيث يستوجب مرورهم حاجزًا للوصول للمدينة، فإن الأغلبية تقول إنه لا يجب أن يكون هناك أي حاجز، وأن كل دين يجب أن يسيطر على أماكنه المقدسة، مشيرًا إلى "إنه على الرغم من أن الأقصى مكان الهيكل ويدعو المتطرفين إلى هدمه وإعادة بناء الهيكل، إلا ان الحكومة الإسرائيلية، منعت اليهود من الصلاة هناك".
وتابعت، أنه بعد 6 أيام، عقدت الحكومة اجتماعها الأسبوعي قبل الإطلاع على آخر التطوريات السياسية، حيث فجر ديان، قنبلة عندما قال "إن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية تقف أمام مشكلة كبيرة، من منطلق أن المفاوضات مع مصر هي التي ستسبب هذه الأزمة"، وتابع، "أن العرب والولايات المتحدة الأمريكية يرفضون الحلول الإقليمية"، رافضًا طلب الانسحاب الكامل من سيناء كشرط مسبق، ووعد باستمرار السكان الإسرائيليين في سيناء في حالة تمرير هذه الاتفاقية.
أضافت الصحيفة، بعد ذلك ظهرت أزمة كبيرة في المفاوضات بين مصر وإسرائيل، مشيرة إلى أن مصر أعلنت إعادة الوفد العسكري الإسرائيلي من القاهرة. وفي 9 أغسطس، التقى في القدس، سفير الولايات المتحدة بإسرائيل وممثلين أمريكيين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية وبعض الوزراء، حيث أوضح الأخيرين أن السادات قبل الدعوة بحماس كبير، مؤكدًا استعداده الوصول إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل.

http://www.group73historians.com/مق...اليس-مفاوضاتها-مع-مصر-حول-اتفاقية-السلام.html
 
عودة
أعلى