صدر حديثا للخبير الدولي المتخصص في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي، الدكتور إبراهيم اسعيدي، كتاب موسوم بعنوان "القيادة العسكرية الموحدة الخليجية"، بمثابة دراسة تعد خلاصة عمله كباحث زائر لمعهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكي بفيلاديلفيا.
وكان مجلس التعاون الخليجي، خلال قمته 34 المنعقدة بالكويت في دجنبر 2013 ، قد اتخذ قرار بإحداث قيادة عسكرية موحدة للدفاع عن دوله الستة، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، والكويت، والبحرين، وقطر وعمان، في إطار الدفاع المشترك.
ويعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر، أن مسالة القيادة العسكرية ليست جديدة في الفكر
وتنطلق هذه الدراسة من فكرة أن القيادة العسكرية الموحدة بالنسبة لهذه الدول الصغيرة جغرافيا وسكانيا – باستثناء العربية السعودية- مسألة حيوية بالنسبة للأمن القومي، وضرورية لتجسيد الدفاع المشترك يتم بمقتضاه وضع جميع القوات المسلحة في كل بلد تحت قيادة موحدة.
وتقدم هذه الدراسة اقتراحات عملية فيما يتعلق ببناء هذه القيادة على مستوى القوات البرية، والجوية، والبحرية، والاستخبارات، والتخطيط الدفاعي، ونظام الصواريخ الدفاعية والتقارب العملياتي.
وعلى سبيل المثال تقوم السياسة الدفاعية لهذه الدول على بناء تحالفات من خارج المنطقة مع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة الامريكية التي وقعت مع هذه الدول بعد حرب الخليج الثانية - باستثناء العربية السعودية – اتفاقيات دفاعية طويلة الأمد، يتجدد بعضها بعد عشر سنوات.
ويرى الباحث أن هذه الاتفاقيات الثنائية بدون رؤية مشتركة في بناء الشراكة في مجال الدفاع، في قضايا أخرى على سبيل المثال التداريب المشتركة والتزود بالأسلحة، حيث نجد هذه الدول تشتري كلها منفردة نفس الأنظمة الدفاعية، في حين لا تحتاج إلا إلى نظام واحد أو اثنين لتغطية احتياجاتها.
وبقدر ما تشرح دراسة اسعيدي أهمية هذه الخطوة، فإنها تؤكد بأنه إذا كان تأسيس القيادة العسكرية الموحدة يعتبر قرارا دفاعيا بالأساس، فإنه لا يتحرك في فراغ، حيث يعتبر أداة لتدبير واقع سياسي متحرك، ولهذا فنجاح هذه القيادة يتطلب بالأساس توافقا سياسيا وتصورا موحدا للتهديدات الأمنية.
وتقترح هذه الدراسة، بناء على تجربة الحلف الأطلسي بعد تأسيسه سنة 1949، بترك القضايا السياسية الخلافية جانبا، والتركيز على التعاون في مجال القضايا العسكرية التطبيقية لبناء الحوار، والتقارب بين المؤسسات العسكرية.
http://www.hespress.com/قراءة-في-كِتاب/245918.html