روسيا تعتزم البدء بأعمال التنقيب على سطح القمر في عام 2016

إنضم
30 سبتمبر 2014
المشاركات
797
التفاعل
1,214 0 0
يطلق العلماء الروس على القمر اسم " المخفر الفضائي" للرحلات إلى الكواكب الأخرى، غير أن الهدف الرئيس للتنقيب على سطحه يكمن في زيادة حجم استخراج المعادن النادرة.

Reuters_RTR279XV_468.jpg

يطلق العلماء الروس على القمر اسم " المخفر الفضائي" للرحلات إلى الكواكب الأخرى، وتقدر قيمة البرنامج الروسي لاستصلاح القمر بعدة مليارات روبل ( ما يعادل 2.5 مليار دولار).

من المتوقع أن تبدأ في عام 2016 أعمال التنقيب على سطح القمر في إطار برنامج فضائي فيدرالي، أما في عام 2018 فسوف تتوجه إلى هناك أول مركبة فضائية لنقل الجليد الذي يحتوي على عناصر المواد المكونة للمذنبات إلى الأرض. بينما من المقرر أن تنطلق رحلة فضائية مأهولة إلى القمر خلال عامي 2030 ـ 2031، في حين سوف يجري لاحقاً التخطيط لاستخراج المعادن النادرة الضرورية لقطاعات إنتاج التكنولوجيا العالية.

البحث عن المواد المكونة للمذنبات في القطب الجنوبي من القمر

يشارك في برنامج استكشاف القمر علماء من أكاديمية العلوم الروسية ومعهد شتيرنبيرغ للبحوث الفضائية لدى جامعة موسكو الحكومية، ووكالة الفضاء الروسية " روس كوموس"، وسيكون أول جهاز فضائي يجري التخطيط لإطلاقه إلى هذا الكوكب غير معقد نسبياً، ويعود السبب في ذلك، بحسب قول فلاديسلاف شيفتشينكو رئيس قسم بحوث القمر في معهد شتيرنبيرغ، إلى أن علم الفضاء الروسي لم ينفذ عملية هبوط على سطح القمر منذ أكثر من أربعين عاماً.

ويقول شيفتشينكو بأن " آخر رحلة لمركبة " لونا 24" جرت في العام 1976، وستكون المركبة الحالية " لونا 25" أخف بكثير من سابقتها، لأن مهمتها الرئيسة تتمثل في نقل الجليد من القطب الجنوبي للقمر إلى الأرض"، وعلى حد قوله، فقد اختير القطب لأنه يوجد هناك بالتحديد، وفق بيانات الأقمار الصناعية، أكبر تجمع للغازات المتطايرة المجمدة في الماء المكونة للمذنبات، ويعتقد فلاديسلاف شيفتشينكو بأن ذلك " سيكون إنجازاً ضخماً، فسوف نتمكن من " تلمس" المواد التي تتكون منها المذنبات، أي الوصول خلال ثلاثة أيام إلى تلك المواد التي كان يتعين الطيران من أجلها أربع سنوات ضوئية على الأقل".

أما التركيب الكيميائي للمذنبات فلا يزال لغزاً بالنسبة للعلماء حتى الآن، ويعتقد هؤلاء أن " غبار المذنب" يمثل أحد الأدلة على ولادة الكوكب المضيء، علماً بأن بنية المذنبات لم تتغير على مدى 4.5 مليار سنة، وبحسب النماذج الموجودة، فقد تجمدت داخل نواة الغازات المجمدة "مواد ما قبل تاريخية" من مكونات غازية وغبارية سديمية، وقد حاول العلماء مرات عديدة كشف سر المادة المذنبة، وستتوجه في بعثة البحث عنها مجموعة مسابر بشكل رئيسي، بما فيها مسبار " ستار داست" الأمريكي الشهير الذي تجول سبع سنوات في الفضاء وعاد إلى الأرض في عام 2006.

كيف ستتطور البنية التحتية للقمر؟

يعمل العلماء في الوقت الراهن على اختيار المكان الدقيق لهبوط المركبة القمرية، ومن بين هؤلاء عاملون في معهد الكيمياء الحيوية لدى أكاديمية العلوم الروسية، وبحسب قول أوليغ أوستابينكو مدير وكالة الفضاء الروسية " روس كوسموس"، فإنه من المتوقع أن تنتهي تجارب الصواريخ من فئة النواقل الثقيلة في أواخر العام القادم، ويشير أوستابينكو قائلاً بأنه " آنذاك، سوف يبدأ استكشاف القمر على نطاق واسع، علماً بأن إعداد البرنامج قد انتهى عملياً، وتجري الآن عمليات التنسيق، وعندما ينتهي ذلك سوف ننتظر قرار الحكومة الذي يجب أن يصدر، بحسب توقعاتنا، قبل نهاية العام الحالي".

ويرى المشاركون في البرنامج أن الأعمال الأولى لإنشاء البنية التحتية، بمعنى إنشاء قاعدة مدارية على سطح القمر، يجب أن تبدأ خلال فترة تتراوح ما بين 15 ـ 18 عاماً، وأنه بحلول عام 2040 سوف يتم إنشاء أولى محطات الهبوط للمكوكات الفضائية، بينما لن تظهر قاعدة علمية وإنتاجية كاملة إلى جانب مرصد على القمر إلا في أواسط عقد الخمسينيات فقط.


وفي حديث لـ " روسيا ما وراء العناوين" قال فلاديمير كاشلاكوف نائب المدير العام لمركز "كيدشوف" العلمي الحكومي بأنه سوف يجري تركيب محطات طاقة شمسية على سطح القمر، وأنه من الممكن تركيب مولدات تعمل على الطاقة النووية، وأضاف بأنه " بحلول منتصف القرن القادم، أي بحلول ذلك الوقت الذي ستبنى فيه قواعد دائمة على القمر، سوف تظهر لدى البشرية الحاجة إلى مصادر طاقة أكثر قوة، أما البديل المحتمل لمحطات الطاقة الشمسية التي يجري حالياً التخطيط لبنائها على القمر فيمكن أن تكون مولدات الطاقة النووية، وهذا الخيار يجري الآن بحثه أيضاً".

المعادن النادرة: أرباح قادمة من القمر

يطلق العلماء الروس على القمر اسم " المخفر الفضائي" للرحلات إلى الكواكب الأخرى، وتقدر قيمة البرنامج الروسي لاستصلاح القمر بعدة مليارات روبل ( ما يعادل 2.5 مليار دولار)، ويقول يوري ماكاروف رئيس إدارة التخطيط الاستراتيجي في " روس كوسموس" بأن هذا المشروع "ليس رخيصاً بالطبع"، وأنه "مكلف إلى حد ما، ويتطلب حلولاً تقنية معقدة".

ومن وجهة نظر اقتصادية، فإن المخطط المبسّط الذي سوف يُستخدم في السنوات الأولى للطيران والإطلاق، لن يتجاوز إطار الرحلات المدارية العادية من حيث التكلفة، وعلاوة على ذلك، يأمل العلماء بتحقيق الأرباح.


ويقول شيفتشينكو لـ" روسيا ما وراء العناوين": " نتوقع أن نجد على سطح القمر كميات كافية من الفلزات المعدنية النادرة، فقد استُنزفت على الأرض احتياطات السيريوم واللانثانيوم والنيوديميوم والبراسيوديميوم وغيرها من المعادن التي تستخدم قبل كل شيء في إنتاج التكنولوجيات عالية الدقة، أما الصين فأصبحت المحتكر في هذه السوق".

وتتوقع مؤسسة غولدمان ساكس أن يصل سعر سلة المعادن النادرة الخفيفة ( اللانثانيوم والسيريوم والبراسيوديميوم والنيوديميوم والسماريوم واليوربيوم) في عام 2015 إلى 243 دولاراً للكيلوغرام، أما سعر الثقيلة منها (الغادولينيوم، التربيوم، الديسبروسيوم، الإيتريوم ) فسوف يبلغ 499 دولاراً للكيلوغرام الواحد، ويرى شيفتشينكو وعلماء آخرون أن استصلاح القمر يُعدُّ حلاً لمشاكل النقص في المعادن النادرة الموجودة في الأرض، ويعتقد هؤلاء العلماء أن نقلها من الفضاء يمكن أن يكون أرخص من استخراج هذه المعادن من باطن الأرض.
http://arab.rbth.com/science-and-technology/2014/10/29/2016_28383.html
 
عودة
أعلى