- إنضم
- 26 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 8,319
- التفاعل
تكافؤ نووي أم توازن استراتيجي؟
ذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية الأسبوع الفائت أنه تم تحقيق تكافؤ بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية من حيث عدد حوامل السلاح النووي، ولكن الخبراء يرون أن من السابق لأوانه الحديث عن تكافؤ نووي بين الدولتين العظميين، وأن روسيا، كسابق عهدها، لا تزال تتخلف عن الولايات المتحدة في هذا المجال، ولكنها تبقي قوات الردع الاستراتيجية لديها في حالة تأهب قتالي تام.
نشرت وزارة الخارجية الأمريكية أوائل تشرين الأول/ اكتوبر معلومة عن وضعية القوات النووية الاستراتيجة لكل من موسكو واشنطن، تم الحصول عليها في سياق تبادل المعلومات بين البلدين وفق شروط معاهدة براغ (2010) الخاصة بإجراءات تقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت-3). ومن جانبها، ذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية أن موسكو حققت التكافؤ مع واشنطن من حيث عدد حوامل السلاح النووي.
ذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية الأسبوع الفائت أنه تم تحقيق تكافؤ بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية من حيث عدد حوامل السلاح النووي، ولكن الخبراء يرون أن من السابق لأوانه الحديث عن تكافؤ نووي بين الدولتين العظميين، وأن روسيا، كسابق عهدها، لا تزال تتخلف عن الولايات المتحدة في هذا المجال، ولكنها تبقي قوات الردع الاستراتيجية لديها في حالة تأهب قتالي تام.
نشرت وزارة الخارجية الأمريكية أوائل تشرين الأول/ اكتوبر معلومة عن وضعية القوات النووية الاستراتيجة لكل من موسكو واشنطن، تم الحصول عليها في سياق تبادل المعلومات بين البلدين وفق شروط معاهدة براغ (2010) الخاصة بإجراءات تقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت-3). ومن جانبها، ذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية أن موسكو حققت التكافؤ مع واشنطن من حيث عدد حوامل السلاح النووي.
الصدارة للولايات المتحدة!
إن الجزم بتحقيق مثل هذا التكافؤ ليس دقيقا تماما، الأمر الذي أشار إليه في تعليقاته لإحدى وكالات الأنباء الرئيس السابق لهيئة أركان القوات الصاروخية الاستراتيجية الفريق فيكتور يسين، إذ يقول "إن روسيا من حيث عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والمتأهبة في مرابضها، والصواريخ الباليستية المحمولة على الغواصات والقاذفات الثقيلة، التي بمجملها تجسد القدرة القتالية للقوات النووية الاستراتيجية، لا تزال كسابق عهدها، متخلفة جدا عن الولايات المتحدة. لدى روسيا 528 وسيطة نووية من هذا النوع، بينما لدى الولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد عن ذلك بـ 266 وسيطة".
ولو تمعنا في المعلومات الرسمية لتبين لنا أن لدى الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ الأول من أيلول/ سبتمبر من العام الجاري 794 من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المتأهبة في مرابضها، والصواريخ الباليستية على الغواصات والقاذفات الثقيلة، بينما لدى روسيا 528 صاروخا من هذه الأنواع. أما عدد الرؤوس النووية على الحوامل المتأهبة فيبلغ 1642 لدى واشنطن، و 1643 لدى موسكو، بينما يبلغ عدد المنظومات المنتشرة وغير المنتشرة 912 منظومة لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، و 911 منظومة لدى روسيا.
عملية حسابية بسيطة
لفهم مدلولات الأرقام المذكورة أعلاه يجب أن نتذكر أن شروط معاهدة "ستارت-3" تقضي بأن يكون لكل من الطرفين 700 حامل استراتيجي للسلاح النووي بحلول العام 2018 ( أي تلك الموجودة في عداد القوات وتقوم بالمناوبة القتالية) و 100 حامل موجودة في المستودعات، أي غير منتشرة. في الوقت نفسه يمتلك كل من الطرفين ما لايزيد عن 1550 رأسا نوويا في وضعية الانتشار. والآن يغدو واضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تواصل تقليص قواتها النووية الاستراتيجية، وبالدرجة الأولى عدد صواريخها الاستراتيجية المنتشرة، أما روسيا فبإمكانها زيادة عدد حواملها الاستراتيجية، وأن تقلص– شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة الأمريكية- عدد الرؤوس النووية المحمولة عليها.
التعادل التقريبي في عدد الرؤوس النووية على الحوامل الاستراتيجية لروسيا والولايات المتحدة الأمريكية يعزى إلى امتلاك واشنطن صواريخ باليستية ذات مرابطة أرضية من طراز "مينيتمن"، يحمل كل منها عادة 1 – 3 رؤوس نووية.
ولدى الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 450 صاروخا من هذا النوع. وترسانتها النووية الأساسية موجودة على الصواريخ الاستراتيجية للغواصات النووية من طراز "ترايدينت-2"، التي تحمل كل منها ثمانية وحدات حربية انشطارية ذات توجيه فردي. وتملك الولايات المتحدة 14 غواصة نووية من طراز "أوهايو" تحمل كل منها 24 صاروخا استراتيجيا. وهذا يعني تقريبا ألف رأس نووي كامنة في أعماق البحار والمحيطات. ولدى الولايات المتحدة أيضا 230 قاذفة استراتيجية من ثلاثة أنماط ، هي
В-52Н, В-1В , В-2А( بينها أكثر من خمسين طائرة في المستودعات الاحتياطية). وكل قاذفة من هذا النوع تحتسب صاروخا واحدا، وفق شروط معاهدة "ستارت-3"، مع العلم بأن طائرة واحدة تستطيع حمل العديد من الصواريخ المجنحة ذات الرؤوس النووية، والقنابل النووية.
В-52Н, В-1В , В-2А( بينها أكثر من خمسين طائرة في المستودعات الاحتياطية). وكل قاذفة من هذا النوع تحتسب صاروخا واحدا، وفق شروط معاهدة "ستارت-3"، مع العلم بأن طائرة واحدة تستطيع حمل العديد من الصواريخ المجنحة ذات الرؤوس النووية، والقنابل النووية.
ضمان الأمن القومي
تشكل قوات الصواريخ الاستراتيجية قدرة روسيا الأساسية من الأسلحة النووية الاستراتيجية، وهي الرؤوس النووية على الصواريخ وحيدة الرأس في المنظومات المتنقلة والمنظومات الثابتة تحت الأرض من طراز "توبول" و "توبول-م"، وعددها 186 رأسا بتاريخ الأول من كانون الثاني / يناير 2014. ولدى روسيا أيضا في المنظومات المتنقلة (والثابتة تحت الأرض، عما قريب) من طراز "يارس" ذي الرؤوس الانشطارية والتسديد الفردي، أكثر قليلا من ثلاثين صاروخا. وكذلك يوجد في المناوبة القتالية 92 صاروخا ضمن المنظومات الثابتة ( تحت الأرض) من طراز "فويفودا" المزودة بعشرة رؤوس نووية انشطارية ذات توجيه فردي، ومن طراز "ستيليت" المزودة بستة رؤوس نووية انشطارية ذات توجيه فردي. ومجمل ما لدى روسيا على الأرض 311 صاروخا و 1078 رأسا نوويا.
وكان لديها على ثماني غواصات نووية استراتيجية حتى التاريخ المذكور آنفا، 112 صاروخا من طراز "سينيفا" و "لاينر" المزودة بـ 416 شحنة نووية، وذلك قبل أن توضع في المناوبة القتالية الغواصات النووية الاستراتيجية الجديدة من طراز "بوريه" المزودة بصواريخ "بولافا". وفضلا عن ذلك لدى روسيا 66 قاذفة استراتيجية من طراز "تو-95 م.س" و "تو-160".
الأرقام المذكورة أعلاه لا تدل على تكافؤ بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بل على التوازن الاستراتيجي الذي يرغم واشنطن على توقيع معاهدة مع موسكو حول الإجراءات الخاصة بالتقليص اللاحق للأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها.
إن روسيا لا تعتزم العمل لتحقيق تكافؤ في الأسلحة النووية الاستراتيجية مع أية دولة من الدول، وهي تنفذ بنزاهة التزاماتها وفق معاهدة "ستارت-3" كما بينت المناورات الأخيرة لقوات الصواريخ الاستراتيجية. وفي الوقت نفسه، تُبقي قوات الردع الاستراتيجية لديها على درجة عالية من الجهوزية القتالية، لا كتهديد لأي كان، بل كحق سيادي بضمان أمنها القومي وأمن حلفائها.
http://arab.rbth.com/opinion/2014/10/13/28223.htmlإن روسيا لا تعتزم العمل لتحقيق تكافؤ في الأسلحة النووية الاستراتيجية مع أية دولة من الدول، وهي تنفذ بنزاهة التزاماتها وفق معاهدة "ستارت-3" كما بينت المناورات الأخيرة لقوات الصواريخ الاستراتيجية. وفي الوقت نفسه، تُبقي قوات الردع الاستراتيجية لديها على درجة عالية من الجهوزية القتالية، لا كتهديد لأي كان، بل كحق سيادي بضمان أمنها القومي وأمن حلفائها.
