حمايــــة الدبابــــات وتأثيـــــر ميــــلان صفائــــح التدريــــع .

anwaralsharrad 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
18 مايو 2013
المشاركات
12,587
التفاعل
56,157 1,112 47
حمايـــــــة الدبابـــــــات وتأثيـــــــر ميــــــلان صفائــــــح التدريــــــع

proxy

لقد بدأت الدبابات عهدها كمركبات قتالية بأشكال بدائية من الدروع الفولاذية التقليدية ، وتزايدت سماكة صفائح هذه الدروع من بضعة مليمترات خلال الحرب العالمية الأولى ، إلى أكثر من 200-300 ملم في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية . لكن زيادة كمية الدروع كانت تحد من القدرات الحركية للدبابة ، ووصلت حداً لا يمكن تجاوزه ، من هنا بدأ المهندسون بالبحث عن وسائل لتحسين فاعلية دروع الدبابة بشكل لا يزيد كثيراً في حجمها ووزنها . وهكذا شاع استخدام الدروع المائلة ، حيث أن صفائح التدريع المائلة sloping plates تزيد من المسافة العرضية الواجب على الرأس الحربية قطعها لاختراق دروع الدبابة ، بحيث أن أي قذيفة تضرب الصفيحة بزاوية ما عدا 90 درجة فإنها يجب أن تتحرك وتنتقل خلال سماكة أعظم من الدرع ، بالمقارنة إلى ضرب نفس الصفيحة ولكن بزاوية قائمة right-angle (في الحالة الأخيرة ، فقط سماكة الصفيحة أو وضعها الطبيعي إلى سطح الدرع هو الذي يجب أن يثقب) . ولمزيد من التبسيط ، فإن القاعدة الأساس للاختراق ترتبط بصلة وثيقة ، ومن ضمن أمور أخرى ، بالزاوية التي سيضرب بها المقذوف درع الهدف . فزاوية الارتطام المثالية هي الزاوية العمودية أو القائمة perpendicular angle إلى صفيحة الدرع والتي تشير إلى المسافة الأصغر والأقل التي يحتاج المقذوف لقطعها وتجاوزها لاختراق الدرع وإلحاق الضرر بالهدف . لذلك كلما زادت زاوية ميلان الدرع كلما زادت سماكته وثخانته . وعند المقارنة بين صفيحتي تدريع من نفس السماكة المقطعية ، نرى أن الصفيحة المائلة بزاوية 45 درجة على سبيل المثال تؤمن زيادة تصل لـنحو 40% في السماكة الإجمالية مقارنة مع صفيحة عمودية أخرى . هكذا وبالنسبة لسماكة صفيحة معطاة ومعلومة ، نجد أن زيادة ميلان وانحدار أسطح التدريع يحسن ويعزز من مستوى الحماية عند موضع ارتطام المقذوف وذلك عن طريق زيادة قيمة أو مقياس السماكة thickness measured في المسار الأفقي لزاوية الهجوم . إن الدروع المائلة لا تزيد فقط من السماكة الإجمالية ، ولكنها أيضا وببساطة ترفع من احتمالات حرف بعض أنواع المقذوفات المعادية وانزلاقها ricochet عن سطح الدبابة ، وخلال الحرب العالمية الثانية أصيب الجنود الألمان بالذهول لرؤية قذائفهم وهي ترتد للأعلى نحو السماء من على سطح الدبابات السوفيتية طراز T-34 . على أية حال ، هذه التأثيرات ليست على الإطلاق ، وتعتمد بقوة على مواد التدريع المستخدمة ونوعية القذيفة المعنية بالإصابة وكذلك سرعتها لحظة الارتطام .

armorangles.jpg

إن التأثير النهائي لوضع الإمالة غالباً ما ينتج عنه تشويه وارتداد المقذوف projectile ricochet . فعندما هو يضرب صفيحة التدريع في زاوية حادة steep angle ، فإن مسار تقدمه قد يتقوس أو ينحرف ، مما يسبب تحركه خلال سماكة أكبر من الدرع ، وقد يثب في حالات أخرى كلياً عن سطح التصفيح . على أية حال ، هذه التأثيرات تعتمد بشكل رئيس على ملكيات مواد التدريع المستخدمة ونوعية المقذوفات التي سوف تضربه وكذلك على سرعة الارتطام بالهدف . ويمكن مشاهدة زوايا الإمالة الأكثر حدة عادة على الصفائح المنحدرة الأمامية glacis plates لأبراج وهياكل دبابات المعركة الرئيسة وكذلك العربات القتالية الأخرى ، في حين جانبي الهيكل تترك كما هي لكي تضرب لأن هناك مجال أكبر للانحدار في الاتجاه الطولي للعربة .. فالفكرة الرئيسة من وراء الإمالة تكمن في وضع مقاطع أو صفائح الحماية في الحواف الأمامية لهيكل وبرج الدبابة بزوايا حادة sharpest angles قدر الإمكان ، بحيث يترتب عند إصابة هذا المنطقة بمقذوف مضاد للدروع (إذا لم يرتد أو ينحرف) أن يقطع مسافة أكبر من سماكة التصفيح الفعلية .. إن لوحاً سماكته 100 ملم وزاوية انحداره 50 درجة ، تكون سماكته الأفقية 155 ملم . أي أنه يعطي حماية بالستية مساوية لسماكة 155 ملم بالنسبة لصفيحة في الوضع العمودي . لذلك يأخذ موضوع إعطاء صفائح التدريع زوايا ميل أكثر حدة ، أهمية كبرى في زيادة السماكة المكافئة للتصفيح (فوائد إمالة الدرع تكون قليلة إذا كانت هذه منحدرة لأقل من 20 درجة عن الوضع العمودي) لاسيما وان زيادة زاوية الميلان يساعد بشكل مباشر كما ذكرنا على انزلاق الشظايا الزائغة أو القذائف السهمية مخفضة العيار APDS .


3.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
السلام عليكم..
موضوع رائع بالفعل ومهم كما وعدتنا أستاذ أنور وجزاك الله خير...

هذه الفقره لم أفهما جيدا ممكن توضيح أكثر...

(( في حين جانبي الهيكل تترك كما هي لكي تضرب لأن هناك مجال أكبر للانحدار في الاتجاه الطولي للعربة ..))

شكرًا
والسلام عليكم ...
 
السلام عليكم..
موضوع رائع بالفعل ومهم كما وعدتنا أستاذ أنور وجزاك الله خير...

هذه الفقره لم أفهما جيدا ممكن توضيح أكثر...

(( في حين جانبي الهيكل تترك كما هي لكي تضرب لأن هناك مجال أكبر للانحدار في الاتجاه الطولي للعربة ..))

شكرًا
والسلام عليكم ...

ذكرنا أخي العقرب أن معظم الهجمات تأتي من القوس الأمامي للدبابة ، لذلك يحرص المصممين على قضية إمالة صفائح التدريع في هذا الموضع ، لكن بالنسبة لجانب الهيكل والبرج فإن الوضع سوف يكون مائل طبيعي قياساً بزاوية الهجوم وكما في الرسم التوضيحي للأسفل .

cp1I2K.png
 
ذكرنا أخي العقرب أن معظم الهجمات تأتي من القوس الأمامي للدبابة ، لذلك يحرص المصممين على قضية إمالة صفائح التدريع في هذا الموضع ، لكن بالنسبة لجانب الهيكل والبرج فإن الوضع سوف يكون مائل طبيعي قياساً بزاوية الهجوم وكما في الرسم التوضيحي للأسفل .

cp1I2K.png
شكرًا على الاجابه..
لدي سؤال بعيدا قليلا عن الموضوع هو بخصوص الدبابه أبرامز تحديدا وبالاخص منطقة القوس الأمامي لها ، هل من الممكن -نظريا على الأقل -تزويد هذه المنطقه "بدروع فراغية " كما في الدبابه الالمانيه Leopard 2 A5&6&7 مما يزيد قدرات الحمائيه لها ومن دون زياده كبيره في الوزن المضاف..!!
 
شكرًا على الاجابه..
لدي سؤال بعيدا قليلا عن الموضوع هو بخصوص الدبابه أبرامز تحديدا وبالاخص منطقة القوس الأمامي لها ، هل من الممكن -نظريا على الأقل -تزويد هذه المنطقه "بدروع فراغية " كما في الدبابه الالمانيه Leopard 2 A5&6&7 مما يزيد قدرات الحمائيه لها ومن دون زياده كبيره في الوزن المضاف..!!

هذا الإجراء ربما يخلق مشاكل نوعية للدبابة ، مثل إيجاد زاوية ميته كبيرة لرامي المدفع ورامي الرشاشة السقفية أو المحورية نتيجة إطالة مقدمة البرج ، باللإضافة لذلك كوة سائق الدبابة ستواجه حالة تضييق وعدم مرونة لحركة السائق من وإلى الدبابة .
 
موضوع جميل .. بارك الله فيك استاذ انور
ارى ان اسرائيل طبقت نظرية إمالة صفائح البرج حتى بدت الميركافا-4 بهذة الصورة التي نراها حالياً
 
موضوع جميل .. بارك الله فيك استاذ انور
ارى ان اسرائيل طبقت نظرية إمالة صفائح البرج حتى بدت الميركافا-4 بهذة الصورة التي نراها حالياً

نعم أخي .. البحث في تأثير التصفيح المائل والمنحدر جرى أولاً في العام 1930 من قبل شركة SOMUA الفرنسية ، وكذلك من قبل فريق تصميم الدبابات السوفييتي في مصنع Kharkiv Locomotive (المبدأ بحد ذاته كان مشهور قديماً وكان قيد الاستعمال على السفن الحربية ، مثل السفينة المدرعة CSS Virginia) . هذه المحاولات التقنية جاءت للرد على تطور الأسلحة المضادة للدبابات في ذلك الوقت ، والتي تمثلت بقذائف مدفعية تستخدم الطاقة الحركية للاختراق ، حيث طبقت هذه الأفكار جزئياً على الدبابة الفرنسية Schneider في الحرب العالمية الأولى ، لكن الدبابة الأولى التي قاتلت فعلياً مع تصفيح منحدر بالكامل ، كانت الفرنسية SOMUA S35 والدبابة Renault R35 والتي اختارت هياكل وأبراج مصبوبة بالكامل وبزوايا مائلة . إلا أن التأثير الأعظم في تصميم دبابات بتصفيح منحدر ومائل ، يعود بالتأكيد للسوفيتية الرائعة T-34 التي طورت واستخدمت خلال الحرب العالمية الثانية ، حيث انتشرت في تلك الحرب ، تصاميم الدبابات بزواياها الحادة ، وإن كان البعض قد سار على تصاميمه التقليدية والزوايا العمودية في بناء الأبراج . الدبابة المتوسطة T-34 كانت أحد الدبابات الأكثر تدريعاً في العالم خلال البدايات الأولى من الحرب العالمية الثانية ، وهي من إبداعات مصمم الدبابات السوفييتي الشهير "ميخائيل كوشكين" Mikhail Koshkin الذي بدأ حياته كصانع حلويات ثم بعد ذلك درس الهندسة !! لقد أثبتت هذه الآلة صعوبة دحرها بالنسبة للألمان في المراحل الأولى من الحرب على الجبهة الشرقية ، حيث جرى تحسين وتعزيز سماكة الدروع الجيدة بتقديم شكل صفائح الدرع المنحدر .
 
عودة
أعلى