لا شك أن اختراع الأبجدية يعتبر من أهم منجزات البشرية.
والسائد ان البشرية عرفت الحروف الأبجدية عام 1600 قبل الميلاد.
إن كلمة الأبجدية في اللغة العربية المكونة من الأحرف "ابجد"، وكلمة "alphabet" المستعملة في معظم اللغات الأجنبية والمؤلفة من أول حرفين الألف والباء، هما الدلالة للأصل الفينيقي لجميع اللغات المستعملة في عصرنا الحديث. الفينيقيون هم الذين نقلوا هذه المعرفة إلى الإغريق لإنشاء لغتهم الخاصة المؤلفة من 22 حرفا ومن ثم تعميم استعمال هذه الأحرف. بعض علماء ومؤرخي العصور القديمة عارضوا هذا الرأي واعتمدوا ان دور الشعب الفينيقي اقتصر على تعميم الأبجدية وليس على اختراعها. كان الفينيقيون يكتبون من اليمين إلى اليسار، بينما اليونان اعتمدوا بعد وقت من الزمن الكتابة من الشمال إلى اليمين.
قبل اختراع الأبجدية، استندت أنظمة الكتابة في وقت مبكر على الرموز التصويرية المعروفة باسم الهيروغليفية، أو على أسافين المسمارية، التي ينتجها الضغط على القلم في الطين اللين. ولأن هذه الأساليب كانت تتطلب عددا كبيرا من الرموز لتحديد كل كلمة، كانت الكتابة معقدة ومحدودة بمجموعة صغيرة من الكتبة المدربين تدريبا عاليا.
ما قبل الفينيقية كان الكتابات هي:
الأبجدية الكنعانية الأولية بروتو- كنعانية : معروفة أيضا في مناطق بلاد الشام (لبنان وفلسطين وسوريا) تحت اسم "الهيروغليفية الزائفة"، فهي تشبه على حد بعيد الهيروغليفية المصرية، التي تمثل الحيوانات والنباتات، والأدوات، وأنماط هندسية، الخ. هذه الكتابة مكونة بشكل أساسي من مقاطع لفظية، تحتوي على أكثر من ١٢٠ رمزا مسماريا، وما زالت غير مفهومة تماما على رغم جهود كبار الخبراء والأخصائيين.
النقوش السينائية الأولية بروتو- سينائية : مكونة من مجموعة من النقوش (٢٥ نقشا) ويعود تاريخها إلى حوالي عام ١٦٠٠ ق.م. حيث وُجِدَتْ على موقع سرابيط الخادم في العام ١٩٠٥ في شبه جزيرة سيناء وبالقرب من مناجم الفيروز التي استثمرها الفراعنة. تتضمن علامات غير معروفة حتى ذلك الحين وبعض هذه الرسوم تشبه الهيروغليفية المصرية. من بعد عدة تحاليل تمكن الخبراء تميز ٢٣ حرفا لتشكل أبجدية كاملة قريبة من الأبجدية الفينيقية.
ألواح الكتابة المسمارية في أوغاريت: التي اكتشفت في أواخر عام ١٩٢٠ في موقع رأس شمرا الحالية، على الساحل السوري، في الجزء الشمالي من فينيقيا. يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
الأبجدية الفينيقية كانت مستوحاة من هذه الأنظمة الثلاثة ولكن مع الكثير من التحسينات لتصبح أكثر لفظية من تصويرية، وأداؤها مقابل أنظمة الكتابات القديمة يعود إلى العدد الأقل من الأحرف لتصبح سهلة باستعمالها وترويجها.
تطور وانتشار هذه الكتابة في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط ارتبط وبشكل مميز مع النشاط التجاري والملاحة الفينيقيين الذين جابوا البحار والمضايق للبحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها.
بحلول القرن الثامن قبل الميلاد 8، كانت الأبجدية الفينيقية امتدت إلى اليونان، حيث تم تكريرها وتعزيزها لتصبح اللغة اليونانية. أبقي على بعض الأحرف الفينيقية، وأزيلت أخرى، ولكن الابتكار ذي الأهمية القصوى كان إدخال استخدام حروف العلة. ويعتقد كثير من العلماء أن هذه الإضافة هي التي أعطت النص المراد قراءته وضوحا لا غموض فيه مما يجعلها أول أبجدية "حقيقية".
مع مرور الوقت، أعطت الأبجدية اليونانية دفعا لعدة أبجديات أخرى، بما في ذلك اللاتينية، التي انتشرت في جميع أنحاء أوروبا، والسيريلية التي سبقت الأبجدية الروسية الحديثة.
في المحصلة ، أيا كان من ابتكرها، وأيا كان من طروها ، الأبجدية جعلت البشرية قادرة على التواصل وأتاحت كتابة تاريخ الشعوب وتسجيل الأحداث والاختراعات ونقل المأثورات وقراءة سير العظماء وتعاليم الأديان المختلفة وإلخ... مما لا يحصر ولا يعد. التاريخ الإنساني تاريخ متصل واللغة والآداب والعلوم والموسيقى والفن كلها وأكثر اكتسبت من بعضها وأغنت ما نراه اليوم ونقرأه ونعرفه.
والسائد ان البشرية عرفت الحروف الأبجدية عام 1600 قبل الميلاد.
إن كلمة الأبجدية في اللغة العربية المكونة من الأحرف "ابجد"، وكلمة "alphabet" المستعملة في معظم اللغات الأجنبية والمؤلفة من أول حرفين الألف والباء، هما الدلالة للأصل الفينيقي لجميع اللغات المستعملة في عصرنا الحديث. الفينيقيون هم الذين نقلوا هذه المعرفة إلى الإغريق لإنشاء لغتهم الخاصة المؤلفة من 22 حرفا ومن ثم تعميم استعمال هذه الأحرف. بعض علماء ومؤرخي العصور القديمة عارضوا هذا الرأي واعتمدوا ان دور الشعب الفينيقي اقتصر على تعميم الأبجدية وليس على اختراعها. كان الفينيقيون يكتبون من اليمين إلى اليسار، بينما اليونان اعتمدوا بعد وقت من الزمن الكتابة من الشمال إلى اليمين.
قبل اختراع الأبجدية، استندت أنظمة الكتابة في وقت مبكر على الرموز التصويرية المعروفة باسم الهيروغليفية، أو على أسافين المسمارية، التي ينتجها الضغط على القلم في الطين اللين. ولأن هذه الأساليب كانت تتطلب عددا كبيرا من الرموز لتحديد كل كلمة، كانت الكتابة معقدة ومحدودة بمجموعة صغيرة من الكتبة المدربين تدريبا عاليا.
ما قبل الفينيقية كان الكتابات هي:
الأبجدية الكنعانية الأولية بروتو- كنعانية : معروفة أيضا في مناطق بلاد الشام (لبنان وفلسطين وسوريا) تحت اسم "الهيروغليفية الزائفة"، فهي تشبه على حد بعيد الهيروغليفية المصرية، التي تمثل الحيوانات والنباتات، والأدوات، وأنماط هندسية، الخ. هذه الكتابة مكونة بشكل أساسي من مقاطع لفظية، تحتوي على أكثر من ١٢٠ رمزا مسماريا، وما زالت غير مفهومة تماما على رغم جهود كبار الخبراء والأخصائيين.
النقوش السينائية الأولية بروتو- سينائية : مكونة من مجموعة من النقوش (٢٥ نقشا) ويعود تاريخها إلى حوالي عام ١٦٠٠ ق.م. حيث وُجِدَتْ على موقع سرابيط الخادم في العام ١٩٠٥ في شبه جزيرة سيناء وبالقرب من مناجم الفيروز التي استثمرها الفراعنة. تتضمن علامات غير معروفة حتى ذلك الحين وبعض هذه الرسوم تشبه الهيروغليفية المصرية. من بعد عدة تحاليل تمكن الخبراء تميز ٢٣ حرفا لتشكل أبجدية كاملة قريبة من الأبجدية الفينيقية.
ألواح الكتابة المسمارية في أوغاريت: التي اكتشفت في أواخر عام ١٩٢٠ في موقع رأس شمرا الحالية، على الساحل السوري، في الجزء الشمالي من فينيقيا. يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
الأبجدية الفينيقية كانت مستوحاة من هذه الأنظمة الثلاثة ولكن مع الكثير من التحسينات لتصبح أكثر لفظية من تصويرية، وأداؤها مقابل أنظمة الكتابات القديمة يعود إلى العدد الأقل من الأحرف لتصبح سهلة باستعمالها وترويجها.
تطور وانتشار هذه الكتابة في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط ارتبط وبشكل مميز مع النشاط التجاري والملاحة الفينيقيين الذين جابوا البحار والمضايق للبحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها.
بحلول القرن الثامن قبل الميلاد 8، كانت الأبجدية الفينيقية امتدت إلى اليونان، حيث تم تكريرها وتعزيزها لتصبح اللغة اليونانية. أبقي على بعض الأحرف الفينيقية، وأزيلت أخرى، ولكن الابتكار ذي الأهمية القصوى كان إدخال استخدام حروف العلة. ويعتقد كثير من العلماء أن هذه الإضافة هي التي أعطت النص المراد قراءته وضوحا لا غموض فيه مما يجعلها أول أبجدية "حقيقية".
مع مرور الوقت، أعطت الأبجدية اليونانية دفعا لعدة أبجديات أخرى، بما في ذلك اللاتينية، التي انتشرت في جميع أنحاء أوروبا، والسيريلية التي سبقت الأبجدية الروسية الحديثة.
في المحصلة ، أيا كان من ابتكرها، وأيا كان من طروها ، الأبجدية جعلت البشرية قادرة على التواصل وأتاحت كتابة تاريخ الشعوب وتسجيل الأحداث والاختراعات ونقل المأثورات وقراءة سير العظماء وتعاليم الأديان المختلفة وإلخ... مما لا يحصر ولا يعد. التاريخ الإنساني تاريخ متصل واللغة والآداب والعلوم والموسيقى والفن كلها وأكثر اكتسبت من بعضها وأغنت ما نراه اليوم ونقرأه ونعرفه.