تشرشل و جعفر العسكري .. اعترف بإنجازاته العسكرية البطولية
ومن هذا المدخل البسيط، فان جعفر العسكري كتب عنه كشخصية عراقية ، لعبت دورا مهما في تاسيس الجيش العراقي ،حتى اطلق عليه لقب (أبو الجيش العراقي ) ...
في اشارة الى انه اول وزير دفاع في الدولة العراقية ،وكانت وزارته في حينها (بلا جيش)، فسارع الى جمع شمل الضباط والمراتب في الكاظمية ،ليؤسس اول فوج كان النواة الاولى للجيش العراقي ، واطلق على ذلك الفوج اسم فوج موسى الكاظم.
على ان مثل هذا السرد التاريخي لا يروي ولا يغني عن شيء، فالجميع يبحث عن اسرار ما خلف الحدث ، وخفايا مابعد الخبر، فجعفر العسكرى والذي نحن بصدده، كانت له شخصية عجيبة لها القابلية على جمع الاضداد ، ولم شمل المتناقضات بشكل فريد ،فهو يتألف مع الشيء ونقيضه ويتعامل مع الاصدقاء ويتعاطى مع الاعداء ، ولكي نقرب الصورة اكثر، بمثال صارخ تفرد به العسكري ، وهو كونه الضابط الوحيد على وجه الارض ، الذي حصل على وسام من المانيا وف الوقت نفسه حصل على وسام من بريطانيا ، في لحظة تاريخية كانت فيها بريطانيا تحارب المانيا ، والاكثر من ذلك انه حصل على وسام من الدولة العثمانية وهو نفسه خاض حربا "ضروسا" ضدها في ليبيا والجزيرة العربية.
مؤتمر القاهرة/ 1921..الجالسون ـ تشرشل رئيس وزراء بريطانيا ـ ..الواقفون/ جعفر باشا العسكري وساسون حسقيل ومسز بيل وأخرون..
هذا المشهد المؤثر في حياة جعفر العسكري حوله وكانه (جندى عالمي) فتارة يحارب في البلقان واخرى في عمان والجزيرة وسوريا الى العراق ، ولا ننسى قيادته لجيش السنوسي وما فيها من تفاصيل كثيرة ،غمطها الكتاب ولم يلتفت اليها احد بالرغم من اهميتها ،بل لم تذكر احداثها لا في العراق ولا في ليبيا ـ مع الاسف الشديد ـ ولربما هي اليوم في طور النسيان او في طريقها الى ذلك ، لان تفاصيلها لا يعرفها الاقلة قليلة في العراق.
وضمن هذا السياق في كشف الغموض عن التفاصيل المهمة في شخصية العسكري ، وعلاقته بوينستن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا العظمى المنتصر في الحرب العالمية الاولى ،وامتداد سطوته العسكرية والسياسية على الارض ،من الهند الى استراليا الى العرب ، في هذه الحقبة التاريخية لم يكن تشرشل شخصية عادية بل رمز كبير من رموز الدول العظمى.
خطاب تشرشل
بتاريخ 14 حزيران 1921م وقف وينستن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا امام مجلس العموم البريطاني وعلى مسامع البريطانيين والقى خطابا ذكر فيه تفاصيل مهمة عن جعفر العسكري قال فيه:
(لقد تم تأسيس الجيش العربي بادارة جعفر باشا العسكري وزير الدفاع الحالي في العراق،ولا أعلم فيما اذا كانت اللجنة تتذكر السيرة الرومانتيكية لهذا الرجل ،ولاشك عندي ان زميلي الشهم عضو مجلس العموم السر سي تاونسند على معرفة جيدة بها ، لقد بدأ الحرب يقاتل ضدنا فى الدردنيل وحصل على الصليب الحديدي الالماني ، ثم جاء الى الصحراء الغربية حيث تولى قيادة جيش السنوسي ضدنا ، وخاض فيما اعتقد ، ثلاث معارك انتصر في اثنتين منها ، ولكن الثالثة لم تكن موفقة من وجهة نظره)..
الى هنا من خطاب تشرشل نلاحظ انه كان يشيد بجعفر العسكري الا انه اخطأ في تقدير عدد المعارك ، ونحن نجهل تماما السبب وراء ذلك ، فجعفر خاض اربع معارك انتصر في ثلاث منها وكبد القوات البريطانية خسائر ، وخسر في واحدة لفرق العدد والعديد بين جيش القبائل الذي قاده العسكري والقوات البريطانية المدعمة بالطائرات والمدرعات، ثم يكمل تشرشل خطابه قائلا فجرح في المعركة ولاحقته كتيبة دوستشاير يومانري ، واخيرا قبض عليه في ساحة المعركة )..
الصحيح ان جعفر العسكري جرح جرحا بليغا بالسلاح الابيض، وبدأ ينزف بغزارة ، فاغشي عليه بسبب النزيف ، وعندما افاق من غيبوبته وجد نفسه اسيرا ، ويكمل تشرشل خطابه :
( ونقل الى القاهرة اسيرا وأحتجز في القلعة ، وقد حاول ان يهرب ولكن نظرا لضخامة جسمه نوعا ما انقطع به الحبل الذي كان يتدلى به من جدار القلعة ، فوقع في حفرة وكسرت رجله )..
والصحيح ان جعفر العسكري تدلى بالبطانيات بعد ان شد الواحدة بالاخرى، الا انه تمزقت احداها بسبب ضخامته ، واضاف تشرشل:
(وبينما كانت جروحه تلتئم في المستشفى قرأ في الصحف ان الملك حسين شريف مكة قد اعلن الحرب على الاتراك ، ووجد نفسه فورا في الجانب المعاكس للجانب الذي كان يحارب معه حتى الان)..
الوصف الصحيح غير ذلك ، فموقف جعفر العسكري تبدل عندما قرأ بالصحف خبر اعدام صديقه سليم الجزائري في دمشق من قبل جمال باشا والي الشام ،والذي يلقب بجمال السفاح، بعد اعدامه الثوار على اثر ذلك قرر محاربة الدولة العثمانية، المهم يكمل لنا تشرشل خطابه امام مجلس العموم البريطاني يقول :
(ولذلك اجرى اتصالات بزعماء العرب في مكة ، وبعد شيء من التردد انيطت به قيادة الجيش ، وسرعان ما حصل على ثقة عالية ، وبرز كثيرا فى القتال الذي دار خلال السنتين التاليتين،وأخيرا منح وسام القديسين مايكل وجوج من قبل اللورد اللنبي محاطا بدائرة من القوات البريطانية التي كان معظمها ينتمي الى كتيبة دو ستشاير يومانري التي اسرته ، هذه هي شخصية وزير الدفاع العراقي ، وهو بطبيعة الحال من رجال شريف مكة المخلصين)..
انتهى خطاب تشرشل بالرغم من ان فقرته الاخيرة تحتاج الى تعديل لان جعفر العسكري كان من رجال فيصل وليس من رجال والده الحسين شريف مكة ، على ان هذا الخطاب في كل الاحوال يعكس مكانة جعفر العسكري الدولية .
معلومات منقولة عن التعليقات على الموضوع الأصلي في موقع الكاردينيا :
* كان جعفر العسكري شخصية نادرة بين شخصيات العراق التي تسلمت مقاليد البلاد في بداية تأسيس الدولة العراقية الفتية. ويذكر معاصروه من العراقيين ما اتصف به من قوة الشخصية، وخفة الروح، وظرف الدعابة، فضلاً عن شجاعته المتناهية، ولباقته السياسية، وثقافته العسكرية والقانونية. ولم يكن لقب "العسكري" الذي يحمله "جعفر باشا" نسبة الى مسلكه، وان كانت نشأته عسكرية فعلاً، بل نسبة الى قرية تدعى "عسكر" قريبة من مدينة كركوك. وقد انتقل اليها جده الاكبر عبدالله المدني من المدينة المنورة في القرن
السادس عشر. وكان ينتسب الى هذه القرية ايضاً بكر صدقي العسكري الذي قاد اول انقلاب عسكري في العراق، بل في البلاد العربية، ذلك الانقلاب الذي كان من اوائل احداثه مقتل جعفر العسكري بيد رجال بكر صدقي العسكري.
رجل من اعظم رجالات العراق والوطن العربي في العصر الحديث وهو الرجل الذي يُعد مؤسس الجيش العراقي وأباه،
* .ان الفريق جعفر العسكري ( رحمه الله ) من اهالي ومواليد قرية ( عسكر ) الكردية الواقعة شمال شرق مدينة كركوك وهي معروفة بسكانها الكرد ومنهم ايضا الفريق ( بكر صدقي العسكري ) قائد الانقلاب المعروف في العراق وكذلك ( علي العسكري ) قائد منطقة بهدينان لقوات البيشمركة الكردية في عامي 1961 - 1963 والذي اعدم من قبل الحزب البارتي - القيادة المؤقتة اثر اسره في معركة ( حكاري ) جنوب شرق تركيا عام 1979 .
ومن هذا المدخل البسيط، فان جعفر العسكري كتب عنه كشخصية عراقية ، لعبت دورا مهما في تاسيس الجيش العراقي ،حتى اطلق عليه لقب (أبو الجيش العراقي ) ...
في اشارة الى انه اول وزير دفاع في الدولة العراقية ،وكانت وزارته في حينها (بلا جيش)، فسارع الى جمع شمل الضباط والمراتب في الكاظمية ،ليؤسس اول فوج كان النواة الاولى للجيش العراقي ، واطلق على ذلك الفوج اسم فوج موسى الكاظم.
على ان مثل هذا السرد التاريخي لا يروي ولا يغني عن شيء، فالجميع يبحث عن اسرار ما خلف الحدث ، وخفايا مابعد الخبر، فجعفر العسكرى والذي نحن بصدده، كانت له شخصية عجيبة لها القابلية على جمع الاضداد ، ولم شمل المتناقضات بشكل فريد ،فهو يتألف مع الشيء ونقيضه ويتعامل مع الاصدقاء ويتعاطى مع الاعداء ، ولكي نقرب الصورة اكثر، بمثال صارخ تفرد به العسكري ، وهو كونه الضابط الوحيد على وجه الارض ، الذي حصل على وسام من المانيا وف الوقت نفسه حصل على وسام من بريطانيا ، في لحظة تاريخية كانت فيها بريطانيا تحارب المانيا ، والاكثر من ذلك انه حصل على وسام من الدولة العثمانية وهو نفسه خاض حربا "ضروسا" ضدها في ليبيا والجزيرة العربية.
مؤتمر القاهرة/ 1921..الجالسون ـ تشرشل رئيس وزراء بريطانيا ـ ..الواقفون/ جعفر باشا العسكري وساسون حسقيل ومسز بيل وأخرون..
هذا المشهد المؤثر في حياة جعفر العسكري حوله وكانه (جندى عالمي) فتارة يحارب في البلقان واخرى في عمان والجزيرة وسوريا الى العراق ، ولا ننسى قيادته لجيش السنوسي وما فيها من تفاصيل كثيرة ،غمطها الكتاب ولم يلتفت اليها احد بالرغم من اهميتها ،بل لم تذكر احداثها لا في العراق ولا في ليبيا ـ مع الاسف الشديد ـ ولربما هي اليوم في طور النسيان او في طريقها الى ذلك ، لان تفاصيلها لا يعرفها الاقلة قليلة في العراق.
وضمن هذا السياق في كشف الغموض عن التفاصيل المهمة في شخصية العسكري ، وعلاقته بوينستن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا العظمى المنتصر في الحرب العالمية الاولى ،وامتداد سطوته العسكرية والسياسية على الارض ،من الهند الى استراليا الى العرب ، في هذه الحقبة التاريخية لم يكن تشرشل شخصية عادية بل رمز كبير من رموز الدول العظمى.
خطاب تشرشل
بتاريخ 14 حزيران 1921م وقف وينستن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا امام مجلس العموم البريطاني وعلى مسامع البريطانيين والقى خطابا ذكر فيه تفاصيل مهمة عن جعفر العسكري قال فيه:
(لقد تم تأسيس الجيش العربي بادارة جعفر باشا العسكري وزير الدفاع الحالي في العراق،ولا أعلم فيما اذا كانت اللجنة تتذكر السيرة الرومانتيكية لهذا الرجل ،ولاشك عندي ان زميلي الشهم عضو مجلس العموم السر سي تاونسند على معرفة جيدة بها ، لقد بدأ الحرب يقاتل ضدنا فى الدردنيل وحصل على الصليب الحديدي الالماني ، ثم جاء الى الصحراء الغربية حيث تولى قيادة جيش السنوسي ضدنا ، وخاض فيما اعتقد ، ثلاث معارك انتصر في اثنتين منها ، ولكن الثالثة لم تكن موفقة من وجهة نظره)..
الى هنا من خطاب تشرشل نلاحظ انه كان يشيد بجعفر العسكري الا انه اخطأ في تقدير عدد المعارك ، ونحن نجهل تماما السبب وراء ذلك ، فجعفر خاض اربع معارك انتصر في ثلاث منها وكبد القوات البريطانية خسائر ، وخسر في واحدة لفرق العدد والعديد بين جيش القبائل الذي قاده العسكري والقوات البريطانية المدعمة بالطائرات والمدرعات، ثم يكمل تشرشل خطابه قائلا فجرح في المعركة ولاحقته كتيبة دوستشاير يومانري ، واخيرا قبض عليه في ساحة المعركة )..
الصحيح ان جعفر العسكري جرح جرحا بليغا بالسلاح الابيض، وبدأ ينزف بغزارة ، فاغشي عليه بسبب النزيف ، وعندما افاق من غيبوبته وجد نفسه اسيرا ، ويكمل تشرشل خطابه :
( ونقل الى القاهرة اسيرا وأحتجز في القلعة ، وقد حاول ان يهرب ولكن نظرا لضخامة جسمه نوعا ما انقطع به الحبل الذي كان يتدلى به من جدار القلعة ، فوقع في حفرة وكسرت رجله )..
والصحيح ان جعفر العسكري تدلى بالبطانيات بعد ان شد الواحدة بالاخرى، الا انه تمزقت احداها بسبب ضخامته ، واضاف تشرشل:
(وبينما كانت جروحه تلتئم في المستشفى قرأ في الصحف ان الملك حسين شريف مكة قد اعلن الحرب على الاتراك ، ووجد نفسه فورا في الجانب المعاكس للجانب الذي كان يحارب معه حتى الان)..
الوصف الصحيح غير ذلك ، فموقف جعفر العسكري تبدل عندما قرأ بالصحف خبر اعدام صديقه سليم الجزائري في دمشق من قبل جمال باشا والي الشام ،والذي يلقب بجمال السفاح، بعد اعدامه الثوار على اثر ذلك قرر محاربة الدولة العثمانية، المهم يكمل لنا تشرشل خطابه امام مجلس العموم البريطاني يقول :
(ولذلك اجرى اتصالات بزعماء العرب في مكة ، وبعد شيء من التردد انيطت به قيادة الجيش ، وسرعان ما حصل على ثقة عالية ، وبرز كثيرا فى القتال الذي دار خلال السنتين التاليتين،وأخيرا منح وسام القديسين مايكل وجوج من قبل اللورد اللنبي محاطا بدائرة من القوات البريطانية التي كان معظمها ينتمي الى كتيبة دو ستشاير يومانري التي اسرته ، هذه هي شخصية وزير الدفاع العراقي ، وهو بطبيعة الحال من رجال شريف مكة المخلصين)..
انتهى خطاب تشرشل بالرغم من ان فقرته الاخيرة تحتاج الى تعديل لان جعفر العسكري كان من رجال فيصل وليس من رجال والده الحسين شريف مكة ، على ان هذا الخطاب في كل الاحوال يعكس مكانة جعفر العسكري الدولية .
معلومات منقولة عن التعليقات على الموضوع الأصلي في موقع الكاردينيا :
* كان جعفر العسكري شخصية نادرة بين شخصيات العراق التي تسلمت مقاليد البلاد في بداية تأسيس الدولة العراقية الفتية. ويذكر معاصروه من العراقيين ما اتصف به من قوة الشخصية، وخفة الروح، وظرف الدعابة، فضلاً عن شجاعته المتناهية، ولباقته السياسية، وثقافته العسكرية والقانونية. ولم يكن لقب "العسكري" الذي يحمله "جعفر باشا" نسبة الى مسلكه، وان كانت نشأته عسكرية فعلاً، بل نسبة الى قرية تدعى "عسكر" قريبة من مدينة كركوك. وقد انتقل اليها جده الاكبر عبدالله المدني من المدينة المنورة في القرن
السادس عشر. وكان ينتسب الى هذه القرية ايضاً بكر صدقي العسكري الذي قاد اول انقلاب عسكري في العراق، بل في البلاد العربية، ذلك الانقلاب الذي كان من اوائل احداثه مقتل جعفر العسكري بيد رجال بكر صدقي العسكري.
رجل من اعظم رجالات العراق والوطن العربي في العصر الحديث وهو الرجل الذي يُعد مؤسس الجيش العراقي وأباه،
* .ان الفريق جعفر العسكري ( رحمه الله ) من اهالي ومواليد قرية ( عسكر ) الكردية الواقعة شمال شرق مدينة كركوك وهي معروفة بسكانها الكرد ومنهم ايضا الفريق ( بكر صدقي العسكري ) قائد الانقلاب المعروف في العراق وكذلك ( علي العسكري ) قائد منطقة بهدينان لقوات البيشمركة الكردية في عامي 1961 - 1963 والذي اعدم من قبل الحزب البارتي - القيادة المؤقتة اثر اسره في معركة ( حكاري ) جنوب شرق تركيا عام 1979 .