اعتراف تاريخي لموشيه ديان بـالحقيقة عن غزة
وديع عواودة
في 1948 أنشئت مستعمرة « ناحل عوز» على أنقاض خربة الوحيدي القرية الفلسطينية المهجرة في قضاء غزة.
في 1956 قتل فدائيون فلسطينيون جنديا إسرائيليا من سكان المستعمرة يدعى روعي روتبيرغ بالثالثة والعشرين من عمره، ووالد لطفل اسمه بوعاز.
مات والد روعي بعد انكسار قلبه بمقتل ولده وماتت زوجته مريضة دون أن تتزوج ثانية أما الابن بوعاز وهو في أواخر الستيات من العمر الان، فترك إسرائيل قبل سنوات. ويعترف بوعاز في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أنه هرب لتايلند بحثا عن السكينة وللإفلات من ثمن كبير يسدده دون نهاية. ويروي للصحيفة أن صدمة مقتل والده لم تفارقه مبررا عدم زواجه.
من تايلندا تابع بوعاز الحرب على غزة وصدمه مقتل الطفل دانئيل ابن الرابعة يوم الجمعة الماضي داخل مستعمرة ناحل عوز بنفس مكان مقتل والده روعي لكنه يتمنى لو أن سكان المستعمرة كانوا قد هربوا بعد مقتل والده لأنهم كانوا ربما سينجون من الموت.
ابن «ناحل عوز» التي هجرها سكانها للمرة الأولى منذ تأسيسها في 1948 تحت ضغط صواريخ المقاومة يقول إن الحرب مع الفلسطينيين لا تنتهي وأن سكان غزة ليسوا سويديين. ويتابع «أحمل كراهية للغزيين منذ طفولتي وسبق وقلت لسكان ناحل عوز قبل هجرتي من إسرائيل: «إذا قررتم الهرب يوما فبوسعكم نقل ضريح والدي معكم حيثما شئتم سوية مع الأسطورة التي نسجت حوله».
الصحيفة تورد كلمة الرثاء التي قدمها قائد الجيش الإسرائيلي وقتها موشيه ديان وهي تتضمن صراحة إسرائيلية نادرة. وتنطوي هذه الكلمة على أهمية لأنها اعتراف من إسرائيل بجرائمها التاريخية حيال غزة التي حولتها من مدينة ساحلية جميلة إلى غيتو فلسطيني بل لأكبر مخيم لاجئين مزدحم في العالم بعد تدمير مئات القرى الوادعة في المنطقة بين غزة ويافا واللد والرملة عام 1948.
في كلمة الرثاء قال ديان طبقا لما أوردته «يديعوت أحرونوت»: «بالأمس قتل روعي. سكينة الصباح الربيعي بهرت عينيه فلم ير المتربصين بروحه على حد التلم في الحقل. فلا نكيلن التهم اليوم للقتلة. كيف لنا أن نشكو كراهيتهم الشديدة لنا؟.. ثماني سنوات وهم يقيمون داخل مخيمات اللاجئين داخل قطاع غزة وقبالة عيونهم نحوّل أراضيهم وبلداتهم التي سكنوها وأجدادهم إلى مزارع لنا. علينا أن نطالب بدم روعي من أنفسنا لا من العرب في غزة.
كيف أغمضنا عيوننا ولم نحدق مواجهة بمصيرنا لنرى وعد زماننا بكل قسوته؟.. هل ننسى أن مجموعة الشباب هنا في كيبوتس «ناحل عوز» تحمل على أكتافها بوابات غزة الثقيلة، بوابات تزدحم خلفها مئات آلاف العيون والأيدي المبتهلة من أجل ضعفنا، كي يتمكنوا من الظفر بنا ويمزقونا إربا إربا.. هل نسينا؟».
وأضاف إن «روعي الفتى الذي غادر تل أبيب ليشيد له منزلا على أبواب غزة ويكون سورا لنا، أعمى الضوء في فؤاده عينيه فلم ير بريق السكين. الشوق للسلام صمّ أذنيه فلم يسمع صوت القتل المترصد له. لم تتسع كتفاه لأبواب غزة الثقيلة فصرعته».
عن موقع القدس العربي
* موشيه ديان ولد بمدينة تونسية ساحلية إسمها “المكنين (عن أحد المعلقين على الموضوع)
وديع عواودة
في 1948 أنشئت مستعمرة « ناحل عوز» على أنقاض خربة الوحيدي القرية الفلسطينية المهجرة في قضاء غزة.
في 1956 قتل فدائيون فلسطينيون جنديا إسرائيليا من سكان المستعمرة يدعى روعي روتبيرغ بالثالثة والعشرين من عمره، ووالد لطفل اسمه بوعاز.
مات والد روعي بعد انكسار قلبه بمقتل ولده وماتت زوجته مريضة دون أن تتزوج ثانية أما الابن بوعاز وهو في أواخر الستيات من العمر الان، فترك إسرائيل قبل سنوات. ويعترف بوعاز في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أنه هرب لتايلند بحثا عن السكينة وللإفلات من ثمن كبير يسدده دون نهاية. ويروي للصحيفة أن صدمة مقتل والده لم تفارقه مبررا عدم زواجه.
من تايلندا تابع بوعاز الحرب على غزة وصدمه مقتل الطفل دانئيل ابن الرابعة يوم الجمعة الماضي داخل مستعمرة ناحل عوز بنفس مكان مقتل والده روعي لكنه يتمنى لو أن سكان المستعمرة كانوا قد هربوا بعد مقتل والده لأنهم كانوا ربما سينجون من الموت.
ابن «ناحل عوز» التي هجرها سكانها للمرة الأولى منذ تأسيسها في 1948 تحت ضغط صواريخ المقاومة يقول إن الحرب مع الفلسطينيين لا تنتهي وأن سكان غزة ليسوا سويديين. ويتابع «أحمل كراهية للغزيين منذ طفولتي وسبق وقلت لسكان ناحل عوز قبل هجرتي من إسرائيل: «إذا قررتم الهرب يوما فبوسعكم نقل ضريح والدي معكم حيثما شئتم سوية مع الأسطورة التي نسجت حوله».
الصحيفة تورد كلمة الرثاء التي قدمها قائد الجيش الإسرائيلي وقتها موشيه ديان وهي تتضمن صراحة إسرائيلية نادرة. وتنطوي هذه الكلمة على أهمية لأنها اعتراف من إسرائيل بجرائمها التاريخية حيال غزة التي حولتها من مدينة ساحلية جميلة إلى غيتو فلسطيني بل لأكبر مخيم لاجئين مزدحم في العالم بعد تدمير مئات القرى الوادعة في المنطقة بين غزة ويافا واللد والرملة عام 1948.
في كلمة الرثاء قال ديان طبقا لما أوردته «يديعوت أحرونوت»: «بالأمس قتل روعي. سكينة الصباح الربيعي بهرت عينيه فلم ير المتربصين بروحه على حد التلم في الحقل. فلا نكيلن التهم اليوم للقتلة. كيف لنا أن نشكو كراهيتهم الشديدة لنا؟.. ثماني سنوات وهم يقيمون داخل مخيمات اللاجئين داخل قطاع غزة وقبالة عيونهم نحوّل أراضيهم وبلداتهم التي سكنوها وأجدادهم إلى مزارع لنا. علينا أن نطالب بدم روعي من أنفسنا لا من العرب في غزة.
كيف أغمضنا عيوننا ولم نحدق مواجهة بمصيرنا لنرى وعد زماننا بكل قسوته؟.. هل ننسى أن مجموعة الشباب هنا في كيبوتس «ناحل عوز» تحمل على أكتافها بوابات غزة الثقيلة، بوابات تزدحم خلفها مئات آلاف العيون والأيدي المبتهلة من أجل ضعفنا، كي يتمكنوا من الظفر بنا ويمزقونا إربا إربا.. هل نسينا؟».
وأضاف إن «روعي الفتى الذي غادر تل أبيب ليشيد له منزلا على أبواب غزة ويكون سورا لنا، أعمى الضوء في فؤاده عينيه فلم ير بريق السكين. الشوق للسلام صمّ أذنيه فلم يسمع صوت القتل المترصد له. لم تتسع كتفاه لأبواب غزة الثقيلة فصرعته».
عن موقع القدس العربي
* موشيه ديان ولد بمدينة تونسية ساحلية إسمها “المكنين (عن أحد المعلقين على الموضوع)