خاطرة : { ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ }
بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي
بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي
أقرأ قوله تعالى في سورة سيدنا يوسف: { ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}
فأرى فيها ما يلي:
1- ليس قرار سجن يوسف صادراً بناء على أوامر الوزير الاول وحده - الذي ربّى سيدنا يوسف في بيته ورعاه – إنما القرار في سجن يوسف رغباتُ النبلاء والوزراء الذين رأت زوجاتهم – في ضيافة امرأة العزيز – شاباً وسيماً خرج عليهنّ بأمرها،تريد أن تثأر منهنّ حين خُضنَ في قصة حبها للشاب الجميل يوسف ، فدهشن من جماله فجرحن أيديهنّ دون أن يشعرن وهنّ مأخوذات بحسنه الآسر، وكنّ يسخرن من حبها لفتىً اشترته بمالها ، وكان ينبغي عليها أن تحب نبيلاً من النبلاء أو فارساً أو وجيهاً ، أما أن تحب خادمها ومتبنّاها فهو ( ضَلاَلٍ مُّبِين ) وخطأ كبير لا يليق بمقامها.
2- والواو في ( رَأَوُاْ ) دليل على أن الرجال غاروا من ميل النساء ليوسف وطلبن إليه الفاحشة كما فعلت امرأة العزيز ، ودليل طلبهنّ تصريح امرأة العزيز أمامهنّ برغبتها فيه دون مواربة { قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ } وما صراحتها الشديدة أمامهنّ إلا لأنهنّ رغبن ما رغبتْ، كما أن الملك حين رأى يوسف يريد البراءة قبل خروجه من السجن – ولا يفعل هذا إلا الواثقُ بنفسه الصادق في حياته- تبنّى موقف يوسف ووثق به وقال للنساء يتهمهنّ بمراودته { مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ } فأقررن بذلك واعترفنّ بنصاعته وسوء دخيلتهنّ وقبح ما طلبنّ منه.
3- لماذا قرروا السجن ولم يتخذوا قراراً آخر كأن يُباع أو يُغرّب فيبتعد عن نظر النساء فينسَينه ، ولعل الجواب : إن الإبعاد لا يمنع العاشقات أن يبحثن عنه ويتابعنه فكيد المرأة كبير ، هذا ما قاله العزيز حين علم الحقيقة، فقال قولته المشهورة { إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } أما السجن فيبقيه حبيساً تحت أنظار أولي الأمر وليس للنساء أن يزرنه في السجن أو يلتقينه. وسينسيهِنّ الزمنُ يوسف ، فليبقَ في السجن بضع سنين.
4- ينبغي أن يكون السجن للخاطئ لا للشريف الطاهر ، وكان من المفروض أن يكرّم يوسفُ لشرفه وطهارته أما أن يُعاقب بجريرة غيره فهذه وهدة الفساد ودرَك الظلم وهمجية البشر حين تنقلب المفاهيم وتتمكن الأهواء في نفوسهم.فيعاقب المحسن ويُكافأ المذنبُ ، إنها سنة الجاهلية في ترك الشريف دون عقاب ومحاسبة الضعيف وحده على ذنب اقترفه ،أو يكون ضحية النظام الفاسد وقرباناً للمتنفذين . وما أكثر ما نراه في حياتنا التافهة هذه.
5- { مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ } والآيات هنا الدلائل والبراهين على انغماس نسائهم في الرذيلة حتى أخمص أقدامهنّ ، وبعد أن صار يوسف مهوى قلوب النساء وغاية أمنياتهنّ، ومدار حديثهنّ . مجتمع فاسد لا ضابط من الأخلاق يضبطه ، ومن أشد الأمور قساوة على الرجال أن يروا نساءهنّ يعزفن عنهم وينشغلن بغيرهم . وكان الأولى أن تكون التربية والأخلاق صمامَ الأمان في المجتمعات فيعرف كل امرئ حقه وحق غيره فيقف عند حدّه ولا يتعداه.
6- ولأنه بريء فسوف يُسجن { حَتَّى حِينٍ } حين تيئس النساء منه – في سجنه- وينسَينَه ، أهي سَنة أو سنتان أو أكثر بين السجناء بأنواعهم الكثيرة المتعدّدة!؟.وعليه أن يتحمل قرارَ السادة ، أليس غريباً بينهم ضعيفاً لا سند له ،اشتراه سيدهم بماله ، فعليه أن يرضى بما يتخذونه دون اعتراض . ...هكذا كان ، وطال سجنه سنوات سبعاً ونسيه السادة أو تناسوه كعادتهم ، لولا لطف الله تعالى وحكمته التي أرادت للبشرية أمراً لا ندريه ... حتى كانت رؤيا الملك ، وكانت الحرية ...
فأرى فيها ما يلي:
1- ليس قرار سجن يوسف صادراً بناء على أوامر الوزير الاول وحده - الذي ربّى سيدنا يوسف في بيته ورعاه – إنما القرار في سجن يوسف رغباتُ النبلاء والوزراء الذين رأت زوجاتهم – في ضيافة امرأة العزيز – شاباً وسيماً خرج عليهنّ بأمرها،تريد أن تثأر منهنّ حين خُضنَ في قصة حبها للشاب الجميل يوسف ، فدهشن من جماله فجرحن أيديهنّ دون أن يشعرن وهنّ مأخوذات بحسنه الآسر، وكنّ يسخرن من حبها لفتىً اشترته بمالها ، وكان ينبغي عليها أن تحب نبيلاً من النبلاء أو فارساً أو وجيهاً ، أما أن تحب خادمها ومتبنّاها فهو ( ضَلاَلٍ مُّبِين ) وخطأ كبير لا يليق بمقامها.
2- والواو في ( رَأَوُاْ ) دليل على أن الرجال غاروا من ميل النساء ليوسف وطلبن إليه الفاحشة كما فعلت امرأة العزيز ، ودليل طلبهنّ تصريح امرأة العزيز أمامهنّ برغبتها فيه دون مواربة { قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ } وما صراحتها الشديدة أمامهنّ إلا لأنهنّ رغبن ما رغبتْ، كما أن الملك حين رأى يوسف يريد البراءة قبل خروجه من السجن – ولا يفعل هذا إلا الواثقُ بنفسه الصادق في حياته- تبنّى موقف يوسف ووثق به وقال للنساء يتهمهنّ بمراودته { مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ } فأقررن بذلك واعترفنّ بنصاعته وسوء دخيلتهنّ وقبح ما طلبنّ منه.
3- لماذا قرروا السجن ولم يتخذوا قراراً آخر كأن يُباع أو يُغرّب فيبتعد عن نظر النساء فينسَينه ، ولعل الجواب : إن الإبعاد لا يمنع العاشقات أن يبحثن عنه ويتابعنه فكيد المرأة كبير ، هذا ما قاله العزيز حين علم الحقيقة، فقال قولته المشهورة { إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } أما السجن فيبقيه حبيساً تحت أنظار أولي الأمر وليس للنساء أن يزرنه في السجن أو يلتقينه. وسينسيهِنّ الزمنُ يوسف ، فليبقَ في السجن بضع سنين.
4- ينبغي أن يكون السجن للخاطئ لا للشريف الطاهر ، وكان من المفروض أن يكرّم يوسفُ لشرفه وطهارته أما أن يُعاقب بجريرة غيره فهذه وهدة الفساد ودرَك الظلم وهمجية البشر حين تنقلب المفاهيم وتتمكن الأهواء في نفوسهم.فيعاقب المحسن ويُكافأ المذنبُ ، إنها سنة الجاهلية في ترك الشريف دون عقاب ومحاسبة الضعيف وحده على ذنب اقترفه ،أو يكون ضحية النظام الفاسد وقرباناً للمتنفذين . وما أكثر ما نراه في حياتنا التافهة هذه.
5- { مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ } والآيات هنا الدلائل والبراهين على انغماس نسائهم في الرذيلة حتى أخمص أقدامهنّ ، وبعد أن صار يوسف مهوى قلوب النساء وغاية أمنياتهنّ، ومدار حديثهنّ . مجتمع فاسد لا ضابط من الأخلاق يضبطه ، ومن أشد الأمور قساوة على الرجال أن يروا نساءهنّ يعزفن عنهم وينشغلن بغيرهم . وكان الأولى أن تكون التربية والأخلاق صمامَ الأمان في المجتمعات فيعرف كل امرئ حقه وحق غيره فيقف عند حدّه ولا يتعداه.
6- ولأنه بريء فسوف يُسجن { حَتَّى حِينٍ } حين تيئس النساء منه – في سجنه- وينسَينَه ، أهي سَنة أو سنتان أو أكثر بين السجناء بأنواعهم الكثيرة المتعدّدة!؟.وعليه أن يتحمل قرارَ السادة ، أليس غريباً بينهم ضعيفاً لا سند له ،اشتراه سيدهم بماله ، فعليه أن يرضى بما يتخذونه دون اعتراض . ...هكذا كان ، وطال سجنه سنوات سبعاً ونسيه السادة أو تناسوه كعادتهم ، لولا لطف الله تعالى وحكمته التي أرادت للبشرية أمراً لا ندريه ... حتى كانت رؤيا الملك ، وكانت الحرية ...