سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن : دوران الأرض ، ودوران الشمس حول الأرض ، وما توجيهكم لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا ، وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس ؟ .
الجواب : خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم } [ لقمان / 10 ] ليس بصريح في دورانها ، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله { أن تميد بكم } يدل على أن للأرض حركة ، ولولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها . وقوله { الله الذي جعل لكم الأرض قراراً } [ غافر / 64 ] ليس بصريح في انتفاء دورانها ؛ لأنها إذا كانت محفوظة من الميَدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور . أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار : فإننا متمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنَّة إليه وأنَّى ذلك ، فالواجب على المؤمن أن يتمسك بظاهر القرآن الكريم و السنة في هذه الأمور و غيرها . ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار قوله تعالى { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال } [ الكهف / 17 ] ، فهذه أربعة أفعال أُسندت إلى الشمس " طلعت " ، " تزاور " ، " غربت " ، " تقرضهم " ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال : وترى الشمس إذا تبيّن سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأبي ذر حين غربت الشمس : " أتدري أين تذهب ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها ، وأنها يوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها ، ويقال : ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها " . ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو الظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض . وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون فإنه لم يصل عندنا إلى حد اليقين ، فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربنا وسنَّة نبيناً صلى الله عليه وسلم . ونقول لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس . فإذا قال الطالب : أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدَّعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات ؟ . فجوابه : أنّا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة ؛ لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي هو خالق الكون كله ، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال ، وحركة وسكون ، وكلامه تعالى أصدق الكلام ، وأبينه ، وهو سبحانه أنزل الكتاب تبياناً لكل شيءٍ ، وأخبر سبحانه أنه يبيِّن لعباده لئلا يضلوا ، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين ، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله ، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل ، لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي . وفي ظني - والله أعلم - أنه سيجيء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة " داروين " حول نشأة الإنسان ، والله أعلم .
الجواب : خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم } [ لقمان / 10 ] ليس بصريح في دورانها ، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله { أن تميد بكم } يدل على أن للأرض حركة ، ولولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها . وقوله { الله الذي جعل لكم الأرض قراراً } [ غافر / 64 ] ليس بصريح في انتفاء دورانها ؛ لأنها إذا كانت محفوظة من الميَدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور . أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار : فإننا متمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنَّة إليه وأنَّى ذلك ، فالواجب على المؤمن أن يتمسك بظاهر القرآن الكريم و السنة في هذه الأمور و غيرها . ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار قوله تعالى { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال } [ الكهف / 17 ] ، فهذه أربعة أفعال أُسندت إلى الشمس " طلعت " ، " تزاور " ، " غربت " ، " تقرضهم " ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال : وترى الشمس إذا تبيّن سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأبي ذر حين غربت الشمس : " أتدري أين تذهب ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها ، وأنها يوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها ، ويقال : ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها " . ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو الظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض . وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون فإنه لم يصل عندنا إلى حد اليقين ، فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربنا وسنَّة نبيناً صلى الله عليه وسلم . ونقول لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس . فإذا قال الطالب : أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدَّعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات ؟ . فجوابه : أنّا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة ؛ لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي هو خالق الكون كله ، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال ، وحركة وسكون ، وكلامه تعالى أصدق الكلام ، وأبينه ، وهو سبحانه أنزل الكتاب تبياناً لكل شيءٍ ، وأخبر سبحانه أنه يبيِّن لعباده لئلا يضلوا ، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين ، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله ، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل ، لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي . وفي ظني - والله أعلم - أنه سيجيء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة " داروين " حول نشأة الإنسان ، والله أعلم .